هل ينجح تصعيد إسرائيل في إشعال أزمة داخلية بلبنان؟
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
بينما تتصاعد الضربات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني بوتيرة محسوبة، يتكشف منطق جديد خلف هذا التصعيد، لا يهدف إلى إشعال حرب شاملة بقدر ما يسعى إلى زعزعة توازن الداخل اللبناني ودفع حزب الله نحو أزمة سياسية تتجاوز الميدان إلى بنية الدولة.
تقرأ إسرائيل ما بعد السابع من أكتوبر 2023 باعتباره لحظة إعادة تعريف للجبهات، كما يوضح الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، إذ بات لبنان مجددا "الجبهة المركزية" في عقل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بعد أن فشلت الضغوط السابقة في إجبار بيروت على أي خطوة حقيقية نحو نزع سلاح حزب الله.
ولذلك تتجه تل أبيب إلى تصعيد تدريجي مدروس -حسب حديث مصطفى لبرنامج ما وراء الخبر- يجعل الضغط العسكري وسيلة لإنتاج أزمة داخلية، لا لتحقيق نصر ميداني فحسب.
ففي المقاربة الإسرائيلية، يؤدي كل فشل في تحقيق اختراق سياسي إلى رفع مستوى النار، في إيقاع محسوب يهدف إلى دفع الحكومة اللبنانية إلى مأزق داخلي مزدوج: إن ردّ حزب الله عسكريا، فذلك يبرر لإسرائيل توسيع عملياتها بذريعة الدفاع؛ وإن لم يرد، فإن ذلك يُفسر ضعفا يضع الحزب والحكومة في مواجهة الرأي العام اللبناني.
تلك المعادلة تشكّل "فخا سياسيا" مفتوحا يراد به استنزاف خصوم إسرائيل من الداخل، وفق مصطفى، ولا تنفصل هذه السياسة عن مشهد أوسع يسعى فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى إبقاء التوتر قائما دون تجاوز عتبة الحرب الشاملة.
تدرك إسرائيل أن انهيار لبنان الكامل لا يخدم مصالحها الأمنية، لكنها تريد إبقاءه في دائرة الضغط الدائم، حتى يتحول الأمن إلى أداة سياسية لإعادة هندسة التوازنات في بيروت، حسب ما يراه مصطفى.
حرب نفسيةفي المقابل، يصف الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أمين قمورية هذا النمط من التصعيد بأنه "انتقال إلى المرحلة الثانية من الحرب النفسية"، حيث تستخدم إسرائيل النيران الثقيلة لإحداث صدمة داخلية من دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.
إعلانفمحاولة استدراج الجيش اللبناني للاصطدام بالحزب باءت بالفشل والحزب لم يتراجع عن سلاحه، ما يدفع إسرائيل إلى البحث عن ثغرات جديدة داخل البنية السياسية اللبنانية.
ويرى قمورية أن تل أبيب لا تكتفي بالمطالب العسكرية المعلنة، بل تملك جدولا أوسع يتجاوز الجنوب إلى ملفات المياه والنفط والسيادة الجوية والبحرية، في ما يشبه محاولة فرض "نظام أمني لبناني جديد" يُخضع الدولة لمنطق السيطرة غير المباشرة.
فهي لا تسعى إلى اتفاق سلام شامل بقدر ما ترغب في ترتيبات أمنية تُتيح لها التحرك في الأجواء والمياه اللبنانية كما تشاء.
الموقف الأميركيأما في الموقف الأميركي، فيراه الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كاتزمان، يتبنى عمليا المنطق الإسرائيلي ذاته، إذ تعتبر أن حزب الله لا يمثل الحكومة اللبنانية ولا يحق له جرّ البلاد إلى مواجهة.
ويؤكد أن الولايات المتحدة ترى في الجيش اللبناني القوة الشرعية الوحيدة، وتؤيد ضربات إسرائيل طالما أنها موجهة ضد ما تصفه بـ"التهديدات غير المشروعة"، حتى وإن أبدت رغبتها في ضبط سقف التصعيد تجنبا لحرب أهلية داخلية.
لكن هذا "الضبط الأميركي" لا يعني كبح العدوان، بل يسمح -بحسب مراقبين لبنانيين- باستمرار القصف تحت عنوان الرد المشروع، ما يكرّس حالة "اللا سلم واللا حرب" التي تمنح إسرائيل تفوقا تكتيكيا طويل الأمد وتضغط في الوقت نفسه على حزب الله لتقليص هامش حركته.
