العُمانية/ يُجسّد التاريخ البحري العُماني عبر العصور إرثًا ثقافيًّا وحضاريًّا ضاربًا في الجذور، جعل من عُمان أمّةً بحريّةً رائدة، وجسرًا للتواصل بين الحضارات عبر الحوار والسلام مع مختلف شعوب العالم، مشكّلًا صورةً حضاريّةً مُشرقة للعُمانيين في ميادين الإنسانية جمعاء.

إنّ المُتتبع للإرث البحري العُماني العريق يرى بوضوح أثر القيم العُمانية الأصيلة من أمانةٍ وصدقٍ وحسن معاملة، ولا تزال بصماتها قائمة حتى اليوم في إفريقيا والهند والصين وجزر جنوب شرق آسيا، وأسهمت في توطيد الروابط الإنسانية والدينية والثقافية ليغدو التاريخ البحري العُماني مصدر إلهام للأجيال في ترسيخ مبادئ التّسامح والتّعاون والانفتاح.

ويتناول هذا التقرير ملامح التاريخ البحري العُماني، وأبرز المحطات الجغرافية والرمزية في مسيرة الإبحار العُمانية، كما يستعرض دور الشخصيات والمبادرات التي أسهمت في بناء هذا الإرث، واستثمار سلطنة عُمان هذا الرصيد الحضاري في تعزيز حضورها المعاصر عبر القوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية.

يقول الشيخ حمود بن حمد الغيلاني الباحث في التاريخ البحري العُماني لوكالة الأنباء العُمانية إنّ لكل أمة من الأمم ثقافتها الخاصة، وعُمان باعتبارها جزءًا من هذا العالم، لا يمكن نسيان أو تجاوز تلك الثقافة بالارتحال بصورتيه الارتحال الفردي أو الجماعي، وبالتأكيد لا بُد من التأثير والتأثر مع أبناء تلك الدول، والأكيد أنّ قوة التأثير قد تختلف من موقع لآخر.

وأضاف أنّ التأثير العُماني كان واضحًا وجليًّا من خلال نشر الدين الإسلامي، ويتضح أكثر في الجانب الإفريقي، فنشر الإسلام لم يأتِ بطريقة إجبارية لأبناء شرق إفريقيا وغيرها، بل اعتمد على طيب الكلمة وحُسن المعاملة وصدق التعاون والأمانة، بل إنّ صدق المعتقد عند العُمانيين لفت نظر الكثير من الأفارقة مما دفعهم إلى الدخول في الإسلام، وهناك العديد من القصص منها قصة (العامري) وملك أوغندا في حادثة القربان، وما حدث في الهند والصين وجزر جنوب شرق آسيا.

وأفاد بأنّ من تأثيرات العُمانيين والعرب قديمًا في الهند أنّ (زامورين) راجا كاليكوت كان يرتدى ملابس المسلمين رغم أنه كان هندوسيًّا، ومن الآثار الثقافية العُمانية في شرق إفريقيا ظهور الصحافة العربية العُمانية من خلال الصحف العربية مثل (النجاح، والنادي، والفلق، والنهضة، والأمة، الإصلاح، والجريدة الرسمية).

وحول أثر العُمانيين في الأثر المعرفي قال: إنّ المعارف العلمية خصوصًا تلك التي تعتمد منهج التجريب والممارسة هي أكثر أثرًا في الإنسان، وأكثر ثباتًا، ولأن العُمانيين مارسوا الإبحار الملاحي، اكتسبوا الكثير من الخبرات والمعارف في هذا المجال، فألفوا الكثير من الكتب، ويكفي أن نشير إلى أحمد بن ماجد، ومن سبقه من الملّاحين العُمانيين مثل، يزيد العماني وإسماعيل بن إبراهيم بن مرداس (إسمعيلويه)، وجعفر بن لاكيس، وجهود كوتاه، فحدّدوا المسارات، وهي معلومات اقتبسها الكثير من الأمم التي تعامل معها العُمانيون كربابنة.

وتطرّق إلى أثر العُمانيين بصورة مباشرة في نشر الدين الإسلامي في مختلف البلاد التي وصلوا إليها مثل الصين وجنوب شرق آسيا والهند وشرق أفريقيا، كل تلك البلاد نشر العُمانيون الدين الإسلامي بين أهلها بحسن المعاملة وصدق الأمانة ورقي الأخلاق وليس كما يروّج البعض من أنّ الإسلام انتشر بحدّ السيف.

