المسلة:
2025-11-09@09:49:53 GMT

التصويت الخاص .. اختبار مبكر لنبض الانتخابات

تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT

التصويت الخاص .. اختبار مبكر لنبض الانتخابات

9 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: ناجي الغزي

انطلقت عملية التصويت الخاص لانتخابات مجلس النواب العراقي، بمشاركة أكثر من 1.3 مليون ناخب من منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، في حدث يُعد بمثابة الافتتاح الفعلي للسباق الانتخابي الذي سيبلغ ذروته في الاقتراع العام المقرر الثلاثاء المقبل.
ووفقاً لبيانات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فإن عدد المشمولين بالتصويت الخاص بلغ 1,313,859 ناخباً موزعين على سبع مؤسسات أمنية، تشمل:
• وزارة الداخلية 597,453 ناخباً
• وزارة الدفاع 298,054 ناخباً
• وزارة البيشمركة 145,907 ناخباً
• وزارة داخلية إقليم كوردستان 124,312 ناخباً
• هيئة الحشد الشعبي 128,127 ناخباً
• جهاز مكافحة الإرهاب 18,410 ناخباً
• هيئة المنافذ الحدودية 1,596 ناخباً
هذه الكتلة التصويتية، التي تمثل عصب الدولة وأجهزتها الأمنية، غالباً ما تشكل مؤشراً مبكراً على اتجاهات المزاج العام في البلاد، وتُعد ورقة مهمة في معادلة توازن القوى داخل المشهد السياسي.

الانتخابات بوصفها معركة وعي

التصويت الخاص غداً ليس مجرد عملية اقتراع، بل اختبار مبكر لمزاج المؤسسة العسكرية والأمنية، وقياس لمستوى الثقة بين رجل الأمن والدولة التي يخدمها. وهو أيضاً تعبير عن وعيٍ سياسي متنامٍ لدى منتسبي الأجهزة الأمنية، الذين يعيشون يومياً واقع الأمن والسيادة على الأرض.
ومع دخول العراق مرحلة جديدة من الاستحقاقات السياسية والاقتصادية، سيكون لصوت هؤلاء أثرٌ مباشر في رسم خريطة البرلمان المقبل، وتحديد شكل الحكومة التي ستتولى إدارة البلاد في السنوات الأربع القادمة.

رمزية التصويت الأمني

يكتسب تصويت القوات المسلحة رمزية خاصة، فهو لا يمثل فقط المشاركة الانتخابية، بل يعكس علاقة المؤسستين الأمنية والسياسية في العراق الحديث. فبعد عقدين من التحديات، تحولت هذه المؤسسات إلى أحد أهم ركائز استقرار النظام السياسي، الذي بُني على توازن دقيق بين الدولة والمجتمع، والسلاح الشرعي والسلاح المنضبط.
غداً لن يكون التصويت مجرد رقم في سجل الانتخابات، بل موقف شرف ورسالة وفاء من الذين حملوا السلاح في وجه الإرهاب، وصانوا المدن، وحموا الحدود، وضحوا في سبيل أن تبقى الدولة ونظامها السياسي واقفة. هؤلاء الذين يعرفون معنى الخطر، ومعنى الانتماء، سيصوّتون بوعيٍ نابع من التجربة والدم، لا من الشعارات.

قراءة في خلفية المؤسسة الأمنية

منذ عام 2006، لعبت الحكومات المتعاقبة، ولا سيما حكومة نوري المالكي، دوراً محورياً في تشكيل الأسس الأولى للمؤسسة الأمنية الحديثة بعد سنوات من الفوضى. فقد أُعيد بناء الجيش والشرطة، وتم تأسيس هيئة الحشد الشعبي عام 2014، لتشكل مظلة وطنية للدفاع عن العراق ضد تنظيم داعش.
يرى المراقبون أن هذا الإرث الأمني ما زال حاضراً بقوة في وعي القواعد العسكرية والأمنية، وفي وجدان الضباط والمقاتلين حتى اليوم، إذ ينظر كثيرون إلى عهد المالكي بوصفه المرحلة التي أعادت للعراقيين ثقتهم بجيشهم ومؤسساتهم الأمنية. ففي تلك الحقبة، وُضعت اللبنات الأولى لجيشٍ يؤمن بأن لا سلاح يعلو على سلاح الدولة، ولا قرار فوق قرارها، وأن هيبة الوطن لا تُحفظ إلا بتماسك مؤسساته الأمنية وانضباطها.
لقد كان المالكي قريباً من نبض القوات المسلحة، ويمنحهم شعوراً عميقاً بأنهم ليسوا أداةً بيد السلطة، بل ركيزتها الأولى. ومن خلال دعمه وإصراره، نالت الأجهزة الأمنية احترامها وحقوقها وامتيازاتها، لتصبح قوةً تُقاتل بكرامة، وتحرس البلاد بإيمان، وتدين بالولاء لرمزية الدولة لا لأفرادها.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: التصویت الخاص

