تصميم المتحف المصري الكبير حيث يُعد المتحف أحد أهم وأضخم المشاريع الثقافية في العالم، ليس فقط لما يحتويه من كنوز أثرية نادرة، بل لما يتميز به من تصميم معماري فريد يجمع بين الأصالة والحداثة، ليصبح أيقونة معمارية تعبر عن روح الحضارة المصرية القديمة في ثوب معاصر.

تصميم المتحف المصري الكبير

في عام 2003، أُقيمت مسابقة معمارية دولية لتصميم المتحف المصري الكبير، شارك فيها أكثر من 1,550 مكتبًا هندسيًا من 82 دولة حول العالم.


وقد فازت بالمركز الأول شركة Heneghan Peng Architects، وهي شركة هندسية عالمية مقرها العاصمة الإيرلندية دبلن، أسسها المهندسان المعماريان رويشين هينيغان (Róisín Heneghan) وشي فو بينغ (Shi-Fu Peng).

عملت الشركة بالتعاون مع مكاتب هندسية واستشارية دولية مثل Arup وBuro Happold لتطوير التصميم وتنفيذه وفق أعلى المعايير العالمية في العمارة، مما جعل المشروع مرجعًا عالميًا في تصميم المتاحف الكبرى.

الفكرة المعمارية والموقع المميز

يقع المتحف المصري الكبير على هضبة تطل مباشرة على أهرامات الجيزة، وقد استُوحي تصميمه من العلاقة البصرية بين الموقع والمشهد التاريخي المحيط.
يُشكّل المبنى الرئيسي محورًا بصريًا متصلًا بثلاثة أهرامات قريبة، في مشهد معماري يربط بين الماضي والحاضر.


 

أما الهيكل العام للمبنى فيأخذ شكل مثلث مشطوف الحواف (chamfered triangle)، وهو مستوحى من الزوايا الحادة للأهرامات، دون أن ينافسها بصريًا، مما يحقق توازنًا بصريًا دقيقًا بين الصرحين.

تفاصيل التصميم الداخلي ومسار الزوار

يبدأ الزائر رحلته داخل المتحف عبر قاعة المدخل الكبرى، التي تتوسطها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، يرمز إلى قوة التاريخ المصري القديم.
ومن هذه القاعة، يصعد الزائر تدريجيًا في مسار صُمم بعناية ليأخذه في رحلة زمنية متسلسلة، تبدأ من العصور الفرعونية الأولى وصولًا إلى العصر اليوناني الروماني.

وقد راعت الشركة المصممة استخدام الإضاءة الطبيعية عبر فتحات هندسية مدروسة، مع استخدام الحجر الشفاف (الألباستر) والزجاج المصفّى، بما يضمن الحفاظ على القطع الأثرية مع توفير تجربة بصرية مبهرة.

المواد المستخدمة والإضاءة الذكية

استُخدمت في تصميم المتحف مواد محلية تتناسب مع البيئة المصرية، أبرزها الحجر الجيري والرمال، لتعزيز هوية المكان، بينما صُممت الواجهات الزجاجية بحيث تعكس ضوء الشمس بطريقة تبرز التفاصيل دون إزعاج بصري.

كما اعتمد التصميم على الإضاءة الطبيعية الصديقة للبيئة، وتقنيات حديثة لضبط درجة الحرارة والرطوبة داخل القاعات، بما يحافظ على القطع الأثرية ويقلل استهلاك الطاقة.

الحدائق والمساحات الخارجية

تولّت شركة التصميم البيئي West 8 وضع تصور الحدائق والساحات المحيطة بالمتحف، التي تمزج بين الطابع الصحراوي المصري والعناصر المعمارية الحديثة.
تتيح هذه المساحات للزائر تجربة مريحة قبل دخول المتحف، مع مشاهد بانورامية فريدة للأهرامات في الخلفية.

كما يعكس لون المبنى الخارجي المستوحى من لون الرمال عند الغروب، انسجامًا فنيًا مع المشهد الطبيعي المحيط، مما يجعله جزءًا من هضبة الجيزة لا منافسًا لها.

لماذا يُعد هذا التصميم فريدًا من نوعه؟

نال تصميم المتحف المصري الكبير إشادة واسعة من الخبراء والمؤسسات المعمارية الدولية، كونه يجمع بين الرمزية التاريخية والتقنيات الحديثة في عرض التراث الإنساني.
فهو ليس مجرد مبنى، بل تجربة متكاملة تتيح للزائرين التفاعل مع التاريخ بطريقة بصرية ووجدانية.

وقد حصل المشروع على جوائز معمارية دولية تقديرًا لإبداعه في دمج التراث المصري القديم بأساليب البناء المعاصرة، مما جعله نموذجًا عالميًا يحتذى به في تصميم المتاحف.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من منوعات 2023 موضوع تعبير عن المتحف المصري الكبير - أيقونة التاريخ الحديث المتحف المصري الكبير: أسعار التذاكر ومواعيد الزيارة والموقع الجغرافي 2025 شاهد جميع حلقات مسلسل كارثة طبيعية بجودة عالية الأكثر قراءة قناة: خطة مصرية منظمة تضمن استمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة تحدثت عن القوة الدولية - فتح تصدر بياناً بشأن نتائج لقاء الفصائل بالقاهرة طنجة: فوز ثلاث طالبات فلسطينيات في الدورة الثالثة لجوائز القدس الشريف بالصور: اللجنة المصرية تكثّف جهودها الإغاثية في شمال غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: تصمیم المتحف المصری الکبیر

إقرأ أيضاً:

الرياض تنضم إلى شبكة اليونيسكو للمدن المبدعة في مجال التصميم

أعلنت هيئة فنون العمارة والتصميم عن انضمام مدينة الرياض إلى شبكة اليونسكو للمدن المبدعة في مجال التصميم، وذلك بعد اعتماد المنظمة لنتائج تقييم المدن المتقدمة للانضمام إلى القائمة لعام 2025م، ويأتي ذلك تأكيدًا لمكانة الرياض المتنامية كمركز إقليمي للإبداع والابتكار في مجالات التصميم.

