اليمن.. شعبٌ وجيشٌ واعٍ وموحد كدرع للأمة
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
في زمنٍ تمزّقت فيه أوصال الأمة، وتبدّدت فيه إرادات الشعوب بين أروقة السياسة والتطبيع، يبرز اليمن بموقف استراتيجيٍّ وتاريخيٍّ في المشهد العربي والإسلامي، شعبٌ موحد، وجيشٌ امتدادٌ له، وشهادةٌ نموذجٌ لمعنى الوعي، وقدرةٌ وطنيةٌ متنامية في البناء العسكري، ورفضٌ قاطعٌ للمهادنة مع العدوّ مهما كانت المغريات أو التهديدات.
إنّ هذه الوحدة بين الشعب وجيشه كانت ثمرة مشروعٍ إيمانيٍّ نهضويٍّ يقوده السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “حفظه الله”، يقوم على ترسيخ العلاقة بين الوعي والميدان، بين العقيدة والسلاح، بين الروح والثبات، وهذا خلاصة مسارٍ طويلٍ من الوعي والصمود والمواجهة، تجسّد في سلوكٍ شعبيٍّ جمعيٍّ وتحولٍ نوعيٍّ في الرؤية والبناء والقرار.
إن المسيرة القرآنية نجحت في تحويل الشعب إلى طاقةٍ واعيةٍ تقرأ الأحداث وتشارك في صنع القرار وتتحمل مسؤوليتها في مواجهة أي عدوان، لتصبح الجبهات العسكرية انعكاسًا لوعيٍ شعبيٍّ متراكمٍ ومتجذر.
لقد أثبت اليمن أن الشعوب التي تملك مشروعًا وقيادةً صادقة تستطيع أن تصمد أمام أعتى التحالفات، في هذا الإطار، يقرأ اليمن الصراع كساحةٍ لتحديد من هو المنتمي للأمة، ومن هو الخائن لها، من يقف مع قضاياها المركزية، ومن يبيعها في أسواق السياسة.
أدرك اليمنيون أن السلاح مهما تطوّر لا يُغني عن الوعي، لأن الوعي الشعبي سلاح استراتيجي، فبدون الوعي يصبح المجتمع هدفًا سهلاً للحرب النفسية والدعاية المعادية.
لذلك، بُنيت التعبئة الشعبية في اليمن على أساسٍ قرآنيٍّ متينٍ يُحصّن الجبهة الداخلية من الاختراق، ويجعل الشعب شريكًا في المعركة لا متفرجًا عليها.
ومن خلال الخطب والمحاضرات القرآنية للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ووسائل الإعلام المقاوم، والمناهج التوعوية، تكوّنت ثقافةٌ جديدةٌ ترى في المقاومة مسؤوليةً جماعية، وفي الوعي سلاحًا لا يقلّ فتكًا عن المدفع والصاروخ.
وفي ظل الحصار الشامل والتجويع المتعمّد، استطاع اليمن أن يبني قدراته العسكرية بوسائل بسيطة وإمكانات محدودة، ليتحوّل إلى قوةٍ استراتيجيةٍ مستقلةٍ في المنطقة.
الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي أربكت حسابات تل أبيب وواشنطن والرياض، لم تأتِ من مختبرات الشركات الأجنبية، بل من ورشٍ يمنيةٍ آمنت أن من يمتلك الإيمان والإرادة يستطيع أن يصنع المعادلة، هذا التحوّل العسكري أتى من منطلق الدفاع عن الكرامة والسيادة، بما يجعل السلاح اليمني سلاحًا وطنيًا أخلاقيًا، مرتبطًا بقرار الشعب لا بصفقات الخارج.
لم يتورّط اليمن في أي شكلٍ من أشكال التطبيع أو المهادنة مع الكيان الصهيوني أو القوى الأمريكية، بل على العكس، كان موقف صنعاء من أوضح المواقف العربية والإسلامية وأكثرها قوة وصراحةً وصلابةً ضد العدوّ الإسرائيلي والأمريكي.
فمنذ معركة “طوفان الأقصى”، كانت اليمن الجبهة الوحيدة التي أعلنت بوضوح: المواجهة مفتوحة، والبحر الأحمر لن يكون ممرًا آمنًا للعدوّ الإسرائيلي.
لقد صار اليمن ضمير الأمة ودرعها وسيفها، وصار جيشه وشعبه عنوانًا لزمنٍ جديدٍ تكتب فيه المقاومة والجهاد تاريخها بدماء الشهداء، وترسم فيه إرادة الشعوب المقهورة طريقها نحو الحرية والاستقلال، وهنا، يُقدّم اليمن درسًا للأمة أن الوعي سلاح لا يقلّ فتكًا عن الصاروخ، فالوعي يتحول إلى حركةٍ وجهادٍ، يُمكن أن يصنع المستحيل.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أحمد جابر: المتحف المصري الكبير فخر للأمة ورسالة من الرئيس السيسي تؤكد عظمة مصر
أعرب الدكتور أحمد جابر، نائب رئيس الاتحاد المصري للدراجات وعضو الاتحاد العربي، عن فخره وسعادته البالغة بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير غدًا السبت، مؤكدًا أن هذا الحدث التاريخي يُجسد إنجازًا حضاريًا وثقافيًا فريدًا في تاريخ مصر الحديث.
وقال الدكتور أحمد جابر في تصريحاته الصحفية:"باسم رياضة مصر والشعوب العربية، نعرب عن بالغ فخرنا بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعدّ أحد أعظم المشاريع الحضارية في العالم، ورسالة جديدة من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي تؤكد أن مصر بتاريخها العريق وقيادتها الحكيمة تستعيد مكانتها المحورية إقليميًا ودوليًا".
وأضاف نائب رئيس الاتحاد المصري للدراجات أن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت العامل الحاسم في تحويل هذا الحلم الوطني إلى واقع ملموس، موضحًا أن “رؤية الرئيس الاستراتيجية في دعم التراث والبنية التحتية والتنمية الشاملة جعلت من مصر نموذجًا عالميًا يجمع بين الأصالة والتجديد.”
وأشار جابر إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل صفحة جديدة في سجل إنجازات مصر، ويعكس قدرتها على الجمع بين عبق الماضي وطموحات المستقبل، مؤكدًا أن الرياضة المصرية عامة، واتحاد الدراجات خاصة، يقفان خلف الدولة في مسيرتها لبناء مصر الحديثة وتعزيز مكانتها الحضارية والرياضية عالميًا.
واختتم الدكتور أحمد جابر بتوجيه التهنئة للشعب المصري العظيم، معربًا عن خالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على جهوده وتوجيهاته التي جعلت من هذا المشروع العملاق حقيقة نفتخر بها جميعًا، مؤكدًا أن “هذا الافتتاح سيكون دفعة قوية نحو مستقبل أكثر إشراقًا لمصر على المستويين الرياضي والحضاري.”