أقدم جندي احتياط إسرائيلي، مساء الأربعاء الماضي، على إشعال النار في نفسه أمام منزل مسؤول في قسم التأهيل بوزارة الحرب الإسرائيلية، في حادثة هزت الرأي العام وأعادت إلى الواجهة الجدل حول معاناة المحاربين القدامى وإهمالهم من قبل السلطات.

ووفق بيان مستشفى "هداسا عين كارم"، فإن الجندي الذي أصيب سابقا خلال خدمته العسكرية، يعاني من حروق بالغة في مختلف أنحاء جسده، لكنه ما يزال في حالة "خطرة ومستقرة".

 

وأكد متحدث باسم وزارة الحرب أن الضحية "شرطي سابق في الأربعينيات من عمره، تعرف عليه قسم التأهيل منذ عام 2013"، مشيرا إلى أن الحادث وقع أمام منزل أحد كبار المسؤولين في القسم.
عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
وقال منتدى "معركة الألماس" الإسرائيلي، المعني بشؤون الجرحى والمحاربين القدامى، في بيان:
"بقلوب غامرة، تلقينا نبأ الحادثة الصعبة والمأساوية.. جندي احتياط ضحى بحياته من أجل أمن إسرائيل، ووصل إلى حالة من اليأس الشديد".

وأضاف المنتدى: "رفيق آخر وجد نفسه في مواجهة نظام لا يبالي، فانهار. هذا الحدث بمثابة جرس إنذار لنا جميعا"، مؤكدا مواصلة "مكافحة الذكريات والجروح النفسية، والأنظمة التي لا تنصت دائما"، داعيا وزارة الحرب والحكومة إلى "تحسين إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة النفسية والتأهيلية بشكل جذري، وتقصير فترات انتظار العلاج، والإنصات الصادق لأصوات المقاتلين".

من جانبه، اعتبر نيسيم بن دافيد، رئيس شبكة مراكز الشباب في الاحتلال الإسرائيلي، أن ما جرى "ليس مأساة شخصية، بل تذكير مؤلم لمجتمع بأكمله بدأ ينسى جنوده". وأضاف: "اليوم، عندما يشعر جنود الاحتياط الذين حملوا على عاتقهم أصعب عام في تاريخ البلاد بالتخلي عنهم، يناقش الكنيست قانونا يسعى إلى ترسيخ الإعفاء من الخدمة".

وحذر بن دافيد من "اتساع الشرخ داخل المجتمع الإسرائيلي"، مشددا على أن "دورنا ليس فقط مساعدتهم، بل أيضا إيصال أصواتهم – حتى يتذكر الوطن من لا يزال يقاتل باسمه".

أزمة متفاقمة في صفوف الجيش
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من حالات الاحتجاج والانتحار التي يشهدها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العامين الأخيرين، وسط اتهامات متزايدة للنظام بإهمال المحاربين القدامى وذوي الإصابات.

وبحسب تقرير جديد لمركز البحوث والمعلومات في الكنيست، نُشر الأربعاء الماضي بناء على طلب النائب اليساري عوفر كاسيف، تم تسجيل 279 محاولة انتحار في صفوف جيش الاحتلال بين كانون الثاني/يناير 2024 وتموز/يوليو الماضي٬ توفي منهم 36 جنديا.

وأوضح التقرير، الذي نقلته هيئة البث الإسرائيلية وصحيفة هآرتس، أن جمع البيانات المنتظمة حول محاولات الانتحار بدأ عام 2024، مشيرا إلى أن 12% من الحالات كانت شديدة الخطورة، فيما بلغت 88% متوسطة الخطورة.

وكشفت البيانات أن 124 جنديا لقوا حتفهم انتحارا منذ عام 2017 حتى تموز/يوليو الماضي٬ بينهم 68% من المجندين الإلزاميين، و21% من جنود الاحتياط النشطين، و11% من الخدمة الدائمة. وأشار التقرير إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الانتحار بين جنود الاحتياط منذ عام 2023، مرجحا أن يكون ذلك مرتبطا بزيادة عدد المجندين النشطين بعد اندلاع الحرب الأخيرة.

وقال النائب عوفر كاسيف في تعليقه على الأرقام: "لا قيمة أعظم من حياة الإنسان. وباء الانتحار، الذي من المتوقع أن يزداد مع نهاية الحرب، يتطلب إنشاء أنظمة دعم حقيقية للجنود، والعمل على إنهاء الحروب وتحقيق سلام حقيقي. الحكومة التي ترسل جنودها للحرب وتتركهم يواجهون العواقب وحدهم، هي حكومة تعمل ضدهم".

