أكد الأسير المحرر محمود العارضة أنه رغم فرحته الكبيرة بالتحرر من الأسر إلا أن هناك غصة كبيرة في قلبه لتركه خلفه أخوة وأصدقاء له في السجن رافقوه خلال مرحلة الأسر النضالية.

وقال العارضة في حوار خاص مع "عربي21"، إن "الاحتلال شدد قبضته على الأسرى بعد السابع من أكتوبر، وسحب جميع الإنجازات التي حققها الأسرى بفضل صمودهم ومعاركهم التي خاضوها مع الاحتلال ومنها معركة الأمعاء الخاوية"

واختلف الأسير المحرر مع الرأي القائل بأن طوفان الأقصى جر الخراب على قطاع غزة، مؤكدا أن توق أي شعب للتحرر والنصر بالتأكيد سيكون له مقابل وهي التضحيات الكبيرة.



وتاليا نص الحوار كاملاً:

كيف كانت مشاعرك حينما علمت أن اسمك ضمن الأسرى المُفرج عنهم؟
كان شعوري لا يُوصف، ولكن كان هناك أيض غصة كبيرة في قلوبنا لأننا تركنا خلفنا أصدقائنا الذين رافقونا طوال هذه المرحلة النضالية الطويلة والصعبة والقاسية، وعندما رأينا الأهل كانت هناك فرحة كبيرة في قلوبنا.

ووصلنا مصر أرض الكنانة والحمد لله، وكانت فرحتنا كبيرة، كذلك استقبلنا الشعب المصري استقبال حافل وكبير، جزاهم الله عنا خير الجزاء.

ما هي العملية التي أسرت بسببها وعن تجربتك في الأسر؟
انا دخلت الأسر مرتين، الاعتقال الأول كان في عام 1992، وأما الاعتقال الثاني كان عام 1996، واعتقلت بسبب تنفيذ بعض العمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية، قُتل وأصيب فيها عدد من الصهاينة، وتم الحكم علي بالمؤبد، وبعد عملية الهروب من سجن جلبوع أُضيف لهن خمس سنوات أخرى.

على ذكر عملية الهروب من سجن جلبوع، كيف أصبح وضعك في السجن بعدها؟
لم يتغير شيء بعد عملية الهروب، لكن تم وضعي في العزل الانفرادي، حيث تم عزلي انا وبقية من شارك في عملية الهروب سواء العاملين في حفر النفق أو من هرب وعددنا جميعا 11 أسير.

طبعا تم إضافة 4 سنوات سجن إضافية لحكم الخمسة الذين شاركونا في حفر النفق، لم نجتمع مع بعض بعدها، ولكن كنا نلتقي في أقسام وسجون مختلفة دون أن نجتمع في نفس الزنزانة، وأمضيت الأربعة سنوات الأخيرة وحيدا بصحبة الكتاب فقط.

كيف كانت أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة بعد الحرب على غزة؟
فيما يخص أوضاع الأسرى بعد 7 أكتوبر، كانت المأساة كبيرة ولا تُوصف، الوحشية والهمجية التي رأيتموها على التلفاز في غزة تُمارس بشكل وطريقة أخرى داخل السجون، حيث أخذت إدارة السجون من بن غفير صلاحيات واسعة، بمعنى لا يوجد حساب أو رقيب عليها.

البعض يقول إن أوضاع الأسرى قبل 7 أكتوبر كانت أفضل، ما حقيقة هذا الأمر؟
نعم كانت أفضل بكثير، ولكن ليس بفضلهم، وإنما بقوة إرادتنا والمعارك التي خاضها الأسرى خلال 50 عاماً من أجل تحقيق هذه الإنجازات، بمعنى هم لم يمنحوننا شيء مجاني.

لكن بعد 7 أكتوبر اتخذ الاحتلال إجراءات جديدة ونُفذت سياسة بن غفير في السجون، حيث طلب قبل أن يتسلم منصبه الوزاري من الحكومة الصهيونية أن تُطلق يده في السجون، فهو أراد أن يُسحب كل الإنجازات التي حققتها الحركة الأسيرة، وأراد أن يعيش الفلسطيني تحت الذل والمهانة والقهر والجوع والحرمان، وقد تم تطبيق هذه السياسات بعد 7 أكتوبر.

