أحمد الشرع: نتمسك بمحاكمة بشار الأسد ونسعى لاتفاق سلام متوازن مع إسرائيل برعاية أمريكية
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع تمسّك حكومته بخيار محاكمة بشار الأسد، الذي لجأ إلى روسيا عقب سقوط نظامه في ديسمبر الماضي، موضحًا أن هذا الملف يُعدّ "إزعاجًا حقيقيًا لموسكو".
وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية خلال زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة، قال الشرع إن "روسيا كانت في حالة حرب معنا لعشر سنوات، وكانت حربًا شديدة القسوة، ورغم إعلانهم أكثر من مرة عن مقتلي، فإننا اليوم نسعى لعلاقات جديدة قائمة على المصالح المشتركة".
وأشار الرئيس السوري إلى أن بلاده تسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع موسكو دون التفريط في حقها بمساءلة الأسد، مؤكدًا: "نحتاج روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن، لكننا لن نتخلى عن العدالة".
وكشف الشرع أن مفاوضات مباشرة تجري حاليًا بين سوريا وإسرائيل، وأن بلاده قطعت شوطًا مهمًا نحو اتفاق سلام شامل، موضحًا: "حاربنا إسرائيل قبل خمسين عامًا، وجرى توقيع اتفاق فك الاشتباك عام 1974 الذي استمر نصف قرن، لكن بعد سقوط نظام الأسد ألغت إسرائيل الاتفاق وطردت بعثة الأمم المتحدة من المنطقة الحدودية".
وأضاف أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة جوية داخل سوريا منذ ديسمبر 2024 استهدفت مواقع استراتيجية، من بينها القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، مؤكدًا أن بلاده امتنعت عن الرد العسكري حفاظًا على مسار إعادة الإعمار.
كما أوضح أن الولايات المتحدة تشارك في دعم المفاوضات الجارية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أبدى دعمه الصريح للتوصل إلى اتفاق سريع"، وأن عدة قوى دولية تتبنى الموقف السوري الجديد.
وحول المطالب الإسرائيلية بإقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، قال الشرع إن "الموضوع شديد التعقيد"، مضيفًا: "إذا استُخدمت هذه المنطقة لمهاجمة إسرائيل، فسيُحمّلونا المسؤولية، رغم أننا أصحاب الأرض".
وختم الرئيس السوري حديثه قائلًا: "احتلت إسرائيل الجولان بحجة الدفاع عن نفسها، والآن تريد فرض الشروط نفسها في الجنوب. إذا استمر هذا المنطق، فسيصل الاحتلال إلى وسط سوريا، وربما إلى أوروبا يومًا ما".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس السوري أحمد الشرع محاكمة بشار الأسد روسيا مفاوضات مباشرة إسرائيل الرئیس السوری
إقرأ أيضاً:
سوريا: مؤسس ملفات قيصر يروي كيف هُرِّبت أدلة التعذيب من قلب أجهزة الأسد
"كنت أعلم أن هذا الخطر قد يؤثر على جميع أفراد عائلتي، لكن قيمة ما نقوم به كانت أكبر بكثير من خوفي"، يقول عثمان، بنبرة تمزج بين الحزن والشجاعة.
على مسافة خطوة واحدة من الموت، خاض أسامة عثمان واحدة من أخطر عمليات التوثيق التي عرفتها الثورة السورية. الرجل الذي تجاوز التاسعة والخمسين من عمره، يعيش اليوم في المنفى بفرنسا، لكنه لا يزال يحمل على كتفيه ذاكرةً مثخنة بصور أكثر من 53 ألف جثة معذّبة، سرّبت من أرشيف النظام السوري في السنوات الأولى للحرب.
وبدأ عثمان رحلته في توثيق التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء في سوريا، متعهدًا بجعل الحقائق المعتمة واضحة للعالم. ويقول، في مقابلة مع "أسوشيتد برس"، مؤكّدًا إن الحقيقة كانت تستحق المخاطرة: "كنت أعلم أن هذا الخطر قد يؤثر على جميع أفراد عائلتي، لكن القيمة الحقيقية لما نقوم به كانت أكبر بكثير من خوفي على أسرتي".
