في أحدث حلقة من سلسلة استدعاءات السلامة التي تهز صناعة السيارات الكهربائية والهجينة، أعلنت شركة ستيلانتيس عن استدعاء ضخم جديد يشمل أكثر من 370 ألف سيارة جيب من طرازات جراند شيروكي 4xe ورانجلر 4xe بسبب مخاطر محتملة لنشوب حرائق أثناء القيادة أو عند توقف السيارات. يأتي هذا القرار بعد تحقيق داخلي أجرته الشركة كشف عن وقوع 19 حادث حريق مرتبط بمشكلة في البطاريات، ما دفعها للتحرك الفوري لحماية المستهلكين.

الاستدعاء يشمل نحو 320 ألف سيارة في الولايات المتحدة وحدها، بالإضافة إلى 20,753 سيارة في كندا، و2,653 سيارة في المكسيك، إلى جانب 32,238 سيارة أخرى في الأسواق العالمية خارج أمريكا الشمالية. ويعني ذلك أن المشكلة تتعلق بعدد كبير من السيارات المنتشرة في مناطق متعددة حول العالم، ما يعكس حجم التأثير الكبير لهذه الأزمة على الشركة وملاك سيارات جيب.

وتشير التقارير إلى أن المشكلة تتعلق تحديدًا بوحدات البطارية عالية الجهد المستخدمة في هذين الطرازين، والتي تُنتجها شركة سامسونج إس دي آي (Samsung SDI)، المورد الرئيسي لبطاريات جيب الهجينة القابلة للشحن. وبحسب بيان ستيلانتيس، فإن التحقيقات الأولية أظهرت وجود خلل محتمل في الخلايا الكهربائية داخل بعض البطاريات قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها بشكل غير متوقع، ما يزيد من خطر اشتعال النار سواء أثناء القيادة أو عند توقف السيارة.

هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها ستيلانتيس هذه المشكلة، إذ سبق للشركة أن استدعت الطرازين نفسيهما في أكتوبر 2024 للسبب ذاته تقريبًا. في ذلك الوقت، كانت الشركة قد حاولت معالجة الخلل عبر تحديثات برمجية لتحسين أداء نظام إدارة البطارية، إلا أن تلك التحديثات لم تكن كافية للتخلص من خطر الحريق بالكامل. وبناءً على نتائج التحقيق الأخير، قررت الشركة تنفيذ استدعاء فعلي يشمل فحصًا ميدانيًا واستبدالًا للبطاريات المتضررة بدلًا من الاكتفاء بالحلول البرمجية.

وفي بيانها، أكدت ستيلانتيس أن سلامة العملاء تمثل أولويتها القصوى، مشيرة إلى أنها تعمل بشكل مباشر مع مورّد البطاريات لتحديد السبب الجذري للمشكلة وتوفير حل نهائي في أقرب وقت ممكن. وأضافت أن الشركة ستبدأ في إخطار العملاء رسميًا خلال الأسابيع المقبلة بمجرد توفر قطع الغيار اللازمة لإجراء الإصلاحات، مؤكدة أن جميع عمليات الفحص والاستبدال ستتم مجانًا في مراكز الخدمة المعتمدة.

إلى حين اكتمال الحل، تنصح ستيلانتيس مالكي سيارات جيب جراند شيروكي 4xe (موديلات 2022–2026) ورانجلر 4xe (موديلات 2020–2025) بعدم شحن سياراتهم نهائيًا، وعدم ركنها داخل الجراجات أو بالقرب من المباني أو المواد القابلة للاشتعال. وبهذا التحذير، تصبح هذه السيارات – مؤقتًا – خارج الخدمة فعليًا إلى حين استبدال البطاريات المتضررة، ما يثير استياء الملاك الذين أنفقوا مبالغ كبيرة لاقتناء هذه الطرازات المتطورة.

ويُتوقع أن تتسبب هذه الأزمة في تداعيات مالية وصورة سلبية على الشركة الأم ستيلانتيس، خصوصًا أن سيارات جيب الهجينة القابلة للشحن تُعد من بين أبرز رهانات الشركة ضمن خطة التحول نحو السيارات الكهربائية. ويأتي هذا في وقت تتعرض فيه شركات كبرى أخرى مثل فورد وجنرال موتورز وتسلا لتحديات مشابهة تتعلق بالسلامة وجودة البطاريات، مما يعكس مدى تعقيد الانتقال إلى الطاقة النظيفة في قطاع السيارات.

ويؤكد خبراء الصناعة أن هذا الاستدعاء قد يفتح الباب أمام مراجعة شاملة لأنظمة البطاريات المستخدمة في السيارات الهجينة، وربما يدفع الشركات إلى إعادة التفكير في اعتمادها على موردين بعينهم. كما يشير بعض المحللين إلى أن التعاون المستقبلي بين ستيلانتيس وسامسونج SDI قد يخضع لإعادة تقييم، خاصة مع استمرار المخاطر المرتبطة بخلايا البطاريات.