خضت انت والأسرى إضرابات عديدة عن الطعام، لو تتحدث لنا عن هذه التجارب وتأثيرها على الأسرى؟
الإضراب عن الطعام هو حرب الجسد والأمعاء، فحينما يضرب الأسير عن الطعام يبدأ الجسم بأكل ذاته، ونحن رأينا القائد الكبير والذي فجر هذه الأسطورة الكبيرة في العالم، الشيخ خضر عدنان كيف استشهد بعد أن استنفذ جسده كل طاقته.

وفي الحقيقة الإضراب عن الطعام قاسي لأن الأسير يجوع بشدة، لكننا أصحاب رسالة وأصحاب حق ونموت من أجل هذه الرسالة، ورأينا الأسرى الجنائيين كيف حاول بعضهم الإضراب كما أضرب الأمنيين، لكنهم لم يستطيعوا لأن الخلفية تختلف.



لكن كيف كان الاحتلال يتعامل مع هذه الإضرابات؟
كانت إدارة السجون تتخذ إجراءات قاسية جدا أثناء الإضراب، فحينما يبدأ الإضراب تسحب كل المُنجزات الموجودة عند الأسرى، ولكن لا يتعرض الأسير للأذى والإذلال كما حدث بعد 7 أكتوبر.

بمعنى كانت إدارة السجون تجعل الأسير المُضرب يعيش بدون الاحتياجات فقط يكون لديه ملابس السجن الرسمية وغطاء وفرشة ووسادة فقط، هذا طبعا خلال الإضراب.

خلال وجودك في الأسر هل التقيت بقادة الطوفان السنوار والعاروري وغيرهم؟ وكيف تصف علاقتك بهم؟
نعم، هؤلاء أصدقائي وأحبابي واساتذتنا وتعلمنا منهم، التقيت بالشيخ صالح العاروري في السجن أكثر من مرة، وهو صديق عزيز وغالي، وهو شخصية فريدة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وأعتقد أنه من الصعب تعويض رجل مثله.

كذلك الأمر التقيت بأبو إبراهيم السنوار عدة أشهر، وهو رجل عصامي ذا شكيمة قوية ولديه عزيمة لا يمكن وصفها.

كانت علاقتي بهم قوية فهم كانوا مسؤولي تنظيمهم في الأسر وانا كنت مسؤول في تنظيم الجهاد الإسلامي في الأسر، وتكون العلاقة الأغلب هي العلاقة التنظيمية.

لكننا تعلمنا منهم دروس كثيرة، وكانوا خطباء الجمعة ووعاظ ومرشدين وكانوا قادة الإضرابات والخطوات الكبيرة التي حققت من خلالها الحركة الأسيرة إنجازات كبيرة، ونحن لن ننسى هؤلاء العظماء.

ما رأيك بالرأي القائل بأن عملية طوفان الأقصى جرت الخراب على قطاع غزة؟
هذا رأي وانا احترم حرية الرأي والتعبير، ومن حق الناس أن تعبر عن آرائها، لكني لا أؤيده ولا أرى ذلك، إسرائيل كانت تُحضر للسور الواقي الثاني منذ سنوات كما حدث في الضفة، وهي كانت تنتظر أي حركة، ولربما هي كانت قد سارعت وسبقت المقاومة في الخطوة، ولكن المقاومة فاجأتها.

إسرائيل كانت تنوي القيام بهذه الحرب من قبل ولكنها كانت تنتظر اللحظة المناسبة لذلك، بمعنى لم يكن الطوفان اللحظة المُناسبة التي كانت تنتظرها إسرائيل، وإنما قد يكون الطوفان فاجأ إسرائيل وضربها ضربة استباقية.

بالطبع هذا رأيي ورأي الكثيرين واعتقد أنه الأكثر واقعية، لأن هذه الحكومة المتطرفة جاءت وهي حكومة حرب، حيث لم تأتي في تاريخ هذا الكيان حكومة متطرفة ومتشددة مثلها.

بالتالي هذه العملية لم تكن سبب الخراب بل الاحتلال وانا لا أرى خراب، فالشعوب التي تريد أن تتحرر وتنتصر لا بد ان تُقدم التضحيات، وحقيقة قضية الأسرى هي كانت القضية الأساسية والدافع الأساسي خلف هذه العملية.

والشعب الفلسطيني والشعوب الأخرى حينما تدخل في عمل من أجل تحقيق أهدافها وتقدم هذه التضحيات من أجل أسراها هي شعوب كفيلة بأن تنتصر، ونحن نتقدم ونرى النور أكثر.