ويعد هذا الإنجاز كثمرةً للجهودٍ التكاملية التي قادتها هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة، بالتعاون مع عددٍ من الجهات الحكومية والأكاديمية وغير الربحية والقطاع الخاص، لإعداد ملف الترشيح الذي أبرز حيوية مشهد التصميم في العاصمة السعودية وتنوعه بين العمارة والتصميم الحضري والتصميم الصناعي والداخلي وتصميم المنتجات والتصميم الرقمي وغيرها من مجالات الإبداع المعاصر.

وفي هذا السياق، أكدت د.سمية السليمان الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم أن انضمام الرياض إلى شبكة اليونيسكو للمدن المبدعة في مجال التصميم يمثل خطوة تاريخية تعكس طموح المملكة في جعل العاصمة نموذجًا عالميًا يحتذى به في توظيف الإبداع لخدمة التنمية الحضرية والثقافية، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف الدولي يأتي كثمرة للاستراتيجية الوطنية للعمارة والتصميم في بناء بيئة محفزة للابتكار وتمكين الكفاءات السعودية في مجالات التصميم المختلفة.

وأضافت الدكتورة سمية السليمان أن الهيئة تسعى إلى ترسيخ مكانة مدينة الرياض كعاصمة عالمية للتصميم ونموذج يحتذى به في العمارة والتصميم ومصدر إلهامٍ للمدن الأخرى، من خلال المبادرات والبرامج الداعمة للممارسات الإبداعية وتعزيز التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية، وتمكين المبدعين السعوديين للمشاركة الفاعلة في إثراء القطاع بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، مؤكدة على أهمية دور التصميم كأداة للتنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.

ويعكس هذا الانضمام مكانة الرياض كمدينة مبدعة في التصميم تجمع بين الأصالة والتجديد، وتمثل نموذجًا للتنمية الثقافية المستدامة القائمة على الإبداع والتصميم، كما يؤكد التزام المملكة بتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، واستثمار الطاقات الإبداعية في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تضع الثقافة والإبداع في صميم التنمية الوطنية.

وتستهدف هيئة فنون العمارة والتصميم من خلال تسجيل الرياض ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة إلى إبراز مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة في الابتكار والإبداع العمراني وتعزيز حضورها على خارطة التصميم العالمية، إضافة إلى إبراز القدرات الوطنية وتمكين المصممين والمعماريين السعوديين لتبادل الخبرات الدولية وصقل مهاراتهم، من خلال المشاركة في شبكة المدن المبدعة التي تضم مدنًا عالمية رائدة في هذا المجال.

وجاء اختيار الرياض انعكاسًا لمكانتها المتميزة كعاصمةٍ وطنية ذات إرثٍ تاريخي وثقافي ومعماري غني، ومركزٍ للتحول الحضري والابتكار في المنطقة، حيث تحتضن المدينة مشهدًا معماريًا فريدًا يجمع بين الحداثة والأصالة في التصميم، مما أسهم في صياغة هوية تصميمية وعمرانية فريدة، كما تتميز بوجود مشاريع ومبادرات كبرى في مجالات التصميم العمراني والهندسي، إضافة إلى مراكز أكاديمية وبحثية تسهم في تطوير القدرات الوطنية في مجالات العمارة والتصميم.

وتُعد شبكة المدن المبدعة لليونسكو إحدى المبادرات العالمية التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين المدن التي تستثمر في الثقافة والإبداع كمحرّكات رئيسية للتنمية المستدامة.

الرياضاليونيسكوقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • باحث أثري: تصميم المسلة المُعلقة يكشف عن "خرطوش" رمسيس الثاني
  • صاحبة تصميم المتحف المصري الكبير: سعيدة بالاحتفال التراثي والحضاري
  • قبل افتتاحه.. المهندس جورج هاملتون يكشف لـ«الوفد» أسرار التصميم المعماري للمتحف الكبير
  • مجلة ديزين المعمارية العالمية: تصميم المتحف المصري الكبير بهذا الحجم فرصة لا تتكرر كثيرا
  • سي إن إن تنشر وصفا تفصيليا عن تصميم ومكونات المتحف المصري الكبير | شاهد
  • «الزائر سيشعر بزمن توت عنخ آمون».. شيرين فرانجول تكشف أسرار تصميم جناح الفرعون الشاب
  • الرياض تنضم إلى شبكة اليونيسكو للمدن المبدعة في مجال التصميم
  • أدريان خويزا يكشف فلسفة تصميم البيئة المحيطة بالمتحف المصري الكبير
  • السياحة تكشف كواليس تصميم دعوة افتتاح المتحف المصري الكبير