سؤال واحد غيّر كل شيءفي نهاية عام 2013، طرحت زوجة عثمان سؤالًا بسيطًا: "لماذا نجمع هذه الصور لننتظر سقوط النظام ثم نعرضها؟ لماذا لا نستخدمها لإسقاط النظام؟"
ومع تفاقم الاحتجاجات في درعا عام 2011، واجهت سوريا رد فعل دمويًا من النظام، وأدت الوحشية الحكومية إلى اندلاع حرب أهلية مدمرة، جعلت البلاد برمتها مسرحًا للرعب.
Related تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسدبعد إسقاط الحصانة: فرنسا تطلب مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسدمحكمة التمييز الفرنسية تلغي مذكرة التوقيف بحق بشار الأسدبتهم جرائم حرب.. بشار الأسد تحت الملاحقة القضائية في فرنسا للمرة الثالثةولم يعرف عثمان كيفية المساهمة في إسقاط الأسد حتى جاءه اتصال من شقيق زوجته، فريد المازحان، ضابط في الشرطة العسكرية، حاملاً صورًا مروعة للتعذيب، مع إمكانية الوصول إلى أرشيف سرّي للنظام.
كيف وثّق فريق قيصر انتهاكات النظام السوري لعقد كامل؟بتعاون زوجته خولة المازحان، أسس الفريق عملية تهريب للوثائق والصور، أطلقوا عليها اسم "ملفات قيصر". وأُخذ الاسم من الاسم الحركي الذي اختاره فريد: قيصر، بينما اختار عثمان اسم "سامي".
وخلال سنوات قليلة، نجح الفريق في تهريب أكثر من 53,000 صورة تكشف التعذيب والجوع والمرض في سجون النظام، وظهرت هذه الصور على الإنترنت في 2014، لتحدث صدمة وتدفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات، إضافة إلى محاكمات أوروبية لمسؤولين سوريين سابقين.
ولاحقًا، نما الفريق ليضم نحو 60 عضوًا داخل وخارج سوريا، وأنتجوا "ملفات الأطلس"، وهو أرشيف يغطي الفترة من 2014 حتى 2024، موثقًا آلاف الانتهاكات الجديدة.
الفوضى والانهيار الأمني في سوريا بعد نظام الأسدفي نهاية العام الماضي، مع سيطرة المعارضة على حلب ودخولها دمشق، فر الأسد إلى روسيا، منهية حكم عائلة الأسد الذي دام أكثر من 50 عامًا.
غير أن الفراغ المفاجئ في السلطة أدى إلى فوضى عارمة، حيث فُتحت السجون، وضاعت وثائق هامة، وتعرضت المقابر الجماعية للتدمير، وفقًا لما ذكر عثمان.
ويضيف المتحدث: "كان الكثير من الأدلة ضائعًا وكأن السلطات الجديدة دمّرت مسرح الجريمة نفسه".
ورغم الفوضى، يواصل الفريق عمله لتوثيق كل انتهاك، مع حلم واضح: أن يقف الأسد وكل من ارتكب جرائم حرب أمام المحكمة، وأن تنال أسر المفقودين حقوقها.
ومع ذلك، يعبر عثمان عن قلقه من أن الوضع الأمني لم يتحسن بعد رحيل الأسد، مشيرًا إلى أن بعض المسؤولين الذين يُراد محاسبتهم على الإبادة الجماعية وجرائم الحرب قد تمت تبرئتهم أو عادوا لممارسة سلطات في مؤسسات جديدة.
ويقول عثمان: "نظام بشار الأسد لم يسقط، والأشخاص الذين نسعى لمحاسبتهم على الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هم أشخاص تم العفو عنهم، وبعضهم عاد لممارسة سلطات في الحكومة المؤقتة وبعض المؤسسات التي تمنحهم الحرية للوصول إلى أعضاء الفريق وربما إيذاء الكثيرين.. لذلك، لا أعتقد أن الوضع الأمني في سوريا قد تغيّر كثيرًا بعد رحيل بشار الأسد."
ومع زيارة وزير الخارجية السوري إلى واشنطن، تدّعي الحكومة الجديدة أنها تعمل على معالجة آثار الجرائم السابقة. واعترف رضا الجلاخي، رئيس اللجنة الوطنية للشخصيات المفقودة، بفقدان بعض الوثائق خلال الفوضى، لكنه شدد على أن ما تبقى من الوثائق أصبح تحت سيطرة الحكومة ويُحفظ ضمن أرشيف مركزي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة سوريا بشار الأسد أحمد الشرع
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم