تصاعدت منذ مطلع العام الجاري، مؤشرات حدة الهجرة العكسية لدى الاحتلال، في ظل الإبادة المرتكبة في قطاع غزة، وتداعياتها الأمنية، وتزايد الانقسامات بمجتمع الاحتلال، وهو ما سيلحق المزيد من الخسائر باقتصاد الاحتلال.

وعرضت مطلع العام الجاري، معطيات وصفت بأنها مقلقة في لجنة الشباب في الكنيست، تناولت مؤشرات هجرة الشباب والعائلات الشابة خلال عام 2024.



وتظهر هذه المعطيات أن هناك موجة هجرة عكسية ملحوظة، إذ يغادرها عدد من المستوطنين يفوق عدد الوافدين الجدد إليها.

ففي عام 2024، غادر نحو 83 ألف مستوطن فلسطين المحتلة، في حين وفد فقط نحو 24 ألف شخص، ما يعني رصيد هجرة سلبيا يقارب 60 ألف شخص أي أكثر من ضعف المعدل المسجل في عام 2023.

كما تبين بيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية انخفاضا بنسبة نحو 42 بالمئة في معدلات الهجرة إلى الاحتلال خلال الفترة من كانون الثاني/يناير إلى آب/أغسطس 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، وهو ما يعكس استمرار التراجع في جاذبية دولة الاحتلال كوجهة استقرار وهجرة.

ووفقا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، فإن نحو 81 بالمئة من المغادرين تقل أعمارهم عن 49 عاما، وتشكل الفئة العمرية ما بين 25 و44 عاما النسبة الأكبر بين المهاجرين، إذ تضم في معظمها العائلات الشابة التي تغادر الاحتلال بمعدلات هي الأعلى.

وتعد هذه الفئة من القوى المنتجة التي تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد والمجتمع والأمن لدى الاحتلال، ما يجعل استمرار هجرتها تحديا بنيويا ذا أبعاد اقتصادية واستراتيجية عميقة.

وتعود هذه الظاهرة، كما ورد في اجتماع لجنة الشباب في الكنيست، إلى شعور متزايد بانعدام الأمن في أعقاب الإبادة في غزة، وإلى اعتبارات اقتصادية في مقدمتها ارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى عوامل اقتصادية وسياسية أخرى ساهمت في تعزيز رغبة شرائح من المستوطنين في الهجرة أو البحث عن بدائل للعيش خارج فلسطين المحتلة بحسب "عرب48".

وفي مقابلة مع صحيفة معاريف بتاريخ 18 أيلول/سبتمبر الماضي، أعقبت نشر دائرة الإحصاء المركزية لمعطياتها حول تزايد معدلات الهجرة من إسرائيل، قال البروفيسور سيرجيو ديلا-فرغولا، الخبير في قضايا الديموغرافيا: "هذه هي المرة الرابعة خلال المئة عام الماضية التي تسجَل فيها في إسرائيل هجرة سلبية"، مشيرا إلى أن بيانات دائرة الإحصاء المركزية تظهر أن نحو 79 ألف شخص هاجروا من خلال العام الأخير.



وفي ظل المعطيات وتزايد قلق المؤسسة الإسرائيلية من استمرار اتساع موجة الهجرة السلبية، ومع تراجع حجم الاستثمارات الأجنبية في قطاع التقنيات المتقدمة الذي يعد أحد محركات النمو الاقتصادي الأساسية في إسرائيل خلال العقدين الأخيرين إلى جانب تجميد عمليات التوظيف في هذا القطاع، ونقل عدد من الشركات نشاطها إلى خارج البلاد كما أشار تقرير هيئة الابتكار لعام 2025، بادرت وزارة مالية الاحتلال في الأسابيع الأخيرة إلى طرح سلسلة من المخططات والبرامج الاقتصادية للتعامل مع هذا الوضع.

وفي هذا السياق، عرضت الوزارة في مؤتمر صحافي الخطوط العريضة لإصلاح ضريبي يهدف إلى خفض الضرائب على صناديق الاستثمار العاملة في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلية "الهاي تك".

ويتضمن هذا الإصلاح، كما أوردت صحيفة غلوبس الاقتصادية، تخفيضا ضريبيا كبيرا لمديري صناديق رأس المال المخاطر والاستثمار الخاص وصناديق التحوط الإسرائيلية، في إطار تشجيع زيادة حجم الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.

