الذهب يواصل صعوده رغم أنباء إنهاء الإغلاق الأمريكي.. وخبراء يحذرون من تصحيح محتمل في الأسعار
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية تصويت مجلس النواب الأمريكي على إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد، يشهد سوق الذهب موجة ارتفاع متواصلة أربكت التوقعات، لتبقى الأسئلة مطروحة حول مستقبل المعدن الأصفر ومدى استمراره في الصعود، وسط مزيج من العوامل السياسية والاقتصادية المتشابكة التي تحرك المشهد العالمي.
يستعد مجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء للتصويت على حزمة تمويل مؤقتة تهدف إلى إنهاء الإغلاق الحكومي الذي شل مؤسسات الدولة لأطول فترة في تاريخ الولايات المتحدة.
وتتضمن الحزمة استئناف المساعدات الغذائية، وصرف رواتب مئات الآلاف من الموظفين، إلى جانب إعادة تشغيل نظام مراقبة الحركة الجوية.
ويمتلك الحزب الجمهوري أغلبية ضئيلة في المجلس بـ219 مقابل 213 مقعدًا، ويُنتظر أن يساهم دعم الرئيس دونالد ترامب لمشروع القانون في توحيد صفوف الحزب أمام المعارضة من الديمقراطيين، الذين عبّروا عن غضبهم من غياب اتفاق لتمديد إعانات التأمين الصحي الاتحادية رغم طول الأزمة.
ومن المقرر أن يجري التصويت في وقت متأخر من مساء الأربعاء، على أن تُحال بعد ذلك إلى الرئيس ترامب للتوقيع عليها وإقرارها رسميًا، في خطوة قد تنهي أسابيع من الشلل الحكومي وتعيد الثقة إلى الاقتصاد الأمريكي.
الذهب يلمع وسط العاصفة السياسية
وفي هذا السياق، قدّم خبير أسواق الذهب سمير عبد العزيز قراءة واقعية للمشهد، موضحًا أن حركة الذهب الحالية لا يمكن فصلها عن التطورات السياسية والمالية في أمريكا والعالم.
الذهب يستمد بريقه من تراجع الفائدة وضعف الدولار
يقول عبد العزيز إن توقعات خفض الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة تعد أحد أبرز المحركات الدافعة لصعود الذهب في المرحلة الراهنة، فكلما تراجعت الفائدة قلّت تكلفة الاحتفاظ بالمعدن النفيس، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان. وأضاف أن تراجع قوة الدولار الأمريكي أمام العملات العالمية زاد من إقبال المستثمرين على الشراء، ليعود الذهب إلى واجهة المشهد كملاذ آمن وسط ضبابية الأسواق وتقلبات الاقتصاد العالمي.
وأضاف أن الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة في ظل استمرار المخاطر السياسية والاقتصادية العالمية يدعم الأسعار، خصوصًا مع تشكك الأسواق في استقرار السياسات المالية الأمريكية حتى بعد انتهاء الإغلاق الحكومي.
عوامل قد تُضعف الاتجاه الصاعد
وفي المقابل، يرى عبد العزيز أن تحسن معنويات السوق بعد إنهاء الإغلاق الحكومي قد يدفع بعض المستثمرين إلى العودة للأصول ذات المخاطرة الأعلى، مما يقلل الطلب على الذهب. كما أن أي تأجيل من الفيدرالي الأمريكي في خفض الفائدة أو ارتفاع معدلات التضخم قد يؤدي إلى زيادة العائد الحقيقي على السندات، مما يضغط على أسعار الذهب.
وأشار أيضًا إلى أن الذهب يقترب من مستويات مقاومة فنية قد تعيق استمرار الارتفاع مؤقتًا، متوقعًا حدوث بعض التصحيحات السعرية على المدى القصير.
تأثير القرار الصيني وتجاهل السوق له
وكشف عبد العزيز أن الأسواق تجاهلت عاملين سلبيين كانا من المتوقع أن يسببا انخفاضًا في الأسعار، وهما.. قرار الصين بإلغاء بعض الإعفاءات الضريبية على خام الذهب مما يرفع تكلفة المشغولات، والأنباء عن قرب التوصل لاتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي كان من المفترض أن يدعم الدولار.
نصيحة للمستثمرين
اختتم الخبير حديثه بالتأكيد على أن الذهب يظل استثمارًا طويل المدى آمنًا، ناصحًا المواطنين بالاحتفاظ به كأداة ادخار، قائلاً: «طالما لديك سيولة فائضة، فلا يوجد استثمار أفضل من الذهب على المدى البعيد».
بينما تتجه الأنظار إلى واشنطن بانتظار حسم التصويت على حزمة التمويل، تبقى الأسواق حذرة، والذهب متألقًا في مواجهة الغموض الاقتصادي والسياسي. فحتى وإن عاد عمل الحكومة الأمريكية إلى طبيعته، يبدو أن رحلة الذهب نحو القمة لم تنته بعد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذهب الأنباء الأسعار الدولار الفائدة الإغلاق الحکومی إنهاء الإغلاق عبد العزیز
إقرأ أيضاً:
«الشيوخ الأمريكي» يتوصل لاتفاق على إنهاء الإغلاق الحكومي وإعادة فتح المؤسسات الفيدرالية
واشنطن"أ.ف.ب": توصل مجلس الشيوخ الأمريكي إلى اتفاق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي من شأنه أن يعيد التمويل الفدرالي وينهي الإغلاق الحكومي الذي استمر مدة قياسية بلغت أربعين يوما وأدى لتجميد العديد من الأنشطة الحكومية.