وفي الحقيقة انا بعد 7 أكتوبر أصبحت أكثر تفاؤلا من قبله، هذه الحرب سيكون لها نتائج كبرى بإذن الله لصالح الشعب الفلسطيني وقضيتنا العادلة.



هل تتعامل قيادة الحركة الأسيرة للمقاومة الإسلامية مع الأسرى سواء الفلسطينيين أ العرب بنفس القدر من المساواة حينما يتم التفاوض على صفقات التبادل؟
نعم هناك مساواة حقيقية بين الجميع، ولكن ليس كل ما يُطلب يُقدم، والعدو يفهم ذلك وهو في صفقات سابقة كان يتشدد كثيرا مثلا حول أسرى الدوريات من الدول العربية، حتى يقول لهذه الدول أنه إذا كنتم ستشاركون الفلسطينيين فإنهم لا يشاركونكم بالمغرم، والاحتلال يهدف من هذا شق الصف الفلسطيني والعربي واضعاف قضيتنا.

ماذا تقول الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي عن قضية الأسرى، وما المطلوب منهم؟
قضية الأسرى أصبحت قضية إنسانية وعالمية وعادلة ويجب أن تُحل، والعدو سيندم أنه أبقى أسرى داخل السجون، لأن المقاومة في المنطقة لن تصمت عن هذه القضية، وواجب الشعوب العربية والإسلامية تجاه الأسرى واضح.

أخيرا ما هي رسالتك لأهالي قطاع غزة؟
أقول لهم إنه لا مكافئ لهم إلا الله، وهذه التضحيات الكبيرة سيكون ثمنها إن شاء الله القدس وفلسطين والدولة المُستقلة بإذن الله، بارك الله بهم وجزاهم الله كل خير.

وحتى أهالي قطاع غزة المتواجدين في مصر جاءوا إلينا ولم يقصروا هم والمصريين بشيء، حيث التقينا بأسر الشهداء والمصابين وكان لقاء طيب وحساس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات محمود العارضة الاحتلال الأسرى غزة غزة الأسرى الاحتلال نفق الحرية محمود العارضة المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی عملیة الهروب بعد 7 أکتوبر الأسیر الم عن الطعام کبیرة فی قطاع غزة فی الأسر کانت ت من أجل

إقرأ أيضاً:

أسير محرر يكشف جحيم التعذيب الممنهج في سجون الاحتلال بعد 7 أكتوبر

#سواليف

كشف تقرير حقوقي صادر عن مكتب #إعلام_الأسرى عن تفاصيل مروعة لانتهاكات جسيمة تمارسها سلطات #الاحتلال الإسرائيلي بحق #الأسرى_الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.

وجاء التقرير مستندا إلى شهادة حية أدلى بها #الأسير_المحرر_محمد_العسلية، الذي وصف ما تعرَّض له خلال فترة اعتقاله بأنه “ #جحيم_لا_يطاق ”، مؤكدا أن ما يجري في #السجون “سياسة انتقامية منظمة وليست مجرد تجاوزات فردية”.

#اعتقال_جماعي وتعذيب ميداني

يروي العسلية أنه اعتُقل مع والده وشقيقه في منطقة الصناعة بخان يونس ضمن حملة #اعتقالات_جماعية نفذها #جيش_الاحتلال في قطاع #غزة.

مقالات ذات صلة ما قصة فيديو “سديه تيمان” الذي تسبب بإقالة المدعية العامة العسكرية للاحتلال؟  2025/11/02

ومنذ اللحظة الأولى بدأت رحلة الإذلال، إذ أُجبر على خلع ملابسه وتُرك مكبلا ومعصوب العينين ساعات طويلة، وتعرَّض للضرب المبرح والإهانة المستمرة من الجنود.

تحقيق تحت #التعذيب

نُقل العسلية بعد ذلك إلى موقع قرب الحدود، حيث خضع لتحقيق ميداني قاسٍ رافقته عمليات تعذيب جسدي ونفسي متواصلة، شملت الضرب بأسلاك كهربائية والركل لأنحاء متفرقة من جسده. ويقول في شهادته “كانوا يضحكون أثناء تعذيبي، وكأن الألم الذي أعيشه متعة بالنسبة لهم”.


