أوروبا وكندا تدعوان لتنفيذ اتفاق غزة
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
البلاد (بروكسل)
أعلن الاتحاد الأوروبي وكندا دعمهما الكامل لتنفيذ جميع مراحل اتفاق غزة الشامل الذي طُرح لإنهاء الصراع المستمر منذ عامين في القطاع، مؤكدين التزامهما بمساندة الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى ترسيخ السلام وإعادة الإعمار.
وأشاد الجانبان في بيان مشترك أمس (الأربعاء)، بنتائج قمة شرم الشيخ للسلام التي عُقدت في 13 أكتوبر الماضي، وبالدور الدبلوماسي الذي قادته الولايات المتحدة بمشاركة وسطاء من المنطقة، مؤكدين أن “تنفيذ الاتفاق بجميع مراحله هو السبيل الوحيد لإنهاء دوامة العنف والمعاناة الإنسانية في غزة”.
ودعا البيان إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الأحياء الذين احتُجزوا من قبل حركة حماس، مع المطالبة بإعادة جثامين المتوفين دون تأخير، مشددًا على ضرورة التزام جميع الأطراف بعدم اتخاذ أي خطوات قد تهدد الاتفاق أو تُعرقل تنفيذه. كما أكد الاتحاد الأوروبي وكندا أهمية استئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر ممرات برية وبحرية تضمن تدفق الإمدادات وتوزيعها بشكل مستدام، وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية من العمل بحرية تامة.
وجدد الجانبان التزامهما بالمساهمة في عملية إعادة الإعمار، وبمواصلة الدعم المالي والسياسي للسلطة الفلسطينية في مسار الإصلاح واستعادة دورها في إدارة القطاع، مؤكدين بوضوح أن “حركة حماس لن يكون لها أي دور في إدارة غزة بعد تنفيذ الاتفاق”.
وأكد البيان المشترك أن كندا والاتحاد الأوروبي “يقفان موحدين في دعم السلام العادل والدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين”، بحيث تعيش دولتان ديمقراطيتان – فلسطين وإسرائيل – جنبًا إلى جنب بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها دولياً، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي.
وفي سياق متصل، دعا الجانبان إلى وقف التصعيد في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مطالبين بإنهاء عنف المستوطنين ضد المدنيين، بما في ذلك المجتمعات المسيحية، ووقف التوسع الاستيطاني والعمليات العسكرية الإسرائيلية والهجمات ضد المدنيين من الجانبين. كما شدد البيان على ضرورة التزام الحكومة الإسرائيلية بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي الإنساني.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
4 عناوين للمرحلة الثانية في اتفاق غزة.. هل اقترب الانتقال إليها؟
شهدت الأيام الأخيرة حراكات مكثفة في أكثر من اتجاه لتهيئة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق في غزة، والذي بدء تنفيذ مرحلته الأولى بوقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ومن ثم البدء بصفقة تبادل الأسرى.
وسعى الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الماضية إلى عدم الإيفاء بالتزاماته في المرحلة الأولى من الاتفاق، بل رهن الانتقال إلى المرحلة الثانية بتسليم جميع جثث أسراه الموجودة في غزة، لكن "الضغوط الأمريكي تزايدت على تل أبيب للبدء في المرحلة الثانية"، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وأشارت الهيئة إلى أن زيارة شخصيات كبيرة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تل أبيب، وتحديدا المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر تصب في هذا الاتجاه، إضافة إلى مناقشة إشكاليات تهدد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لاسيما مسألة المقاتلين في أنفاق رفح.
وفيما يتعلق بصفقة التبادل، يتحدث الاحتلال عن وجود 4 جثث متبقية لأسرى إسرائيليين في غزة، وهو ما تؤكد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن استخراجها يحتاج إلى طواقم ومعدات فنية إضافية، مشيرة إلى أن عملية استخراج الجثث خلال المرحلة الماضية جرت في ظروف معقدة وبالغة الصعوبة، ورغم ذلك التزمت بما هو مطلوب منها في الاتفاق.
وفي حال نجحت الجهود المكثفة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، فإنّ ملامحها تتمحور حول 4 عناوين رئيسية، وهي:
⬛️ تولي هيئة فلسطينية مستقلة من الكفاءات إدارة غزة
⬛️ انتشار قوة الاستقرار الدولية لمراقبة الاتفاق
⬛️ نزع السلاح من غزة
⬛️ الانسحاب الإسرائيلي إلى الخط الأحمر
وكل عنوان من هذه العناوين الأربعة يحمل تحديات معقدة، يجعل جهود تحقيقها بالغة الصعوبة، ويهدد بتفجّر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، "لكن الولايات المتحدة والوسطاء انتقلوا إلى مرحلة الانخراط والتنفيذ الفعلي لإبعاد سيناريو انهيار الاتفاق"، وفقد ما ذكره مراقبون ومحللون.
