صدى البلد:
2025-11-12@20:47:51 GMT

الجامع الأزهر: موقعة اليرموك شهادة على «فقه العزة»

تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT

عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "موقعة اليرموك دروس وعبر"، بحضور كل من أ.د السيد بلاط، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، وأ.د مجدي عبد الغفار أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الأستاذ سمير شهاب المذيع بالتلفزيون المصري.

في مستهل الملتقى، أوضح الدكتور السيد بلاط، أن معركة اليرموك سميت بهذا الاسم لوقوعها بجوار نهر اليرموك في شمال الأردن، وتعود بدايتها إلى السنة الثالثة عشرة من الهجرة، عندما وصلت معلومات للخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه تفيد بأن الروم بصدد إعداد جيش لمواجهة المسلمين في بلاد الشام، وعلى الفور، استشار أبو بكر كبار الصحابة واتفقوا على إعداد جيش لمواجهة هذا التحدي.

وتابع: فكان التخطيط المبدئي يقضي بتكوين أربع فرق قوامها الإجمالي 27 ألف مقاتل، موزعة على جبهات مختلفة: الأولى بقيادة عمرو بن العاص في فلسطين، والثانية بقيادة يزيد بن أبي سفيان في دمشق، والثالثة بقيادة شرحبيل بن حسنة في الأردن، والرابعة بقيادة أبي عبيدة بن الجراح في حمص، إلا أن إمبراطور الروم "هرقل"، حشد جيشاً ضخماً قوامه 240 ألف مقاتل لمواجهتهم، وهنا تجلت حكمة القادة وإدراكهم لأهمية الاتحاد، حيث أشار عمرو بن العاص على قادة المسلمين قائلاً: "أرى أن نجتمع، فالأولى الاجتماع، فإذا اجتمعنا لن نغلب من قلة"، ليقرر القادة الاجتماع في موقع اليرموك، وهو القرار الذي جسد مبدأ التعاون والتلاحم، ومهد للنصر الحاسم فيما بعد.

دعاء الفجر المستجاب لمن يطلب خيري الدنيا والآخرة.. ردده بقلب خاشعدعاء صلاة العشاء لمغفرة الذنوب وقضاء الحاجة.. لا تفوت فرصة الاستجابة
وشدد على أن الاتحاد والتعاون يمثلان حجر الزاوية وأهم عوامل النصر للأمة،  وهذه الدعوة هي أمر إلهي وضرورة وجودية؛ فقد نص القرآن الكريم بوضوح على أساس العلاقة بين المسلمين، فقال تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، ودعا المولى سبحانه وتعالى  إلى التمسك بالوحدة كشرط للعزة والنجاة بقوله: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، كما أكدت السنة النبوية الشريفة على هذا المفهوم بصور مختلفة، فصور النبي صلى الله عليه وسلم ترابط المسلمين بقوله: "المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يشدُّ بعضُهُ بعضًا"، وشبه وحدة المسلمين وتفاعلهم بقوله: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" فهذه النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية ترسي حقيقة أن التعاون لا يمكن النصر على الأعداء بدونه.

من جانبه أكد الدكتور مجدي عبد الغفار، أنه لا يمكن أن يكون هناك نصر بلا تضحيات، وعلى الأمة أن تتعلم من "فقه العزة"، الذي رسخ له الصحابة رضوان الله عليهم في معركة اليرموك، والذي جعلهم يدافعون عن أرضهم وأوطنهم مقدمين في سبيل ذلك كل غالي ونفيس، مشيرًا إلى ما بذله الصحابة الكرام من تضحيات عظيمة في مواجهة جيش الروم في غزوة اليرموك، خير دليل على أن الأمة الإسلامية لا ترضى دون العزة بديلُا، فقد كانت عزيمتهم رغم قلة عددهم أمام جيش الروم، هي سر النصر، وخلال هذه المعركة سطر الصحابة رضوان الله عليهم العديد من المواقف المشرفة التي تدل على مدى تضحياتهم التي قدموها في سبيل الحفاظ على عزتهم وكرامتهم، فعمرو بن العاص رضى الله ورده على الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ذلك الموقف الذي جسد به "فقه العزة"، عندما قال له: "يا خليفة المسلمين إنما أن سهم من سهام الله فانظر ماذا تريد أن ترمي إليه فارمني إليه"، وكذلك موقف أسماء بنت يزيد الأنصارية،  في معركة اليرموك، هو نموذج تطبيقي لدور المرأة أيضًا في "فقه العزة".


