البرودكاست.. الصوت الذي كسر صمت الصورة
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
في عالم يتغير بسرعة، ظهرت فكرة البودكاست لتعيد تعريف مفهوم الاستماع والمحتوى الصوتي. بدأت الفكرة في أوائل الألفية على يد الصحفي ديف وينر والمذيع آدم كوري، اللذين طوّرا تقنية تسمح بتحميل الملفات الصوتية تلقائيًا على أجهزة iPod، ومن هنا جاءت كلمة “Podcast” المأخوذة من دمج كلمتي iPod وBroadcast. كانت الفكرة بسيطة لكنها عبقرية: محتوى صوتي يُستمع إليه في أي وقت ومن أي مكان، دون الارتباط بموعد بث محدد كما في الإذاعة التقليدية.
انتشار البودكاست لم يكن مصادفة، بل جاء نتيجة تحوّل كبير في عادات الجمهور. ففي زمن السرعة وتعدد الاهتمامات، أصبح الناس يبحثون عن محتوى مرن وشخصي ومتنوع، يمكنهم الاستماع إليه أثناء القيادة أو ممارسة الرياضة أو حتى أثناء العمل. كما أن البودكاست منح صُنّاع المحتوى حرية التعبير بعيدًا عن قيود الإنتاج التلفزيوني، وسمح لهم بتناول موضوعات لم تكن تجد مكانها في الإعلام التقليدي، مثل الصحة النفسية، وتطوير الذات، والقصص الواقعية، والتجارب الإنسانية الملهمة.
أما جمهور البودكاست فهو في الغالب من الشباب والمثقفين والباحثين عن الإلهام والمعرفة. جمهور مختلف لا يبحث عن اللقطات السريعة أو الترند المؤقت، بل عن حوار صادق وأفكار تترك أثرًا. هذا النوع من المستمعين يشعر أن مقدّم البودكاست يتحدث إليه شخصيًا، فيتكوّن بينهما نوع من الألفة والولاء نادر الوجود في الوسائط الأخرى.
ورغم غياب الصورة، نجح البودكاست في كسب ملايين المستمعين حول العالم، لأن الصوت وحده يكفي أحيانًا. فالصوت ينقل المشاعر بصدق ويجعل المستمع أكثر تركيزًا مع الفكرة، بعيدًا عن المظهر أو المؤثرات البصرية. هذه البساطة كانت سرّ قوته، لأنها تعيدنا إلى جوهر التواصل الإنساني: الكلمة الصادقة والنبرة التي تحمل إحساسًا حقيقيًا.
اليوم لم يعد البودكاست مجرد هواية، بل صناعة ضخمة تستثمر فيها الشركات العالمية بمليارات الدولارات. وأصبح له مكانة كبيرة في العالم العربي أيضًا، حيث بدأ صُنّاع المحتوى العرب في تقديم برامج تنافس عالميًا من حيث الفكرة والجودة والتأثير.
وتبقي كلمة:
البودكاست في جوهره ليس مجرد وسيلة إعلامية جديدة، بل ثورة هادئة في عالم التواصل. أعاد للكلمة قوتها، وللصوت حضوره، وللمستمع مكانته، في زمن امتلأ بالضجيج البصري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عالم
إقرأ أيضاً:
زاهي حواس: حفل افتتاح المتحف المصري الكبير عمل عظيم.. والعرض أبهر العالم
أكد الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، أن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير مساء اليوم كان عملًا عظيمًا وتنظيمًا أكثر من رائع من قبل شركة التنظيم على مستوى الموسيقى والصوت والإضاءة والألحان والأغاني، مشددًا على أن الحدث يليق بمكانة مصر وتاريخها العريق.
وقال "حواس"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، إن القطع الأثرية في المتحف المصري الكبير تتحدث عن نفسها بفضل جمال العرض والتصميم المميز الذي يعكس عبقرية الحضارة المصرية القديمة، موضحًا أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت رائعة وقوية، وأوصلت رسالة واضحة إلى العالم بأن مصر بلد الأمن والسلام والحضارة.
وشدد عالم الآثار الكبير، أن أكثر تعليقات القادة والزعماء خلال افتتاح المتحف المصري الكبير عبّرت عن انبهارهم بالتنظيم وروعة الحدث، مؤكدًا أن الحفل "أثر في كل من شاهده" و"قدم لمصر دعاية عالمية غير مسبوقة، ولا نحتاج أي شئ آخر ما حدث هو ترويج كبير لمصر على كافة المستويات الاقتصادية وفي السياحة والاستثمار.