ماكرون يدعو الشرع للانضمام إلى «التحالف الدولي».. موسكو ودمشق تحافظان على التواصل
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره السوري أحمد الشرع، للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، مرحباً في الوقت ذاته بقرار مجلس الأمن الدولي شطب اسم الشرع عن قوائم العقوبات الأممية.
جاء ذلك خلال لقاء بين الزعيمين على هامش أعمال مؤتمر المناخ في بيليم بالبرازيل، حيث أكد ماكرون أن سوريا مدعوة لتكون شريكاً كاملاً وفاعلاً في الحرب ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة، مشدداً على أن التعاون الأمني بين باريس ودمشق ضروري لحماية الفرنسيين.
وأوضح ماكرون أن الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس عام 2015، والتي دُبرت من سوريا، تجعل مكافحة الإرهاب السوري مسألة أمنية مباشرة للفرنسيين. كما وصف قرار رفع العقوبات عن الشرع بأنه رمزي ويعكس مصادقة الأمم المتحدة على الاستراتيجية الفرنسية في المنطقة.
وأكد الرئيس الفرنسي أن التعاون يشمل جهوداً لإعادة وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، ومكافحة إنتاج المخدرات والجماعات الإرهابية، وتمكين عودة اللاجئين.
وفي سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيستقبل الشرع في واشنطن يوم الإثنين 10 نوفمبر، حيث من المتوقع أن يوقع اتفاقية للانضمام إلى التحالف الدولي ضد “داعش”.
الرئيس السوري الشرع يشيد برفع العقوبات ويؤكد انفتاح بلاده على العالم
أشاد الرئيس السوري أحمد الشرع بقرار مجلس الأمن رفع العقوبات المفروضة عليه وعلى وزير الداخلية أنس خطاب بعد تأييد 14 دولة، واعتبر هذه الخطوة “في الاتجاه الصحيح”.
وفي مقابلة مع صحيفة الشرق على هامش مشاركته في قمة المناخ (COP30) في البرازيل، أعرب الشرع عن أمله في إجراء مزيد من النقاشات حول مستقبل العلاقات مع واشنطن خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد الشرع أن قرار مجلس الأمن يمثل خطوة إيجابية، مشيراً إلى أن سوريا نجحت في تحقيق توافق دولي بين دول عادة ما يصعب عليها الاتفاق، معتبراً أن هذا التوافق مؤشر إيجابي قد يمهد لحل قضايا عالقة في المنطقة والعالم.
وأضاف أن سوريا بدأت تستعيد دورها الإقليمي والدولي، وهو ما يصب في مصلحة الجميع، مشدداً على أهمية العلاقات المتوازنة مع جميع الدول.
وأوضح الرئيس السوري أن المملكة العربية السعودية كانت من أبرز الدول التي ساهمت في رفع العقوبات، إلى جانب تركيا وقطر والإمارات، إضافة إلى الدور المهم الذي لعبه الأردن، كما أشاد بمساهمة بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا. وأكد أن الولايات المتحدة بقيادة ترامب كان لها دور بارز، فيما قدمت روسيا والصين دعماً إيجابياً.
وبشأن العلاقات مع واشنطن، شدد الشرع على أن منهجه يقوم على “البدء بالفعل أولاً”، موضحاً أن النظام السابق لم يكن جاداً في هذا الملف. وأضاف أن سوريا تملك علاقات استراتيجية مهمة مع الولايات المتحدة، وأن من مصلحة المنطقة إقامة علاقات متوازنة مع دمشق.
كما أكد أن خطوات سوريا نحو “الاستثمار في الأمن الإقليمي” تصب في مصلحة المملكة ودول المنطقة، وأن تعزيز التقارب الشعبي بين الشعوب يساهم في وحدة المصير المشترك.
وأشار إلى أن سوريا كانت تاريخياً دولة ذات وزن كبير في المنطقة، وأن رفع العقوبات يمثل بداية مرحلة جديدة لاستعادة مكانتها الإقليمية والدولية.