إقرأ أيضاً:

الصوت الخاص يفتح الطريق أمام الاختبار الديمقراطي

9 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: مع لحظة الاقتراع العراقي في 11 تشرين الثاني، تواترت التحليلات حول ما إذا كانت هذه الجولة الانتخابية ستعيد الثقة بالعملية الديمقراطية أم ستبقيها أسيرة الشكوك، في ظل أجواء إقليمية متوترة وتحديات اقتصادية خانقة.

وأكد مراقبون أن الصمت الانتخابي الذي بدأ تطبيقه قبل ثلاثة أيام من التصويت يمثل اختباراً حقيقياً لالتزام القوى السياسية بالقواعد الديمقراطية، معتبرين أنه ليس مجرد توقف للدعاية، بل لحظة حاسمة لتصفية الضجيج الإعلامي وتهيئة الناخب لاتخاذ قراره بعيداً عن التأثيرات اللحظية.

وأفادت مصادر من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بأن التصويت الخاص يشمل أكثر من مليون ناخب من القوات الأمنية والموظفين المكلفين بتأمين المراكز.

وكشفت الناطقة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان عدد الناخبين المشمولين بالتصويت العام بلغ 21 مليونا و404 آلاف و291 ناخبا، مضيفة أن عدد المشمولين بالتصويت الخاص وصل إلى مليون و313 ألفا و859 ناخبا.

وأكد الخبير القانوني، حسام العيداني، أن عملية “التصويت الخاص” تكتسب أهمية بالغة لكونها تمهيدا ضروريا للتصويت العام، مشيرا إلى أن نجاحها له “تأثير إيجابي ونفسي” على حثّ الناخبين على المشاركة الواسعة في الانتخابات.

و الهدف الرئيسي للمفوضية هو ضمان انسيابية التصويت العام الذي يضم نحو 21 مليون ناخب، ضمن قواعد صارمة تراعي الهوية البيومترية وتمنع أي تكرار في الاقتراع.

ورأى خبراء قانونيون أن التصويت الخاص ليس إجراءً تقنياً فحسب، بل هو عملية رمزية تسبق التصويت العام، وتبعث بإشارات ثقة في نزاهة العملية الانتخابية.

الدستور العراقي في مادته العشرين أقر حق الانتخاب للجميع، فيما فرض قانون الانتخابات المعدل لعام 2023 على الأجهزة الأمنية تزويد المفوضية بقوائم المصوتين الخاصين قبل شهرين على الأقل من الموعد الرسمي.

وتكمن أهمية هذه المرحلة تكمن في كونها مقياساً لمستوى الجاهزية الأمنية والتنظيمية، وأن نجاحها سيعكس مدى استعداد مؤسسات الدولة لإدارة اقتراع شفاف يبتعد عن التجاذبات السياسية، وسط ترقب داخلي وخارجي لما ستؤول إليه النتائج في واحدة من أكثر الانتخابات حساسية منذ عام 2003.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الصوت الخاص يفتح الطريق أمام الاختبار الديمقراطي
  • نتائج التصويت الخاص ستُنشر مع الاقتراع العام
  • ائتلاف المالكي يعلن عن مخالفة في يوم التصويت الخاص للتصويت على قائمة السوداني دون غيرها
  • اقتراع الساعات الأولى.. انسيابية في التصويت الخاص بـ3 محافظات
  • عشية التصويت الخاص.. ائتلاف المالكي: رصدنا مؤشرات ضغط على القوات الأمنية
  • المفوضية: نحو مليون و300 ألف ناخب يشاركون في التصويت الخاص
  • العراق يدخل مرحلة الصمت الانتخابي قبل التصويت لاختيار نواب البرلمان
  • الاقتراع الخاص.. نبض الأمن قبل ساعة الصفر الانتخابية
  • إحصائية عن نسبة التصويت في جميع الانتخابات