◄ المشيخي: التوعية بمخاطر الأفكار الدخيلة ضرورية للحفاظ على الأجيال الجديدة

◄ المقبالية: نحتاج إلى تبني رؤية واضحة لترسيخ القيم الوطنية

◄ التأكيد على أن احترام التقاليد العُمانية أساس للحفاظ على الانسجام الاجتماعي

 

الرؤية- ريم الحامدية

أكد مختصون أن تعزيز جهود الحفاظ على الهوية العُمانية وقيم المجتمع الأصيلة، أصبح ضرورة ملحّة في ظل الانفتاح العالمي المتسارع وانتشار التأثيرات الثقافية المختلفة عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأشاروا في تصريحات لـ "الرؤية" إلى أن الأفكار والسلوكيات الدخيلة سواء عبر الممارسات الفردية أو الفعاليات العامة، قد تؤدي إلى تغيّر سلوكيات المجتمع، وإضعاف اللحمة الوطنية والعائلية، والتأثير على هوية الشباب والمراهقين بشكل خاص.

ويقول د. محمد بن عوض المشيخي، الأكاديمي والباحث المختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري، إن الهوية المُجتمعية أثمن وأغلى ما تملكه الأمم والشعوب؛ لأنَّ الإنسان عندما يفقد هويته الوطنية أو شخصيته التي تميزه عن الآخرين؛ يصبح في أعداد المحكوم عليهم بالفناء، وذلك لانسلاخه عن ذاته ومحيطه ومجتمعه، ويغدو كائناً مستنسخاً مجهول الهوية، تسيطر عليه تيارات جديدة وثقافات دخيلة على قيمنا الأصيلة، وديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء، مشيرا إلى أنه يمكن تعريف الهوية الوطنية بأنها الكيفية التي يعرف بها الناس ذواتهم أو أممهم للآخرين، وتتخذ اللغة والدين والثقافة والتراث والتاريخ والجغرافيا أشكالًا لها".

ويوضح: "لقد تمكنت الدول (الأنجلو – ساكسونية) من اختراق الثقافات المحلية والقيم الوطنية في معظم الدول النامية حاملة معها ما يطلقون عليه بثقافة الانفتاح والانحلال الأخلاقي والبعد عن الدين الحنيف والعقيدة السمحاء، فأصبح الهاتف الذكي بما يحمله من مشاهد للعنف وأفلام إباحية الملاذ والصديق الذي لا يمل عند البعض، مهما زادت ساعات المشاهدة والأوقات الضائعة من أعمار المستخدمين لهذه التكنولوجيا التي تحمل أوجهاً عديدة جلها تصنف في الخانة السلبية".

ويؤكد المشيخي أن التوعية بخطورة التدفق غير المسبوق للأفكار الدخيلة على المجتمع وتثقيف المراهقين والشباب وتحذيرهم من الغث المعلوماتي، يجب أن يكون من أولويات المؤسسات الاجتماعية وخاصة الأسرة والمدارس والمساجد في المرحلة المقبلة، التي يتعاظم فيها الانفجار المعرفي عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مشددا على ضرورة أن تكون هذه التوعية عبر المناقشات الجادة والندوات العلمية في المدارس والجامعات والجوامع، إلى جانب إجراء دراسات علمية متعمقة على المجتمع العُماني بمختلف أطيافه وخاصة المراهقين، وذلك بهدف محاصرة الغزو الثقافي بكل أنواعه.

ويشير إلى أن التفوق الغربي في العولمة الإعلامية لم يتراجع يومًا، بل يزداد قوة وسيطرة، موضحًا: "تتجلى هذه القوة الضاربة في 3 أشياء تسيطر عليها الدول الغربية خاصة أمريكا، والمتمثل أولًا في وسائل الإعلام السمعية البصرية؛ فأكثر الأفلام مشاهدة في العالم هي الأفلام الأمريكية بنسبة تصل إلى 90% من إجمالي الإنتاج العالمي، فضلًا عن شبكات الأخبار العالمية مثلCNN، وثانيًا: الطريق السريع للمعلومات تحتل فيه الولايات المتحدة المرتبة الأولى، وثالثًا مصادر المعلومات أمريكية الصنع؛ فأكثر من 65% من المعلومات العالمية تنطلق من مدينتي واشنطن ونيويورك".

