في مشهد مؤثر يعكس عمق الأزمة الإنسانية في اليمن، غادرت دفعة جديدة من اللاجئين الصوماليين البلاد، بعدما ضاقت بهم سبل العيش في وطنٍ أنهكته الحرب والصراع منذ أكثر من أحد عشر عامًا. هؤلاء اللاجئون، الذين لجأوا إلى اليمن قبل سنوات فرارًا من أتون الحرب في بلادهم، وجدوا أنفسهم اليوم يفرّون مرة أخرى، لكن هذه المرة من بلدٍ يعاني من حرب لا تنتهي وأوضاع معيشية قاسية دفعتهم للبحث عن بداية جديدة في وطنهم الأم.

وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، الثلاثاء، أنها ساعدت 148 لاجئًا صوماليًا على العودة الطوعية إلى بلادهم، عبر رحلة جوية انطلقت من مطار عدن الدولي إلى العاصمة مقديشو.

وقالت المفوضية في بيان على منصة "إكس" إن هذه الرحلة تأتي ضمن برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين في اليمن (ASR)، والذي يُنفَّذ بدعم من الحكومة السويدية. وأكدت أن اللاجئين العائدين سيحصلون على دعم إضافي فور وصولهم إلى بلادهم لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم وبدء مرحلة جديدة من الاستقرار.

وتُعد هذه الدفعة الثالثة خلال العام 2025، بعد أن استأنفت المفوضية في أكتوبر الماضي رحلات العودة الطوعية للاجئين الصوماليين من اليمن، عقب توقف دام عدة أشهر. وكانت الدفعتان السابقتان قد شملتا 148 لاجئًا عبر رحلة جوية و70 آخرين عبر رحلة بحرية من ميناء عدن.

ومنذ إطلاق البرنامج في سبتمبر 2017، تمكّنت المفوضية من تسهيل عودة أكثر من 8,555 لاجئًا صوماليًا إلى بلادهم، بينهم أكثر من 1,100 لاجئ خلال العام الماضي فقط، بحسب بيانات أممية.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن اليمن لا يزال يستضيف أكثر من 61 ألف لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من الصومال، رغم الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، حيث فاقمت الحرب الدائرة منذ عام 2014 من معاناة المقيمين واللاجئين على حد سواء.

ويرى مراقبون أن عودة اللاجئين الصوماليين بهذه الوتيرة تعكس تحولًا في خريطة اللجوء بالمنطقة، إذ بات اليمن – الذي كان محطة عبور وأمل للاجئين قبل عقد من الزمن – بلدًا طاردًا حتى للفارين إليه، في ظل غياب الدولة وتدهور الاقتصاد وتفشي الفقر وانعدام الخدمات الأساسية.

ويأمل اللاجئون العائدون أن يجدوا في وطنهم ما فقدوه في بلدهم الثاني: الأمان، والاستقرار، والقدرة على بدء حياة جديدة بعيدًا عن ويلات الحروب التي لاحقتهم عبر البحر من القرن الإفريقي إلى جنوب الجزيرة العربية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات: مصر بين أكثر 3 دول جاذبية عالميًا في صناعة التعهيد.. و55 شركة عالمية توفر 70 ألف فرصة عمل جديدة

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الحكومة المصرية تواصل دعمها القوي لقطاع التعهيد باعتباره أحد أهم ركائز النمو الاقتصادي، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت اليوم من أكثر ثلاث دول جاذبية على مستوى العالم في مجال التعهيد بفضل ما تمتلكه من كوادر بشرية مؤهلة وبنية تحتية رقمية متطورة.

وأوضح الوزير خلال كلمته في القمة العالمية لصناعة التعهيد (Global Offshoring Summit – Egypt)، التي عُقدت تحت رعاية وبحضور رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة تعتزم إطلاق حوافز جديدة لتشجيع الشركات العالمية على التوسع في السوق المصرية وتوليد فرص عمل إضافية للشباب، مؤكدًا أن الهدف هو خلق بيئة استثمارية أكثر جذبًا واستدامة.

وقال طلعت: "نحن لا نكتفي بجذب الشركات، بل نعمل على إعداد الكوادر المؤهلة قبل دخولهم سوق العمل من خلال برنامجنا الوطني للتدريب من أجل التوظيف، أنتم تختارون من يحتاج التدريب، ونحن نتولى تدريبهم وفق معاييركم، ثم توظفونهم مباشرة بعد اجتيازهم الاختبارات".

