سواليف:
2025-11-12@18:38:19 GMT

صورٌ ومشاهد إسرائيليةٌ بعد انتهاء العدوان على غزة (2)

تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT

صورٌ ومشاهد إسرائيليةٌ بعد انتهاء العدوان على #غزة (2)

#الإسرائيليون يسخرون من #نتنياهو وذوو #الأسرى يتوعدونه

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

يظن نتنياهو أنه نجح في خداع مستوطنيه، وأن حججه قد انطلت عليهم وأسكتتهم، وأنهم رضوا عنه وقد أرضاهم، وأنهم سكتوا عنه وقد أعاد إليهم أبناءهم، وأنه استطاع بخطاباته المتكررة وإطلالاته الإعلامية المقصودة أن يقنعهم أنه من حرر الأسرى واستعادهم، وأنه من أجبر حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على التخلي عنهم وتسليمهم، وأنه بذلك يكون قد حقق أحد أهم شروط حربه على غزة، واستعاد الأسرى جميعاً كما وعد وتعهد، وأنه لولا الضغط العسكري ومواصلة الحرب، وعدم الإنصات للضغوط الدولية والاحتجاجات الشعبية والاستجابة لها، لما كانت حماس لتقبل بتسليم الأسرى وإعادة رفاة الجنود القتلى، والالتزام بالمهلة الزمنية المحددة لهم ضمن المرحلة الأولى من خطة السلام.

مقالات ذات صلة لماذا يرغب الناس في التشارك بأفكارهم؟ 2025/11/12

المستوطنون الإسرائيليون يعلمون أن رئيس حكومة كيانهم يعلم نفسه أنه كاذب، وهم يعلمون أنه كاذبٌ ومستمرٌ في كذبه، وهو ليس غبياً ليظن أنه حقق هدف الحرب بالضغط العسكري، ولعله أكثر من يعلم أنه فشل في تحقيق أيٍ من أهدافه التي أعلن عنها وتشدق بها، إذ أظهرت الوقائع أن عدداً من رفاة جنوده كانت تحت أقدام جنود جيشه وهم لا يعلمون، وأن بعض الأسرى كانوا قريباً منهم، وفي أنفاقٍ دخلوها، ومناطق احتلوها، ورغم ذلك لم يكتشفوا أمرهم، ولم يتبادر إلى أذهانهم أن أحدهم لو نظر إلى قدميه لرآهم، ولكن الله عز وجل أعمى بصيرته وبصيرتهم، وأضلهم وأضل أعمالهم، وأخزاهم وكشف عورتهم وأظهر سوءتهم، وبين عجزهم وضعف حيلتهم، وأحرجهم أمام شعبهم وعائلات الأسرى.

أضحى نتنياهو الكذاب الأشر، المحتال المكار، الغارق في أوحاله والضائع في مهامه، المتهم بالفساد والملاحق بالمحاكمة، والعاجز عن تحقيق النصر واستعادة القوة والهيبة، مثار سخرية الإعلام الإسرائيلي وتهكم الإعلاميين، ومحل استهزاء المستوطنين ومادة نكاتهم المستفزة وتعليقاتهم اللاذعة، وقد تجرأوا عليه وتجاوزوا حصانته، ولم تمنعهم مكانته أو تخيفهم سلطته، فكانوا لا يترددون في انتقاده وتوجيه اللوم له، وتحميله المسؤولية واتهامه بالتقصير، ولا يخفون استخفافهم به وسخريتهم منه، وهو يحاول إقناعهم بحركة جسده قبل لسانه، أنه البطل المحرر والقائد الصادق، وذهب بعض الإعلاميين والمستوطنين إلى تصويره كفأرٍ وقع في مصيدة، يتخبط يميناً ويساراً ويحاول الخروج منها بلا جدوى، والمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية يجد العجب فيها، مما يغيض نتنياهو وفريقه، إذ أن أغلبها مشاركات تهكمية لاذعة.

يعرف المستوطنون الإسرائيليون جميعاً، والحكومة والجيش والإعلام الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤهم في العالم، أن نتنياهو لم يستعد بالقوة العسكرية ومن الميدان في قطاع غزة سوى ستة جنودٍ، وقد استطاع تحريرهم بعد أن دك جيشه المناطق التي كانوا فيها بآلاف الأطنان من المتفجرات، ودمر مبانيها وقتل المئات من سكانها، وأجبرهم على النزوح منها والرحيل عنها، ورغم ذلك فإن من استعادهم كانوا آحاداً، ومن قتلهم كانوا عشراتٍ، وأن من عاد منهم خلال السنتين قد عاد بالمفاوضات وبجهود الوسطاء، الذين استطاعوا بالسياسة والصفقات، مبادلة الأسرى الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين ووقف الحرب لأيام معدودات، ولولا الوسطاء والجهود الكبيرة التي بذلوها ما عاد منهم أحد.

