تستعد "لوكين كوفي" الصينية لإعادة إدراج أسهمها في الولايات المتحدة، بحسب ما كشف عنه المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي جينيي غوه خلال لقاء لرواد الأعمال مطلع الشهر الجاري، وذلك بعد خمس سنوات من فضيحة محاسبية بقيمة 300 مليون دولار أطاحت بأعمال سلسلة القهوة من بورصة نيويورك.

الرئيس التنفيذي جينيي غوه تحدث في فعالية نظمتها الحكومة بمدينة شيامن جنوب شرق الصين، حيث يقع مقر الشركة، قائلاً: "بإشراف الحكومة المحلية، نعمل بنشاط على دفع عملية إعادة الإدراج في إحدى البورصات الأميركية الرئيسية"، وفقاً لشبكة CNBC الأميركية.

وأوضح غوه أن إعادة الإدراج ستعزز مكانة مدينة شيامن كوجهة جاذبة للأعمال والاستثمارات العالمية، مشيداً بدعم الحكومة لجهود الشركة في التعافي، لكنه لم يكشف عن تفاصيل التقدم في هذا المسار.

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني لـ CNBC، قالت الشركة إنها "لا تزال ملتزمة بأسواق المال الأميركية، رغم عدم وجود جدول زمني واضح للعودة إلى الإدراج الرئيسي".

وأضافت: "أولويتنا الحالية هي تنفيذ استراتيجيتنا، والتركيز على العمليات والتطوير، وتعزيز تأثير علامتنا التجارية وقدرتنا التنافسية في السوق".

يذكر أن "لوكين كوفي" تم شطبها من بورصة ناسداك في يونيو 2020 بعد الكشف عن تلاعبها بإيرادات تجاوزت 310 ملايين دولار لعام 2019.

وبعد ستة أشهر، وافقت الشركة على دفع غرامة قدرها 180 مليون دولار لتسوية تهم الاحتيال المحاسبي مع هيئة الأوراق المالية الأميركية.

وتولى غوه منصب الرئيس التنفيذي في 2020 عقب إقالة المؤسس المشارك والرئيس السابق تشارلز لو إثر تحقيق داخلي في الفضيحة.

وفي 2022، أعلنت الشركة إتمام إعادة هيكلة ديونها والخروج من إجراءات الإفلاس وفق الفصل 15. ومنذ شطبها، واصلت أسهمها التداول خارج البورصة في الولايات المتحدة، لتصل قيمتها السوقية إلى نحو 10.9 مليار دولار حتى مساء الثلاثاء، مقارنة بتقييم عمليات "ستاربكس" في الصين عند 4 مليارات دولار (باستثناء حقوق العلامة التجارية والملكية الفكرية).

بعد أن كانت على وشك الانهيار، حققت "لوكين" عودة قوية، متجاوزة "ستاربكس" كأكبر سلسلة قهوة في الصين عام 2023 بفضل مشروباتها منخفضة التكلفة، كما افتتحت متجرين جديدين في نيويورك في يوليو الماضي.

هذا التحول جاء بدعم من صندوق الاستثمار الخاص "سينتوريوم كابيتال"، أكبر مساهم في الشركة، والذي ضاعف استثماراته بعد فضيحة 2020 لتغطية الرسوم القانونية والغرامات، وأعاد هيكلة الإدارة.

وفي أبريل الماضي، أصبح ديفيد لي، مؤسس "سينتوريوم"، رئيس مجلس إدارة "لوكين"، في خطوة اعتبرها البعض إشارة لتسريع خطط إعادة الإدراج.

ورغم تقارير إعلامية منذ 2022 عن نية الشركة العودة إلى ناسداك، نفت "لوكين" ذلك مراراً، وكان آخرها في مكالمة مع المستثمرين في أكتوبر الماضي، مؤكدة عدم وجود جدول زمني واضح.

وبموجب القواعد الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في 2023، يجب على أي شركة صينية تخطط للإدراج الخارجي تقديم ملف لدى هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية، ولم يتضح ما إذا كانت "لوكين" قد اتخذت هذه الخطوة.

كما قد تواجه الشركة عقبات تنظيمية في استيفاء متطلبات الإفصاح المالي الأميركية، إذ تشترط هيئة الأوراق المالية الأميركية أن تكون البيانات المالية مدققة من شركات مسجلة لدى مجلس الرقابة على المحاسبة العامة (PCAOB).

وفي يوليو، ألغى المجلس ترخيص شركة التدقيق السابقة لـ"لوكين" بسبب مخالفات في مراجعة بيانات 2021. ومنذ 2022، استعانت الشركة بشركة "BDO China Shu Lun Pan" كمراجع حسابات، وفقاً لملفاتها الرسمية.

في الربع الثاني من العام الجاري، ارتفعت إيرادات "لوكين" بنسبة 47.1 بالمئة على أساس سنوي لتصل إلى 1.7 مليار دولار، مع وصول عدد متاجرها عالمياً إلى 26,206 حتى نهاية يونيو.

رحلة "لوكين كوفي" من فضيحة محاسبية هزّت ثقة المستثمرين إلى إعادة بناء علامتها التجارية وتجاوز منافسيها في أكبر سوق للقهوة في العالم، تمثل درسًا في القدرة على التحول الاستراتيجي والابتكار تحت الضغط. ومع استعداد الشركة لإعادة إدراج أسهمها في الولايات المتحدة، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح في الحفاظ على زخم النمو وسط تحديات تنظيمية وتنافس عالمي محتدم؟ ما هو مؤكد أن قصة "لوكين" لم تعد مجرد قصة سقوط، بل أصبحت نموذجًا لعودة جريئة في عالم الأعمال.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين البورصات الأميركية بورصة ناسداك هيئة الأوراق المالية الأميركية الإفلاس ناسداك المحاسبة الشركات الصينية وول ستريت أسهم وول ستريت بورصة وول ستريت الصين البورصات الأميركية بورصة ناسداك هيئة الأوراق المالية الأميركية الإفلاس ناسداك المحاسبة أسواق

إقرأ أيضاً:

النفط يصعد مدعوما بتفاؤل إزاء إمكانية إعادة فتح الحكومة الأمريكية قريبا

"رويترز" : ارتفعت أسعار النفط اليوم وسط تفاؤل بأن الإغلاق الحكومي الأمريكي قد ينتهي قريبا وسيرفع الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم، مما محا أثر المخاوف من ارتفاع الإمدادات. في حين بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يناير القادم 65 دولارًا أمريكيًّا و 36 سنتًا. وشهد ارتفاعًا بلغ 37 سنتًا مقارنة بسعر الجمعة الماضي والبالغ 64 دولارًا أمريكيًّا و 99 سنتًا. وتجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر نوفمبر الجاري بلغ 70 دولارًا أمريكيًّا وسنتًا واحدًا للبرميل، مرتفعًا 68 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر أكتوبر الماضي.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 39 سنتا أو 0.61 % إلى 64.02 دولار للبرميل. وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 60.18 دولار للبرميل، مرتفعا 43 سنتا أو 0.72 %.

وأصبح إنهاء الإغلاق التاريخي للحكومة الأمريكية، الذي دخل الآن يومه الأربعين، أمرا ممكنا بعدما تحرك مجلس الشيوخ الأحد نحو التصويت على إعادة فتح الحكومة الاتحادية، مما أثار حالة من التفاؤل في الأسواق العالمية.

وقال توني سيكامور مُحلل الأسواق لدى آي.جي "إعادة الفتح الوشيكة هي بمثابة دفعة مُرحّب بها، حيث ستعيد الأجور إلى 800 ألف موظفي اتحادي وتعيد تشغيل البرامج الحيوية التي سترفع ثقة المستهلكين ونشاطهم وإنفاقهم".

وأضاف "من المفترض أن يساعد ذلك أيضا في تحسين الإقبال على المخاطرة في الأسواق" ويتسبب في انتعاش أسعار خام غرب تكساس الوسيط باتجاه 62 دولارا للبرميل.

وكان المحللون يشعرون بالقلق إزاء تأثير إلغاء رحلات جوية على الطلب الأمريكي على وقود الطائرات بعد أن ألغت شركات الطيران أكثر من 2800 رحلة أمريكية وأرجأت أكثر من 10200 رحلة أمس الأحد، في أسوأ يوم من الاضطرابات منذ بدء الإغلاق الحكومي الأمريكي.

وانخفض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنحو 2% في الأسبوع الماضي وسجلا ثاني انخفاض أسبوعي لهما، وسط مخاوف من تخمة المعروض. واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، ضمن ما يُعرف باسم أوبك بلس، على زيادة الإنتاج بشكل طفيف في ديسمبر مع تعليق الزيادات في الربع الأول من العام القادم.

وزادت مخزونات الخام الأمريكية بينما ارتفع حجم النفط المخزن على متن السفن في المياه الآسيوية إلى مثليه في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن أدى تشديد العقوبات الغربية إلى تقليص الواردات إلى الصين والهند، ومع نقص حصة الاستيراد التي حدت من الطلب من شركات التكرير الصينية المستقلة.

وتوجهت مصافي التكرير الهندية إلى الشرق الأوسط والأمريكيتين لتعويض الإمدادات الروسية الخاضعة للعقوبات.

وتواجه شركة لوك أويل الروسية للنفط اضطرابات متزايدة مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة للشركات لوقف تعاملاتها مع الشركة الروسية في 21 نوفمبر بعد انهيار صفقة بيع عملياتها لشركة جونفور السويسرية.

مقالات مشابهة

  • الدولار يتراجع مع ترقب خفض الفائدة الأميركية
  • الدولار يتراجع مع ضعف سوق العمل الأمريكي وترقب إعادة فتح الحكومة
  • الرقابة المالية تصدر لأول مرة ضوابط قيد شركات إعادة التأمين
  • الرقابة المالية تُصدر لأول مرة ضوابط قيد شركات إعادة التأمين ومعاييرها
  • النفط يصعد مدعوما بتفاؤل إزاء إمكانية إعادة فتح الحكومة الأمريكية قريبا
  • العرجاوي: إعفاء الصادرات المصرية من الجمارك الصينية خطوة استراتيجية لتعزيز الشراكة بين القاهرة وبكين
  • العرجاوي: إعفاء الصادرات المصرية من الجمارك الصينية يعزز الشراكة الاقتصادية ويقلص الفجوة
  • العرجاوي: إعفاء الصادرات من الجمارك الصينية خطوة استراتيجية لتعزيز الشراكة بين القاهرة وبكين
  • وزير المالية: مصر تتسلم 3.5مليار دولار نهاية ديسمبر مقابل أرض "علم الروم"