وتشمل التسهيلات الضريبية الجديدة أيضا العاملين في قطاع الهاي-تك المقيمين في الخارج والراغبين في العودة إلى الاحتلال. فبموجب التعديل الجديد، سيتم تقليص فترة الالتزام بدفع الضريبة على خيارات الأسهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الهجرة العكسية الاحتلال غزة غزة الاحتلال هجرة عكسية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع

إقرأ أيضاً:

سموتريتش يطالب الإسرائيليين الفارين للخارج: "عودوا"

القدس المحتلة - ترجمة صفا

طالب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الإسرائيليين الذين فروا خلال الحرب على غزة إلى العودة مجددا، فيما تبحث الحكومة إعفاء المهاجرين اليهود الجدد من حزمة من الضرائب.

وقال الوزير خلال فعالية أقيمت الخميس بالشراكة مع مؤسسة "نيفش بنيفش": "أدعو يهود الشتات والإسرائيليين في الخارج للعودة".

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن إسرائيل تدرس إعفاء المهاجرين الجدد من الضرائب خلال أول عامين من الإقامة.

وأشار الوزير المتطرف إلى أن قضية الإعفاء من الضريبة جزء من ميزانية الحكومة التي قدمت هذا الأسبوع ويهدف إلى تشجيع الهجرة إلى "إسرائيل" وتعزيز الاندماج في المجتمع والاقتصاد المحلي.

وقال سموتريتش: الصهيونية على ثلاثة ركائز: الاستيطان، والأمن، والهجرة؛ وعلى مدار العامين الماضيين، استثمرنا بكثافة في الأمن، وسيشهد عام ٢٠٢٦ ثورة في الهجرة - ليس شعارًا، بل خطة عمل عملية".

وأضاف: بعد أول عامين من الإقامة، سترتفع معدلات الضرائب للمهاجرين الجدد والمقيمين العائدين بنسبة 10% سنويًا، لتصل إلى 30% بحلول عام 2030 وينطبق هذا الإصلاح على الدخول السنوية التي تصل إلى مليون شيكل.

وقال: ستظل المزايا الحالية للمهاجرين الجدد والمقيمين العائدين، مثل الإعفاء لمدة عشر سنوات على الدخل الأجنبي ونقاط الائتمان الضريبي، قائمة.

وكانت صحيفة "معاريف" العبرية قالت قبل أيام إن الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 شهدت هجرة 40 ألف إسرائيلي، وهو ما يوازي ثلاثة أضعاف نسبة الهجرة قبل الحرب، إذ يهاجر ألفي شخص شهريًا أكثر من نسب الأعوام السابقة.

في حين حصل نحو مليون إسرائيلي على جوازات سفر أجنبية خلال السنوات الأخيرة وهو ما يسمى "شهادة ضمان" حال اندلاع حرب شاملة.

وعلى صعيد تحويل الأموال للخارج، ذكرت الصحيفة أن الإسرائيليين حولوا ما مجموعه 7 مليارات دولار للخارج كودائع خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام.

وبيّنت الصحيفة أن ما يجري هو "هجرة عقول"، إذ توزعت قطاعات المهاجرين ما بين أطباء وعلماء وصيادلة وخبراء التكنولوجيا الفائقة بعد أن قدّمت لهم عروض مغرية للعمل في شركات أجنبية.

مقالات مشابهة

  • تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. تفاصيل
  • هيئة السكك الحديدية تطلق مركز خدمة العملاء الصوتية للاستعلام وحجز التذاكر آليًا
  • إصابة طفل وترحيل 6 عائلات بهجمات للمستوطنين شمالي أريحا
  • سموتريتش للإسرائيليين الفارين للخارج: "عودوا"
  • سموتريتش يطالب الإسرائيليين الفارين للخارج: "عودوا"
  • أمن المقاومة: كمائن استخبارية أربكت الاحتلال خلال التنقيب عن جثث الأسرى
  • نتنياهو يدرس انتخابات مبكرة.. حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة
  • تقرير أممي: تفاقم سوء التغذية بين الأطفال في اليمن
  • كاتب وأسير محرر يكشف تفاقم حالات التعذيب في سجون الاحتلال