الثورة نت:
2025-11-12@02:15:08 GMT

الكيان كله “سدي تيمان”

تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT

 

يقول عالم التاريخ الأمريكي “ثاد ستارمر”، “إنّ غزّة ليست حدثًا حاليًا، بل هدم للأسس الأخلاقية، فقد غيَّرت غزّة نظرتنا للتاريخ إلى الأبد”، ويضيف: “نحن لا نشاهد الإبادة الجماعية فقط، بل نشاهد البوصلة الأخلاقية للذاكرة الحديثة تنهار”.

فقد عاش الكيان على فرية “الضحية التي تقاوم”، الضحية التي قاومت “الهولوكوست” ونجت، والضحية التي لا زالت تقاوم محيطًا عربيًا همجيًا بربريًا، كما كان يعتمد استراتيجية سمّاها “اقتل ثمّ ابكِ” أو “أطلق النار ثمّ ابكِ”، وقد أثبتت هذه الفرية كما استراتيجية دموع التماسيح نجاعتها، حيث أصبح العالم بين الرعب والتعاطف، الرعب من مقصلة “معاداة السامية”، أو التعاطف مع دمعة القاتل التمثيلية بعد ارتكاب الجريمة.

ولكن جاءت فضيحة “سدي تيمان”، بعد انهيار هذه المرتكزات، وانكشاف الكذب المتراكم على مدار عقود، جاءت بعد أن تابع العالم على البث الحيّ والمباشر، الإبادة التي يمارسها القاتل الذي كان يستعطفه بالدموع، فاكتشف أنّها دموع الفرح والتلذذ بالقتل.

والجريمة في “سدي تيمان” لا تعدو كونها ممارسة يومية في عتمة الزنازين، بعيدًا عن “الكاميرات”، وهي قطرةٌ في بحرٍ لا متناهٍ من الجرائم، فالكيان لا يستطيع البقاء بلا جريمة، فالجريمة فيه هي الأصل والدائم، لا الطارئ والاستثناء، وهي مقومات إنشائه وديمومة بقائه.

وهذه الضجّة المُثارة حول هذه الفضيحة، تبدو وكأنّها مفتعلة في جانبٍ منها، حيث إنّ الجرائم التي ارتكبها العدوّ فقط ما بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تحتاج لمحاكم العالم مع العمل بكلّ طاقتها، عشرات السنين لإحصائها، وسيظل التاريخ عاكفًا على دفاتره بلا توقف، لتسجيل كلّ تلك الجرائم، وقد ينفد مداده قبل أن تنفد الجرائم في فلسطين ولبنان واليمن وإيران وسورية.

وهنا يصبح السؤال مشروعًا: لماذا يتم ضخّ كلّ هذه المعلومات والأخبار عن جريمةٍ اعتيادية؟ فالمدعو بن غفير بصفته وزيرًا للأمن الداخلي، يصطحب “الكاميرا” إلى داخل الزنازين، ويقوم بممارسة جرائم حرب على البث المباشر بكلّ فخر، ويتوعد بالمزيد دون رادع، وفضيحة “سدي تيمان”، على فظاعتها، لا تُقارن بجرائم ارتكبها الكيان كلّ دقيقة على مدار عامين من الإبادة.

هناك محاولات لا تتوقف لاستعادة السرديات الملفّقة للكيان، عن “الضحية التي تقاوم”، وعن “واحة الديمقراطية” في محيطٍ همجي، وعن “القضاء الصارم والنزيه”، الذي كان يعتبره العالم بمؤسساته السياسية والقانونية، صارمًا للحدّ الذي يجعل المحاكم الدولية تثق بصرامته وعدالته، وكان دائمًا مطيّة الكيان للإفلات من العقاب، وذلك من خلال الإيحاء بأنّ الكيان “دولة” مؤسسات، وليس مجرد عصابة تديرها أمريكا.

وهي عصابة بالملايين، تبيح القتل والنهب واغتصاب الأرض بما ومن عليها، وما فوقها وما تحتها، حيث إنّ أكثر من 85% من هذه العصابة المتنكرة في زيّ “دولة” و”مجتمع”، حسب استطلاعات رأي “إسرائيلية”، تؤيد جرائم الإبادة الجماعية، بل وتتعطش للمزيد، ويتسابق زعماء العصابة لسفك الدم والتدمير، ليحوزوا أصواتًا أكثر في صناديق الانتخاب.