وتأتي هذه التطورات في ظل تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي استمرت لعامين متتاليين وأسفرت، وفق تقديرات الأمم المتحدة، عن استشهاد أكثر من 68 ألفا و531 فلسطينيا وإصابة 170 ألفا و402 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى خسائر مادية قدرت بنحو 70 مليار دولار كتكلفة لإعادة الإعمار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية جندي انتحار انتحار جندي اشعال النار المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هند رجب ترفع شكوى في ألمانيا ضد جندي إسرائيلي متهم بارتكاب جرائم حرب

أعلنت مؤسسة هند رجب، أنها رفعت شكوى جنائية أمام المدعي العام الاتحادي الألماني في كارلسروه ضد جندي "إسرائيلي" مقيم في برلين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مطالبة بالقبض عليه.

وقالت المؤسسة في بيان، إنها رفعت الشكوى الجنائية ضد الإسرائيلي إلكانا فيدرمان الذي ينتمي إلى الكتيبة 94 (دوشيفات) التابعة للواء كفير ومنظمة "تساف 9" المتطرفة، وأكدت أنها وجهت إلى الجندي تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب قانون الجرائم ضد القانون الدولي الألماني، وأشارت إلى أن طلبها يستند إلى أدلة رقمية واسعة النطاق تُظهر تورطه المباشر في أعمال تعذيب وعرقلة ممنهجة للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.


وشرحت أن مقاطع فيديو وتصريحات علنية لفيدرمان كشفت عن مشاركته في إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين وتمجيده لها، ففي مقابلة واسعة الانتشار، يتفاخر فيدرمان بأخذ كلبه "إلى غزة كمقاتل"، ويزعم أن الكلب "تعامل مع السجناء الفلسطينيين" في مركز احتجاز سدي تيمان بالنقب، حيث وثّقت منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك بتسيلم (منظمة غير حكومية إسرائيلية)، التعذيب المنهجي والعنف الجنسي والمعاملة اللاإنسانية، حسب البيان.



كما أظهرت مقاطع فيديو ومنشورات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة فيدرمان شخصيا وتشجيعه آخرين على عرقلة الشاحنات التي تحمل الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، ولفتت مؤسسة هند رجب إلى أن فيدرمان عضو بارز في منظمة "تساف 9″، وهي جماعة إسرائيلية يمينية متطرفة فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات عام 2024، لعرقلتها قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة.

وطالبت المؤسسة القضاء الألماني بفتح تحقيق جنائي مع فيدرمان، والأمر باحتجازه احتياطيا خوفا من فراره، وإصدار مذكرة توقيف أوروبية لضمان اعتقاله داخل أراضي الاتحاد الأوروبي، وأشارت إلى أنه بموجب الولاية القضائية العالمية لألمانيا، يمكن مقاضاة الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات الألماني بغض النظر عن جنسية الجاني أو مكان وقوعها.


بدوره، قال مدير مؤسسة هند رجب، دياب أبو جهجه إن "سلوك فيدرمان، الذي عُرض بفخر على الإنترنت وجرى التسامح معه في المجتمع الإسرائيلي، يُجسّد القسوة والإفلات من العقاب اللذين ميزا هذه الإبادة الجماعية (بقطاع غزة). لألمانيا السلطة القانونية والواجب الأخلاقي للتحرك"، وفق البيان.

تأتي هذه الشكوى في أعقاب أخرى قدمتها مؤسسة هند رجب في ألمانيا ضد الضابط الإسرائيلي شمعون آفي زوكرمان، بالإضافة إلى إجراءات مماثلة اتخذتها منظمات غير حكومية استهدفت قناصا إسرائيليا، كما تعد هذه الشكوى جزءا من الحملة القانونية التي تطلقها مؤسسة هند رجب لكشف ومقاضاة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة خلال حرب إسرائيل على غزة.

مقالات مشابهة

  • هند رجب ترفع شكوى في ألمانيا ضد جندي إسرائيلي متهم بارتكاب جرائم حرب
  • هند رجب ترفع شكوى جنائية في ألمانيا ضد جندي إسرائيلي
  • شرطي إسرائيلي يضرم النار بنفسه!
  • فتح: الاحتلال الإسرائيلي يسعى بوضوح إلى إفشال اتفاق وقف إطلاق النار
  • شرطي إسرائيلي يشعل النيران في نفسه قرب منزل مسؤول كبير
  • جدل الشروط يُغيب استحقاقات التعافي المبكر: ماهي الحسابات السياسية والأمنية التي تؤخر ملف إعادة إعمار غزة؟
  • كاتب إسرائيلي: الحرب أثبتت الحاجة لتوقيع المزيد من التطبيع في المنطقة
  • رابطةُ العالَم الإسلامي تُدين القصفَ الإسرائيليَّ الغادر على غزة
  • من جديد .. الاحتلال يشعل نيران الحرب في الجنوب اللبناني