وأضاف المشيخي أن الدراسات التي أجريت في 41 دولة حول العالم في خضم صعود العولمة كشفت عن تفضيل الثقافة الأمريكية على حساب الثقافات المحلية بنسبة وصلت إلى 60% من الذين شملهم الاستطلاع في دول الجنوب الفقيرة، متابعا: "لم نكن أفضل حالًا من الدول التي تعرضت للغزو الثقافي الغربي، فقد بدأت بعض التأثيرات السلبية للبث المباشر في عقد التسعينيات الماضي؛ إذ كانت السلطنة ثاني دولة عربية بعد تونس تسمح للأسر العُمانية باقتناء الأطباق الهوائية التي تحمل مئات القنوات العربية والأجنبية".

من جانبها، تقول كلثم المقبالية، أخصائية توجيه وإرشاد أسري، إن المجتمع العُماني قادر على الحفاظ على هويته الثقافية وسط الانفتاح العالمي والتأثيرات المختلفة، وذلك من خلال إيجاد حالة من التوازن والاتزان بين التمسك بالقيم والتقاليد الأصيلة وبين الاستفادة من التطورات التكنولوجية والاجتماعية المعاصرة، موضحة أن هذا التوازن يعكس رؤية عُمانية فريدة تحافظ على الهوية وفي الوقت ذاته تواكب التغييرات الحاصلة في العالم وحياة الفرد بشكل مدروس.

وتؤكد أنَّ المؤسسات التعليمية تُعد حجر الأساس في تعزيز الانتماء الوطني والقيم العُمانية، إلى جانب الإعلام الذي يقوم بدور فاعل في نشر قيم الهوية الوطنية وتعزيز الحوار الثقافي والاجتماعي عبر مختلف المنصات، وكذلك المبادرات المجتمعية التي تسهم في بناء جسور تواصل بين الفرد والمجتمع عبر برامج وأنشطة تُبرز هذا الترابط الاجتماعي وتعمّق الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن.

وترى المقبالية أنه من الضروري تبنّي رؤية واضحة تقوم على ترسيخ الثوابت والقيم الوطنية في وعي الأفراد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، مع الانفتاح الواعي والمدروس الذي لا يهدد الهوية الأصيلة للمواطن العُماني.

وتؤكد المقبالية أن احترام عادات وتقاليد المجتمع العُماني يُعد عنصرًا أساسيًا للحفاظ على الانسجام الاجتماعي، مشيرة إلى أن قيمة هذا الاحترام تنعكس بشكل واضح على قيم المجتمع والتعاون بين أفراده، كما أن احترام كل فرد لعادات الآخرين يبني الثقة والتفاهم ويجنب الصراعات والاختلافات التي قد تؤدي إلى الفرقة.

وتبيّن: "تعزيز هذا الاحترام يبدأ من الأسرة التي تُعد مدرسة القيم ومنشأها، حيث يمارس الآباء دور القدوة في احترام التقاليد ونقلها للأبناء، وهناك دور على المدارس والمساجد والمؤسسات الثقافية في تعليم الأجيال أهمية هذه القيم، إضافة إلى دور المجالس العائلية والاجتماعية في تعزيز الروابط وتبادل الخبرات والحفاظ على التواصل بين الأجيال".

وتلفت المقبالية إلى أهمية استثمار التكنولوجيا والمنصات الرقمية لإبراز دور الفنون والثقافة العُمانية في تعزيز قيم المجتمع وتعزيز الانتماء الوطني، إلى جانب أهمية صون اللغة العربية واللهجة العُمانية في المحتوى الحديث.

