د. عطية لاشين يرد على دعاوى وقف الإنجاب بسبب الظروف الاقتصادية
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
ورد سؤال إلى د. عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، يقول فيه السائل: "سمعت من يقول إن الذي يُقبل على الإنجاب ويطلبه يعتبر أنانيًّا ومخطئًا، لأنه لا يراعي الظروف الاقتصادية للبلد، فهل هذا صحيح؟"
وأجاب د. لاشين قائلًا: "الحمد لله رب العالمين، قال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأً كبيرًا)، وقد نهى الله عز وجل عن الخوف من الفقر أو ربط الإنجاب بالرزق، لأن الأرزاق بيده وحده سبحانه، وليس لأحد من خلقه تدخل فيها.
وأوضح: "أن للعبد حدودًا واختصاصات لا يجوز له تجاوزها، فكما أن الخلق والرزق من اختصاصات الله تعالى وحده، فإن على الإنسان أن يسلم لأمر الله ويثق بوعده، مصداقًا لقوله تعالى: (أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)، وقوله سبحانه: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)."
وأشار د. لاشين إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا"، مؤكدًا أن الرزق مقدر قبل ولادة الإنسان، كما ورد في الحديث الشريف: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة… ثم يُكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد."
وأضاف أن الإنجاب ليس عبئًا اقتصاديًّا كما يظن البعض، بل على العكس هو قوة بشرية منتجة إذا أُحسن استثمارها، مستشهدًا بتجارب دول مثل الهند والصين التي حولت كثافة سكانها إلى طاقة تنموية رفعت اقتصادها.
وأكد د. لاشين في نهاية رده أن القضية لا تتعلق بعدد المواليد، بل بحسن إدارة الموارد البشرية، فالرزق بيد الله وحده، والإنجاب جزء من عمارة الأرض وتحقيق سنن الله في الخلق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عطية لاشين كلية الشريعة والقانون الظروف الاقتصادية الإنجاب الرزق عطیة لاشین
إقرأ أيضاً:
دعاء سؤال الجنة " اللَّهمَّ أسكنَّا الفردوسَ بجوار نبيِّك"
الجنة.. نشرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، دعاء سؤال الجنة، قائلة: اللَّهمَّ أسكنَّا الفردوسَ بجوار نبيِّك الكريم، يا ربِّ استودعتك دعواتي فبشِّرني بها من غير حولٍ مني ولا قوة.
حقيقة تحدُّث أهل الجنة مع أهل النار:وقالت الإفتاء إن القرآن الكريم كتاب الله المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ۞ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 41-42]، وقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82].
وإثباتُ السماع لأهل النار في موضعٍ ونفيُهُ عنهم في موضعٍ آخر محمولٌ على اختلاف الأحوال التي يمر بها أهل النار؛ فتارةً يُحشَرون صُمًّا كما يُحشَرون عُمْيًا زيادةً في عذابهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا﴾ [الإسراء: 97]. وتارةً يُسمِعهم اللهُ تعالى نداءَ أهل الجنة ويُمَكِّنُهم من إجابتهم، وتارةً يُجعَلون في توابيت من نار، والتوابيت في توابيت أُخَر؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إِذَا بَقِيَ فِي النَّارِ مَنْ يُخَلَّدُ فِيهَا جُعِلُوا فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، فِيهَا مَسَامِيرُ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ قُذِفُوا فِي أَسْفَلَ الْجَحِيمِ، فَيَرَوْا أَنَّهُ لَا يُعَذَّبُ فِي النَّارِ أَحَدٌ غَيْرَهُمْ ثُمَّ تَلَا قولَه تعالى: ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾ [الأنبياء: 100]" رواه البيهقي في "البعث والنشور". فلذلك لا يسمعون شيئًا.
كيف يتحدث أهل الجنة مع أهل النار
وهو محمولٌ أيضًا على أنهم لا يسمعون ما ينفعهم وإنما يسمعون أصوات المعذَّبين أو كلام من يتولى تعذيبَهم من الملائكة، هذا إن حُمِلَ الضميرُ في قوله: ﴿وَهُمۡ فِيهَا لَا يَسۡمَعُونَ﴾ [الأنبياء: 100] على أهل النار، أما إن كان راجعًا إلى المعبودين -على ما قاله الإمام أبو مسلم الأصفهاني- فلا إشكال، ويكون المراد أنهم لا يسمعون صراخهم وشكواهم سماعَ إغاثةٍ ونُصرةٍ على حد قول القائل: سمع الله لمن حمده أي أجاب الله دعاءه.
أهل الجنة والنار
كما وصفهم الله تعالى في الدنيا في قوله: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ ۞ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف: 5-6].