عبدالحليم علام: المحاماة رسالة لا تعرف الجمود بل تتجدد بتجدد الزمان
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
شارك رئيس اتحاد المحامين العرب، الأستاذ عبد الحليم علام، نقيب محامي مصر، في افتتاح مؤتمر المحاماة الكويتي الأول والذي نظمته جمعية المحامين الكويتية تحت عنوان «رؤية متطورة .. ترسم المستقبل».
. صور
وألقى رئيس اتحاد المحامين العرب، كلمة تناول فيها عددًا من القضايا الجوهرية المرتبطة بتطوير مهنة المحاماة، مؤكّدًا خلالها أن إقامة العدل هي الغاية السامية التي تتكامل فيها جهود القضاء والمحاماة معًا.
وفي مستهل كلمته، توجّه الأستاذ عبد الحليم علام، بخالص التحية والعرفان إلى دولة الكويت قيادةً وشعبًا، وإلى جمعية المحامين الكويتية وأعضاء مجلسها، كما رحّب بالمحامين المشاركين في المؤتمر من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم.
كما تناول أبرز محاور المؤتمر الأربعة، التي جاءت لتعكس الرؤية المستقبلية للمحاماة وهي:
المحور الأول: تطور مهنة المحاماة محليًا وعالميًا، وما يحمله من تبادل للتجارب والخبرات القانونية.
المحور الثاني: أثر التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي على مستقبل العدالة، مؤكّدًا أن "المسؤولية تقتضي تطويع التقنية لخدمة العدالة، لا أن تصبح العدالة رهينة لبرامج التقنية".
المحور الثالث: مهنة المحاماة بين التخصص والشمولية، في موازنة دقيقة بين عمق المعرفة وسعة الأفق المهني.
المحور الرابع: التحول من المكاتب الفردية إلى شركات المحاماة، باعتباره نموذجًا عصريًا للاحتراف والشراكة المهنية، القادرة على المنافسة في السوق العالمي.
وأشار إلى أن مستقبل المحاماة لا يقوم على التطور التقني وحده، بل على التفاعل المهني الواعي الذي يجمع بين خبرة الممارسين ورؤية النقابات والجمعيات المهنية، بما يحصّن المهنة ويحافظ على قيمها في مواجهة تحديات العصر.
واختتم كلمته، بالتأكيد على أن هذا المؤتمر لا يكرر الماضي، بل يرسم انطلاقة نحو المستقبل، قائلًا: «نحن نكتب معًا فصلًا جديدًا في مسيرة المحاماة العربية، عنوانه أن المحاماة ليست شاهدًا على التحولات، بل شريكٌ في صناعة المستقبل».
ووجّه في الختام خالص شكره وتقديره لجمعية المحامين الكويتية، ولجميع الزملاء والزميلات المشاركين، مثمنًا الجهود المبذولة في إنجاح هذا المؤتمر، الذي يشكّل محطة مضيئة في مسار التعاون المهني العربي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المحاماة عبدالحليم علام نقيب المحامين جمعية المحامين الكويتية
إقرأ أيضاً:
شوقي علام: من الخطأ إلزام الناس برأي واحد في المسائل الاجتهادية
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الخلاف الفقهي في الإسلام نعمة لا نقمة، مشيرًا إلى أنه حتميّ الوقوع لحِكمةٍ أرادها الله تعالى في تشريعه، إذ إن اختلاف الأدلة وتعدد أوجه الدلالة في النصوص يجعل من المستحيل أن تُحسم كل المسائل بقولٍ واحدٍ قطعي.
وأوضح في تصريح له، أن هذا الخلاف يمثل سعة ورحمة بالأمة، وينبغي أن يُستثمر لصالح الإنسان لا أن يتحول إلى عبءٍ أو وسيلةٍ للتنازع والفرقة، مؤكدًا أن الله تعالى لو أراد حسم كل المسائل بنصوص قطعية لما وُجد مجال للاجتهاد، لكنَّه سبحانه فتح باب الاختلاف ليبقى مجال التفكير والإبداع مفتوحًا أمام العلماء في كل زمان ومكان.
وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن من أخطر مظاهر سوء التعامل مع الخلاف الفقهي هو إصرار البعض على إلزام الناس برأيٍ واحدٍ في مسائل فرعية أو موسمية، كطريقة أداء الصلاة أو بعض الهيئات التعبدية، بل وصل الأمر ببعضهم إلى تكفير أو تبديع من يخالفه، وهو أمر خطير يخالف منهج العلماء الراسخين الذين قالوا: "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب".
ما حكم إخراج الزكاة بناء على التقويم الميلادي وبيان كيفية ذلك؟
حكم تأخير صلاة الفريضة لعدم الاغتسال من الجنابة .. الموقف الشرعي
وأضاف أن العلماء، وعلى رأسهم الإمام السيوطي والإمام الغزالي، شددوا على أن الإنكار لا يجوز إلا في الأمور التي أُجمع على تحريمها، أما المختلف فيه بين العلماء فلا يجوز أن يُعتبر منكرًا، لأن هذا الاختلاف نفسه من مظاهر سعة الشريعة ورحمتها بالناس.
وبيَّن مفتي الديار السابق، أن من صور الاستفادة من هذا الخلاف أن تستفيد السلطة التشريعية منه في سنّ القوانين، بحيث تُقر ما هو ثابت قطعيّ الدلالة كتحريم القتل والسرقة والفساد، وتستفيد من مساحة الاجتهاد الفقهي في القضايا المتغيرة، فتختار من بين الأقوال الفقهية المعتمدة ما يحقق مصلحة المجتمع في زمانه وظروفه.
وأكد أن المشرع المصري أحسن صنعًا حين جعل في الدستور نصًّا على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، لأن دائرة المبادئ تعني القطعيات التي لا يجوز مخالفتها، بينما تبقى مساحة الاجتهاد مفتوحة أمام التطوير والتجديد، وهو ما يعكس حكمة الإسلام في الجمع بين الثبات والمرونة.