وفي هذا السياق، يؤكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، مفتي عام السلطنة، أن التسامح يجب ألا يخدش أي قيمة من قيم الدين الحنيف، مضيفا: "ونحن هنا في سلطنة عُمان في قطرٍ إسلاميٍّ عريق وهو جزءٌ من جزيرة العرب التي جعلها الله تعالى حرماً للإسلام".

ويشير -في منشور على صفحته الشخصية بمنصة "إكس"- إلى أنه من الضروري عدم السماح بأيِّ ممارسات تمس ثوابت الدين وزعزعة عقيدة الإسلام من أساسها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الصفدي ونظيره الألماني يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية

صراحة نيوز-استقبل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي امس الأربعاء، وزير الخارجية الألماني يوهان دافيد فاديفول، وأجرى معه محادثات موسّعة بحثت سبل تعزيز علاقات الصداقة الراسخة بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وأكّد الصفدي وفاديفول الاستمرار في العمل على توسعة برامج التعاون بين المملكة وألمانيا في قطاعات حيوية تشمل المياه والاستثمار والتعليم والتعليم المهني والسياحة والدفاع.

وثمّن الصفدي الدعم المستمر الذي تقدّمه ألمانيا لمشاريع التنمية في الأردن وللمساعدة في مواجهة تبعات الأزمات الإقليمية.

وبحث الصفدي ونظيره الألماني الجهود المبذولة للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، وأكّدا ضرورة التزامه والتقدّم ضمن رؤية شاملة تضمن الأمن والاستقرار وإعادة البناء في غزة وإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.

كما أكد الوزيران ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكاف إلى جميع أنحاء القطاع وعلى استمرار التعاون بين البلدين في هذه الجهود.

وبحث الصفدي وفاديفول الأوضاع في الضفة الغربية حيث أكّد الصفدي ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية اللا شرعية التي تقوض حل الدولتين وتدفع باتجاه التصعيد وخصوصًا بناء المستوطنات وتوسعتها، ومصادرة الأراضي، ومحاصرة الاقتصاد الفلسطيني، ومحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

كما بحث الوزيران مستجدات الأوضاع في سوريا، وجهود الحكومة السورية لإعادة البناء.

وجدّد الصفدي التأكيد على دعم المملكة للحكومة السورية في جهود إعادة البناء على الأسس التي تضمن وحدة سوريا وأمنها وسيادتها واستقرارها وسلامة أراضيها ومواطنيها.

كما أكّد الصفدي إدانة التدخلات الإسرائيلية المُستهدِفة بث الفتنة والفوضى في سوريا والاعتداءات الإسرائيلية على سوريا.

وشدّد الصفدي على أن استقرار سوريا وأمنها ركيزة للأمن الإقليمي، وعلى أن نجاح سوريا في إعادة البناء نجاح للمنطقة وضرورة للأمن والاستقرار في المنطقة وفي أوروبا.

واتّفق الصفدي وفاديفول على إدامة التشاور والتنسيق إزاء سبل تطوير العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين.

مقالات مشابهة

  • مختصون لـ"الرؤية": الحفاظ على الهوية العُمانية أصبح ضرورة وطنية في زمن الانفتاح العالمي
  • اتحاد السرعة: افتتاح المتحف يتوج جهود الدولة في الحفاظ على الهوية الوطنية
  • رئيس طاقة النواب: المتحف الكبير استثمار استراتيجى فى الهوية الوطنية
  • كيف تحافظ المرأة على الهوية الوطنية عبر الأجيال؟ (شاهد)
  • التسامح.. وحدود الهوية الوطنية
  • ثقافة المنيا تواصل برنامج تعزيز الهوية والإنتماء بالقرى
  • الصفدي ونظيره الألماني يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية
  • حزب الريادة: المتحف المصري الكبير يعزز الهوية الوطنية ويضع مصر في المقدمة
  • برلماني: الترويج الرقمي للمتحف المصري الكبير ضرورة وطنية