حتى ذلك الحين، سيضطر آلاف من مالكي سيارات جيب إلى الانتظار ريثما تتوفر الحلول الفنية اللازمة، لتعود سياراتهم إلى العمل بأمان. وبينما تسعى ستيلانتيس إلى احتواء الموقف، يبقى هذا الحادث بمثابة تذكير قوي بالتحديات التي تواجهها صناعة السيارات الكهربائية في سعيها لتحقيق التوازن بين الابتكار والسلامة والجودة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سیارات جیب

إقرأ أيضاً:

تجربة رائدة.. أول كلية هجينة بين الإنسان والخنزير تعمل بنجاح!

إسبانيا – طور مهندسو الأحياء من معهد “كاتالونيا” لهندسة الأحياء بتطوير أول كلية هجينة بين الإنسان والخنزير في العالم.

وتمكّن الفريق من دمج عضيات كلوية بشرية داخل أعضاء خنازير حية، ثم إعادة هذه الأعضاء إلى الحيوانات نفسها، حيث واصلت الكلى المزروعة عملها دون ظهور أي علامات على التلف.
ونُشرت نتائج البحث في مجلة Nature Biomedical Engineering المرموقة.

قاد المشروع فريق بحثي برئاسة الدكتورة نوريا مونتسيرات، الباحثة السابقة في المعهد ووزيرة الأبحاث والجامعات الحالية في كاتالونيا، بمشاركة معهد لا كورونيا للبحوث الطبية الحيوية وعدة مختبرات أوروبية وأمريكية.

وهدفت الدراسة إلى اختبار قدرة العضيات الكلوية البشرية المزروعة في المختبر على البقاء والعمل داخل أعضاء الخنازير الحية. وتُعد هذه العضيات هياكل ثلاثية الأبعاد متناهية الصغر، لا يتجاوز حجمها بضعة ميكرومترات، وتعيد إنتاج العناصر الأساسية للكلى الحقيقية من حيث الوظيفة والبنية.

طوّر العلماء في المختبر آلاف العضيات الصغيرة ضمن بيئة خاضعة للسيطرة الدقيقة، وحافظوا على الأعضاء الحيوانية باستخدام أجهزة التروية المعيارية الحرارية، وهي تقنيات تسمح بتغذية الأنسجة بالأوكسجين والحفاظ على نشاطها الحيوي خارج الجسم، بطريقة تشبه عمل أجهزة التنفس داخل الكائن الحي.

وقالت الدكتورة مونتسيرات:”أظهر بحثنا أن الجمع بين تقنيات العضيات والتروية خارج الجسم الحي يفتح آفاقا جديدة للتدخلات الخلوية في بيئات يمكن التحكم فيها بالكامل.”

وخلال مرحلة الزرع والمراقبة في الوقت الحقيقي، تابع العلماء تكيف العضيات البشرية داخل كلى الخنازير، ولاحظوا أن الأعضاء واصلت عملها بشكل طبيعي بعد إعادتها إلى الحيوانات نفسها، من دون أي مؤشرات على الرفض أو التلف.

وأوضحت الباحثة المشاركة إيلينا غاريتا أن التحدي الأكبر في هذا المجال كان دائما إنتاج العضيات البشرية على نطاق واسع، مضيفة:”لقد أصبح بإمكاننا الآن تطوير آلاف العضيات في ظروف خاضعة للسيطرة، ما يفتح آفاقًا جديدة لاختبار الأدوية ودراسة الأمراض على المستوى الخلوي.”

 

المصدر: Naukatv.ru

مقالات مشابهة

  • تنفجر فجأة.. عيب خطير في سيارات BMW بسبب الوسائد الهوائية
  • بسبب معاكسة سيدة.. ضبط المتهمين في واقعة مشاجرة وإتلاف سيارة شاب بالحوامدية
  • مشاجرة بسبب معاكسة.. ضبط المتهمين بإتلاف سيارة محاسب فى الحوامدية
  • تجربة طبية غير مسبوقة.. تطوير أول كلية هجينة بين الإنسان والخنزير
  • بالطريق الإقليمي .. مصرع 3 أشخاص وإصابة آخر بسبب حريق سيارة
  • تطوير أول كلية هجينة بين الإنسان والخنزير.. والنتائج صادمة
  • تجربة رائدة.. أول كلية هجينة بين الإنسان والخنزير تعمل بنجاح!
  • بعد كارثة الحريق.. النيابة تقرر إيقاف أعمال ترميم مول الكرامة بالعبور
  • بعد السيطرة على الحريق .. بدء أعمال ترميم مول العبور في القليوبية