الجزيرة:
2025-11-02@10:01:27 GMT

قصة المتحف المصري الكبير.. كيف يرويها مرمم الآثار؟

تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT

قصة المتحف المصري الكبير.. كيف يرويها مرمم الآثار؟

افتتح رسميا منذ ساعات قليلة المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أهم المشاريع الثقافية في مصر في القرن الـ21. لكن بالنسبة إلى محمد إبراهيم الشويخي، أحد مسؤولي ترميم الآثار بالمتحف منذ انطلاق العمل فيه، فإن الحدث لا يمثل مجرد افتتاح لمشروع ضخم، بل تتويجا لجهود استمرت أكثر من عقدين، شارك فيها مئات المتخصصين وآلاف العمال المصريين.

فمنذ وضع حجر الأساس في صحراء ميت رهينة عام 2002، تحوّل المشروع تدريجيًا إلى رمز حضاري وثقافي عالمي يعكس قدرة مصر على الجمع بين تراثها القديم وتقنيات العرض الحديثة في عام 2025.

مسابقة للتعيينات

في عام 2008 أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن مسابقة لتعيين مرمّمي آثار للعمل في المتحف المصري الكبير، بعد اكتمال الدراسات المبدئية للمشروع وبدء تنفيذ غرف الترميم والمخازن. تقدّم للمسابقة نحو 10 آلاف متسابق، خضعوا لعدة مراحل من التصفية انتهت في مايو/أيار 2009 باختيار 106 مرمّمين ضمن المرحلة الأولى، كان من المقرر أن تتبعها مرحلة ثانية لتعيين العدد نفسه. غير أن ثورة يناير/كانون الثاني 2011 أوقفت المرحلة الثانية، لتقتصر التعيينات على نصف العدد فقط.

من بين هؤلاء كان محمد عبد القادر النويشي، خريج كلية الآداب، قسم الآثار والترميم، الذي بدأ رحلته في العمل بالمتحف في واحدة من أكثر الفترات اضطرابا في تاريخ مصر الحديث.

يروي النويشي، وهو من الدفعة الأولى للمرممين في المتحف المصري الكبير، تجربته قائلا: "15 عاما عملت فيها من أجل الوصول إلى هذه اللحظة التي طال انتظارها. كان من المقرر افتتاح المتحف قبل عامين أو أكثر، لكن الأحداث السياسية في المنطقة أجّلت الموعد. ومع ذلك، لم يتوقف العمل ليوم واحد، حتى في أصعب الظروف بعد ثورة يناير وحالة الفراغ الأمني التي شهدتها البلاد. في صباح جمعة الغضب، 28 يناير/كانون الثاني 2011، حينما كانت مصر كلها مغلقة، كنا نحن في الثامنة صباحًا أمام بوابة المتحف، نواصل عملنا كأن شيئا لم يحدث".

المتحف المصري الكبير يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد على مساحة 490 ألف متر مربع (الجزيرة)مجموعة الملك الذهبي تنتظر العرض الأول

على مدى 15 عاما من العمل في الترميم، لا يتذكر المرمم محمد عبد القادر النويشي عدد القطع التي شارك في ترميمها، لكنه لا ينسى لحظة دخوله إلى غرفة مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون للمرة الأولى، تلك اللحظة التي وصفها بأنها "تجربة لا تُنسى".

إعلان

يقول النويشي في حديثه: "غرفة الملك توت عنخ آمون هي المجموعة الوحيدة التي ستُعرض كاملة لأول مرة في الافتتاح الرسمي. حتى أثناء الافتتاح التجريبي، ظلت الغرفة مغلقة، في انتظار اللحظة التي سيُبهر فيها العالم بما تملكه مصر من تراث وبما أنجزته بهذا المتحف".

أما على صعيد أنظمة الأمان، فيؤكد النويشي للجزيرة نت أن نظام التأمين في المتحف الكبير يُعدّ الأحدث عالميًا، إذ تُؤمَّن كل 50 سنتيمترا بكاميرات مراقبة محيطية وأجهزة تتبّع إلكترونية دقيقة. كما تقع غرف المخازن والترميم تحت الأرض، ولا يعرف مواقع مداخلها سوى العاملين المصرح لهم، وهي مؤمنة بشكل كامل وسري.

ويشير النويشي إلى أن هذا النظام المتكامل هو ما حافظ على سلامة المقتنيات خلال فترات الاضطراب السياسي والانفلات الأمني التي شهدتها البلاد، ليبقى المتحف الكبير رمزا للصمود والدقة في حماية التراث المصري.

يروي محمد عبد القادر النويشي، أن فكرة إنشاء المتحف لم تكن وليدة لحظة أو قرار مفاجئ من الوزير الأسبق فاروق حسني، بل جاءت نتيجة 5 سنوات من الدراسات والتخطيط في الداخل والخارج. ويؤكد أن كل خطوة إنشائية في المشروع خضعت لحسابات دقيقة وتصميمات هندسية تراعي ضخامة القطع الأثرية وطبيعة عرضها لتظهر بهيبتها المعهودة.

