العُمانية: تبذل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه جهودًا حثيثة في تطوير مواقع الإنزال السمكي ضمن خططها الاستراتيجية الهادفة إلى تنمية القطاع السمكي وتعزيز استدامته، إذ تُعد هذه المواقع من الركائز الأساسية للبنية الأساسية للثروة السمكية في سلطنة عُمان، ومن أهم الحلقات التي تربط بين عمليات الصيد والإنتاج والتسويق، وتشكل نقطة الانطلاق نحو تنمية سلاسل الإمداد السمكي ورفع كفاءة تداول المنتجات البحرية.

وتنتشر مواقع الإنزال السمكي على امتداد سواحل سلطنة عُمان لخدمة شريحة واسعة من الصيادين التقليديين والحرفيين، حيث توفر بيئة منظمة وآمنة لعمليات تفريغ الأسماك وفرزها وتداولها، كما تسهم بدور محوري في الحفاظ على جودة المنتجات البحرية وضمان وصولها إلى الأسواق في أفضل الظروف الصحية والبيئية، فضلًا عن دورها في تنظيم النشاط السمكي والحد من الممارسات غير النظامية في عمليات البيع والتوزيع.

و قال عبد اللطيف بن محمد البلوشي مدير عام الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة مسندم إن محافظة مسندم تمتاز بثرائها البحري وتنوع مصائدها الطبيعية، حيث تمثل مواقع الإنزال السمكي في ولاياتها المختلفة نقاط ارتكاز مهمة لتطوير القطاع السمكي وتعزيز الأمن الغذائي المحلي.

وأضاف أن موقعَي الإنزال السمكي في مرفأي غمضاء والجري بولاية بخاء يُعدّان من أبرز المواقع الواعدة التي تسعى وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى تطويرها، بما يسهم في تقديم خدمات نوعية للصيادين وتحسين كفاءة التسويق السمكي في المحافظة.

وأشار إلى أن مواقع الإنزال السمكي تمثل فرصًا اقتصادية واعدة لتنشيط الحركة التجارية المحلية، من خلال جذب المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجالات التعبئة والتغليف والنقل وصناعة الثلج والصيانة البحرية، إلى جانب دورها الاجتماعي في تحسين الظروف المعيشية للصيادين عبر توفير الخدمات الأساسية ومرافق الدعم اللوجستي.

من جانبه، قال عارف بن محمد الكمزاري، رئيس قسم التسويق بمديرية الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة مسندم إن الوزارة أعلنت أخيرًا عن طرح فرص استثمارية لإنشاء وإدارة وتشغيل موقعي الإنزال السمكي بغمضاء والجري في ولاية بخاء، في إطار جهودها المستمرة لتطوير البنية الأساسية للقطاع السمكي وتعزيز إسهامه في الاقتصاد الوطني.

وأضاف أن هذا التوجه يهدف إلى تمكين القطاع الخاص من إدارة وتشغيل هذه المواقع وتطوير خدماتها بما يتماشى مع "رؤية عُمان 2040"، التي تؤكد على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن إشراك المستثمرين سيسهم في رفع كفاءة الأداء وتحسين جودة الخدمات المقدمة للصيادين.

وأكد أن الاستثمار في إنشاء وإدارة وتشغيل مواقع الإنزال السمكي يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية للثروة البحرية، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي لتجارة وتصدير المنتجات السمكية ذات الجودة العالية، بما يدعم الاقتصاد المحلي في محافظة مسندم ويعزز تنافسية القطاع السمكي العُماني على المستويين الإقليمي والدولي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثروة الزراعیة والسمکیة وموارد المیاه

إقرأ أيضاً:

مركب دوائي واعد لمكافحة أقدم وأخطر الأمراض المعدية في التاريخ

الولايات المتحدة – في خطوة علمية واعدة لمكافحة أخطر الأمراض المعدية في التاريخ، أعلن باحثون عن تطوير مركب جديد قد يمثل طفرة في مسيرة مكافحة السل الذي يودي بحياة الملايين. 

وهذا التقدم العلمي يأتي في وقت أصبحت فيه الحاجة ملحة لمضادات حيوية جديدة وفعالة لمواجهة هذا المرض الفتاك.

