في الذكرى السنوية للشهيد لعام 1447هـ، نقف بإجلال أمام عظمة أولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فبذلوا أرواحهم الطاهرة في سبيل الله، دفاعًا عن الدين، وعن الأمة، وعن المستضعفين في الأرض. إنها ذكرى تفيض بالعزة والوفاء، وتُجدِّد فينا روح الجهاد، وثقافة الاستشهاد، والولاء لله ولرسوله ولأولياء الله من أئمة آل النبي الأطهار.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
إن الشهادة في سبيل الله هي أعظم وسامٍ وأعظم منحه إلهية، فهي قمة الإخلاص، وذروة العطاء، الشهيد باع دنياه لله، والله أشترى، وافتدى بدمه وعمره لقضيته، فاستحق الخلود والكرامة في جنات النعيم كرامة من الله عز وجل.
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ)، هؤلاء الشهداء العظماء هم من جسّدوا أسمى معاني الصدق والإخلاص، وكتبوا بدمائهم الطاهرة دروس العزة والكرامة، وعلّمونا أن طريق الحق والجهاد وإن كان مليئًا بالتضحيات، فهو طريق النصر والخلود.
وفي هذه الذكرى المباركة، نؤكد التزامنا بالسير على نهج الشهداء، وأن نكون أوفياء لتضحياتهم والسير على خطاهم، متمسكين بتوجيهات السيد القائد حفظه الله، الذي يؤكد دائمًا على ضرورة الاهتمام بروضات الشهداء وتمجيد ذكراهم، والعناية الكبيرة بأسر الشهداء، والاهتمام بأوضاعهم في مختلف المجالات، وفاءً لتضحيات أولئك الأبطال الذين قدّموا أرواحهم على طريق الجهاد والقدس.
إن الذكرى السنوية للشهيد ليست مجرد مناسبة عابرة، بل هي محطة إيمانية عظيمة تُعيد إلينا روح البذل والعطاء، وتُذكّرنا بأن طريق الحرية والكرامة لا يُعبّد إلا بدماء الشهداء الزكية. هي ذكرى تُجدّد العهد مع الله بأن نظل ثابتين على طريق الجهاد، متسلحين بالقرآن والثقافة القرآنية، متمسكين بنهج الشهداء، عاملين بتوجيهات قيادتنا الحكيمة.
قال الله سبحانه وتعالى: (فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
هكذا هم شهداؤنا العظماء – سلام الله على أرواحهم الطاهرة، رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مضوا بثباتٍ وإرادة وعزم لا يتزعزع، فخلّدهم الله في النعيم، وأبقى ذكراهم منارةً للأجيال القادمة.
بإحياء ذكراهم وتجديد ثقافة الجهاد والاستشهاد في نفوسنا، نؤكد السير بخطاهم واتباع نهجهم في الفداء والعطاء، ولنجعل من هذه الذكرى منارةً تشعل في قلوبنا حب الجهاد ومواصلة المسير نحو تحقيق الأهداف السامية التي فرضها الله علينا والتي استشهد من أجلها أبطالنا العظماء. إن ذكرى الشهيد تجسد الأمل والعزيمة، وتجديدًا لعهدنا في الدفاع عن الدين والمبدأ والأرض والعرض، والحفاظ على التراث الذي تركوه لنا الشهداء العظماء.
فلنُجدّد في هذه الذكرى عهدنا بالسير على خطى الشهداء، وبأن نظل أمناء على دربهم، ماضين في نهج الجهاد في سبيل الله، متمسكين بثقافة الشهادة التي تصنع للأمة عزّتها وكرامتها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تدشين فعاليات الذكرى السنوية للشهيد في مأرب
الثورة نت/..
دُشنت في محافظة مأرب اليوم فعاليات إحياء الذكرى السنوية للشهيد للعام 1447ه، تحت شعار ” وفاء لدماء الشهداء.. التعبئة مستمرة والجهوزية عالية” .
وفي الفعالية التي أقيمت في مديرية الجوبة، أشار محافظ مأرب علي طعيمان الى مكانة الشهداء وتضحياتهم العظيمة والمسؤولية الملقاة على الجميع تجاه من رووا الأرض بدمائهم الزكية دفاعا عن الدين والوطن وأمنه واستقراره.. مؤكدا أن تضحيات الشهداء ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال.
بدوره أكد مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة، بدر المجش، أن الذكرى السنوية للشهيد ليست مناسبة عادية، بل محطة تربوية مهمة لاستحضار مآثر وبطولات الشهداء واستلهام دروس العزة والكرامة من تضحياتهم والسير على خطاهم في مواجهة أعداء الأمة.
كما ألقيت في الفعالية كلمات من قبل مسؤول قطاع الإرشاد بالمحافظة، علي حميد والشيخ عبدالله وعه والشيخ ضيف الله بحيبح، اعتبرت هذه المناسبة فرصة لاستذكار بطولات الشهداء ومآثرهم الخالدة وتعزيز الروحية الإيمانية والجهادية.
تخللت الفعالية قصائد معبرة عن عظمة الشهداء وبطولاتهم.