وذكر أنّ الوجود العُماني في شرق إفريقيا اتخذ صورة مختلفة عن بقية البلدان ويمكن اعتباره مثالًا واقعًا وحيًّا حتى اليوم، ويُعدُّ عهد السّيد سعيد بن سُلطان والوجود العُماني القوي محورًا غنيًّا بالاهتمام لكيفية انتشار الإسلام واللغة العربية والعادات والتقاليد العُمانية.

وأشار إلى أنّه في عهد السّيد سعيد بن سُلطان غدت زنجبار مركز إشعاع إسلاميّ وعربيّ في مختلف مناطق شرق إفريقيا قاطبة، فقد انتشر الإسلام عن طريق القوافل العربيّة وخاصة العُمانيّة منها، فمن أولئك التُجار العُمانيين الذين تسلّحوا بخُلق الإسلام، نذكر كلًّا من المشايخ الدعاة التجار خميس بن جمعه الذي أسلم على يديه (موتيسيا الأول)، والشيخ عبد الرحمن بن عبيد بن حمود، وحمد بن محمد المرجبي، وعبيد الله بن سالم الخضوري.

ولفت إلى أنّ النشاط البحري العُماني وعبر مساره التاريخي أدّى أدورًا متعددة منذ القدم، فالرحلات البحرية للسفن العُمانية نتجت عنها علاقات اقتصاديّة ودبلوماسيّة مع مختلف الحضارات القديمة مثل حضارات وادي أنداس في شبه القارة الهندية وحضارات بلاد ما بين النهرين، ثم الحضارة الفرعونية، تلا ذلك التواصل مع شرق أفريقيا والصين، مما أسهم في وجود علاقات قائمة حتى يومنا هذا، ونتيجة لذلك تعززت العلاقات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة.

وفيما يتصل بالاستفادة من هذا الإرث والتاريخ البحري العُماني عبر العصور كقوة ناعمة يقول المكرّم الدكتور صالح بن محمد الفهدي، عضو مجلس الدولة لوكالة الأنباء العُمانية إنّ التاريخ البحري العُماني جزءٌ رئيس من الإرث العُماني العريق، الذي أسهم في تشكيل ثقافة الإنسان العُماني، من قيمٍ ومبادئ وتوجُّهات، ومنطلقُ ذلك الموقع الجغرافي الطبيعي لعُمان، وهو هِبَةٌ ربَّانية عظيمة.

وأضاف أنّ عُمان منذ قديم الآماد كانت محطَّةً مهمَّة تربطُ بين قارات العالم، وبين الشرقِ والغرب، فقد حظي موقعها المتميِّز باهتمام الشعوب التي ركبت البحر، وتنقَّلت بين بلدان العالم، فكانت موانئ مسقط، وصحار، وقلهات، وصور، وسمهرم ومرباط وغيرها من الموانئ العُمانية محطات مهمَّة للتزوُّدِ بالمؤونة، وتبادل السلع، والاسترخاءِ من عناءِ الأسفار البحرية، الأمر الذي كان له الأثر العميق في اختلاط الناس على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وألوانهم وثقافاتهم بالعُمانيين.

وأشار إلى أنّ التاريخ عرف عن العُمانيين بأنهم أسيادُ البحار، إذ جابوا البحار والمحيطات حتى وصلوا إلى الصين، ولم يكن الوصول إلى تلك البقاع قبل الميلاد أمرًا مألوفًا، أو يسيرًا، ولهذا توثِّق الحوليات الصينية للأُسر الصينية الحاكمة بأن العُمانيين هم أول العرب الواصلين إلى الصين، وتحديدًا إلى ميناء كانتون (غوانزوا) حاليًّا.

وأكّد على أنّ العُماني إنسان منفتح على الثقافات، متسامحٌ مع الآخرين، يتجانسُ معهم بيسر وسهولة، تحمله إلى ذلك أخلاقه الدمثة، والراقية، وأمانته وعدله في تعامله مع الآخرين، ولهذا تميَّز بهذه الصفات مما جعله محل اهتمامٍ من قبل الأجناس الأخرى، الأمر الذي يسَّر عليه نشر راية الدين وقيمه السمحة.

ويرى أنّ الإنسان العُماني مصدرٌ من مصادر القوة الناعمة طوال التاريخ، بفضل تكوينه الشخصي القائم على الأخلاق الرفيعة، والنوايا الحسنة، والمساعي الطيبة، والغايات الحميدة، ولهذا رُسّخت صورة التاريخ العُماني بما أسهم به العُمانيون من نهضة الأُمم والشعوب في الهند، وشرق أفريقيا، والصين، ولا تزال الآثار شاهدة إلى هذا اليوم.