في ظل ذلك، يجد لبنان نفسه أمام معادلة معقدة: كل محاولة لاحتواء الموقف تفسر إسرائيليا ضعفا، وكل ردّ محتمل قد يفتح بابا لتصعيد أكبر، وهو وضع قد يعيد إنتاج الانقسام الداخلي حول سلاح الحزب ودور الجيش، ويضع الحكومة أمام اختبار وجودي في وقت يعاني فيه الاقتصاد والسياسة من هشاشة غير مسبوقة.
وبينما تراهن تل أبيب على تفكك القرار اللبناني، تبقى قدرة حزب الله على ضبط الإيقاع مرهونة بمدى تماسك الجبهة الداخلية، إذ إن الانزلاق إلى صدام داخلي سيعني عمليا تحقق الهدف الإسرائيلي دون الحاجة لحرب شاملة، وهو ما يجعل المواجهة الحالية -كما يصفها قمورية- حرب عقول أكثر منها حرب ميدان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات حزب الله
إقرأ أيضاً:
عز الدين: لماذا لا تصدر الحكومة قرارًا سياسيًا وطنيًا لقيادة الجيش بصد الاعتداءات الإسرائيلية؟
أحيا "حزب الله" الاحتفال التكريمي للشهيدين على طريق القدس حسن إبراهيم سليمان "أبو تراب" وحسين إبراهيم سليمان "هادي" في بلدة البياض الجنوبية، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين والنائب حسين الجشي إلى جانب عائلة الشهيد، وفعاليات وشخصيات وعلماء دين وعوائل شهداء، وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
استهل الاحتفال بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى عز الدين كلمةً، شدد فيها على أن "المقاومة التي أدهشت العالم وحققت حلمًا عربيًا ولبنانيًا وإسلاميًا، بإنجازها أول انتصار على إسرائيل في العام ألفين دون قيد أو شرط، يجب أن تُحفظ اليوم بدم شهدائها ومداد علمائها خاصة وأنها لا زالت تشكل خيارًا وسلوكًا يوميًا لكل حرّ ولكل صاحب حقٍّ يريد أن يصل إلى حقه". واعتبر أن "المقاومة ما زالت موجودة وتشكل اليوم ضرورة وطنية ووجودية لبقاء هذا الوطن، خاصة وأن العدو لم يغفُ أو ينسَ هزيمته، ولا زال مشروعه التوسعي يشكل تهديدًا وجوديًا لبقاء بلدنا، وعندما تسمح له الفرصة سيجتاح لبنان ويهدد بقاءه".
وقال: "أما فيما يتعلق بالدور الأميركي، فلا يمكن لأحد أن يضلّلنا أو يحاول إقناعنا بأن العدو الإسرائيلي هو من يتحكّم بالإدارة الأمبركية، فهذا وهم وغير صحيح، وقد حذرنا الإمام الخميني قدّس سره من هذه النظرة عندما قال إن "إسرائيل هي ربيبة أمبركا"، وقد رأينا بأم العين إثر عملية طوفان الأقصى كيف جاءت الولايات المتحدة بجيوشها وأساطيلها لحماية الكيان، لذلك فإن كل ما تقوم به أمريكا اليوم من ضغطٍ وتضليلٍ سياسي تحت عناوين براقة، يهدفون منها أن يحصّلوا بالسياسة الأثمان التي عجز عنها العدو في الميدان، وأن يهيمنوا ويسيطروا على المنطقة، تارةً من خلال التفاوض، وتارةً لأجل التطبيع، فنجدهم يزيّنون مساعيهم باستخدام مصطلحات التفاوض التقني والعادي وغير المباشر وما شابه، إلا أن هذه الأمور لم تعد تنطلي على أحد، فلبنان سيبقى وطنًا حرًا سيدًا مستقلًا عربيًا بهويته وانتمائه، ولن يستطيع أحد، طالما أن فينا دمٌ ينبض، أن يجعلنا محميةً أمريكية أو مستوطنةً إسرائيلية على الإطلاق".