وفي ما يتعلق بمشاركته في قمة المناخ، أشار الشرع إلى أن حضور سوريا يعكس إعادة تقديم نفسها بصورة إيجابية، مع فرصة لإجراء لقاءات جانبية مكثفة لتكثيف الاتصالات وبناء شراكات جديدة، مؤكداً أن هذه اللقاءات تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكات المتعددة مع دول المنطقة والعالم.
موسكو ودمشق تحافظان على التواصل والحوار مستمر في قطاع النفط والغاز
أكدت وزارة الخارجية الروسية الجمعة أن روسيا وسوريا تحافظان على التواصل على كافة المستويات، ويستمر الحوار بين الجانبين بما في ذلك في قطاعي النفط والغاز.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الاتصالات الرسمية أصبحت مكثفة مؤخرا، ويشمل جدول الأعمال تبادل الخبرات والتعاون في مجالات متعددة. وأعربت موسكو عن قلقها إزاء انتهاك إسرائيل لاتفاقيات وقف إطلاق النار مع لبنان، مؤكدة أنها ستواصل جهودها لتحقيق الاستقرار.
من جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، بأن روسيا قد تلعب دورًا في تعزيز الأمن ودعم الشرطة السورية.
وجاءت التصريحات بعد زيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى موسكو في 15 أكتوبر، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح الشرع أن سوريا تعمل على إعادة ضبط علاقاتها مع روسيا، مع التركيز على الاستقرار في البلاد والمنطقة، مشيرًا إلى وجود تعاون جاد بين البلدين يشمل الجوانب الاقتصادية.
وأفادت مصادر بأن موسكو ودمشق اتفقتا على عقد اجتماع للجنة حكومية مشتركة في المستقبل القريب. كما أكد البيت الأبيض لقاء ترامب بالشرع في البيت الأبيض خلال الزيارة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: التحالف الدولي لمحاربة داعش التغير المناخي الرئيس السوري أحمد الشرع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحديات التغير المناخي سوريا حرة سوريا وفرنسا مؤتمر المناخ الرئیس السوری رفع العقوبات البیت الأبیض فی المنطقة أن سوریا
إقرأ أيضاً:
الحكومة البريطانية ترفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع
أعلنت الحكومة البريطانية رفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع.
وأقرّ مجلس الأمن الدولي أمس الخميس، قرارًا يقضي برفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولًا لافتًا في الموقف الدولي تجاه دمشق بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية.
ويأتي القرار بعد أيام من تقديم الولايات المتحدة مشروعًا رسميًا إلى مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الشرع، تمهيدًا لزيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين المقبل، وفق ما ذكره تلفزيون سوريا.
ويتطلب تمرير القرار موافقة تسعة من أعضاء المجلس الخمسة عشر، شريطة ألا تستخدم أي من الدول الخمس دائمة العضوية — وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا — حق النقض (الفيتو). وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن المداولات جرت في أجواء "هادئة ولكن حساسة"، نظراً للطابع السياسي المعقد للعقوبات المفروضة على الحكومة السورية منذ اندلاع النزاع عام 2011.
ووفقًا لتقرير وكالة رويترز، فإن واشنطن ضغطت خلال الأشهر الأخيرة لإعادة النظر في بعض العقوبات المفروضة على دمشق، معتبرة أن "تخفيف القيود على شخصيات محددة" قد يفتح الباب أمام تعاون سياسي وإنساني أوسع، خصوصًا في ملفات اللاجئين والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار المحدودة.
وبحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة، قامت البعثة الأمريكية بتعميم مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن ووضعه تحت ما يُعرف بـ"إجراء الصمت"، وهو إجراء تقني يمنح الدول الأعضاء مهلة لتقديم اعتراضاتها قبل تحديد موعد التصويت الرسمي. ولم يسجل أي اعتراض خلال المهلة المقررة، ما مهد لاعتماد القرار بالإجماع.
ويرى محللون أن رفع العقوبات عن الرئيس السوري يمثل إشارة سياسية قوية إلى رغبة القوى الكبرى في اختبار انفتاح مشروط تجاه دمشق، في إطار توازنات جديدة تشهدها المنطقة.
كما يُتوقع أن تشكل زيارة الشرع إلى واشنطن أول تواصل مباشر على هذا المستوى منذ أكثر من عقد، ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهمات الأمريكية–السورية برعاية إقليمية ودولية.