جريدة الوطن:
2025-06-23@19:45:12 GMT

من دراسات الشورى «3 ـ 16»

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

من دراسات الشورى «3 ـ 16»

ثالثًا: «تنمية قِطاعات نخيل التمور والنارجيل، الثروة الحيوانيَّة…»
عِندما أتصفَّح المزيد من الملفات والأوراق والوثائق والإصدارات والدراسات التي تتناول أعمال المجلس وممارسته لأدواره وصلاحيَّاته التي مَنحها له «النِّظام الأساسي للدَّولة»، والموضوعات والقضايا التي تصدَّى لها بالبحث والدراسة والتقييم والنقاش وطرحه الأسئلة على الوزراء وتفعيل أدواته البرلمانيَّة… أُكبر في المجلس ـ حقًّا ـ تنبُّهه المبكِّر لها وفي فترة بواكير ممارساته لأعماله الشوريَّة، ونبَّه عليها الحكومة وجهات الاختصاص، وطالبَ وأعدَّ وقدَّم الكثير من التوصيات والأفكار التي تحتوي على وصفات علاج ناجعة لقضايا التعليم وتنويع الدخل والأمن الغذائي، وتنظيم سُوق العمل والتعمين وتحسين أجور المواطن، وتحفيز القِطاعات الاقتصاديَّة واستثمار الثروات الوطنيَّة ومكافحة الفساد، وضبط المال العام والحفاظ عليه من النَّهب والسَّرقة… ومراجعة التشريعات والقوانين التي تُحقِّق مصالح الوطن والمُجتمع في جميع تلك القضايا والموضوعات الحيويَّة، والتي لو تمَّ الاهتمام بها وأخذت في وقتها بمأخذ الجدِّ، ووجدت مَن يُطبِّقها ويضعها ضِمْن الخطط والبرامج والسِّياسات والاستراتيجيَّات لأسهمت فعلًا في التطوُّر وعلاج مشكلات وإخفاقات كثيرة، وحقَّقت أهدافها وغاياتها المُعلنة في الخِطابات والحيثيَّات المُحالة إلى جهات الاختصاص والمؤسَّسات الحكوميَّة المختلفة.