وأكّد على أنّ بعض المساجد التي أنشأها العمانيون تقامُ بها الصلوات إلى اليوم في الصين، وهذا ما يعكس الصورة الإيجابية للإنسان العُماني عبر العصور، فلم يُعرف عن العُماني أنه غازٍ ولا غاشم ولا محتل ولا طامع في ثروات الشعوب بل عُرف عنه أنه صاحبُ رسالة سامية، وقيم نبيلة، وأخلاقيات أصيلة.

ووضّح أنّ التاريخ البحري العريق لسلطنة عُمان هو في حدِّ ذاته ثروةٌ حقيقة للقوة الناعمة العُمانية، فإذا تمت الاستفادة من كل مفردة من مفردات هذا التاريخ، ومحطّاته، ومنجزاته، وأحداثه، فإنها بلا شك تغذِّي أولاً الثقافة العُمانية المكوِّنة للشخصية العُمانية.

وحول المعارف البحرية العُمانية ودورها في التواصل الحضاري والتجاري عبر العصور وأثرها يقول خالد بن علي المخيني باحث في المجال البحري لوكالة الأنباء العُمانية: لم يكن البحر للعُمانيين مجرد فضاءٍ أزرقَ ممتدّ، بل كان قدرًا وهُوية، ومدرسةً كبرى صاغت ملامح تاريخهم الحضاري فقد شاءت الجغرافيا أن تطلّ عُمان على ثلاثة مسطحات مائية، وأن يطردها ظهيرها الصحراوي نحو البحر كلما اشتدّ الجفاف، فكان لا بد أن يتعلّق أبناؤها بالموج، وأن يجعلوا من البحر طريقًا للحياة والرزق والتواصل مع العالم، ومن رحم هذا التحدّي برز العُمانيون روّادًا في الإبحار وصناعة السّفن، وتجارًا حملوا بضائعهم وأحلامهم بين الشرق والغرب.

وأضاف أنّ البحّارة العُمانيين توارثوا عبر الأجيال معارف دقيقة في فنون الملاحة؛ فاستدلّوا بالنجوم على المسالك، وقرأوا الطقس ليتنبّؤوا بمواسم الأمطار والعواصف، وبرعوا في معرفة الرياح الموسمية التي كانت مفتاح ازدهار تجارتهم، كما سجّلوا خبراتهم عن المدّ والجزر والمضائق والجزر، حتى باتوا يقرؤون البحر ككتاب مفتوح، يستدلّون فيه على العواصف من تغيّر لونه أو من حركة الطيور المهاجرة، وبفضل ذلك أبحروا في كل اتجاه، وأبدعوا في تدوين المخطوطات والروزنامات الملاحية التي خلدت علمهم.

وحول الأدوات البحرية والجغرافيا العُمانية أشار إلى أنّ البحارة العُمانيين استخدموا أدوات تقليدية أعانتهم على اقتحام المجهول: الإسطرلاب البحري وخشبات ابن ماجد والبوصلة لتحديد الاتجاهات، و"البلد" لتقدير الأعماق، وهو حبل ينتهي بقطعة رصاص ملحقة بالشحم تكشف طبيعة القاع وصلاحيته للرسو، كما استعانوا بالساعة الرملية و"الباطلي" لقياس سرعة السفينة، ثم أفادوا لاحقًا من الخرائط الأوروبية وقياسات سمت الشمس.

وأكّد على أنّ موقع عُمان الفريد قد ساعدهم عند ملتقى المحيط الهندي وبحر العرب والخليج العربي، بما وهبه من سواحل ممتدة وموانئ طبيعية، ليجعل من البحر كتابًا مفتوحًا ومعلّمًا حاضرًا، يزيدهم خبرة كلما أبحروا، ويعلّمهم درسًا جديدًا كلما عادوا.

ولفت إلى أنّ هذه المعارف كانت عمادًا لازدهار تجارة عُمان مع الشرق والغرب؛ إذ جعلت الرياح الموسميّة الرحلات أكثر أمانًا وأقلّ كلفة، فغدت المراكب العُمانية تحمل التوابل والأخشاب والعاج والذهب من الهند وشرق إفريقيا، وتعود محمّلة بالتمور والنحاس والخيول، وبفضل ذلك تحوّلت موانئ صور ومسقط وصحار وقلهات ومرباط إلى محطات دولية تعجُّ بالحركة وتنبض بالحياة.