وجاء الاتفاق الذي يُعد الخطوة الأولى باتّجاه إنهاء مرحلة الإغلاق في وقت حّذرت السلطات من أن السفر جوّا قد يتقلّص بشكل كبير قريبا مع إلغاء آلاف الرحلات الإضافية أو تأجيلها نهاية الأسبوع.
وأفادت وسائل إعلام بينها شبكتا "سي ان ان" و"فوكس نيوز" بأن أعضاء مجلس الشيوخ توصلوا إلى اتفاق موقت لتمويل الحكومة حتى يناير، بعد خلافات بشأن دعم الرعاية الصحية والإعانات الغذائية وقرارات الرئيس دونالد ترامب فصل موظفين فدراليين.
ومع ورود الأنباء عن هذا الاختراق، قال ترامب للصحافيين لدى وصوله إلى البيت الأبيض بعد قضائه اجازة نهاية الأسبوع في منتجعه مارالاغو في فلوريدا، "يبدو أننا نقترب من نهاية الإغلاق".
وسارع مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون لإجراء تصويت إجرائي امس على مشروع القانون الذي يبدو بأنه نال ما يكفي من التأييد من الديموقراطيين للمضي قدما.
وبعد إقراره في مجلس الشيوخ، سيحتاج إلى مصادقة مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون أيضا قبل أن يحال إلى مكتب ترامب لتوقيعه، في عملية قد تستغرق أياما عدة.
وفي وقت سابق، قال وزير النقل شون دافي إن تواصل الإغلاق يعني بأن عدد الرحلات المتأخرة أو الملغاة سيتضاعف في وقت يستعد الأمريكيون للسفر مع اقتراب عطلة عيد الشكر التي تبدأ نهاية الشهر.
حتى مساء امس، تجاوز عدد الرحلات الملغاة ضمن الولايات المتحدة ومنها وإليها 2700 مع حوالى 10 آلاف تأجيل، بحسب بيانات من منصة "فلايت أوير" لتعقّب حركة الملاحة الجوية.
ومن بين المرافق الأكثر تأثرا مطارات مدينة نيويورك الثلاثة، ومطار أوهير الدولي في شيكاجو ومطار هارتسفيلد-جاكسون في أتلانتا.
وكان مطار نيوآرك ليبرتي الدولي الذي يُعدّ من مرافق الطيران الرئيسية في شمال شرق الولايات المتحدة، أيضا من بين الأكثر تضررا. وتأخّرت نحو نصف الرحلات في مطار لاغوارديا في مدينة نيويورك.
وحذّر دافي من أنه من دون اتفاق، لن يتمكن عدد كبير من الأمريكيين الذين يخططون للسفر خلال عطلة عيد الشكر في 27 نوفمبر من القيام بذلك "لأن عدد الرحلات الجوية سيكون قليلا" إذا لم ينته الإغلاق.
وقد تستغرق عودة جدول الرحلات الجوية إلى طبيعتها أياما بعد انتهاء الإغلاق وبدء تدفق الأموال الفدرالية بما في ذلك الرواتب مجددا.
وشكّل امس، ثالث يوم من خفض الرحلات الجوية في المطارات على مستوى البلاد، بعدما أمرت إدارة ترامب بذلك لتخفيف الضغط عن مراقبي الحركة الجوية الذي يعملون من دون أجور.
ووفقا للمشرعين، يعيد مشروع القانون تمويل برنامج "سناب" للإعانات الغذائية الذي يدعم أكثر من 42 مليون أميركي من ذوي الدخل المتدني.
كما يلغي هذا الاتفاق قرارات ترامب الشهر الماضي بفصل آلاف الموظفين الفدراليين، ويضمن التصويت على تمديد إعانات الرعاية الصحية التي من المقرر أن تنتهي صلاحيتها بحلول نهاية هذا العام.
وقال عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي تيم كاين "يضمن هذا الاتفاق التصويت لتمديد الإعفاءات الضريبية لقانون الرعاية الميسرة، وهو ما لم يكن الجمهوريون على استعداد للقيام به".
أضاف أن مشروع القانون الذي يسمى بـ"القرار المستمر" للحفاظ على تمويل الحكومة بمستويات ما قبل الإغلاق "سيحمي الموظفين الفدراليين من عمليات الفصل التي لا أساس لها، ويعيد تعيين من فُصلوا ظلما خلال فترة الإغلاق ويضمن حصول الموظفين الفدراليين على أجورهم المتأخرة" وفق ما يقتضيه القانون.
لكن العديد من الديموقراطيين في مجلس الشيوخ يعارضون هذا الاتفاق، بمن فيهم زعيمهم في المجلس تشاك شومر الذي أعرب عن سخطه لأن مشروع القانون يصوت لتمديد إعانات الرعاية الصحية بدلا من دعم الرعاية الصحية بشكل مباشر.
وقال شومر "لا أستطيع بحسن نية دعم هذا القرار المستمر الذي لا يعالج أزمة الرعاية الصحية"، مضيفا "هذه المعركة يجب أن تستمر وستستمر".