أكد المفوض العام العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، أنه مع سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يجب أن تبدأ عملية إعادة الإعمار وأن تتحقق العدالة وأن يتم التعامل بجدية مع مسألة التعافي من قبل المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقال لازاريني في مقال نشرته صحيفة  "الغارديان" إنه بعد عامين من الحرب الوحشية في غزة، يوفر وقف إطلاق النار الهش ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة، بعض الراحة لسكان أنهكتهم الحرب.

 

وأضاف أنه "بالنسبة لزملائي في الأونروا العاملين على الأرض في غزة، ربما يكون الخوف المستمر من القتل بالقنابل والأسلحة قد خفّ، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يدعو للقلق - فالحصول على المأوى والغذاء والمياه النظيفة لا يزال يمثل تحديا، والشتاء يقترب بسرعة".

وأوضح أنه لا مجال لإضاعة الوقت لمعالجة الجوع والمرض المنتشرين على نطاق واسع. حجم الصدمات الجسدية والنفسية هائل، وتتزايد التوقعات بشأن الحصول على الرعاية الصحية والتعليم.

ستحدد الأسابيع والأشهر القادمة ما إذا كانت هذه اللحظة الحاسمة ستؤدي إلى فجر جديد أم ستكون مقدمة لمزيد من اليأس.


وذكر أن الأمم المتحدة، بما في ذلك "الأونروا" تتمتع  بالخبرة والموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة بفعالية وعلى نطاق واسع، ولكن يجب السماح لها بالعمل بحرية واستقلالية، دون قيود تعسفية وغير معقولة على دخول وإدخال الإمدادات والموظفين.

وأشار إلى أن "طريق التعافي في غزة لن يكون سهلا، فوقف إطلاق النار هش، مع انتهاكات شبه يومية تختبر عزم ضامنيه، ووقف إطلاق النار الذي يطيل أمد غياب الحرب دون رسم مسار قابل للتطبيق نحو السلام لن يؤدي إلا إلى تكرار أخطاء الماضي الكارثية، يتطلب مستقبل سلمي حقيقي استثمارا حقيقيا في حل سياسي نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وقال إن "الأمن الأساسي ضروري لترسيخ التعافي. وأنه يجب تعزيز وقف إطلاق النار بقوة دولية لتحقيق الاستقرار مكلفة بالحفاظ على الهدوء وحماية البنية التحتية الحيوية وضمان وصول المساعدات الإنسانية. ستخلق هذه القوة المساحة اللازمة لإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية".

وأضاف أن "نجاح قوة تحقيق الاستقرار، والانتقال من حالة الطوارئ إلى الاستقرار، سيعتمد أيضا على تزويد الفلسطينيين في غزة بخدمات عامة موثوقة ومسار موثوق به نحو السلام واحترام حقوق الإنسان. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال جهاز مدني كفؤ يحظى بثقة المجتمع".

وأضاف: "لقد رأينا سابقا عواقب الاستهانة بالحاجة إلى توفير خدمات عامة مستقرة وفعالة، وكان أبرز مثال على ذلك ما حدث في العراق عندما أدى تفكيك الإدارة المدنية في عام 2003 إلى فراغ في الحكم تسبب في سنوات من عدم الاستقرار. يجب أن يكون المهنيون والإداريون وقادة المجتمع في غزة جزءا من الحل، لا ضحايا للتغييرات السياسية".

وأكد أن "الأونروا" بآلاف موظفيها الفلسطينيين، تتمتع بالقدرة والخبرة والثقة المجتمعية اللازمة لتوفير الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة الأخرى للسكان المنكوبين. لعقود من الزمن، شكّل معلمو الوكالة وأطباؤها ومهندسوها جزءا حيويا من نظام فعال للخدمات العامة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة والمنطقة.


وبين أن  محكمة العدل الدولية  أكدت مجددا على كفاءة موظفي الأونروا، في رأيها الاستشاري الصادر الشهر الماضي، وشددت على الدور الإنساني الذي لا غنى عنه للوكالة، وخلصت إلى أنها لا تزال جهة فاعلة محايدة ومستقلة.

وقال إن خدمات التعليم التي تقدمها "الأونروا" بما في ذلك برنامج حقوق الإنسان المرموق، ستكون أساسية لمنع ظهور التطرف الذي يغذيه الحصار الوحشي المفروض على غزة والفظائع المرتكبة خلال العامين الماضيين.

ويعيش ما يقرب من 700 ألف طفل في سن الدراسة الآن بين الأنقاض، محرومين ليس فقط من منازلهم وأحبائهم، بل أيضا من التعليم. إن إعادة هؤلاء الأطفال إلى المدارس أمر بالغ الأهمية لضمان السلام والاستقرار في غزة والمنطقة الأوسع.

وأوضح لازاريني أنه إلى جانب جهود الإغاثة الإنسانية واستئناف الخدمات العامة، يجب أن تكون الشركات والجهات المانحة قادرة على الوثوق بأن السلام سيدوم، وأن جهود إعادة الإعمار لن تذهب سدى.

وأكد أن سكان غزة يحتاجون إلى وعد بحياة طبيعية، مع مساكن دائمة ومستشفيات ومدارس عاملة. إن إعادة بناء غزة تعني استعادة الحكم الرشيد والعدالة والقناعة الراسخة بأن السلام لا يزال ممكنا ضمن إطار حل الدولتين.