وأشار الوزير إلى أن الوزارة تقدم دعمًا كاملاً للشركات الراغبة في التوسع، موضحًا أن هناك برنامجًا مبتكرًا لإنشاء مراكز مزودة بالخدمات ومجموعات عمل جاهزة لمساعدة المستثمرين في اختبار الكفاءات المحلية، وأضاف: "إذا نجح المشروع يتم تأسيس الشركة بشكل كامل، وإذا لم ينجح فلن يخسر أحد، فهدفنا هو تمهيد الطريق أمام المستثمرين ومساعدتهم على رؤية قدرات الشباب المصري على أرض الواقع".

وكشف طلعت أن رئيس مجلس الوزراء أجرى 11 زيارة ميدانية إلى شركات متخصصة في صناعة التعهيد، ما يعكس اهتمام الحكومة البالغ بهذا القطاع الحيوي، مؤكدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي شدد في خطابه الأخير على أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يمثل أحد أعمدة الاقتصاد القومي.

ولفت الوزير إلى أن نتائج الجهود الحكومية باتت واضحة بالأرقام، موضحًا أنه في السابق كانت هناك 29 شركة عالمية تعمل في مصر وتوفر نحو 34 ألف فرصة عمل، بينما ارتفع العدد اليوم إلى 55 شركة عالمية وقعت مذكرات تفاهم جديدة لتوفير أكثر من 70 ألف فرصة عمل مباشرة، وهو ما يعكس تضاعف حجم سوق التعهيد المصري خلال فترة وجيزة.

وأوضح أن 39 شركة من هذه الشركات ستجدد وتوسع اتفاقياتها السابقة، وهو ما يؤكد ثقة المؤسسات العالمية في مناخ الاستثمار المصري واستدامة نجاحه، فيما ستدخل 16 شركة جديدة السوق المصرية لأول مرة، وهو مؤشر واضح على أن الشركات العالمية ترى في مصر الوجهة الأكثر ملاءمة لاعتمادها على المواهب المصرية.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة تمكنت خلال الفترة الماضية من جذب شركات عالمية من مختلف القارات، من بينها شركات أمريكية وأوروبية وآسيوية كبرى، اتخذت من مصر مركزًا إقليميًا لخدمات التعهيد والتكنولوجيا، ما يعكس المكانة المتنامية للبلاد كمحور استراتيجي في هذه الصناعة.

وختم الدكتور عمرو طلعت حديثه مؤكدًا أن النجاح الحقيقي لقطاع الاتصالات المصري يكمن في تضافر الجهود بين الدولة والقطاع الخاص، مشيرًا إلى أن مصر تسير بثبات على طريق التحول إلى مركز عالمي لتصدير خدمات التعهيد والبرمجيات، قائلاً: "ما تحقق هو بداية فقط، لدينا شباب موهوب وشركات تؤمن بقدراتهم، ودولة توفر كل ما يلزم لدعم هذا المسار، نحن على الطريق الصحيح، ومصر تستحق أن تكون في صدارة المشهد العالمي لصناعة التعهيد".

مقالات مشابهة

  • اجلاء 148 لاجئا صوماليا من اليمن إلى بلادهم
  • حملة شعواء من الشائعات تمهد لحرب جديدة على اليمن (شاهد الفيديو)
  • تفاقم النزوح من الفاشر.. وصول دفعة جديدة إلى معسكر كساب وسط أوضاع إنسانية مأساوية
  • سياسات وبرامج مبتكرة لتعزيز الأمان الأسري وتشريعات جديدة لحماية الطفل
  • افتتاح أكثر من 100 شركة ألمانية جديدة في روسيا رغم العقوبات
  • بيان المؤتمر القومي العربي: اليمن صنعت صفحة جديدة في مسار المواجهة
  • سيصوت خلالها على نظام العقوبات.. مجلس الأمن يعقد جلسة جديدة الخميس المقبل بشأن اليمن
  • زعيم حزب الشعب الأوروبي يدعو إلى مقاربة إنسانية لمعالجة ملف إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم
  • وزير الاتصالات: مصر بين أكثر 3 دول جاذبية عالميًا في صناعة التعهيد.. و55 شركة عالمية توفر 70 ألف فرصة عمل جديدة