يقول النويشي في حديثه للجزيرة نت: "حين نُقل تمثال رمسيس الثاني من ميدانه الشهير في عام 2006، وُضع مباشرة في موقعه الدقيق داخل التصميم المعماري للمتحف، ثم بُني المبنى حوله، بما في ذلك البهو الرئيسي والبوابة الأمامية".

ويضيف أن درج المتحف، الذي يعرض عليه عدد من التماثيل الفرعونية العملاقة، خضع لتصميم خاص يضمن التوازن البصري والهندسي في طريقة عرض القطع.

ولم تقتصر الدقة على الجوانب المعمارية فحسب، بل امتدت إلى التفاصيل الفلكية؛ إذ أوضح النويشي أن فريق المهندسين المصريين عمل على ضبط موعد تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني في المتحف، ليحدث في اليوم نفسه الذي تتعامد فيه الشمس على وجه الملك في معبده بالأقصر، وهو ما اعتبره "إنجازا هندسيًا ومعرفيًا سيُسجل في تاريخ مصر الحديث".

ويُرجع النويشي استمرار العمل بالمتحف رغم الأزمات السياسية والاقتصادية إلى تبعية المشروع مباشرةً لرئاسة الوزراء، مما جنّبه البيروقراطية الحكومية.

صرح حضاري

يقع المتحف المصري الكبير عند هضبة الجيزة على بُعد نحو كيلومترين فقط من الأهرامات، مما يجعله أحد أبرز المعالم الثقافية والسياحية المتكاملة في العالم، إذ يتيح للزوار الجمع بين زيارة المتحف وموقع الأهرامات في يوم واحد. يمتد المشروع على مساحة نحو 500 ألف متر مربع، منها 300 ألف متر مربع للمبنى الرئيسي، ليصبح بذلك أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة.

تعود فكرة إنشاء المتحف إلى عام 1992، حين خُصصت له مساحة تبلغ 117 فدانًا قرب الأهرامات، قبل أن يُوضع حجر الأساس عام 2002، عقب إطلاق مسابقة معمارية دولية برعاية اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين لاختيار التصميم الفائز.

وبعد أكثر من عقدين من العمل المتواصل، شهد العالم في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور مصر القديمة، بينها مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون والمراكب الملكية، ليجسد المتحف الجديد رؤية مصر في الحفاظ على تراثها وتقديمه بأسلوب يواكب معايير العرض العالمية الحديثة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المتحف المصری الکبیر فی المتحف أکثر من

إقرأ أيضاً:

المتحف المصري الكبير.. من هي الفنانة شيرين طارق أحمد التي شاركت في حفل الافتتاح


انطلق منذ قليل، الحفل العالمي لافتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يُمثل حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ومشاركة (٧٩) وفداً رسمياً، من بينهم (٣٩) وفداً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة وبالدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر.


وبدأ الحفل بكلمات مؤثرة لعدد من الشخصيات المصرية الهامة التي كان لها دور في بناء المتحف المصري الكبير وفي مقدمتهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق صاحب فكرة إنشاء المتحف، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق ومدير منظمة اليونسكو؛ وكذلك الجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب.


وشارك في الحفل الفنانة المصرية العالمية، شيرين طارق أحمد، وفيما يلي أبرز المعلومات عنها..


- أول ممثلة مصرية تلعب بطولة "سيدتي الجميلة" على مسارح برودواى، وهو دور البطولة لتحطيم الصور النمطية التى التصقت بأدوار الممثلين من الشرق الأوسط.


- تبلغ من العمر 31 عاما ويمتلك والدها محلا للمجوهرات في ولاية ماريلاند الأمريكية.


- أما والدتها فأمريكية الأصل وتعمل مدرسة لغة إنجليزية.


- على الرغم من حب "شيرين" للتمثيل والغناء منذ الطفولة درست شيئا آخر تماما، إذ حصلت على بكالوريوس العلوم في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا مع التركيز على العدالة الجنائية من جامعة تاوسون.


- أثناء دراستها في الجامعة شعرت بأن شغفها بالتمثيل والغناء يزداد يوما بعد الآخر؛ فقررت أن تدعم موهبتها بدروس الصوت والرقص والتمثيل في معاهد متخصصة.


- حين شعرت الفنانة ذات الأصول المصرية بأنها باتت قادرة على الوقوف على خشبة المسرح والتمثيل والغناء بمهارة شديدة، راحت تبحث عن فرصة وخاضت العديد من اختبارات الأداء، وبعد محاولات كثيرة تم اختيارها للعمل كمغنية على متن إحدى سفن الرحلات السياحية، واستمرت هذه التجربة عامين كانت تغني خلالهما لـ"سيلين ديون وماريا كاري وتينا تيرنر".