وطالب الحكومة بأن "تعود إلى دراسة الأولويات الوطنية اللبنانية بدقة، وهي التي اعتمدتها في البيان الوزاري، ووضعت في مقدمتها معالجة الاعتداءات الإسرائيلية وملف البناء والإعمار، ولكنها عادت ونسيت ذلك، خاصة بعد الجريمة التي ارتكبها العدو هنا في البياض وأدت إلى استشهاد الشقيقين الذين نحيي ذكراهما اليوم حسن وحسين إبراهيم سليمان، وبعد الاعتداء الموصوف الذي ارتكبته إسرائيل في بلدة بليدا، وهذا الموت المتنقّل من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة".
وقال: "وصل التمادي الإسرائيلي إلى أن يدخل جنوده إلى بلدية بليدا وهي واحدة من مؤسسات الدولة، فيقتلوا بدم بارد في أحد أوجه التمادي المستمر في سلسلة اعتداءات وصلت إلى مصيلح وعدلون والنبطية وكونين وغيرها، لتنال من الدولة وهيبتها وسيادتها وسيادة هذا الوطن، ولذلك وأمام هذا الوضع الذي لم يعد يُحتمل، على الدولة أن تؤمّن الحماية والرعاية لمواطنيها، وعلى هذه الحكومة أن تدعو لجلسة طارئة لدراسة كل الخيارات المتاحة لردع العدو ووقف الاعتداءات والعدوان المستمر على لبنان بأي من السبل التي تستطيعها، خاصة وأنها تملك علاقات دبلوماسية وسياسية مع أغلب الدول الحليفة أو الصديقة من أمريكية وغربية وعربية".
وإذ سأل الحكومة "لماذا لا تصدر قرارًا سياسيًا وطنيًا لقيادة الجيش اللبناني باتخاذ الإجراءات اللازمة لصد هذه الاعتداءات، ولمنع هذا العدو من التمادي واستباحة السيادة اللبنانية؟" ذكّر "بموقف للإمام المغيّب السيد موسى الصدر في العام ألف وتسعمئة وستة وسبعين في بلدة الطيبة، حين خاطب الدولة للإفراج عن القرار السياسي للجيش اللبناني الوطني المستعد لقتال العدو الصهيوني بعد سلسلة من الاعتداءات التي كانت قائمة وموجودة آنذاك".
وختم: "فيما يتعلق بملف إعادة البناء والإعمار الذي كانت الحكومة أعلنت أنه من أولوياتها، فيجب أن تعود وتعطيه الأولوية وتباشر عمليًا بورشتي التعويضات وإعادة البناء والإعمار". مواضيع ذات صلة عز الدين: على الحكومة إيلاء الجنوب الاهتمام اللازم والعمل على وقف الاعتداءات والاغتيالات Lebanon 24 عز الدين: على الحكومة إيلاء الجنوب الاهتمام اللازم والعمل على وقف الاعتداءات والاغتيالات 01/11/2025 12:45:29 01/11/2025 12:45:29 Lebanon 24 Lebanon 24 عز الدين: القرار الذي صدر عن الحكومة في جلستيّ 5 و7 آب ليس مطلبا داخلياً Lebanon 24 عز الدين: القرار الذي صدر عن الحكومة في جلستيّ 5 و7 آب ليس مطلبا داخلياً
01/11/2025 12:45:29 01/11/2025 12:45:29 Lebanon 24 Lebanon 24 عز الدين: نطالب بموقف لبناني حازم ضد الاعتداءات Lebanon 24 عز الدين: نطالب بموقف لبناني حازم ضد الاعتداءات
01/11/2025 12:45:29 01/11/2025 12:45:29 Lebanon 24 Lebanon 24 نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله للجزيرة: قرار الحكومة يشمل مقدمات تمهد للوصول إلى توافق وطني Lebanon 24 نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله للجزيرة: قرار الحكومة يشمل مقدمات تمهد للوصول إلى توافق وطني
01/11/2025 12:45:29 01/11/2025 12:45:29 Lebanon 24 Lebanon 24 الولايات المتحدة الجيش اللبناني الإسرائيلية الإسرائيلي اللبنانية حزب الله المقاومة إسرائيل قد يعجبك أيضاً
"مارك ضو" في أزمة!
Lebanon 24 "مارك ضو" في أزمة!