من بَيْنِ تلك المواضيع والقضايا الملحَّة «ملف الأمن الغذائي» الذي يتعرَّض ليس في سلطنة عُمان وحْدَها، ولكن في البلدان العربيَّة جميعها، وعلى مدى الخمسة عقود الماضية، إلى انتكاسات وأزمات خانقة. فعلى الرغم من إطلاق المشاريع الغذائيَّة العربيَّة المشتركة، أو الفرديَّة على مستوى الدولة، إلَّا أنَّها تنتهي إلى لا شيء، إذ تُعدُّ أزمة الغذاء واحدة من أبرز المشكلات التي يعاني مِنها العالَم العربي، قادت إلى ارتفاع أسعار السِّلع الغذائيَّة في الأسواق في نُموٍّ متواصل أنْهَكَ كواهل المُجتمعات، ورفعَ عاليًا من نِسَب التضخُّم. وفي السنوات الأخيرة أسهمت جائحة «كوفيد19» والمواجهة الروسيَّة الأطلسيَّة على الأرض الأوكرانيَّة، وقَبلها المقاطعة الاقتصاديَّة على قطر، والحروب المتأجِّجة والخصومات المستمرَّة بَيْنَ الحكومات والأنظمة العربيَّة في بلوغ التضخُّم وتراجع العملات إلى مستويات خطيرة جدًّا تنذر بعواقب ونتائج وخيمة. ومن جهة أخرى، وعلى مدى الحقب التاريخيَّة تسبَّبت الارتفاعات في أسعار الخبز وتقليص أحجام أرغفته في اندلاع المظاهرات والاحتجاجات والثَّورات الشَّعبيَّة في الشارع العربي. ومن المحزن حقًّا التَّمادي في إهدار الإمكانات والفرص والثروات التي يمتلكها هذا الوطن العربي، ممثَّلةً في وفرة المياه وخصوبة الأرض وارتفاع نسبة العمالة الزراعية في كُلٍّ من السودان ومصر والشَّام وبعض بلدان المغرب، والأموال التي لدى البلدان الخليجيَّة، ثمَّ العجز عن تنفيذ مشاريع مشتركة تُحقِّق وفرة الغذاء في الوطن العربي، وتفي باحتياجاته من المنتجات الزراعيَّة والحيوانيَّة وتمهِّد لصناعات زراعيَّة توفِّر الوظائف وتنعش الاقتصادات وتنشط الأسواق… فتهرع بعض الحكومات إلى الاستثمار الزراعي في دولة إفريقيَّة أو آسيويَّة تتعرض باستمرار للخسائر والضياع والبور، والتسبُّب في حرمان المواطن العربي من الوظائف وفرص الاستثمار ونُمو الاقتصاد المحلِّي… وفي سلطنة عُمان التي تمتلك الأودية الخصبة والأفلاج والآبار الارتوازيَّة وموسم الخريف المُمطِر في ظفار وآلاف القُرى التي تُشكِّل ريفًا زراعيًّا وحيوانيًّا، نجحت في تلبية احتياجات الأسواق المحلِّيَّة في الماضي بالوسائل والأدوات التقليديَّة القديمة، تعرَّضت النخيل وأشجار الليمون والمانجو وغيرها إلى أمراض وآفاتٍ زراعيَّة مُتعدِّدة فتكَتْ بالآلاف مِنْها، واندثرَ الكثير من الأفلاج والقُرى؛ بسبب الإهمال واختيار الوظيفة بديلًا عن الحِرَف والمِهَن التقليديَّة، وضعف الدَّعم الحكومي المعتمد للمزارع والصيَّاد. كما تسبَّب التوسُّع العمراني والنُّمو السكَّاني وتخطيط المناطق السكنيَّة والتجاريَّة الحديثة، وتحويل المزارع والأراضي الزراعيَّة لأغراض أخرى في تقليص مساحاتها، في ظاهرة غير صحيَّة عرَّضت أمْنَنا الغذائي للخطر، وجعلت أسواقنا تعتمد كُلِّيَّةً على الأسواق الأخرى في توفير السِّلع الأساسيَّة. واقع تنبَّه له مجلس الشورى قَبل ثلاثة عقود فأعدَّ جُملة من الدراسات والتقارير شخَّص فيها أوضاع نخيل التمور والنارجيل والثروة الحيوانيَّة والمراعي، وأجرى تقييمًا على الصِّناعات التي تعتمد على هذه القِطاعات من واقع خلاصاته ونتائجه للزيارات الميدانيَّة واللقاءات والاجتماعات والنقاشات المكثَّفة التي أجراها وقام بها، واطِّلاعه كذلك على التقارير والدراسات والإصدارات ذات العلاقة بالموضوع محلِّ الدراسة؛ إسهامًا مِنْه في تعزيز وتحقيق متطلبات الأمن الغذائي، «تنمية قِطاعات نخيل التمور والنارجيل، الثروة الحيوانيَّة والمراعي، والتصنيع الزراعي ـ الأمن الغذائي والمائي ـ منطقة النجد ودَوْرها في تحقيق الأمن الغذائي والمائي…»، دراسات ثلاث، إلى جانب جهود ومبادرات ونقاشات وملاحظات ضُمِّنت في تقارير المجلس حَوْلَ مشاريع الخطط والرؤى والميزانيَّات، ومحتوى الأسئلة وطلبات المناقشة والرغبات المُوجَّهة إلى الوزراء. لقَدْ طالبَت التوصيات والمقترحات والرؤى المضمَّنة فيها برفع أساليب ووسائل الدَّعم وأشكال من أوْجُه التشجيع والتحفيز للمزارعين والصيَّادين على السواء، وزيادة الموازنات لصيانة وإحياء الأفلاج، ودراسة التربة ومصادر المياه واكتشاف الأراضي الزراعيَّة الصَّالحة للزراعة وزيادة مساحاتها، وحماية المنتجات الزراعيَّة والسمكيَّة والحيوانيَّة من الآفات، والمنافَسة الشَّرسة وفتح منافذ محلِّيَّة وخارجيَّة للتسويق للمنتجات الوطنيَّة، وتقييم منطقة النجد في تحقيق متطلَّبات السُّوق من الغذاء… ومراجعة وتطوير التشريعات والقوانين والأنظمة التي من شأنها إحداث ثورة زراعيَّة في السَّلطنة تقوم على الخبرة والتقدُّم العِلمي والتخصُّص… لقَدْ اكتسبت دراسات المجلس أهمِّية كبيرة لالتفاتها إلى «قِطاع حيوي هو قِطاع الزراعة الذي يُمثِّل منفعة كبيرة لشريحة واسعة من أفراد المُجتمع العُماني، إذ ركَّزت على تنمية وتحسين زراعة نخيل التمور والنارجيل المشهورة في البلاد منذ القِدم، وتطوير وإكثار الثروة الحيوانيَّة في السُّوق المحلِّيَّة ودعم مستلزمات الإنتاج الحيواني وحمايته من المنافسة الأجنبيَّة…». كثيرة هي الدراسات والبرامج والخطط والاستراتيجيَّات… التي نحتفظ بها في الأدراج، يظلُّ الضعف دائمًا في التنفيذ والتطبيق.