وقد كان للصفقة الأخيرة التي أبرمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن خطة السلام التي اقترحها بين العدو الإسرائيلي والفلسطينيين، الدور الأكبر في فضح نتنياهو وإظهار عجزه وبؤسه، إذ يعود للرئيس الأمريكي وحده الفضل في استعادة الأسرى الإسرائيليين وتحريرهم، واستعادة رفاة الجنود ودفنهم، وهو الذي سمع صرخات ذويهم، وأصغى إلى دعواتهم له بالتدخل، وأرسل مندوبه ستيف ويتكوف للقائهم أكثر من مرة، وسمع منهم أنهم لا يأملون في نتنياهو ولا يصدقونه، ولا يعولون على جهوده ولا يؤمنون بوعوده، بل إنهم يحملونه المسؤولية الأولى عن مقتل أبنائهم وتعذر الإفراج عن الأحياء منهم.

لا يكتف المسؤولون الإسرائيليون، السياسيون والعسكريون والأمنيون والإعلاميون وغيرهم، سواء ممن هم في المعارضة السياسية، أو من المتقاعدين الأمنيين والعسكريين، باتهام الحكومة بالعجز والتقصير، وأنها لم تبذل جهداً في استعادة الأسرى الذين عادوا رغماً عنها، بل إنهم يحملونها المسؤولية الكاملة عن مقتل عشرات الأسرى الإسرائيليين، وأن الجيش كان يتعمد قصف المناطق التي كانوا يحتجزون فيها، ولا يمتنع عن مهاجمة أماكن وأهداف كان من الممكن أن يكون الأسرى فيها، وذهب بعضهم إلى اتهام نتنياهو بسعيه لقتلهم والتخلص منهم، ليفلت من المحاسبة، وليطلق يد جيشه وطائراته في الغارات والقصف والتدمير، ولمواصلة الحرب بلا حدود ولا غايات، وبلا أهداف أو نهايات.

يعرف الإسرائيليون وقد استعادوا أسراهم من غزة أحياءً وأمواتاً أنه ليس لنتنياهو فضل فيها سوى أنه كان سبباً في تأخير عودتهم، وأنه يتحمل وحده وحكومته مسؤولية مقتل بعضهم، وهو ما كان يتمنى للمفاوضات أن تنجح وللجهود الدولية أن تستمر، ولخطة ترامب أن تمضي، بل لو ترك الخيار له فإنه كان سيعطلها وسيفشلها ككل مرةٍ سبقت.

وهو الآن بات يعلم أن وقت الحساب قد اقترب، وأن ساعة المساءلة قد أزفت، وأن صناديق الانتخابات ستحاسب، وأصوات مستوطنيه لن تصب في صالحه، وأن أي انتخاباتٍ برلمانية قادمة، مبكرة أو في وقتها، فإنها لن تفضي إلى عودته، ولن تكون نتائجها لصالحه، وهي إن لم تخرجه فإنها ستضعفه، وستقصي أغلب حلفائه، وستعاقب كل شركائه، ولن يعود لأغلبهم مكانٌ تحت قبة الكنيست الإسرائيلية.

 يتبع ……

بيروت في 12/11/2025

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة نتنياهو الأسرى

إقرأ أيضاً:

عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزة يتخطى 69 ألفًا

ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي الذي استمر عامين على قطاع غزة، إلى 69,185 شهيدًا و170,698 جريحًا بينهم أطفال ونساء وعائلات بأكملها، فيما تتواصل عمليات انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل والبنايات السكنية المدمرة في مناطق مختلفة من القطاع.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزة يتخطى 69 ألفًا - وكالات
أخبار متعلقة أطفال ونساء وعائلات بأكملها.. ارتفاع عدد شهداء قطاع غزة إلى 68,643تخطى 68 ألف شخص.. إحصائية جديدة لعدد الشهداء في غزةارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على غزة إلى 100 شهيدًافي السياق، أفادت مصادر طبية فلسطينية، بوصول ثلاثة شهداء إلى مستشفيات قطاع غزة، جرى انتشالهم خلال 24 ساعة الماضية، ترافق ذلك مع إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح مختلفة، جراء استمرار إطلاق النار من آليات الاحتلال في المناطق الشرقية من القطاع.

مقالات مشابهة

  • كيف يستمر نتنياهو وحكومته بالبقاء ومن الشخصية التي تهدده حقا؟
  • عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزة يتخطى 69 ألفًا
  • دبلوماسي سابق: نتنياهو لا يملك دافعًا للانتقال للمراحل التالية من اتفاق غزة بعد استلام الأسرى
  • 24 ساعة مشتعلة في سوهاج.. انسحاب يهز الانتخابات ومشاهد إنسانية وجرائم تكسر هدوء المحافظة
  • المجلس الوطني الفلسطيني: قانون الإعدام بحق الأسرى جريمة إسرائيلية ويجب إيقافه دوليا
  • صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (16)
  • الخطوة السرية التي تُحاك منذ أشهر: كيف تخطط تركيا لمعاقبة إسرائيل
  • ارتفاع الشهداء في العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 69,176 شهيدًا