ماذا وراء خطوة واشنطن بشأن الإشراف على دخول المساعدات إلى غزة؟
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يتعنت في ملف المساعدات الإنسانية الواردة إلى قطاع غزة، رغم مرور نحو شهر على اتفاق وقف إطلاق النار، ويتعمد إدخال كميات محدودة ما يؤثر المعالجة الإنسانية للكارثة التي حلّت بالقطاع نتيجة حرب الإبادة التي استمرت لمدة عامين.
لكن صحيفة "واشنطن بوست" كشفت عن اعتزام الولايات المتحدة تولي دور الإشراف على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بدلاً من الاحتلال الإسرائيلي، عبر مركز التنسيق "المدني العسكري" الذي أنشأه الجيش الأمريكي في "كريات غات".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على تفاصيل الخطوة، أن هذا التغيير سيجعل دور "إسرائيل" ثانويا في تحديد طبيعة المساعدات الإنسانية التي يمكن إدخالها إلى غزة وآلية إدخالها.
ووفق ما حصلت عليه "عربي21" من المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإنّ الاحتلال يواصل سياسة الخنق في قطاع غزة، وسمح بدخول 4 آلاف و453 شاحنة فقط من أصل 15 ألف و600 شاحنة كان من المفترض دخولها إلى القطاع منذ بدء وقف إطلاق النار، بنسبة لا تتجاوز الـ28 بالمئة.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن قوافل المساعدات تضمنت (31) شاحنة محمّلة بغاز الطهي، و(84) شاحنة من مادة السولار المخصصة لتشغيل المخابز والمستشفيات والمولدات والقطاعات الحيوية، رغم النقص الحاد والمستمر في هذه المواد الضرورية لحياة السكان اليومية.
وذكر أنه "يبلغ متوسط عدد الشاحنات التي تدخل يوميا منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار 171 شاحنة فقط، من أصل 600 شاحنة يُفترض دخولها يوميا وفق البروتوكول الإنساني، ما يؤكد أن الاحتلال لا يزال يمارس سياسة الخنق والتجويع والضغط الإنساني والابتزاز السياسي بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في غزة".
كميات محدودة
وشدد على أن "هذه الكميات المحدودة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية والطبية والمعيشية، ويحتاج القطاع بصورة عاجلة إلى تدفق منتظم لما لا يقل عن (600) شاحنة يومياً تشمل الغذاء والدواء والوقود وغاز الطهي ومستلزمات القطاع الصحي، لضمان الحفاظ على مكونات الحياة الأساسية للمدنيين".
ولفت إلى أن الاحتلال يحرم أهالي قطاع غزة من أكثر من 350 صنفا من الأغذية الأساسية التي يحتاجها الأطفال والمرضى والجرحى والفئات الضعيفة، ويمنع إدخال مواد غذائية رئيسية، منها بيض المائدة، واللحوم الحمراء، واللحوم البيضاء، والأسماك، والأجبان، ومشتقات الألبان، والخضروات، والمكملات الغذائية".
وفي قراءته للخطوة الأمريكية، رأى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أنّ مركز التنسيق "المدني العسكري" الأمريكي يحاول إدارة آليات المساعدات ومراقبة وقف النار عبر طائرات مسيرة، مع تراجع الدور الإسرائيلي إلى الخلف.
وأكد عفيفة في التحليل الذي اطلعت عليه "عربي21"، أنّ الخطوة الأمريكية تعني عمليا إمساك الولايات المتحدة بالمقود الإنساني-الأمني في غزة من خارجها، وتحديدا من مقرها في "كريات غات" وبمشاركة عشرات الدول والمنظمات.
عقبتان رئيسيتان
وتابع قائلا: "لكن تنفيذ خطة ترامب يصطدم بعقبتين رئيسيتين"، موضحا أن العقبة الأولى تتمثل في فراغ القوة الدولية، فلا أحد مستعد لإرسال جنود لنزع سلاح حماس، فيما تقديرات مسؤولين إسرائيليين سابقين تؤكد أن الحركة لن تتخلى عن سلاحها، ما يفتح الباب لتهديدات العودة إلى القتال أو عمل عسكري عن بُعد.
ولفت إلى أن العقبة الثانية تتمثل في محاولات هندسة "نموذج رفح" كمنطقة تجريبية بلا حماس، مع نقاشات حول فتح ممر آمن للمقاتلين خلف "الخط الأصفر"، مضيفا أن "أفكارا تدفع بها أمريكيا وتُواجه بتحفظات إسرائيلية وتنازلات مشروطة بملف الأسرى وتعطيل الأنفاق، فيما يُبدي وسطاء آخرون تحفظاتهم على أي تقسيم داخل القطاع".