وشدد على ضرورة أن يتعلم شبابنا من هؤلاء الأبطال "فقه العزة"، من خلال تاريخ الإسلام قراءة جيدة من أجل التطبيق والتعلم؛ لأن التاريخ الإسلامي ليس مجرد سرد للوقائع والأحداث، بل هو كنز لاستخلاص الدروس العملية في بناء الشخصية المؤمنة والقادرة على إحداث التغيير، فقراءة سير القادة والمصلحين والصحابة تعلمنا كيف تكون العزيمة في مواجهة الصعاب، وكيف يبنى النصر على أسس الإيمان والتضحية والوحدة، كما فعل عمرو بن العاص وأسماء بنت يزيد الأنصارية.

يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.

طباعة شارك الجامع الأزهر موقعة اليرموك دروس وعبر اللقاء الأسبوعي ملتقى السيرة النبوية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر موقعة اليرموك دروس وعبر اللقاء الأسبوعي ملتقى السيرة النبوية الجامع الأزهر بن العاص

إقرأ أيضاً:

ملتقى الجامع الأزهر: الاختيار السليم أساس بناء الأسرة.. والكفاءة العقلية ضرورة للانسجام

عقد الجامع الأزهر اليوم الإثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي “رؤية معاصرة” تحت عنوان: "الخطبة وضوابطها الشرعية" بحضور د. علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، ود. عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى سمير شهاب المذيع بالتلفزيون المصري.

في مستهل الملتقى، أوضح الدكتور عبد الله النجار أن الخطبة هي مجرد التماس لطلب الزواج، وليست عقداً شرعياً ولا وعداً ملزماًن، مؤكدا أن وجود الولي ضروري لصحة العقد وليس شكلياً، مرجعاً ذلك إلى أن الإرادة في مرحلة الخطبة قد يعتريها "عطب" بسبب لهفة الارتباط الشديدة التي قد تدفع أحد الطرفين لعدم الحفاظ على الحقوق، وبناءً عليه، يعتبر الولي بمثابة صمام الأمان الذي يعالج هذا العيب في الإرادة، حيث يتولى مهمة بيان المسالب والعيوب والحفاظ على حقوق الطرفين معاً وبخاصة حقوق الفتاة.

وأوضح أن الرؤية الشرعية للمخطوبة يجب أن تتجاوز مجرد الجوانب الشكلية والجمالية، مشددا على ضرورة أن يكون التركيز الأساسي منصبًّا على العقل والفكر. 

ملتقى الجامع الأزهر يوضح المعيار الحقيقي الذي تستقيم به الحياة الزوجية

وبيّن فضيلته أن العقل هو المعيار الحقيقي الذي تستقيم به الحياة الزوجية وتدوم، بخلاف الجمال الذي قد يزول، فالعقل هو الأساس الذي يبنى عليه التفاهم المشترك وإدارة شؤون الأسرة، مما يجعله العامل الحاسم لنجاح العلاقة واستقرارها، وكثير من المواقف التي تكون سببا في انهيار الأسر تكون بسبب عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة بسبب الخلاف الناتج عن التفاوت العقلي بين الزوجين، وانصح الشباب أن لا يكتفوا في الخطبة بالمحاسن البدنية، وإنما أن يبحثوا عن الكفاءة التي تنبء بعلاقة زوجية سوية.

من جانبه، شدد الدكتور علي مهدي على حسن الاختيار هو المرتكز الأساسي لبناء الأسرة، داعيًا الشباب إلى التدقيق والبعد عن منبت السوء تطبيقًا للتوجيه النبوي: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، و "زوجوا الأكفاء"، وهذه الدعوة ضرورة قصوى لضمان استمرارية الميثاق الغليظ؛ إذ يمثل عدم توافر الكفاءة بين الزوجين سببًا رئيسيًا وجذريًا لارتفاع معدلات الطلاق، والكفاءة المطلوبة لا تقتصر على الجانب المادي أو الاجتماعي وحده، بل تتسع لتشمل التكافؤ الديني والأخلاقي والنفسي والاجتماعي، فالتفاوت الملحوظ في هذه الجوانب يحدث فجوة، لذا، يُنظر إلى الكفاءة كحق للمرأة وأوليائها لضمان الانسجام الأسري بين الزوجين لهذا أتى به الشرع. 

وأوضح أن الخطبة هي مجرد التماس وليست عقدًا شرعيًا ملزمًا، مما يحتم على الطرفين التزام أقصى درجات العفاف والاحترام المتبادل، ليكون ذلك هو الحد الفاصل بين الشاب والفتاة، ويجب نبذ أي شكل من أشكال التبسط والتجاوزات العاطفية التي لا تليق بقدسية هذه الفترة، مع الحذر من الانخداع بـ"زخرف القول" أو الوعود المبالغ فيها، والتي قد تخفي وراءها حقائق غير مرغوبة، وفي المقابل، لا يوجد مانع من المشاورة والنقاش الجاد لتقييم مدى التوافق المستقبلي، على أن يتم ذلك في الحدود الشرعية والآداب العامة التي تضمن الجدية والنزاهة. 

هل الحسد سبب وفاة إسماعيل الليثى وابنه؟.. عالم أزهري يكشف الحقيقةرئيس جامعة الأزهر يشارك في ندوة حول كتاب كنز الفضيلة بالدراسات الإسلامية للبنات بالقاهرةملتقى التفسير بالجامع الأزهر: قصة سيدنا نوح الذي لبث في قومه "أَلْف سَنَة إِلا خَمْسِينَ عَامًا" دليل على وجوب الصبرالملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش الخطبة وضوابطها الشرعية..اليوم

وتابع أن الشريعة أباحت "النظر المشروع" للخاطب إلى مخطوبته، استنادًا لما جاء في حديث جابر رضي الله عنه: "انظر إليها، فإنها أحرى أن يؤدم بينكما"؛ وذلك ليقوم الاختيار على بصيرة تامة تمنع الندم لاحقًا، وتجعل الزواج قائمًا على القناعة والقبول من كلا الطرفين.    

يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية الإمام الأكبر وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.

طباعة شارك ملتقى الجامع الأزهر الجامع الأزهر الأزهر رؤية معاصرة الخطبة وضوابطها الشرعية

مقالات مشابهة

  • ملتقى الجامع الأزهر: الشورى مسار حضاري وهو سر تفرد الأمة الإسلامية وقوتها بين الأمم
  • البروفيسور جيفري ساكس يزور الجامع الأزهر
  • البروفيسور جيفري ساكس يشيد بجمال الجامع الأزهر وتفرّده وخصوصية
  • ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة يناقش ثقافة الشورى من وجهة نظر الإسلام.. اليوم
  • أذكار الصباح اليوم وفضلها في السُنة النبوية المطهرة
  • ملتقى الجامع الأزهر: الاختيار السليم أساس بناء الأسرة.. والكفاءة العقلية ضرورة للانسجام
  • ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة يناقش ثقافة الشورى من وجهة نظر الإسلام.. غدًا
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: قصة سيدنا نوح دليل على وجوب الصبر
  • الأزهر: افتتاح 70 فرعًا جديدًا للرواق الأزهري لتحفيظ القرآن بالمدن الجديدة