في علاقة فاحشة بين شعار «لا للحرب» و«أنقذوا السودان» وجرائم الميليشيا، هناك حكاية مدبرة ببراعة للحصول على نتيجة واحدة: التدخل الدولي وإنفاذ مشروع التقسيم. الكلام دا كيف؟
الذي يردد «لا للحرب» و«أنقذوا السودان» هو الفصيل السياسي المؤيد للميليشيا؛ فقد أقسم مع قائدها في أديس أبابا على توزيع الأدوار، وظل يعمل بخبث على إدانة الحرب ونسب كل الجرائم إلى مجهول، يعرفه الجميع، متجنباً الإشارة إلى من يقتل المدنيين في الفاشر وبارا ومجـ.
كما أنه يتجاهل عن عمد الإشارة إلى الإمارات التي توفر الأسلحة لإبادة السودانيين. لا يوجد شيء اسمه «الدعم السريع» حالياً، يتحرك لوحده، ولا حتى تأسيس؛ هنالك وكيل يعمل على تهيئة الظروف لفصل إقليم دارفور، وصناعة حكومة موازية، ويستخدم أدوات محلية ومستوردة مثل المرتزقة البيض وغيرهم، بما في ذلك «الحرابلة» الذين أزعجتهم موجة الغضب ضد الكفيل المتورّط في هذه المجـ.ازر. هو أيضاً الممول لورشهم وسفرياتهم.
هل سألت نفسك من أين يحصل مئات العاطلين في كينيا وأوغندا وأديس أبابا من جماعة «صمود» على طعامهم وشرابهم وعلاجهم وقمصانهم وشراباتهم وهواتفهم وقصة شعرهم وسجائرهم..؟ هل تمطر السماء عليهم ذهبا، ومَن الذي يصرف عليهم ولا يريد المقابل؟ وكيف انتقل علاء نقد من صمود إلى تأسيس بهذه السلاسة؟ القصة لا تحتاج إلى ذكاء شديد ولا لمعاناة الماشي الصعيد.
بالمقابل، ما يقوم به «أبولولو» يقود إلى ذات الهدف: تهيئة المكان لضيفٍ قادم يرتدي كرفتة البنك الدولي وكل وجوه الرأسمالية، وهو وحمدوك كهاتين، بعدها يختفي «أبولولو»، مكبلاً في أعين الكاميرات وبطلاً قام بالمهمة عند المشغل. وإذا كان ثمة مجرم على الأرض فهو «دقلو» ورفاقه، ولذلك على الشعب السوداني الغاضب ألّا يسمح لأعوان القتلة بسرقة قضيته وتجيّرها لمآربهم السياسية، وهى مآرب استعمارية انطلقت رسمياً مع وصول «فولكر» وشرارة «الاطاري»، وعندما اصطدمت بصخرة الجيش الوطني قررت الانقلاب عليه والتخلص منه نهائياً، وبالتالي من المهم تسمية الأشياء وطرح الأسئلة بصورة صحيحة: فمَنْ يقتل السودانيين هي الإمارات، والأداة المستخدمة هي بندقية ميليشيا الجنجويد، ومحامي الشيطان هو الذي يريد أن يُضلل العدالة.
عزمي عبد الرازق
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مسعد بولس الذي يجيد التحدث باللغة العربية !!
مسعد بولس وتأسيس …
مسعد بولس العربيهو كارب …
مسعد بولس الذي يجيد التحدث باللغة العربية !!
هذه العبارة قالها مقرظا أحد كبار إعلاميينا ممن قابلوه في القاهرة ، ومسعد من مواليد لبنان وعاش فيها حتى السادسة عشرة حين سافر لدراسة الجامعة في أمريكا ، فالعربية لغته راضعها من حبوباته والأصح أن يقال أن إنجليزيته جيدة لو سمعتموه يتحدثها.
وقد دفعتني لإعادة نشر هذا المقال المنشور في يوليو 2025م.
مسعد بولس … وتأسيس …
مابين 1983م و 2008م أكذوبة الصيغة والصياغة البشرية للمبادئ فوق الدستورية..
مسعد بولس لبناني الأصل وأمريكي الجنسية ومن مغتربي لبنان في غرب أفريقيا وولده تزوج بنت ترامب الصغرى ولهذا عينه ترامب مستشارا لشئون الشرق الأوسط وأفريقيا للغته العربية الأم وإلمامه بغرب أفريقيا.
وتأسيس 2025م تمثل إمتدادا لمشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان والمفارقة أن ميثاقها المعلن في يوليو 1983م حافل بالفذلكات التاريخية عن مقاومة الإستعمار الجديد Neo Colonealism بينما هم في يومنا هذا في بلدنا هذا أدوات للاستعمار الجديد ، أما مسعد بولس الذي يصرح بأنهم لا يعتقدون أن الحرب في السودان حرب بالوكالة Proxy War فهو يريد إنكار ماقد صار معلوما بداهة لأنهم يريدون تبرير وشرعنة عدم اعترافهم بدستورية حق الجيش السوداني في قمع تمرد داخلي ولشرعنة وساطتهم لإيقاف الحرب على النموذج الرواندي والكنغولي مقابل حقوق تمليك الولايات المتحدة ثروات باطن الأرض من المعادن النادرة وغيرها تماما كما طلبوا من أوكرانيا.
اليوم تحالف تأسيس من الحركة الشعبية والدعم المتمرد (وتوابعهم) هما من يقودان وضع جغرافية سيطرتهم تحت نفوذ الإستعمار الجديد ويحلمون بتوسعتها لتشمل كل السودان، وحتى لو صار حميدتي رئيسا للهيئة القيادية والحلو نائبا فهذه إرضاءات محلية لا تغني عن الحقيقة شيئا فلا هذا ولا ذاك رؤساء حقيقيين حتى لجيوشهم.
في يوليو 1983م أطلقت الحركة الشعبية دستورها (مانفستو) ولتبرر تكوينها حشت مقدمته بفذلكات عن الإستعمار الجديد Neo Colonialism وكيف أن الاستعمار القديم غادر أفريقيا ولكنه ترك حكومات وقعت على إتفاقيات إستقلال صورية تجعل النخبة حارسة لمصالح المستعمر.
وفي 2008م أطلقت نسخة معدلة ولن تجد فيها إشارة ولو على استحياء للاستعمار الجديد ، وبينما حفلت الإصدارة الأولى في 1983م بفذلكات تحمل الحكم الثنائي مسئولية القصور في مجالات التنمية والتعليم فقد بدأت نسخة 2008م سرديتها لتاريخ السودان وكأنه بدأ يوم 1 يناير 1956م وبررت تلك التعديلات بأن مياها كثيرة جرت تحت الجسر وأن هناك متغيرات إقليمية ودولية وهلمجرا.
إذن عبارتهم المكررة عن المبادئ فوق الدستورية كذبة ودجل ولو قالوا يا جماعة بصراحة نحن بقينا جنود للنيوكلونيالزم لكان خيرا لهم.
ستكتشف لاحقا جماهير المنتشين من المصفقين والهتيفة من العوام والنوشتاء وزعماء القبائل أنهم مجرد شغيلة في مصانع ومناجم ومزارع النيوكلونيالزم برعاية الوكلاء المحليين الجدد.
أما مايطلق عليها مبادئ فوق دستورية فهي كذبة بلقاء ومحاولة لتأسيس دين جديد بصياغة بشرية تصاغ في الغرف المظلمة ثم تتنزل على وقع الأهازيج والحماس فياللمهزلة.
#كمال_حامد ????