سعود بن علي الحارثي
Saud2002h@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الأمن الغذائی ات التی ات الم

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة: الأمن الغذائي المصري في أيدٍ أمينة رغم تداعيات الأحداث الإقليمية

أكد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تكثيف جهود كافة الجهات التابعة للوزارة لتعزيز الأمن الغذائي المصري، وعدم تأثر هذا القطاع في ظل التحديات والأحداث الإقليمية التي تمر بها المنطقة وتداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية.

وأشار فاروق إلى أنه على الرغم من تأثير تلك الأحداث على سلاسل الإمداد العالمية وأسعار الغذاء، إلا أن وزارة الزراعة واصلت جهودها لضمان تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، وذلك من خلال مجموعة شاملة من الإجراءات الاستباقية الهامة لضمان تحقيق الاستقرار في ملف الغذاء المصري.

وشدد وزير الزراعة على انسيابية حركة الصادرات والواردات الزراعية المصرية، والتي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق هذا العام، ذلك بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها أجهزة الوزارة المعنية، ومن بينها الحجر الزراعي المصري والعلاقات الزراعية الخارجية، لفتح أسواق جديدة للحاصلات والسلع الزراعية المصرية، الأمر الذي يساهم في زيادة الدخل القومي وتوفير العملة الصعبة للبلاد.

وأشار فاروق إلى الدور الهام الذي تقوم به الإدارة المركزية للحجر الزراعي لدراسة واعتماد مناشئ جديدة لاستيراد السلع الزراعية الاستراتيجية، فضلًا عن مدخلات الإنتاج الهامة، وذلك بهدف تنويع مصادر استيراد السلع الغذائية الأساسية لضمان عدم التأثر بأي اضطرابات في بلد معين، بالإضافة إلى المساهمة مع الوزارات المعنية في تعزيز المخزون الاستراتيجي من هذه السلع لضمان توافرها بصفة مستمرة.

وأكد وزير الزراعة حرص الوزارة على تقديم كافة أشكال الدعم للمزارع المصري، بإعتباره العمود الفقري للإنتاج الزراعي، وتشجيعه على زيادة الإنتاجية، من خلال توفير مدخلات الإنتاج له، والتقاوي المعتمدة والمحسنة، فضلًا عن التوعية والإرشاد المستمر لإتباع الممارسات الزراعية الحديثة الجيدة، والتي تساهم في زيادة الإنتاجية الزراعية، والاستغلال الأمثل لوحدتي الأرض والمياه.

وقال فاروق إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قادرة على مواجهة الأزمات، وذلك من خلال الإجراءات الاستباقية التي يتم اتخاذها بشكل مستمر، تفاديًا لأي ظروف إقليمية أو دولية، ولمواجهة التحديات، مشيرًا  أنه بفضل العديد من المشروعات الزراعية القومية الكبرى والعملاقة التي تم إطلاقها في عهد الرئيس السيسي، ساهمت في زيادة الرقعة الزراعية، فضلًا عن اهتمامه ومتابعته المستمرة لملف الزراعة والأمن الغذائي المصري، مما ساهم في تحقيق طفرة غير مسبوقة في هذا القطاع الهام، وذلك نظرًا لأهميته البالغة، وأضاف أن هناك جهودًا مستمرة لرفع كفاءة استخدام كافة الموارد لزيادة الإنتاجية والحد من الفاقد.

