صفقة بمليار دولار.. جوجل تزود سيري بمحرك جيميني
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
تستعد شركة آبل لاستخدام نسخة مخصصة من نموذج الذكاء الاصطناعي «جيميني» التابع لجوجل لتشغيل الجيل الجديد من مساعدها الذكي «سيري»، المتوقع طرحه رسميًا في عام 2026.
وفقًا لتقرير حديث نشرته وكالة «بلومبرج»، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن اتفاق تقني ضخم قد تصل قيمته إلى مليار دولار سنويًا، مما يجعلها واحدة من أبرز الشراكات في عالم الذكاء الاصطناعي التجاري حتى الآن.
بحسب التقرير، ستستمر آبل في الاعتماد على بعض نماذجها الخاصة المطوّرة داخليًا، لكنها ستستخدم أيضًا نسخة مخصصة من نموذج «جيميني» الذي يعمل عبر خوادم الحوسبة السحابية لجوجل، بهدف تعزيز قدرات سيري في مجالات التخطيط والتلخيص وتنفيذ المهام المعقدة.
ويُتوقع أن تتيح هذه التقنية لسيري القدرة على تحليل البيانات وفهم سياق الأوامر المعقدة بطريقة أكثر دقة وسلاسة، مثل تنظيم الرحلات أو تلخيص المحادثات أو إدارة التطبيقات بالنيابة عن المستخدم، وهي الخطوة التي تعتبرها آبل جوهر تطوير مساعدها الصوتي الجديد.
تُشير التقديرات إلى أن آبل ستدفع لجوجل نحو مليار دولار سنويًا مقابل استخدام «جيميني»، وهو مبلغ يبدو كبيرًا لكنه يمثل نسبة ضئيلة من العوائد التي تحققها جوجل من شراكتها مع آبل، إذ تدفع الأخيرة عشرات المليارات سنويًا لجعل محرك بحث جوجل الخيار الافتراضي على أجهزتها.
يرى خبراء التكنولوجيا أن هذه الصفقة تعكس تحوّلًا واضحًا في فلسفة آبل، التي كانت تفضل تطوير كل تقنياتها داخليًا، لكنها باتت أكثر انفتاحًا على التعاون مع الشركات المنافسة لتسريع تطوير منتجاتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
يُتوقع أن تعتمد النسخة الجديدة من سيري على جيميني في «المهام المعرفية» التي تتطلب تحليل بيانات معقدة أو اتخاذ قرارات متسلسلة، بينما ستستمر النماذج المحلية لآبل في إدارة الأوامر البسيطة مثل تشغيل التطبيقات أو ضبط الإعدادات.
وتشير «بلومبرج» إلى أن آبل طلبت من جوجل تطوير نسخة خاصة من جيميني قادرة على العمل بشكل آمن وسلس على خوادم آبل، مع ضمان أعلى مستويات الخصوصية والأمان، وهي نقطة حساسة دائمًا في فلسفة الشركة الأمريكية.
يأتي هذا التعاون في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي تنافسًا محمومًا بين كبرى الشركات، حيث تعمل مايكروسوفت على دمج قدرات «OpenAI» في نظام ويندوز ومنتجاتها المكتبية، بينما تراهن أمازون على تعزيز مساعدها «أليكسا» عبر نماذج توليدية متقدمة.
أما آبل، التي اتسمت دائمًا بالتحفظ في طرح تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد بدأت أخيرًا بالتحرك بقوة عبر مبادرتها الجديدة «Apple Intelligence» التي تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة التشغيل والتطبيقات بشكل متكامل وآمن.
رغم اعتمادها الحالي على جوجل، تخطط آبل لإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي خاص بها يعمل على خوادمها الخاصة ويضم نحو تريليون معلمة، وهو ما يُتوقع أن يكون جاهزًا للاستخدام التجاري في عام 2026.
ويبدو أن آبل ترى في هذا التعاون المؤقت خطوة انتقالية نحو بناء منظومتها المستقلة من الذكاء الاصطناعي، تمامًا كما فعلت في السابق مع شرائحها الخاصة «Apple Silicon» بعد سنوات من الاعتماد على معالجات إنتل.
من الواضح أن سيري الجديدة ستكون مختلفة جذريًا عن نسخها السابقة، إذ ستتحول من مجرد مساعد صوتي إلى نظام ذكي قادر على فهم السياق، وتنفيذ الأوامر المعقدة، والتفاعل الطبيعي مع المستخدم.
وإذا نجحت آبل في تحقيق التوازن بين أداء «جيميني» وقوة نظامها الداخلي، فقد تكون سيري 2026 نقطة تحول تعيد رسم ملامح المنافسة في سوق المساعدات الذكية عالميًا، وتضع آبل في موقع أقوى ضمن سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يزداد سخونة يومًا بعد يوم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی آبل فی
إقرأ أيضاً:
جوجل توسع "البحث العميق" في جيميني لتضم Gmail وDrive وDocs
أعلنت شركة جوجل عن تحديث جديد لميزة "البحث العميق" في أداة الذكاء الاصطناعي جيميني، والتي تم إطلاقها لأول مرة في مارس الماضي، هذه الميزة تمكّن المستخدمين من طلب تقارير شاملة حول مواضيع معقدة، وكانت تعتمد سابقًا على مصادر الويب فقط.
ومع التحديث الجديد، أصبح بإمكان "البحث العميق" الاستفادة من بيانات Gmail وDocs وDrive وChat، ما يتيح إنشاء تقارير أكثر تخصيصًا ودقة بحسب المحتوى الخاص بالمستخدم.
تتيح الميزة الجديدة لجيميني الوصول إلى مستندات المستخدم المختلفة، بما في ذلك الرسائل الإلكترونية، العروض التقديمية، المستندات، جداول البيانات وملفات PDF المخزنة في Drive، وكذلك سجل المحادثات في Google Chat. يتيح ذلك للأداة دمج البيانات الشخصية مع المصادر العامة على الإنترنت لإنتاج تحليلات وتقارير دقيقة.
على سبيل المثال، إذا طلب المستخدم إعداد تقرير عن السوق أو تحليل المنافسين، ستأخذ الأداة في الاعتبار الملاحظات والوثائق الداخلية لفريق العمل، وكذلك تبادل الرسائل، لتقديم تقرير شامل يتضمن مقارنة بين البيانات الداخلية والخارجية، وإنشاء جداول تحليلية مفصلة.
تؤكد جوجل أن هذه الميزة من أكثر الوظائف طلبًا بين المستخدمين، وأنها ستظل متاحة ضمن جيميني حتى دون الحاجة إلى اشتراك إضافي. كما أوضحت الشركة أن المستخدم يحتفظ بالتحكم الكامل في المعلومات التي يرغب في منح جيميني الوصول إليها.
عند استخدام أداة البحث العميق، تظهر قائمة منسدلة تسمح بتحديد المصادر التي يمكن للأداة استخدامها، سواء كانت نتائج البحث على الإنترنت، البريد الإلكتروني، المستندات في Drive، أو المحادثات في Chat، بشكل فردي.
الهدف من هذا التحديث هو تمكين المستخدمين من إنتاج محتوى وتحليلات مخصصة بشكل أسرع وأكثر دقة، من خلال دمج المعلومات الشخصية مع بيانات الويب.
وتتيح هذه الوظيفة تحسين إنتاجية فرق العمل، حيث يمكن للأداة توليد ملخصات وتقارير وتحليلات تعتمد على مستندات الفريق ورسائل البريد الإلكتروني، ما يقلل الحاجة إلى تجميع المعلومات يدويًا.
حاليًا، تتوفر ميزة الدمج الجديدة على أجهزة الكمبيوتر فقط، ولكن جوجل أكدت أنها ستصبح متاحة على الأجهزة المحمولة خلال الأيام القادمة، ما يوسع نطاق استخدام الميزة ليشمل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
هذا التطوير يمثل خطوة مهمة نحو دمج أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في بيئة العمل اليومية، ويسمح للشركات والأفراد بالحصول على حلول تحليلية متقدمة ضمن منصة واحدة.
تعد هذه الخطوة امتدادًا لسلسلة جهود جوجل لتعزيز إمكانيات الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات، وتسهيل إنتاج محتوى مخصص دون الحاجة إلى التعامل مع مصادر متعددة يدوياً.
ومن المتوقع أن يكون لتحديث "البحث العميق" تأثير كبير على طريقة إعداد التحليلات والتقارير داخل المؤسسات، خاصة تلك التي تعتمد على Google Workspace كمصدر رئيسي للبيانات والملفات، مما يعزز من سرعة اتخاذ القرارات المبنية على معلومات دقيقة وموثوقة.
باختصار، يوفر تحديث "البحث العميق" في جيميني دمجًا أوسع للبيانات الشخصية والمهنية، ليصبح أداة ذكية متكاملة لإنشاء محتوى مخصص وتحليلات دقيقة، مع ضمان تحكم المستخدم في الوصول إلى بياناته الخاصة، وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة العملية اليومية بشكل آمن وفعّال.