خبير توظيف: 10 مهارات تحميك من خطر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
في ظل تسارع الأتمتة والاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، يتزايد القلق بشأن كيفية الحفاظ على أهميتنا وقيمتنا الأساسية في سوق العمل المستقبلي.
وهذا القلق بات من الأسئلة الأكثر تداولا في سوق العمل، وتعددت محاولات الإجابات بشأنه وسبق أن نشرت الجزيرة نت تقارير عدة بشأنه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليس فتاكا لكنه حاسم.. رافينيا يقدم وصفة نجاحlist 2 of 2أغلق الهاتف واتجه للحديقة فورا.. عشر دقائق فقط قد تغير حياتكend of list
وأحدث هذه المحاولات تقرير لموقع "لو بوينت" (Le Point) الفرنسي بدأ بشكل جذاب قائلا "انت خبير في مجالك، وتدير فرقا من العاملين معك وتكسب بشكل جيد، لكن انتبه فربما لا يكترث الذكاء الاصطناعي بمكانتك تلك. إنه يفرض وجوده دون مراعاة لأحد سواء في قطاعات الإدارة أو الخدمات تاركا وراءه قلقا عاما ينتشر على جميع المستويات: ما الذي سيتبقى للبشر قريبا؟ وكيف يمكنك أن تبقى مهما وأساسيا بالنسبة لعملك؟".
وفي محاولاته للإجابة وربما الطمأنة، استند تقرير الموقع الفرنسي إلى آراء دومينيك دوكيسنوي خبير التوظيف والسلوك البشري الذي يؤكد أن التحدي ليس في خوفنا من أن يحل الذكاء الاصطناعي محلنا، بل في كيفية إعادة تحديد قيمة الإنسان في سوق العمل.
ويشدد دوكيسنوي على أن اكتساب 10 مهارات محددة هو مفتاحك للبقاء عنصرا فعالا وإحداث الفارق.
1. القدرة على التطوربينما كانت الشركات تقدر المعرفة، أصبح المعيار الأهم اليوم هو إمكانات التعلم والقدرة على التطور. وهذا يعني ضرورة استعدادك لاستيعاب التغيير والتأقلم مع التطورات التقنية والأدوات الجديدة، وأن تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كشريك في التطور وليس تهديدا، وعندها ستنطلق سريعا إلى آفاق أوسع.
2. تقدير الذكاء الاصطناعي بإنصافيجب التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة قوية لكنها قابلة للخطأ، لا ينبغي منحها شرعية تتجاوز الإنسان الخبير المتخصص. وفي الوقت نفسه، من العبث تجاهل قيمتها على الإطلاق. والوقوع في فخ المبالغة أو الرفض التام سيؤدي بك إلى الاستبعاد من المنافسة.
3. إعادة تعريف دور المدير: من الخبير إلى الموجهمع قدرة الآلة على توفير المعرفة، تفقد الإدارة القائمة على شرعية المعرفة تأثيرها. والمدير المستقبلي لن يكون صاحب الإجابة، بل صاحب القرار والفصل. والقيمة الرئيسية ستكون في القدرة على التوجيه، وفهم الثقافة المؤسسية، والحفاظ على التماسك بين الفرق، وعندها ينتقل تأثير المدير من سلطة المنصب إلى قوة العلاقات والتأثير الشخصي.
4. هيكلة التفكير وتعزيز التفردالذكاء الاصطناعي يكافئ العقول الواضحة. وتنظيم الفكر وصياغة التعليمات المناسبة ميزة حاسمة، لأن الإجابة تعكس دقة تعليماتك. والأهم أن طريقة صياغتك للتعليمات تنبع من حساسيتك وتفكيرك الفريد. فبينما تجمع الآلات الإجابات بشكل متسلسل ومباشر، يمنحها الإنسان الاتجاه والرؤية. ولذلك فإن تنظيم الفكر هو وسيلة للتعبير عن تميزك وتفردك الشخصي.
5. تنمية التفكير النقديفي عصر التعلم الذاتي المستمر، يصبح التفكير النقدي هو المهارة الأعلى قيمة. وهذه الاستقلالية تتطلب منك التشكيك في قوة إجابات الذكاء الاصطناعي، ومقارنة المصادر، واكتشاف التحيزات، فضلا عن عدم التسليم المطلق بما تقدمه الآلة.
6. حماية العلاقات الإنسانيةالذكاء الاصطناعي قد يخلف عزلة لأنه يلغي التفاعلات الضرورية لحل المشكلات. ولذلك فإن جودة علاقاتك الشخصية هي ميزة تنافسية حقيقية. ويجب الحفاظ على روح التعاطف والفكاهة والقدرة على التعاون، بالإضافة إلى تجنب استخدام التكنولوجيا بطريقة تخلف مسافة نفسية بينك وبين زملائك.
7. استعادة قيمة الصبرلقد عززت السهولة التقنية لدينا ثقافة الاستعجال، حيث نتوقع الحصول على كل شيء فورا. ولهذا فإن الصبر تجاه الذات والآخرين والتقنيات "أصبح قيمة ومهارة حاسمة. و"يجب أن نرفض تحويل علاقاتنا وتفاعلاتنا إلى مجرد إنجاز آلي وسريع، وعلينا أن نعيد تقدير الوقت الذي يحتاجه زملاؤنا لإنجاز مهامهم.
8. التفكير الإستراتيجي خارج الوصف الوظيفيمن يفرط في استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تسريع مهامه، يخسر قيمته الحقيقية. فالشركات دائما بحاجة لمن يمتلكون الفهم الإستراتيجي، ويرون كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل عمل الشركة بالكامل، ويستخدمون الأداة كقوة دافعة للنمو الجماعي، لا لمجرد تحقيق مكاسب شخصية.
9. تبني خط أخلاقي ومسؤولية رقميةيتطلب التعامل مع الذكاء الاصطناعي تبني سلوك أخلاقي واضح يتمثل في الشفافية عبر الإفصاح عن استخدام الذكاء الاصطناعي، والأهم هو المسؤولية الرقمية، أي ضمان عدم تغذية الآلة بمعلومات الشركة السرية، فالشركات والمؤسسات تتوقع حسا عاليا بالأمن المعلوماتي.
10. الثقة في الشباب والاستماع إليهمالشباب هم الأجدر بقيادة مرحلة تبني الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح وعادل، لأنهم الأكثر قدرة على تحقيق التوازن بين متطلبات الآلة والمصالح العليا للمؤسسة. ولذلك يجب دمجهم والثقة بقدراتهم، والحذر من استبعادهم من المهام التي يمكن أتمتتها، لأن هذا الإقصاء -الذي يغذيه خوف الموظفين الحاليين على مناصبهم- يحرم الجيل الجديد من اكتساب الخبرة الأساسية الضرورية للتطور والترقي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات نجاح الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في طريقه إلى ما يفوق الذكاء
ترجمة: أحمد شافعي
قبل وقت غير بعيد أصبح الذكاء الاصطناعي ذكيًا. وقد يرفض البعض هذا الزعم، ولكن عدد من يشكّون في فطنة الذكاء الاصطناعي يتناقص.
وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة يوفجوت سنة 2024، تقول أغلبية واضحة من الراشدين الأمريكيين إن أجهزة الكمبيوتر بالفعل أشد ذكاء من الناس أو ستكون كذلك عما قريب.
ومع ذلك، لكم أن تتساءلوا عما لو أن الذكاء الاصطناعي فعلا ذكي؟
في عام 1950، ذهب عالم الرياضيات آلن تورينج إلى أن هذا سؤال خاطئ؛ لأنه أشد غموضا من أن يستحق البحث العلمي. وذهب إلى أنه بدلا من محاولة تحديد ما إذا كانت أجهزة الكمبيوتر ذكية، يجب علينا أن نرى ما لو أنها قادرة على الاستجابة للأسئلة بطريقة لا تتميز عن طريقة البشر. ورأى هذا الاختبار، المعروف باختبار تورينج، لا بوصفه معيارًا للذكاء وإنما بوصفه بديلا أكثر برجماتية لهذا المعيار.
وبدلًا من افتراض تعريف للذكاء، ثم التساؤل عما لو أن الذكاء الاصطناعي يستوفي هذا التعريف، فإننا نفعل أمرًا أكثر ديناميكية؛ إذ نتفاعل مع الذكاء الاصطناعي متزايد التطور ونرى كيف يتغير فهمنا لما نحسب أنه الذكاء.
لقد تنبأ تورنج بأنه في نهاية المطاف «سوف يتبدل استعمال الكلمات والرأي العام المستنير تبدلًا كبيرا بحيث يتسنى للمرء الحديث عن آلات تفكر دون أن يتوقع اعتراضًا من أحد».
واليوم وصلنا إلى هذه النقطة. فالذكاء الاصطناعي لا يقل في كونه ذكاء عن كون التصوير الفوتوغرافي الرقمي تصويرًا فوتوغرافيًا.
والذكاء الاصطناعي الآن في سبيله إلى القيام بأمر أشد روعة: وذلك أن يكون ذا وعي. وسوف يحدث هذا بمثل الطريقة التي أصبح بها ذكيا. فمع تفاعلنا مع ذكاء اصطناعي متزايد التطور سوف يتكون لدينا مفهوم للوعي أكثر احتواء.
قد تعترضون على هذا وتعتبرونه لعبًا بالكلمات، وترون أنني أقول إن الذكاء الاصطناعي سوف يصبح واعيًا لأننا سوف نشرع في استعمال كلمة «الوعي» على نحو يشمله. لكن ما من تلاعب بالكلمات؛ فثمة دائما حلقة تغذية ارتجاعية بين نظرياتنا والعالم، فتتكون مفاهيمنا بقوة ما نكتشفه.
