الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: أعمال عنف وحشية في الفاشر تجبر الآلاف على الفرار
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأحد، من تصاعد أعمال العنف في مدينة الفاشر غربي السودان، مؤكدة أن "آلاف العائلات بحاجة ماسة إلى المأوى والحماية والرعاية"، وسط تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية بعد هجوم قوات الدعم السريع على المدينة.
وقالت المفوضية، في بيان عبر منصة "إكس"، إن "أعمال عنف وحشية في الفاشر (مركز ولاية شمال دارفور) أجبرت الآلاف على الفرار من منازلهم"، مشيرة إلى أن فرقها "تقدم مساعدات منقذة للحياة في السودان، غير أن الموارد في انخفاض حاد"، داعية إلى "السماح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول الآمن والفوري إلى المحتاجين".
???? عاجل: أعمال عنف وحشية في #الفاشر بالسودان أجبرت الآلاف على الفرار.
تقدم المفوضية في السودان مساعداتٍ مُنقذة للحياة، لكن الموارد في انخفاض حاد.
آلاف العائلات بحاجةٍ ماسة إلى المأوى والحماية والرعاية.
نرجوا دعمكم اليوم: https://t.co/4LOi3TYrLJ pic.twitter.com/6rKgNOAvIH — مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) November 2, 2025
وكانت قوات الدعم السريع قد استولت في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي على الفاشر، بعد معارك ضارية، وارتكبت بحسب تقارير محلية ودولية مجازر بحق المدنيين، ما أثار إدانات واسعة من منظمات إقليمية ودولية.
وباستيلائها على المدينة أصبحت قوات الدعم السريع تسيطر على كامل ولايات دارفور الخمس، في حين يحتفظ الجيش السوداني بسيطرته على معظم الولايات الثلاث عشرة الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويعد إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، إلا أن غالبية السكان البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة يعيشون في مناطق سيطرة الجيش.وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بوقوع "تجاوزات" من قواته في الفاشر، زاعما أنه وجه بتشكيل لجان تحقيق.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة الهجرة الدولية مساء الأحد، أن نحو 71 ألف شخص نزحوا من مدينة الفاشر والقرى المحيطة بها منذ سيطرة الدعم السريع على المدينة.
وقالت المنظمة في بيانها إن فرقها الميدانية "قدرت بين 1 و2 تشرين الثاني/نوفمبر نزوح أكثر من 8 الآف و600 شخص إضافي بسبب الاشتباكات"، ليرتفع العدد الإجمالي إلى نحو 70 ألف و900 نازح خلال أسبوع واحد فقط.
وأضاف البيان أن "الأرقام أولية وقابلة للتغيير مع استمرار انعدام الأمن وتسارع وتيرة النزوح"، مشيرا إلى أن معظم الفارين لجأوا إلى مناطق داخل محافظتي الفاشر والطويلة شمال دارفور.
وأوضحت المنظمة أن "الوضع الأمني على الطرق سيئ للغاية ويعيق حركة التنقل والمساعدات"، مؤكدة أن "الوضع لا يزال متوترا ومتقلبا مع استمرار انعدام الأمن وحركة النزوح المتواصلة".
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا مدمرة بين الجيش و"قوات الدعم السريع" أودت بحياة عشرات الآلاف، وتسببت في نزوح نحو 13 مليون شخص، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة تعد من بين الأسوأ في العالم.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الفاشر السودان الدعم السريع السودان الدعم السريع الفاشر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
خرائط السيطرة وطرق النزوح.. الدعم السريع ينتشر في دارفور والفاشر تدفع الثمن
تعيش مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، واحدة من أكثر الأيام دموية منذ اندلاع الحرب في السودان، فقد أدت سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى مقتل آلاف المدنيين خلال أيام قليلة، ونزوح أكثر من 62 ألف شخص في أقل من 4 أيام، في حين بقي نحو 177 ألفا عالقين تحت الحصار دون ممرات آمنة أو مساعدات.
ومع اتساع رقعة العنف، يبرز اسم قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، بوصفه الشخصية الأكثر إثارة للجدل في البلاد، إذ يُتهم بقيادة حملة عسكرية واسعة نفذت خلالها قواته مجازر ممنهجة في دارفور وكردفان، ووُصفت بأنها تطهير عرقي بحق قبائل مثل المساليت.
وولد حميدتي عام 1974 في بادية دارفور، وترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة لينضم إلى مليشيات الجنجويد التي برز دورها خلال حرب دارفور مطلع الألفية، حين استعان بها الرئيس السابق عمر البشير لقمع التمرد المسلح.
وفي عام 2013، تحولت تلك المليشيات إلى كيان رسمي تحت اسم "قوات الدعم السريع"، تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، وبقيت تحت قيادة حميدتي الذي توسّع نفوذه عبر السيطرة على مناجم الذهب في دارفور وكردفان، مما جعله واحدا من أغنى وأكثر الرجال تأثيرا في السودان. وبعد سقوط نظام البشير عام 2019، أصبح حميدتي نائبا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، لكنه ظل في حالة توتر مع الجيش، خاصة بعد طرح خطة دمج قوات الدعم السريع في المؤسسة العسكرية.
وفي 15 أبريل/نيسان 2023 انفجرت المواجهة بين الجانبين لتتحول إلى حرب مفتوحة امتدت إلى ولايات دارفور وكردفان والخرطوم، وسقط خلالها آلاف القتلى، في حين اتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر جماعية وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، استهدفت مدنيين في مدن عدة، خصوصا في إقليم دارفور. وقد وثقت منظمات محلية ودولية عشرات الحوادث التي شملت القتل خارج نطاق القانون والاغتصاب والنهب والتطهير العرقي في بعض المناطق.
وتغيّرت خريطة السيطرة الميدانية غرب السودان اليوم، وباتت معظم ولايات دارفور وأجزاء من ولايات إقليم كردفان تحت قبضة قوات الدعم السريع، بينما يتمدد الجيش في باقي الولايات والمدن الشمالية والشرقية والوسط.
ومع استمرار القتال، تتزايد موجات النزوح، إذ تشير بيانات المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 14 مليون شخص فروا من منازلهم داخل السودان أو عبروا الحدود، في حين يحتاج أكثر من 30 مليونا إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وسقوط الفاشر لم يكن مجرد تحوّل عسكري، بل لحظة أعادت رسم خريطة الصراع سياسيا وإنسانيا، ووضعت المجتمع الدولي أمام معادلة شديدة التعقيد: قائد يراه البعض رجل المرحلة، وترى فيه الأمم المتحدة متهما محتملا بارتكاب جرائم حرب، وشعب يهرب من تحت النار نحو مجاهل الصحراء والحدود دون وطن أو أفق واضح.
إعلانوفي ظل هذا المشهد، تبدو دارفور وكردفان على أعتاب واقع جديد، تُرسم حدوده بالنار والنزوح، وسط سؤال يزداد ثقلا كل يوم: هل يصعد حميدتي إلى قمة السلطة، أم يسقط تحت ثقل الدماء التي تُراق في الفاشر وغيرها من مدن السودان المنسية؟