-لم تهدأ شيرين ولم يتوقف حلمها عند هذا الحد، وراحت تجتهد للعثور على فرصة جيدة تعبر من خلالها للجمهور، وفي بداية عام 2018 تحول حلمها الكامن بداخلها لواقع ملموس، حيث تم اختيارها لتمثيل دور "إيلزا دوليتل" في عرض جديد لمسرحية "سيدتى الجميلة" من إنتاج مسرح "لينكولن سنتر" وإخراج بارليت شير.


-في البداية تم تعيين "شيرين" ممثلة بديلة للفنانة لورا بنتاني لمدة أكثر من عام تدربت خلاله يوميا على أداء دورها حتى يمكن أن تحل محلها عند الضرورة.


-في ديسمبر 2019 اختارت فرقة مسرح لينكولن سنتر شيرين لتلعب دور إيلزا دوليتل في جولة لعرض مسرحية "سيدتي الجميلة" على مسارح أمريكا لتفتح للفنانة المصرية طريق النجومية والشهرة وتكون بعد هذه الخطوة أول مصرية تقدم بطولة عمل في برودواي.


-تؤمن الفنانة شيرين أحمد، ذات الأصول المصرية، بأن لكل حلم أجنحة، تطير بصاحبها إلى أي طريق ما دام لديه الإصرار والعزيمة؛ لذا لم تتعامل مع أحلامها باستخفاف، ولم تترك فرصة لمعول اليأس كي يهزم روحها المليئة بالتفاؤل، فغزت مسارح برودواي لتصبح أول مصرية تقوم ببطولة مسرحية "سيدتي الجميلة" المقتبسة من مسرحية بيجماليون للكاتب الساخر برنارد شو.


حفل افتتاح المتحف المصري الكبير..


ويشهد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير اهتمامًا إعلاميًا غير مسبوق، حيث أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات عن منحها تصاريح تغطية لأكثر من 450 مراسلًا دوليًا يمثلون ما يقرب من 180 وسيلة إعلامية عالمية من المراسلين المقيمين في مصر، لنقل فعاليات الحدث التاريخي لحظة بلحظة إلى مختلف دول العالم.


ويأتي افتتاح المتحف على بعد خطوات من أهرامات الجيزة الخالدة، حيث يطل هذا المشروع الضخم ليكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهي حضارة مصر القديمة الساحرة، ليمثل جسرا زمنيا يربط الماضي العريق بالحاضر الواعد، ومتحفًا حديثًا بمواصفات عالمية ليحكي للعالم قصة آلاف السنين من الإبداع والإنجاز.


المتحف المصري الكبير في أرقام


جدير بالذكر أن المتحف المصري الكبير يعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة "حضارة مصر القديمة"، ويمتد على مساحة 490 ألف م2، ويضم مدخلًا رئيسًا بمساحة نحو 7 آلاف م2، به تمثال للملك رمسيس الثاني، كما يضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تروي تاريخ مصر عبر العصور، بالإضافة إلى الدرج العظيم الذي يمتد على مساحة حوالي 6 آلاف م2، بارتفاع يعادل 6 طوابق.


كما يضم المتحف 12 قاعة عرض رئيسة بمساحة نحو 18 ألف م2، وقاعات عرض مؤقت بمساحة حوالي 1700 م2، وكذلك قاعات لعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون على مساحة تقارب 7.5 ألف م2، تشمل أكثر من 5 آلاف قطعة من كنوز الملك تُعرض مجتمعة لأول مرة، بالإضافة إلى متحف الطفل بمساحة نحو ٥ آلاف م2، ومن المتوقع أن يجذب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًا.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

المتحف المصري الكبير الفنانة شيرين طارق أحمد حفل الافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي أخبار ذات صلة

مقالات مشابهة

  • من هي شيرين طارق أحمد التي شاركت في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير؟
  • من هي شيرين أحمد طارق التي شاركت بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير؟
  • المتحف المصري الكبير.. من هي الفنانة شيرين طارق أحمد التي شاركت في حفل الافتتاح
  • عيسى زيدان: مركز الترميم بالمتحف المصري يحتوي على 126 مرممًا وأثريًا من أكفأ الكوادر
  • الصوفية : المتحف المصري الكبير شاهد على حضارة مصر وعراقتها التي لا تزول
  • افتتاح المتحف المصري الكبير.. عرض مبهر لتوت عنخ آمون ومطالب باستعادة الآثار الموجودة بالخارج
  • صحيفة يونانية: المتحف المصري الكبير فجر جديد للحضارة التي شكلت العالم
  • أستاذ آثار: المتحف المصري الكبير لا يقل أهمية عن السد العالى
  • زاهي حواس: أنفقنا 2 مليار دولار على المتحف المصري الكبير.. فيديو