وأشار إلى أن ذلك يتطلب ألا يتحول "الخط الأصفر" في الاتفاقية - المرسوم للتنسيق الأمني المؤقت - إلى مزيد من التشرذم مع خط فاصل جديد داخل غزة وبين غزة والضفة الغربية.


وشدد في مقاله على أهمية بدء العمل الصعب والضروري للمصالحة دون تأخير. فاليوم، أصبح الإسرائيليون والفلسطينيون جيرانا لا يعرفون بعضهم البعض، مقسمين بالحرب والعزلة المتزايدة وانعدام الثقة، بحسب ما قاله لازاريني، الذي أضاف: "إنه أمر مأساوي ومثير للسخرية في آن واحد، لأنهم يتشاركون تاريخا طويلا وعميقا من القمع والحزن والفقدان الذي لا يستطيع معظمنا حتى تخيله أو فهمه".

وقال: "إن إعادة التواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين تتطلب تفكيك عملية التجريد المنهجي من الإنسانية التي مكنت من ارتكاب فظائع لا تُغتفر. ويتطلب ذلك الاعتراف بالقمع الذي دام عقودا طويلة ضد الفلسطينيين والصدمة الجماعية العميقة التي سببتها هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 داخل إسرائيل".

واختتم قائلا إنه لتحقيق سلام دائم، يجب تحقيق العدالة، ومعالجة الجراح بجدية من قبل المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الأونروا لازاريني وقف إطلاق النار غزة غزة الاحتلال الأونروا وقف إطلاق النار لازاريني المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

حملة إطلاق الرهائن الفلسطينيين تنشر اللون الأحمر بشوارع لندن (شاهد)

أطلق نشطاء في لندن حملة لتعريف الجمهور البريطاني والغربي بقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين على وصف هؤلاء الأسرى بـ"الرهائن".

وتهدف الحملة التي حملت شعار "إطلاق الرهائن الفلسطينيين" إلى جذب تنبيه الرأي العام البريطاني لقضية آلاف الأسرى الفلسطينيين، حيث يقضى كثير منهم في السجن منذ سنوات طويلة كمعتقلين إداريين.

وبدأت الحملة بنشر شرائط حمراء في شوارع ويستمنستر في وسط لندن، وثبيت ملصقات تحمل صور بعض الأسرى، بينهم أطباء وأطفال.

وتشير الحملة إلى الرقم "9100" الذي يمثل عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بينهم 3544 محتجزا إداريا دون محاكمة، و400 طفل، و53 سيدة، و16 طبيبا، إضافة إلى 300 أسير محكوم بالمؤبد.

وفي المرحلة الأولى من الحملة، يجري التركيز على الأطباء والنساء والأطفال، نظرا لما تمثله معاناتهم من رمزية إنسانية خاصة.

وستمتد الحملة إلى مناطق رئيسة أخرى في لندن، حيث ستشمل تعليق شرائط حمراء ولوحات تعريفية، إلى جانب إنتاج مقاطع قصيرة تروي قصص الأسرى ليتم تداولها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لتحويل الحملة إلى حراك عالمي مؤثر.

وحسب القائمين على الحملة، فقد جاء اختيار اللون الأحمر ليكون العلامة البصرية الموحدة لهذا الحراك، في محاولة لإيجاد رمز عالمي يعبّر عن الدماء الفلسطينية ومعاناة المعتقلين في سجون الاحتلال، حيث يرى القائمون على الحملة أن الألوان الأخرى المستخدمة في الرموز السياسية أو الإنسانية لم تعد قادرة على حمل هذه الدلالة بقوة، وأن اللون الأحمر من ألوان العلم الفلسطيني هو الأنسب لتمثيل الألم والصمود معا.

ويسعى القائمون على الحملة إلى تحويل اللون الأحمر لرمز عالمي لقضية الأسرى الفلسطينيين، للإسهام في توحيد الجهود التضامنية حول العالم، مثلما ارتبطت ألوان أخرى في التاريخ الحديث بقضايا إنسانية عالمية.

والهدف النهائي للحملة بحسب القائمين عليها؛ هو تحويل قضية المعتقلين الفلسطينيين إلى حركة عالمية، لتسلط الضوء على معاناة آلاف الأسر والعائلات الفلسطينية التي تنتظر أبناءها الأسرى في سجون الاحتلال.

وتؤكد الحملة أنها ليست مقتصرة على جهة محددة، مشيرة إلى سعيها لأن تكون مفتوحة وشاملة أمام كل من يرغب في المشاركة أو التطوع، من داخل بريطانيا أو خارجها.




مقالات مشابهة

  • أحمد الفضالي يدعو الحكومة إلى رفع سعر الجنيه لحل المشاكل الاقتصادية المتفاقمة وارتفاع الأسعار
  • قافلة «زاد العزة» الـ 71 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة
  • عباس يدعو ماكرون للضغط على إسرائيل ووقف اقتطاع أموال الفلسطينيين
  • حملة إطلاق الرهائن الفلسطينيين تنشر اللون الأحمر بشوارع لندن (شاهد)
  • خطط تفكيك الأونروا تهدد ملايين الفلسطينيين
  • إطلاق نار وتحليق لمروحيات الجيش... ما الذي يجري عند الحدود اللبنانيّة - السوريّة؟
  • غزة: طريق طويل وشاق نحو التعافي
  • قيادي بـ”حماس”يؤكد حرص الحركة على إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • "حماس": حريصون على إنجاح اتفاق وقف النار والاحتلال يواصل خروقاته