وفي هذا الصدد، أشار الإعلامي الفلسطيني هاني المغاري إلى توقعاته بالدخول قريبا في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أنها "عمليا تتضمن ترتيبات ستصعب على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو العودة إلى العدوان تحت أي ظرف أو عنوان".
وأضاف المغاري لـ"عربي21" أنّه "بعد تسلم الاحتلال لأسراه الأحياء وجثث الموتى لم يعد بإمكانه أن يتحجج بإعادتهم لاستئناف القتل والقتال"، منوها إى أن "التواجد المصري في غزة يتجاوز الدور الإغاثي، وينتقل للإشراف على اليوم التالي للعدوان، بما فيه التجهيز لاستلام حكومة التكنوقراط لمهامها".
تحول في الدور المصري
وذكر أنه "في حال تواجدت تركيا وقطر في القوات الدولية المقرر انتشارها في غزة، فإن ذلك يعني تقليص سيطرة الاحتلال على غزة، وعدم تحقيق أحد أهداف العدوان باستباحة ساحة غزة وقتما شاء وكيفما شاء الاحتلال".
من جانبه، تطرق الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إلى الاستعدادت المصرية للمرحلة الثانية، مبينا أن الأنظار تتجه إلى زيارة مرتقبة لوفد مصري إلى قطاع غزة، هي الأولى منذ اندلاع الحرب، وسط مؤشرات على تحول نوعي في الدور المصري من الوساطة عن بُعد إلى الانخراط الميداني المباشر.
ولفت عفيفة في قراءة اطلعت عليها "عربي21" إلى أن الحديث عن زيارة لن تكون قصيرة أو بروتوكولية، بل ستتضمن لقاءات معمقة مع الفصائل الفلسطينية لبحث ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار، مع تركيز خاص على تأمين خروج آمن لمقاتلي حماس في رفح، ضمن تفاهمات ميدانية قيد التشكل.
ونوه إلى أن "هذا الحراك يتزامن مع وجود كوشنر في تل أبيب، ما يعكس تقاطع المسارين الأمريكي والمصري فيما يمكن وصفه بمرحلة اختبار الإرادات لتطبيق المرحلة الثانية من خطة ترامب"، مضيفا أن "القاهرة يبدو عازمة على استعادة مركزية دورها كضامن ميداني لا مجرد وسيط سياسي".
وتابع قائلا: "واشنطن تحاول رسم خريطة استقرار جديدة في غزة تُدار بتنسيق دولي وإقليمي معقّد"، معتقدا أن "زيارة الوفد المصري قد تكون مقدمة لدور مصري أوسع في إدارة الانتقال من الحرب إلى ترتيبات اليوم التالي أمنيا وسياسيا".
نشر القوة الدولية
ورأى عفيفة أن لقاء كوشنر مع نتنياهو يندرج ضمن المحاولات الأمريكية المستعصية للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة، والتي تقوم على نشر قوة دولية للاستقرار بمهام تنفيذية محدودة تحت إشراف واشنطن، مضيفا أن "الحديث يدور عن قوة ذات تفويض مؤقت لتأمين المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال تدريجيا، مع التركيز على نزع السلاح الدائم للفصائل، وهو البند الأكثر حساسية في الخطة".
واستدرك بقوله: "الرفض القاطع من مصر وقطر وتركيا ودول أخرى للمشاركة في أي مهمة قتالية ضد حماس، يجعل هذه القوة محصورة في نطاق الفصل والمراقبة الإنسانية لا الاشتباك والتنفيذ القسري"، مرجحا أن "يكون السيناريو الأقرب للتنفيذ هو تفويض مقيد يجمع بين الطابع الإنساني والأمني وفق أحكام الفصل السادس من ميثا الأمم المتحدة، ما يجعل القوة الدولية أقرب إلى فاصل مؤقت منه إلى ضامن دائم".
وتابع: "في المحصلة يبدو أن الخطة الأمريكية لا تُنهي الحرب بشكل كامل، بل تُعيد إدارة الأزمة بغطاء دولي أكثر هدوءا، والاختبار هو هل ستقبل الإدارة الأمريكية الطلب الإسرائيلي: بقاء يد الاحتلال مطلقة في استئناف القتال متى شاء، بذريعة فشل القوة أو استمرار خطر حماس؟!".