وذكر أنه "على الضفة الأخرى، تتكشف حدود التحالف الدولي: أذربيجان تربط أي إسهام في قوات حفظ السلام بتوقف كامل للقتال، بينما تَعِدُ أبو ظبي بزيادة المساعدات وتشير إلى إمكان تفعيل المسار البحري عبر قبرص كرافعة مكملة للمعابر البرية والجوية".
وخلص عفيفة إلى القول: "الولايات المتحدة تدير الهدنة وتختبر الطرفين، لكن من دون تفويض أممي واضح، وقوة استقرار واقعية، ورفع جوهري لقيود إدخال المساعدات، وستظل غزة بين ثلاث نهايات مفتوحة، إما هدنة مُدارة طويلة أو غزة جديدة داخل غزة بنفذو دولي محدود أو انتكاسة تُعيد القتال إلى الواجهة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال المساعدات غزة امريكا غزة الاحتلال المساعدات حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الإعلام الحكومي: 4,453 شاحنة فقط دخلت غزة منذ بدء وقف النار
غزة - صفا
أكد المكتب الإعلامي الحكومي، أن إجمالي ما دخل إلى قطاع غزة من مساعدات منذ بدء سريان قرار وقف إطلاق النار بلغ (4,453) شاحنة فقط من أصل (15,600) شاحنة كان يفترض دخولها حتى مساء الأربعاء 6 نوفمبر 2025، وفق ما نصت عليه ترتيبات وقف إطلاق النار والتفاهمات الإنسانية المصاحبة له.
وأضاف المكتب في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الخميس، أن هذه القوافل تضمنت (31) شاحنة محمّلة بغاز الطهي، و(84) شاحنة من مادة السولار المخصصة لتشغيل المخابز والمستشفيات والمولدات والقطاعات الحيوية، رغم النقص الحاد والمستمر في هذه المواد الضرورية لحياة السكان اليومية، بعد عامين من القتل والحصار والتدمير الممنهج الذي خلّفته جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال ضد أبناء شعبنا في القطاع.
وأشار إلى أن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل يومياً منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار بلغ (171) شاحنة فقط، من أصل (600) شاحنة يُفترض دخولها يومياً وفق البروتوكول الإنساني، ما يؤكد أن الاحتلال لا يزال يمارس سياسة الخنق والتجويع والضغط الإنساني والابتزاز السياسي بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وشدد المكتب، على أن هذه الكميات المحدودة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية والطبية والمعيشية، ويحتاج القطاع بصورة عاجلة إلى تدفق منتظم لما لا يقل عن (600) شاحنة يومياً تشمل الغذاء والدواء والوقود وغاز الطهي ومستلزمات القطاع الصحي، لضمان الحفاظ على مكونات الحياة الأساسية للمدنيين.
وأوضح أنه في إطار سياسة تضييق التجويع، يحرم الاحتلال السكان المدنيين في قطاع غزة من أكثر من 350 صنفاً من الأغذية الأساسية التي يحتاجها الأطفال والمرضى والجرحى والفئات الضعيفة، حيث يمنع إدخال مواد غذائية رئيسية، من بينها: "بيض المائدة، اللحوم الحمراء، اللحوم البيضاء، الأسماك، الأجبان، مشتقات الألبان، الخضروات، المكملات الغذائية، إضافة إلى عشرات الأصناف التي تحتاجها السيدات الحوامل والمرضى وذوو المناعة الضعيفة".
وافت إلى أنه في المقابل يسمح الاحتلال بدخول كميات أكبر من سلع عديمة القيمة الغذائية مثل: "المشروبات الغازية والشوكولاتة والوجبات المصنعة والشيبس"، والتي تصل إلى الأسواق بأسعار تفوق قيمتها الحقيقية بأكثر من 15 ضعفاً نتيجة تحكم الاحتلال بسلاسل الإمداد. وهذا يؤكد اعتماد الاحتلال سياسة هندسة التجويع والتحكم بالأمن الغذائي واستهداف حياة المدنيين بشكل مباشر.
وجدد المكتب التأكيد على الاستعداد الكامل من قبل الجهات الحكومية في قطاع غزة والتي ينصبّ عملها على تقديم الخدمات الإنسانية فقط؛ استعدادها لتسهيل وتنسيق إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية بالتعاون مع المنظمات الأممية والهيئات والمنظمات الإغاثية العربية والدولية، بما يضمن وصولها إلى جميع المحافظات والمراكز الحيوية ولصالح أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد.