الملتقى الفقهي: الاختيار السليم أساس بناء الأسرة والكفاءة العقلية ضرورة لتحقيق الانسجام الأسري
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان: "الخطبة وضوابطها الشرعية" بحضور الدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى الأستاذ سمير شهاب المذيع بالتلفزيون المصري.
. اليوم
في مستهل الملتقى، أوضح فضيلة الدكتور عبد الله النجار أن الخطبة هي مجرد التماس لطلب الزواج، وليست عقداً شرعياً ولا وعداً ملزماًن، مؤكدا أن وجود الولي ضروري لصحة العقد وليس شكلياً، مرجعاً ذلك إلى أن الإرادة في مرحلة الخطبة قد يعتريها "عطب" بسبب لهفة الارتباط الشديدة التي قد تدفع أحد الطرفين لعدم الحفاظ على الحقوق، وبناءً عليه، يعتبر الولي بمثابة صمام الأمان الذي يعالج هذا العيب في الإرادة، حيث يتولى مهمة بيان المسالب والعيوب والحفاظ على حقوق الطرفين معاً وبخاصة حقوق الفتاة.
وأوضح أن الرؤية الشرعية للمخطوبة يجب أن تتجاوز مجرد الجوانب الشكلية والجمالية. وشدد على ضرورة أن يكون التركيز الأساسي منصبًّا على العقل والفكر، وبين فضيلته أن العقل هو المعيار الحقيقي الذي تستقيم به الحياة الزوجية وتدوم، بخلاف الجمال الذي قد يزول، فالعقل هو الأساس الذي يبنى عليه التفاهم المشترك وإدارة شؤون الأسرة، مما يجعله العامل الحاسم لنجاح العلاقة واستقرارها، وكثير من المواقف التي تكون سببا في انهيار الأسر تكون بسبب عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة بسبب الخلاف الناتج عن التفاوت العقلي بين الزوجين، وانصح الشباب أن لا يكتفوا في الخطبة بالمحاسن البدنية، وإنما أن يبحثوا عن الكفاءة التي تنبء بعلاقة زوجية سوية.
من جانبه شدد الدكتور علي مهدي حسن الاختيار هو المرتكز الأساسي لبناء الأسرة، داعيًا الشباب إلى التدقيق والبعد عن منبت السوء تطبيقًا للتوجيه النبوي: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، و "زوجوا الأكفاء"، وهذه الدعوة ضرورة قصوى لضمان استمرارية الميثاق الغليظ؛ إذ يمثل عدم توافر الكفاءة بين الزوجين سببًا رئيسيًا وجذريًا لارتفاع معدلات الطلاق، والكفاءة المطلوبة لا تقتصر على الجانب المادي أو الاجتماعي وحده، بل تتسع لتشمل التكافؤ الديني والأخلاقي والنفسي والاجتماعي، فالتفاوت الملحوظ في هذه الجوانب يحدث فجوة، لذا، يُنظر إلى الكفاءة كحق للمرأة وأوليائها لضمان الانسجام الأسري بين الزوجين لهذا أتى به الشرع.
وأوضح أن الخطبة هي مجرد التماس وليست عقدًا شرعيًا ملزمًا، مما يحتم على الطرفين التزام أقصى درجات العفاف والاحترام المتبادل، ليكون ذلك هو الحد الفاصل بين الشاب والفتاة، ويجب نبذ أي شكل من أشكال التبسط والتجاوزات العاطفية التي لا تليق بقدسية هذه الفترة، مع الحذر من الانخداع بـ"زخرف القول" أو الوعود المبالغ فيها، والتي قد تخفي وراءها حقائق غير مرغوبة، وفي المقابل، لا يوجد مانع من المشاورة والنقاش الجاد لتقييم مدى التوافق المستقبلي، على أن يتم ذلك في الحدود الشرعية والآداب العامة التي تضمن الجدية والنزاهة. كما أن الشريعة أباحت "النظر المشروع" للخاطب إلى مخطوبته، استنادًا لما جاء في حديث جابر رضي الله عنه: "انظر إليها، فإنها أحرى أن يؤدم بينكما"؛ وذلك ليقوم الاختيار على بصيرة تامة تمنع الندم لاحقًا، وتجعل الزواج قائمًا على القناعة والقبول من كلا الطرفين.
يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وبإشراف أ.د عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي الفقهي رؤية معاصرة الخطبة الجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
الأزهر: افتتاح 70 فرعًا جديدًا للرواق الأزهري لتحفيظ القرآن بالمدن الجديدة
أعلن الجامع الأزهر الشريف عن افتتاح ٧٠ فرعًا جديدًا للرواق الأزهري لتحفيظ القرآن الكريم، وذلك في عدد من المدن المصرية الجديدة، يأتي هذا التوسع بعد النجاح الكبير الذي حققته المنصة الدولية للجامع الأزهر لتحفيظ القرآن الكريم عن بُعد، ولتلبية احتياجات الراغبين في الدراسة المباشرة في المناطق التي تفتقر لفروع الدراسة المباشرة.
يأتي هذا الإعلان بناءً على تعليمات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يولي اهتمامًا خاصًا للتوسع في فروع الرواق الأزهري في كافة أنحاء الجمهورية، وخاصة في ظل البعد الجغرافي وعدم توافر فروع للدراسة المباشرة في هذه المدن الجديدة، ويهدف القرار إلى تيسير حفظ القرآن وتلقي العلوم الشرعية على أهالي هذه المناطق.
وفي تعليق على هذا التوسع الهام، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن هذا التوسع يأتي في إطار حرص الأزهر الشريف على القيام بواجبه تجاه المجتمع، قائلاً:"إن التوسع في افتتاح فروع الرواق الأزهري بمثابة جسر يربط أبناء المدن الجديدة بمنهج الأزهر الوسطي المعتدل، ونحن حريصون على تقديم خدمة تعليمية متميزة في حفظ القرآن الكريم وعلومه، بعيدًا عن أي أفكار متطرفة، وتحصينًا لشبابنا وأبنائنا."
من جانبه، أشار الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، إلى الآليات التنفيذية والدور المحوري الذي يؤديه الرواق في خدمة الأمة، موضحًا:"تخضع سير الدراسة في هذه الفروع الجديدة لنفس معايير الجودة والدقة المتبعة في الرواق الأزهري بالجامع الأزهر، مع متابعة مستمرة لضمان التزام المحفظين بالمنهج المحدد، فالرواق الأزهري هو امتداد لدور الجامع الأزهر التاريخي في نشر العلم، وهذا الافتتاح الجديد يفتح آفاقًا أوسع أمام الآلاف من الراغبين في حفظ كتاب الله ومعرفة أمور دينهم ودنياهم عن قرب."
وأضاف د. مصطفى شيشي مدير إدارة شئون الأروقة، أن الرواق الأزهري يُعد صرحًا تعليميًا لا يشترط مؤهلاً دراسيًا محددًا، حيث يستقبل جميع الأعمار لتلقي العلوم الشرعية والعربية وحفظ القرآن الكريم بالتجويد والقراءات.،ويأتي قرار فتح الفروع الجديدة ليقدم نموذجًا جديدًا يجمع بين التطور التكنولوجي الذي أثبت نجاحه في المنصة الدولية للتحفيظ عن بُعد، وبين الحاجة الأساسية للدراسة المباشرة والتفاعل مع المحفظين المتخصصين.
يُعلن الجامع الأزهر أن عملية التسجيل في الفروع الجديدة للرواق الأزهري بالمدن الجديدة قد بدأت.