جحيم معتقل “ #سديه_تيمان ”

قضى الأسير المحرر 21 يوما داخل معتقل “سديه تيمان”، وهو أحد المراكز العسكرية التي تحولت إلى أماكن احتجاز جماعي. وأوضح أنه كان محتجزا في “بركسات” مكتظة، مع غياب تام لأبسط مقومات الحياة.

وأشار إلى أن الأسرى تعرَّضوا للضرب اليومي والتجويع والرش بغاز الفلفل، فضلا عن إطلاق #الكلاب_البوليسية عليهم لترهيبهم.


نقل متكرر ومعاملة غير إنسانية

بعد ذلك، نُقل العسلية إلى معتقلات في القدس ثم إلى سجن “عوفر”، حيث تكررت أنماط التعذيب، ومنها العزل الانفرادي والحرمان من النوم والعلاج والإهمال الطبي المتعمَّد. وبيَّن أن إدارة السجن كانت “تتعمد إذلال الأسرى عبر منعهم من الاستحمام أو تبديل ملابسهم لأيام طويلة”.


سجن النقب.. ذروة الجحيم

يصف العسلية سجن النقب بأنه “الأسوأ على الإطلاق”. فهناك، سُكبت المياه الساخنة على جسده، وتسببت في حروق برقبته وساقيه، وحُرم من العلاج الطبي رغم تدهور حالته الصحية. وأشار إلى انتشار الأمراض الجلدية بين الأسرى نتيجة انعدام النظافة والاكتظاظ الشديد داخل الغرف.

اقتحامات وغاز خانق

يروي العسلية أن قوات السجن كانت تقتحم الغرف ليلا دون إنذار، وتطلق الغاز الخانق داخلها، وهو ما تسبب في حالات اختناق جماعي. كما كانت إدارة السجن تعمد إلى قطع المياه والكهرباء بصفة متكررة، واتخاذ ذلك وسيلة عقاب جماعي للأسرى.


اعتداء وحشي وتمزيق الوجه

وفي حادثة مروعة، قال العسلية “سكبوا الماء المغلي على جسدي، ووجهي مزقته أنياب كلب”. وأوضح أن الجنود وضعوه داخل قفص وأطلقوا عليه كلبا هاجمه بشراسة، وهو ما أدى إلى إصابته بجروح غائرة في وجهه تطلبت علاجا عاجلا لم يتلقه قط.


جرائم حرب موثقة

أكد التقرير أن ما ورد في شهادة الأسير العسلية ليس حالة استثنائية، بل هو نمط متكرر من الانتهاكات الممنهجة التي تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع والإهمال الطبي والإذلال المتعمَّد. وأشار المكتب إلى أن هذه الممارسات تمثل انتهاكا واضحا للمادة الثالثة من اتفاقية جنيف الرابعة، وتشكل جرائم حرب تستوجب المساءلة الدولية.
دعوة إلى تحقيق دولي عاجل

وطالب مكتب إعلام الأسرى بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة بإشراف الأمم المتحدة، للتحقق من جرائم التعذيب والانتهاكات المرتكبة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان توفير الحماية القانونية والإنسانية لكل الأسرى الفلسطينيين.

وختم المكتب تقريره بالتشديد على أن استمرار الصمت الدولي “يشجع سلطات الاحتلال على المضي في انتهاكاتها البشعة بحق الأسرى الفلسطينيين”، داعيا المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك الفوري لوقف ما وصفها بـ”الإبادة الصامتة” خلف قضبان السجون الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • أسير محرر يكشف جحيم التعذيب الممنهج في سجون الاحتلال بعد 7 أكتوبر
  • فلسطين تطالب بتحرك دولي لوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى
  • الجبهة الشعبية: سياسة ممنهجة للاحتلال لتحويل السجون لميادين للإبادة البطيئة
  • غموض في صفقة التبادل.. حماس تؤكد عدم معرفة هوية الجثث التي سلّمتها
  • الاحتلال يعتقل أسيرا محررا وشقيقه من بلدة عبوين
  • إعلام الأسرى الفلسطينيين: الأسير “بدر” يواجه أوضاعًا صحية وإنسانية قاسية في سجون العدو
  • صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (9)
  • كم بلغ عدد الحواجز الإسرائيلية بالضفة التي أقيمت منذ 7 أكتوبر 2023؟
  • وحدة نحشون.. جهاز عسكري إسرائيلي لمراقبة السجون