عالم بالأوقاف يحذر: غرق الأهل والأبناء في السوشيال ميديا يعطل التربية الإيمانية
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
قال الدكتور إبراهيم المرشدي - من علماء وزارة الأوقاف - إن غرق الأسر، آباءً وأمهاتٍ وأبنـاءً، في وسائل التواصل الاجتماعي لا يبرئ الأهل من مسؤولية التربية، موضحًا أنه لا يجوز للوالد أن يصف الجهاز بأنه "مفروض علينا" ويتخلى عن دوره قائلاً: «ده جهاز مفروض علينا ونستخدمه» — لأن ذلك بمثابة تخلٍّ عن المسؤولية الأبوية.
وأضاف الدكتور المرشدي، خلال فتوى له، أن التعامل الصحيح مع هذه المشكلة يتطلب التوجيه، والإرشاد، والتعاهد بين الأب وابنه، وأن السؤال المستمر والمتابعة البسيطة — مثل: «إنت بتعمل إيه؟ أديت واجبك؟ ذاكرت؟» — هي جوهر التربية الناقصة في كثير من مجتمعاتنا اليوم.
وقال إن غياب هذا التعاهد والحوار يؤدي إلى فقدان العلاقة بين الأب وابنه، وهو ما يجب تداركه عبر لغة حوار يومية ورعاية فعلية.
وأشار المرشدي إلى أن التقييم الذاتي للولد جزء مهم من التربية، وليس تتبّعًا قمعيًا، فمراجعة الأب لأستاذ المدرسة عن حالة ابنه أو حضوره للمدرسة للاطمئنان على سيره الدراسي يُعدّ من صور الرعاية والمواكبة التي يفتقدها كثيرون. وبيّن أن هذا الاطمئنان يعبر عن محبة الأب واهتمامه، ويبعث الاطمئنان في نفس الابن.
واستشهد الدكتور المرشدي بقصة تاريخية عن القاضي شريح بن عباد رضي الله عنه، مشيرًا إلى أسلوبه التربوي الرشيد مع ابنه حين ترك المصحف ولعب مع الأطفال والكلاب؛ إذ كتب إلى معلم ولده رسالة رقيقة توصي بالعظة واللوم الهادئ والعناية بدل الضرب العنيف، ثم أوضح الحدود الشرعية للقصاص التربوي قائلاً: «إذا هممت بضربه فبضره» بمعنى استخدم ضربًا بالغ النظر لا يزيد على حد معروف، و«وإذا بلغت بثلاثة لك فاحبسي» أي لا تزيد عن ثلاث ضربات بحسب ما أورده في المثال.
وأكد الدكتور إبراهيم المرشدي أن التعهد والرعاية والسؤال اليومي هي ما يُسمَّى بالتربية الإيمانية، وأن هذه الممارسات البسيطة والمتواصلة تصنع الفارق في حياة الأبناء، داعيًا الأسر لاستكمال الحديث والوقوف معًا من أجل إصلاح واقع التربية الأسرية بعد الفاصل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السوشيال ميديا مخاطر السوشيال ميديا
إقرأ أيضاً:
ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. أوقاف الجيزة تشارك في ندوة تثقيفية عن إدمان السوشيال ميديا
شاركت مديرية أوقاف الجيزة في الندوة التثقيفية التي نظّمتها مكتبة مصر العامة بالدقي بعنوان: «إدمان السوشيال ميديا»، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وإشراف الشيخ خالد خضر، مدير المديرية، وذلك ضمن فعاليات مبادرة «صحح مفاهيمك»، وبحضور الشيخ محسن عبدالظاهر، مدير إدارة أوقاف شمال الجيزة، والشيخ يحيي السباعي، إمام مسجد الحامدية الشاذلية.
جاءت الندوة ضمن سلسلة اللقاءات التوعوية والدينية التي تنظمها مكتبة مصر العامة بالدقي، بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، بهدف تعزيز قيم التسامح والتعايش واحترام الوقت والاستفادة منه بما يخدم الإنسان في دنياه وأخراه، والاهتمام بالوقت في ضوء تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
تناول اللقاء أهمية الوقت والتحذير من إضاعته وعدم الاستفادة منه، مؤكدين أن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن الإنسان هو من يجعل هذه الإباحة حلال أو حرام من وجهة النظر الشرعية.
وفي ختام الندوة، شدّد الشيخ محسن، على أهمية غرس قيمة الوقت والمحافظة عليه في نفوس النشء والشباب، ودور المؤسسات الثقافية والدينية في دعم هذه القيم، بما يُسهم في بناء مجتمع تسوده الأخلاق والسلام الاجتماعي، والرقي.
نظّمت مديرية أوقاف الشرقية، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، سلسلة من الندوات التوعوية بعدد من المدارس في إدارات العزيزية وههيا، وذلك في إطار حرص وزارة الأوقاف على تعزيز مبادرة «صحّح مفاهيمك» التي تهدف إلى نشر الفكر الوسطي الرشيد وتصحيح المفاهيم المغلوطة بين الطلاب والشباب، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الدكتور محمد إبراهيم حامد، وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية.
وتناولت الندوات مخاطر الإفراط في استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مع التركيز على آثارها النفسية والاجتماعية، وأهمية توجيه الطلاب نحو الاستخدام الرشيد للتكنولوجيا الحديثة بما يُسهم في الحفاظ على العلاقات الأسرية وتنمية الوعي واستثمار الوقت فيما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
كما ركزت الندوات على دور المؤسسات التعليمية والمعلمين في بناء الشخصية وغرس القيم الإيجابية لدى الطلاب، بأسلوب تربوي يناسب أعمارهم ويعزّز السلوكيات السليمة.
وتأتي هذه الندوات ضمن جهود وزارة الأوقاف المستمرة لترسيخ القيم الدينية والأخلاقية، وتعزيز روح الانتماء واحترام الآخرين، بما يحقق أهداف مبادرة «صحّح مفاهيمك» في بناء جيل واعٍ ومثقف.