وقالت الدكتورة بدرية بنت محمد النبهانية، باحثة ومحاضِرة في التاريخ، لوكالة الأنباء العُمانية، إنّ مشروع سفينة جوهرة مسقط جاء لإعادة إحياء طريق التواصل التجاري البحري بين عُمان وشبه الجزيرة العربية في القرن التاسع الميلادي بعد اكتشاف حطام سفينة غارقة في المياه الإقليمية الإندونيسية.

ووضّحت أنّ فكرة المشروع انطلقت في سلطنة عُمان عام 2006م، حين اقترح المغفور له السُّلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه – إعادة بناء السفينة وإهداءها لسنغافورة تعزيزًا للعلاقات التاريخية بين البلدين، وقد تولّت سلطنة عُمان تمويل مشروع البناء، بينما تكفّلت سنغافورة بدعم الرحلة حتى وصولها إليها، ليصبح المشروع رمزًا للتعاون والصداقة بين الشعبين.

وحول إسهام السفينة في إعادة إحياء صورة عُمان كقوة بحرية وتجارية مؤثرة في المحيط الهندي خلال العصور الوسطى، أشارت إلى أنّ جوهرة مسقط تُعدُّ أنموذجًا معاصرًا للسفن التقليدية العُمانية، وأثبتت مهارة البحّارة العُمانيين في تجاوز الصعاب التي واجهوها خلال الرحلة. كما أعادت رسم الصورة العالقة في الذاكرة لتراث عُمان البحري، وتجسيدها واقعًا عبر أجهزة التّتبع التي أتاحت للجمهور متابعة خط سير السفينة عبر موقع إلكتروني خاص بها.

وأضافت أنّ سفينة جوهرة مسقط حملت منذ نشأتها وحتى وصولها إلى سنغافورة روح الملاح العُماني وقدرته على التواصل مع العالم، مؤكّدةً على إمكاناته الملاحية والسياسية كذلك، إذ حملت السفينة بُعدًا سياسيًّا واقتصاديًّا في قالبٍ تراثيٍّ عُمانيٍّ أصيل.

وأكّدت على أنّ سفينة جوهرة مسقط تُعدُّ نموذجًا فريدًا وناجحًا للدبلوماسية الثقافية بامتياز؛ فعندما رست هذه السفينة التاريخية، التي أُعيد بناؤها على الطراز التقليدي عند سواحل سنغافورة في الثالث من يونيو 2010م، لم يكن حدثا عابرا، بل لحظة ثقافية فارقة حيث إنّ رحلة السفينة تحولت إلى إرثٍ دائم، وأصبحت محطةً تاريخيةً في متحف سانتوسا العالمي، حيث تواصل استقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم، لتبقى شاهدًا حيًّا على عمق التاريخ البحري العُماني.

ووضّحت الدكتورة أحلام بنت حمود الجهورية، الباحثة والكاتبة في التاريخ، لوكالة الأنباء العُمانية، أن الموقع الجغرافي والطبيعي لعُمان شكّل، على مر العصور، نقطة محورية في حركة التواصل الحضاري بين الأمم، وأسهم بشكل فاعل في النشاط التجاري البحري في منطقة الشرق الأدنى القديم.

وأضافت أن عُمان اضطلعت بدور تاريخي بارز في صياغة الأحداث التجارية والبحرية التي شهدتها المنطقة، وأصبحت مهدًا رائدًا للملاحة البحرية بفضل الروّاد من البحّارة العُمانيين الذين جعلوا منها وجهة بحرية مزدهرة، اتسمت بكثرة سفنها وتنوّعها، واتساع رقعة نشاطها التجاري، ليغدو البحر شريانًا حيويًّا لنقل الثقافة وتعزيز التواصل بين الشعوب.

وفي سياق إحياء التراث البحري العُماني، أشارت إلى أن بعض السفن الشراعية العُمانية قامت برحلات تاريخيّة لإحياء المسارات البحرية القديمة وتوثيق العلاقات العُمانية الدولية، مثل رحلة سفينة صحار إلى الصين عام 1980م، ورحلة جوهرة مسقط إلى سنغافورة عام 2010م.