12:00 | 2025-11-01 01/11/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "الذهب الصيني" الحقيقي ينتشر وبقوة.. فهل وصل إلى لبنان؟
Lebanon 24 "الذهب الصيني" الحقيقي ينتشر وبقوة.. فهل وصل إلى لبنان؟
12:00 | 2025-11-01 01/11/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة: تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق طرابلس
Lebanon 24 بالصورة: تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق طرابلس
11:53 | 2025-11-01 01/11/2025 11:53:10 Lebanon 24 Lebanon 24 بهاء الحريري في ذكرى ميلاد والده: لن ننحني أمام من اغتالوا الحلم
Lebanon 24 بهاء الحريري في ذكرى ميلاد والده: لن ننحني أمام من اغتالوا الحلم
11:50 | 2025-11-01 01/11/2025 11:50:00 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام من معرض الصناعات اللبنانية: فتح الاسواق الخليجية أمام لبنان بات قريبا
Lebanon 24 سلام من معرض الصناعات اللبنانية: فتح الاسواق الخليجية أمام لبنان بات قريبا
11:47 | 2025-11-01 01/11/2025 11:47:58 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
تعرّض لحادث سير صباحًا ودخل المستشفى… فنان لبناني شهير يعلن إلغاء حفلته المقررة اليوم
Lebanon 24 تعرّض لحادث سير صباحًا ودخل المستشفى… فنان لبناني شهير يعلن إلغاء حفلته المقررة اليوم
20:39 | 2025-10-31 31/10/2025 08:39:40 Lebanon 24 Lebanon 24 كيف ستردّ إسرائيل على خطوة رئيس الجمهورية الجريئة؟
Lebanon 24 كيف ستردّ إسرائيل على خطوة رئيس الجمهورية الجريئة؟
16:00 | 2025-10-31 31/10/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تصعيد اسرائيلي مضبوط.. ازمة قد تطول
Lebanon 24 تصعيد اسرائيلي مضبوط.. ازمة قد تطول
17:01 | 2025-10-31 31/10/2025 05:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 قوى الأمن أوقفت السوريّ "خالد شاتيلا".. ما وضعه داخل شقته في عرمون خطير
Lebanon 24 قوى الأمن أوقفت السوريّ "خالد شاتيلا".. ما وضعه داخل شقته في عرمون خطير
16:15 | 2025-10-31 31/10/2025 04:15:43 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير لـ"The Telegraph": بهذه الطريقة سيهزم ترامب بوتين مرة واحدة وإلى الأبد
Lebanon 24 تقرير لـ"The Telegraph": بهذه الطريقة سيهزم ترامب بوتين مرة واحدة وإلى الأبد
17:30 | 2025-10-31 31/10/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
12:00 | 2025-11-01 "مارك ضو" في أزمة! 12:00 | 2025-11-01 "الذهب الصيني" الحقيقي ينتشر وبقوة.. فهل وصل إلى لبنان؟ 11:53 | 2025-11-01 بالصورة: تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق طرابلس 11:50 | 2025-11-01 بهاء الحريري في ذكرى ميلاد والده: لن ننحني أمام من اغتالوا الحلم 11:47 | 2025-11-01 سلام من معرض الصناعات اللبنانية: فتح الاسواق الخليجية أمام لبنان بات قريبا 11:45 | 2025-11-01 "السيدة بهية" إلى مجلس النواب مُجدداً فيديو بسعر جيد.. هاتف جديد سيُنافس هواتف أندرويد
Lebanon 24 بسعر جيد.. هاتف جديد سيُنافس هواتف أندرويد
09:00 | 2025-11-01 01/11/2025 12:45:29 Lebanon 24 Lebanon 24 سقط أرضا مع عروسه خلال رقصهما.. مخرج شهير يحتفل بزفافه من هذه الفنانة (فيديو)
Lebanon 24 سقط أرضا مع عروسه خلال رقصهما.. مخرج شهير يحتفل بزفافه من هذه الفنانة (فيديو)
06:57 | 2025-10-31 01/11/2025 12:45:29 Lebanon 24 Lebanon 24 هتف "عاش لبنان" تحت المطر.. لحظات تاريخية لـ"البابا" بولس السادس في لبنان
Lebanon 24 هتف "عاش لبنان" تحت المطر.. لحظات تاريخية لـ"البابا" بولس السادس في لبنان
18:00 | 2025-10-28 01/11/2025 12:45:29 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24