وأضاف أن الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الوزارة ستسهم بشكل فعال في تعزيز قدرة مصر على توفير احتياجاتها الغذائية، وحماية المواطنين من تقلبات الأسواق العالمية، وأضاف أن: "الأمن الغذائي هو أمن قومي، ولن ندخر جهدًا في سبيل تحقيقه والحفاظ عليه".

وفي سياق متصل، أكد الدكتور محمد المنسي رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، أن هناك تكليفات من علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومتابعة مستمرة من الدكتور أحمد عضام، رئيس قطاع الخدمات الزراعية، بالمتابعة المستمرة وبحث أثر تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل على كل من صادرات مصر الزراعية ووارداتها من السلع الزراعية الاستراتيجية.

وأكد المنسي استمرار انسيابية حركة الصادرات الزراعية المصرية للخارج، حيث بلغت 5.2 مليون طن في منتصف العام الجاري، مشيرًا إلى أن معظم المواسم التصديرية لغالبية المحاصيل على وشك الانتهاء أو انتهت بالفعل مثل الفراولة والموالح والبطاطس، مع استمرار مواسم أخرى مثل البطاطا والبصل والتي شهدت تحسنًا ملحوظًا في حجم الصادرات بالإضافة إلى المواسم الجارية أو التي ستبدأ للعنب والمانجو والرمان وغيرها من الحاصلات الزراعية المتوقع لها تحقيق طفرة ونموًا كبيرًا هذا الموسم.

وأشار إلى استمرار انسيابية حركة الواردات من السلع الاستراتيجية إلى مصر حيث تم، اعتبارًا من بداية يناير الماضي وحتى الآن، استيراد نحو 4.9 مليون طن من الأقماح، و4.2 مليون طن من الذرة الصفراء، بالإضافة إلى 2.2 مليون طن من فول الصويا.

وأوضح أن الحجر الزراعي يعكف حاليًا على دراسة عدة مناشئ جديدة لاستيراد السلع الاستراتيجية وكذلك مناشئ مدخلات الإنتاج المختلفة، حيث تم وضع أولوية لعدة دول جديدة للاستيراد منها بناءً على ارتفاع إنتاجها المحتمل في ظل التغيرات المناخية مع وضع ضوابط لإدارة المخاطر وتحديدًا مخاطر الآفات لمنع دخول أو انتشار أو توطن أية آفات جديدة لها أثر اقتصادي.

طباعة شارك الزراعة الأمن الغذائي وأسعار الغذاء حركة الصادرات استيراد السلع السيسي انسيابية حركة الصادرات الزراعي الأقماح

مقالات مشابهة

  • السرعة الزائدة تتسبب في إصابة 11 شخصًا بحادث تصادم مروع على زراعي المنيا
  • هل تنام الأسماك؟ دراسات تكشف أسرار النوم في المحيطات
  • الزراعة تكثف جهودها لتعزيز الأمن الغذائي في ظل الأحداث الإقليمية الراهنة
  • وزير الزراعة: الأمن الغذائي المصري في أيدٍ أمينة رغم تداعيات الأحداث الإقليمية
  • هيئة النقل: دراسات ميدانية ورقابة على مدار الساعة خلال موسم الحج لتحقيق نقل متكامل ومستدام
  • في القطاع الحيواني.. اتفاق سعودي يوناني لدعم سلاسل الإمداد وتوطين التقنيات
  • حمص تستقبل 17.700 طن قمح… دعم إستراتيجي للأمن الغذائي السوري
  • دراسة أمريكية: الزبدة والسمن الحيواني قد يحميان القلب ويقللان خطر السكري!
  • الضّب العربي.. من الكائنات البرية التي تسهم في التوازن البيئي بمنطقة الحدود الشمالية
  • دراسات تكشف التوقيت المثالي لتناول أدوية الضغط