وأضافت أن السفن العُمانية، سواء الشراعية منها مثل شباب عُمان الأولى والثانية وزينة البحار، أو السفن الأخرى مثل قاهر الأمواج، والنجاح، ونصر البحر، والمؤزر، واصلت تمثيل سلطنة عُمان في المحافل والمسابقات البحرية الدولية، تعزيزًا لأواصر الصّداقة والسّلام بين عُمان ومختلف دول العالم. فكانت ولا تزال عُمان أرضًا للسّلام، وموطنًا للثقافة والتواصل الإنساني، ومهدًا للملاحة البحرية العالمية.

وذكرت أنّ سفينة الرحماني تُعدُّ من أبرز السفن الحربية العُمانية التي ارتبطت بالحقبة المبكرة من الدولة البوسعيدية، وتحديدًا بأسطول الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، وقد سجلت السفينة حضورًا بطوليًّا في فكّ الحصار الفارسي عن البصرة عام 1775م بعد تلقّي الإمام أحمد طلب مساعدة من والي بغداد العثماني.

وفي سياق آخر، أشارت إلى أنّ سفينة سُلطانة تُجسّد ذروة الدبلوماسية البحرية العُمانية في القرن التاسع عشر، حيث شكّلت أول جسر بحري رسمي بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية وأبحرت عام 1839م إلى ميناء نيويورك، حاملة رسالة صداقة وتبادل تجاري من السُّلطان سعيد بن سلطان إلى الرئيس الأمريكي آنذاك وكان على متن السفينة المبعوث العُماني أحمد بن النُّعمان الكعبي، الذي مثّل السُّلطان في واحدة من أقدم البعثات الدبلوماسية من دولة عربية إلى الولايات المتحدة.

إنّ الإرث البحري العُماني ليس مجرد ذاكرة تُروى، بل هو حاضر حيٌّ ومستقبل واعد، ومرآة تعكس أصالة الإنسان العُماني، وعمق حضارته التي انفتحت على العالم بالمحبة والمعرفة، لا بالغزو والقوة. فمن خلال الأشرعة التي لامست آفاق الشرق والغرب، حمل العُمانيون ثقافتهم وأخلاقهم إلى الشعوب، فتركوا أثرًا لا يُمحى في الذاكرة الإنسانية.

ومما لا شك فيه أنّ هذا الإرث البحري ليس مجرد فصل في كتب التاريخ، بل هو ركيزةٌ في بناء الحاضر، وأداة فاعلة في تعزيز مكانة عُمان على الساحة الدولية، ثقافيًّا وإنسانيًّا، كما أنّ استثمار هذا التاريخ في ترسيخ الهُويّة، وتعزيز الحوار، وبناء الجسور، هو السبيل الأمثل لصون الإرث، ونقله للأجيال القادمة بثقة واعتزاز.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شرق إفریقیا الع مانیون الع مانیین الکثیر من تعزیز ا إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

غدا.. الحرس السلطاني العُماني يحتفل بيومه السنوي

مسقط - /العُمانية

يحتفل الحرس السلطاني العُماني يوم غدٍ الأحد بيومه السنوي، الذي يوافق الأول من نوفمبر من كل عام، تحت رعاية معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وذلك بميدان الاستعراض العسكري بقيادة الحرس السلطاني العُماني.

وتتضمّن فقرات الاحتفال تخريج دفعة من الجنود، إضافة إلى عدد من الفعاليات التي تجسد معاني الفخر والاعتزاز بيوم الحرس السلطاني العُماني.

ويأتي هذا الاحتفال فيما يشهد الحرس السلطاني العُماني نقلة نوعية في مختلف المجالات، بفضل ما يحظى به من رعاية كريمة واهتمام سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى /حفظه الله

مقالات مشابهة

  • مسؤول من الاتحاد الأوروبي يزور مركز الأمن البحري
  • بالأسماء.. مرسوم سلطاني بمنح الجنسية العُمانية لـ 45 شخصا
  • كرة القدم العُمانية نحو العالمية.. كيف؟!
  • الأزهر بني عرابة وأيمن الحسني أول عُمانيين ينالان شهادة مدرب معتمد للقوة البدنية
  • غدا.. الحرس السلطاني العُماني يحتفل بيومه السنوي
  • الأزهر للفتوى: المتحف المصري الكبير إنجاز ملهم شاهد على عبقرية المصريين عبر العصور
  • 181,241 من كبار السن العُمانيين في عام 2024 بارتفاع 4% عن العام السابق
  • أحمد مجاهد: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث ثقافي وحضاري وسياسي واقتصادي غير مسبوق
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يحتفي بافتتاح المتحف المصري الكبير.. مجاهد: حدث ثقافي وحضاري وسياسي واقتصادي غير مسبوق