وقد تمكن فريق بحثي دولي بقيادة البروفيسور جيمس ساتشيتيني من جامعة تكساس “إيه آند إم”، بالتعاون مع الدكتور كيس مكنمارا من معهد كاليبر-سكاغز، من تطوير المركب الجديد CMX410 الذي يستهدف إنزيما حيويا في بكتيريا السل يعرف باسم Pks13. وما يميز هذا المركب قدرته على اختراق الدفاعات البكتيرية ومهاجمة السلالات المقاومة للأدوية، التي تشكل أحد أكبر التحديات في مكافحة المرض عالميا.

وجاء هذا الإنجاز عبر برنامج تسريع أدوية السل، وهو مبادرة عالمية مدعومة من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، تجمع أبرز العلماء لتطوير حلول مبتكرة لمواجهة المرض. ويعلق ساتشيتيني على هذا الإنجاز بالقول: “يظن كثيرون أن السل أصبح مرضا من الماضي، لكن الواقع يؤكد أنه ما يزال يشكل تهديدا صحيا عالميا يتطلب جهودا متواصلة وابتكارات علمية متقدمة”.

ويعتمد المركب الجديد على آلية عمل ذكية تتمثل في تعطيل الإنزيم المسؤول عن بناء الجدار الخلوي للبكتيريا، ما يحرمها من حصانتها الطبيعية ويجعلها عرضة للعلاج.

وقد تم تطوير هذا المركب باستخدام تقنية “الكيمياء النقرية” الحاصلة على جائزة نوبل، التي تتيح تركيب الجزيئات بدقة عالية.

وخلال المراحل التجريبية، خضع المركب لسلسلة من الاختبارات الدقيقة، حيث قام الفريق بدراسة أكثر من 300 مركب مشابه قبل التوصل إلى الصيغة المثلى. وأظهر النجاح في اختبارات السلامة والفعالية على 66 سلالة مختلفة من البكتيريا، بما في ذلك العينات المقاومة للأدوية والمأخوذة من مرضى حقيقيين.

وتوضح الدكتورة إنا كريغر، إحدى القائدات الرئيسيات في الفريق البحثي: “شكل تحديد الهدف الجديد نقطة تحول في مسيرتنا، حيث فتح أمامنا آفاقا جديدة تماما لمكافحة السلالات المقاومة”. وأضافت: “نسعى الآن لتطوير علاجات مركبة تتيح تقصير مدة العلاج وزيادة فعاليته”.

ويتميز المركب الجديد بخصوصيته العالية لهدفها البيولوجي، ما يقلل من الآثار الجانبية على البكتيريا النافعة في الجسم، وهي مشكلة شائعة في المضادات الحيوية التقليدية.

كما أظهرت الاختبارات الأولية على النماذج الحيوانية سلامة المركب حتى في الجرعات العالية، وقدرته على الاندماج مع أدوية السل الأخرى.

ورغم هذه النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون أن الطريق ما يزال طويلا أمام اعتماد هذا المركب كعلاج معتمد، حيث تتطلب المرحلة القادمة إجراء مزيد من الدراسات السريرية للتأكد من سلامته وفعاليته على البشر. لكنهم يجمعون على أن هذا الإنجاز يمثل بارقة أمل حقيقية في مسيرة القضاء على أحد أقدم وأخطر الأمراض التي تواجه البشرية.

المصدر: scitechdaily

مقالات مشابهة

  • طرح 4 فرص استثمارية لدعم قطاع الثروة الحيوانية وتعزيز الأمن الغذائي في جازان
  • واشنطن: على حماس إلقاء السلاح ووقف نهب المساعدات لبناء مستقبل أفضل لغزة
  • المستشار عدلي حسين: المتحف المصري الكبير جسر بين ماضٍ مجيد ومستقبل واعد
  • الأمم المتحدة: نعمل على إعادة تأهيل المستشفيات في قطاع غزة وتوفير المعدات الأساسية
  • مركب دوائي واعد لمكافحة أقدم وأخطر الأمراض المعدية في التاريخ
  • لجنة شؤون الصحفيات تحتفي بيوم المرأة العُمانية بمحافظة مسندم
  • كورا العقارية تستند إلى مكانة مجموعة أباريل الريادية في تعزيز الجودة للمساهمة في رسم مستقبل القطاع العقاري بالإمارات
  • مجلس الوزراء يعتمد الموازنة العامة الطارئة للعام المالي 2026 والسمات تكشف عن تأهيل البنية التحتية والخدمات الأساسية
  • ابتكار مركب دوائي واعد لمكافحة السل (تفاصيل)