إنّ الكيان كله عبارة عن “سدي تيمان” مجمَّع للقتلة، الذين لا يفرّقون بين الأمراض النفسية وسطور التوراة، يمارسون الساديّة باعتبارها دينًا، ويحاولون تجيير كلّ ما ارتكبوا من جرائم لصالح الرَّب، الذي كلّفهم باستعجال نزول “المشيح”، وأنّها “الدولة” التي ستحقق النبوءات، ورغم أنّ هذا يُعتبر مزاحًا غير رصين في السياسة، لكن نتنياهو لا يتردّد في ممارسة هذا المزاح السخيف من على منبر الأمم المتحدة.

وقد تبدو ذاكرة العالم مشوشة عن الجرائم الأمريكية في العراق مثلًا، والتي لم تنتهِ بعد، ولكن ظلّ سجنُ أبو غريب ماثلًا، وكذلك الجرائم في أفغانستان، بالكاد يذكرها العالم، باستثناء سجن “غوانتانامو”، فهل يريدون لـ”سدي تيمان” أن يظلّ الخدش الأوحد في “أخلاقيات الجيش الأكثر أخلاقيةً” في العالم؟ “الجيش” الذي لا يرى القوّة والردع إلّا في قدرته الهائلة على قتل الأطفال والنساء والعُزَّل.

*كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“طريق الخلود”.. هدية استثنائية قدمها السيسي لضيوف افتتاح المتحف المصري الكبير

مصر – أكدت الكاتبة المصرية سلفيا النقادي رئيسة تحرير كتاب “الطريق إلى الخلود” الذي يتناول المتحف المصري الكبير، إن الكتاب يعكس عظمة الحضارة المصرية وعمق رسالتها الإنسانية عبر العصور.

وأوضحت الكاتبة في تصريحات تلفزيونية، أن الكتاب هدية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ملوك ورؤساء دول العالم، مضيفة أنه يتضمن 330 صفحة ويزن نحو 4 كيلوغرامات، ويضم صورا استثنائية لأبرز مقتنيات المتحف المصري الكبير التُقطت بعدسات فنان عالمي من إيطاليا، ليقدم رؤية فنية وثقافية مبهرة عن واحدة من أعظم حضارات العالم.

وأضافت أن الكتاب أُنجز في وقت قياسي داخل المتحف المصري الكبير، بمشاركة فريق من الأثريين والعلماء المصريين، مشيرة إلى استعانتها بخبرة وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني في إعداد محتواه لضمان دقة التفاصيل وتكامل الرؤية الجمالية والثقافية.

وذكرت أن كتاب “الطريق إلى الخلود” لا يقتصر على عرض مقتنيات المتحف فقط، بل يقدم رحلة فكرية حول مفهوم الخلود في الحضارة المصرية القديمة، ويبرز فلسفة المصريين القدماء في مواجهة الزمن وصون الهوية.

وأشارت النقادي، إلى طباعة الكتاب في إيطاليا باستخدام أحدث التقنيات الطباعية، ليخرج في صورة تليق بعظمة المتحف المصري الكبير ومكانة مصر الحضارية أمام العالم.

ونوهت إلى أن الكتاب يقدم شرحا وافيا للدلالات وراء الكتابات على جدران المعابد المصرية القديمة، مشيرة إلى أنه يضم 24 فصلا متكاملا يحكي قصة الحضارة المصرية عبر العصور، منها فصولا تتناول بالشرح كيفية استمرار تأثير الحضارة المصرية حتى اليوم، وتأثيرها الواضح على الفنون والثقافات العالمية المختلفة.

المصدر: وسائل إعلام مصرية

مقالات مشابهة

  • خنشلة.. توقيف فتاة نشرت مقاطع مخلة بالحياء على “تيك توك”
  • “وزير الحج”.. لـ 100 وزير ومفتي ورئيس مكتب شؤون الحج في العالم الإسلامي: استكملوا إجراءات التعاقد قبل 15 رجب
  • آيت نوري: “أفضل التتويج بالـ”كان” على الذهاب بعيدا في المونديال”
  • “مركز فلسطين”: قانون إعدام الأسرى يكشف عن فاشية الكيان وعقليته العنصرية
  • “الخطوة السرية “التي تُحاك منذ أشهر: كيف تخطط تركيا “لمعاقبة إسرائيل”
  • البحرين.. توقيف امرأة من دولة عربية بسبب منشورات على “إكس”
  • كاتب سياسي: السودان يشهد أبشع الجرائم التي سجلت في تاريخ الإنسانية
  • “طريق الخلود”.. هدية استثنائية قدمها السيسي لضيوف افتتاح المتحف المصري الكبير
  • شاهد بالفيديو.. بالتفاصيل “بقال” يواصل كشف الأسرار ويوضح من الذي أطلق شرارة الحرب الأولى الجيش أم الدعم السريع؟