الفاشر: نزوح جماعي وسط حصار خانق والغموض يلف مصير المحاصرين
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
يلف الغموض مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، بعد قطع الاتصالات ومنع دخول المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، في وقت تتحدث فيه منظمات محلية عن فظائع يتعرض لها المحاصرون داخل المدينة.
وكشف مراسل الجزيرة طاهر المرضي عن معلومات واردة من بعض المنظمات وشبكة الأطباء تفيد بوجود أعداد كبيرة من المدنيين عالقين داخل المدينة وغير قادرين على الخروج منها، حيث انعدمت في المدينة مقومات الحياة بعد حصار استمر أكثر من 500 يوم، انتهى بسيطرة قوات الدعم السريع عليها أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
                
      
				
وأدى الحصار المطول إلى انعدام الغذاء والماء الصالح للشرب والعلاج، خاصة بعد تعرض المستشفيات لدمار كبير، وتشهد المدينة وضعا إنسانيا متدهورا على نحو غير مسبوق، في ظل تقارير عن انتهاكات جسيمة وعمليات قتل واغتصاب ونزوح جماعي.
وأكدت شبكة أطباء السودان أن قوات الدعم السريع لا تزال تحتجز آلاف المدنيين داخل المدينة وتمنعهم من المغادرة، كما صادرت القوات وسائل النقل التي كانت تُستخدم في إجلاء النازحين، وأعادت بعض الفارين إلى داخل المدينة، منهم مصابون بالرصاص وآخرون يعانون سوء التغذية.
ونجح أكثر من 15 ألف نازح، رغم الظروف القاسية، في الخروج من الفاشر إلى منطقتي قولو ومدينة طويلة، حيث يفر آلاف المدنيين سيرا على الأقدام نحو بلدة طويلة على بعد 60 كيلومترا، عبر ما سُمّي بـ"طريق الموت"، حيث يواجه الناجون العطش والجوع والانتهاكات المتكررة أثناء محاولتهم الهرب.
وأعلنت المنظمات الإنسانية حالة الطوارئ، وتحاول تقديم المساعدات رغم قلتها، ويواجه النازحون أزمة إيواء خانقة، حيث أصبح المأوى نادرا ويعيشون في العراء، ولم تُفتح الممرات الإنسانية حتى الآن، ولم تفلح الضغوط الدولية في تحقيق نجاح كبير في ما يتعلق بحماية المدنيين.
نزوح نحو الدبة
ونزح جزء آخر من السكان نحو الشمال، تحديدا إلى مدينة الدبة، حيث قطعوا مسافة تقارب ألف كيلومتر في ظروف قاسية وعبر طرق غير آمنة، ووصلوا في حالات صحية صعبة للغاية.
إعلانوأشار مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد إلى أن آلاف النازحين وصلوا إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية، معظمهم من النساء والأطفال، بعد أن واجهوا ظروفا إنسانية قاسية تبدأ بالجوع والعطش ومشقة السير ولا تنتهي بانتهاكات تعرضوا لها على الطريق.
وبادر سكان القرى المحيطة بمخيمات النازحين في الدبة لتقديم وجبات غذائية في محاولة لتخفيف المعاناة، إلى جانب وسائل إيواء قدمها الهلال الأحمر السوداني ومفوضية العون الإنساني.
وأكد مسؤول إغاثي الحاجة الماسة لدعم أكبر "نحن في احتياج كبير للمطبخ المركزي وبعض التدخلات العاجلة من إخواننا. كما ندعو شركاء الحركة الدولية في جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر للتدخل العاجل ودعم الاحتياج الموجود الكبير".
ويصل عشرات الأسر يوميا إلى مدينة الدبة، نجوا من الموت لتنتظرهم قسوة النزوح والتشرد، وتتوقع السلطات المحلية موجة نزوح غير مسبوقة خلال الأيام القليلة القادمة، مما يضع المدينة أمام تحديات كبيرة وواقع إنساني أكثر تعقيدا، وحاولت المنظمات الإنسانية تقديم بعض المساعدات في شمال السودان، لكنها تبقى ضئيلة مقارنة بحجم الكارثة.