وانظروا إلى الذرة. على مدى قرون، كان مفهوم الذرة لدينا يضرب بجذوره في نظرية يونانية قديمة عن وحدات الواقع غير القابلة للانقسام. وحتى أواخر القرن التاسع عشر، كان علماء فيزياء من أمثال جون دالتن لا يزالون يرون أن الذرات كريات صلبة غير قابلة للانقسام. لكن بعد اكتشاف الإلكترون سنة 1897 واكتشاف النواة الذرية عام 1911، روجع مفهوم الذرة، فتحولت من كيان غير قابل للانقسام إلى كيان قابل للتفكك، أشبه بنظام شمسي تدور فيه الإلكترونات حول النواة. ومع تزايد الاكتشافات تزايدت مراجعة المفاهيم، بما أدى إلى ما لدينا الآن من نماذج الذرة المعقدة القائمة على ميكانيكا الكم.
ولم تكن تلك محض تغيرات لفظية؛ فقد تحسن فهمنا للذرة من خلال تفاعلنا مع العالم. ولذلك فإن فهمنا للوعي سوف يتحسن من خلال تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي متزايد التطور.
قد يعترض المشككون على هذا التشبيه. وسوف يذهبون إلى أن اليونانيين كانوا مخطئين في تصور طبيعة الذرة، لكننا لسنا مخطئين في تصور طبيعة الوعي لأننا نعرف مباشرة ما الوعي: وهو التجربة الذاتية الداخلية. وسوف يصر المشككون في برنامج الدردشة الآلي على أنه لا يتكلم عن إحساس بالسعادة أو الحزن إلا لأن هذه العبارات جزء من بياناته التدريبية، لكنه لن يعرف أبدا ما إحساس السعادة أو الحزن.
لكن ما معنى أن نعرف ماذا يكون إحساس الحزن؟ وكيف نعرف أنه شيء لا يمكن أن يجربه الوعي الرقمي؟ قد نظن ـ بل لقد تعلمنا بالفعل أن نفكر ـ أننا معشر البشر لدينا بصيرة مباشرة في عالمنا الداخلي، بصيرة لا تتأثر بالمفاهيم التي تعلمناها؛ غير أننا بعد أن نتعلم من شكسبير كيف يمكن أن يكون حزن الفراق عذبًا، نكتشف أبعادًا جديدة في تجربتنا. فأكثر ما «نشعر» به إنما نتعلمه.
لقد ذهبت الفيلسوفة سوزان شنيدر إلى أنه سوف تكون لدينا أسباب لاعتبار الذكاء الاصطناعي واعيا إذا ما قال نظام كمبيوتري دونما تدريب إن لديه تجارب ذاتية داخلية للعالم. فلعل هذا يشير إلى وعي لدى نظام الذكاء الاصطناعي؛ لكن هذا معيار بعيد، وهو معيار نحن البشر أنفسنا قد لا نستوفيه؛ لأننا أيضا مدرَّبون.
يتخوف البعض من أنه في حال اكتساب الذكاء الاصطناعي الوعي سوف يستحق منا مراعاة معنوية، أي أنه سيصبح ذا حقوق، ولن يتسنى الاستمرار في استعماله كيف نشاء، وأننا قد نضطر إلى حمايته من الاستعباد. لكن في حدود ما أفهم، ما من تبعة مباشرة تترتب على الزعم بأن مخلوقًا واعٍ، ومفادها أنه يصير بذلك مستحقا للاعتبار المعنوي. ولو أن ذلك قائم، فإن أغلبية هائلة من الأمريكيين على الأقل يبدون غير واعين به. فليس النباتيون إلا نسبة ضئيلة من الأمريكيين.
وكما أن الذكاء الاصطناعي دفعنا إلى رؤية سمات معينة في الذكاء البشري باعتبارها أقل قيمة مما كنا نتصور (من قبيل القدرة على الحفظ وسرعة الاسترجاع)، فسوف يدفعنا وعي الذكاء الاصطناعي إلى استنتاج أنه ليست أشكال الوعي كافة تستحق الاعتبار المعنوي. أو أنه بالأحرى سوف يعزز الرأي الذي يبدو أن الكثيرين يتبنونه: وهو أنه ليست كل أشكال الوعي ذات قيمة معنوية مماثلة لقيمتنا.
لقد كنت حتى وقت قريب أجادل في مسألة ما إذا كان الكمبيوتر ذكيا. وقبل أن أنتبه، وجدتني أجادل في ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفوقنا ذكاء. وعندي فضول لأن أعرف إن كنتم تظنون أن الذكاء الاصطناعي قادر على تكوين وعي، أم أنكم ترون أن دون ذلك عوائق لا تحصى. ولو أن الذكاء الاصطناعي قادر على تكوين وعي، فهل يجعلنا هذا ملزمين معنويا بمعاملته على نحو معين؟
باربرا جيل مونتيرو أستاذة الفلسفة في جامعة نوتردام ومؤلفة كتاب «فلسفة العقل: مقدمة موجزة جداً».
الترجمة عن ذي نيويورك تايمز