وبسقوط الفاشر بات الدعم السريع يسيطر على كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، وفي المقابل، يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ولفت المرضي إلى استمرار التوترات حتى في شمال كردفان، حيث يجري تحشيد في مناطق عسكرية أخرى، وأن لأوضاع في تصاعد وليست في انخفاض، رغم الانخفاض الواضح في العمليات العسكرية والمواجهات المباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويبقى سلاح المسيرات فاعلا، حيث استهدف الجيش السوداني قبل يومين مواقع لقوات الدعم السريع في جنوب وغرب كردفان، ويقدم الجيش الآن تعزيزات إضافية لقواته في كردفان لمحاولة استعادة مدينة بارا ووقف زحف قوات الدعم السريع شمالا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات داخل المدینة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أمريكا تدين جرائم الدعم السريع في مدينة الفاشر السودانية
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم السبت، بياناً قالت فيه إن الولايات المتحدة تدين الفظائع الجماعية المبلغ عنها التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بالفاشر.
ويأتي الموقف الأمريكي مُتزامناً مع الغضب الدولي المتصاعد تجاه جرائم الدعم السريع في السودان.
وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني نجح في إسقاط مُسيّرات تابعة للدعم السريع في ولاية شمال كردفان.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم السبت، مقتل 12 شخصا وإصابة آخرين جراء استهداف الدعم السريع مخيمات نازحين جنوب كردفان.
وأشارت مصادر سودانية إلى أن قوات الدعم السريع قامت بتصفية جميع الأطباء داخل المستشفي بالإضافة إلى النساء الحوامل والمواليد.
وأكدت المصادر أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة واقتحمت المستشفى الطبي بمدينة بارا بولاية شمال كردفان.
قالت المفوضية الأوروبية، امس الجمعة، إنهم يستخدمون أدواتهم للبحث عن حل سلمي في السودان.
وأدانت المفوضية الأوروبية بشدة الهجمات ضد المدنيين في السودان.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن تم تفريغ شاحنات مساعدات في جنوب كردفان السودانية للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
وقالت مؤسسة الهجرة الدولية إن طرق النزوح من الفاشر تشهد اضطرابات أمنية تعوق المدنيين
وذكرت المؤسسة أن 62 ألفا نزحوا من الفاشر بالسودان خلال 4 أيام.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، امس الجمعة، إن مدينة الفاشر السودانية محاصرة ولم تصلها أي مساعدات إنسانية منذ أكثر من 500 يوم.
وأضاف المكتب الأممي: "المدنيون المحاصرون في الفاشر يواجهون عنفًا مروعًا ويعيشون بلا طعامٍ أو ماءٍ".
وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني شنّ غارات جوية استهدفت مواقع للدعم السريع في ولاية غرب كردفان.
وقالت شبكة أطباء السودان إن ولاية شمال كردفان تشهد موجة نزوح متسارعة من محلية بارا باتجاه مدينة الأبيض
وأعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في مدينة الفاشر وما حولها، محذرًا من التداعيات الإنسانية الخطيرة على المدنيين جراء استمرار القتال.
وفي بيان صدر في وقت سابق دان المجلس هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر، واصفًا إياه بأنه ذو أثر مدمر على السكان المدنيين، داعيًا جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فورًا وضمان حماية المدنيين.
كما حث مجلس الأمن قوات الدعم السريع على التنفيذ الكامل لأحكام القرار 2736، مشددًا على ضرورة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وتهيئة الظروف لاستئناف العملية السياسية في السودان.
وقالت القوة المشتركة لحماية المدنيين بإقليم دارفور إن ميليشيات الدعم السريع قتلت أكثر من ألفي مواطن بالفاشر يومي الأحد والإثنين.
ويأتي ذلك في ضوء استمرار الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
تواصل قوات الدعم السريع عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى السودان.
ويأتي ذلك في إطار مُواصلة قوات الدعم السريع انتهاكاته تجاه أبناء الشعب السوداني.
وفي وقت سابق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الفاشر، ويستهدف الجيش السوداني قوات الدعم السريع من كل الاتجاهات في الفاشر.
ويأتي ذلك في إطار تصدي الجيش السوداني لعناصر من قوات الدعم السريع تسللوا لمدينة الفاشر.