وسط مجاعة وألغام على الطرق.. مأساة إنسانية على طريق الفارين من الفاشر
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
البلاد (الخرطوم)
تعيش مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور في غرب السودان، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية منذ اندلاع الحرب في البلاد، بعد أن تحولت إلى مسرح للموت والدمار إثر سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر الماضي، لتبدأ بعدها رحلة نزوح قاسية لمئات الآلاف من السكان نحو مناطق أخرى داخل السودان أو إلى الأراضي التشادية المجاورة.
على الطرقات المؤدية إلى تشاد، تروي شهادات الناجين قصصاً مؤلمة عن معاناة لا تنتهي، إذ يروي أحد الناجين أنه فقد والده الجندي في الجيش الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى السعودي بالفاشر، مبيناً أن عناصر الدعم السريع اقتحموا المستشفى، ونادوا سبعة ممرضين قبل أن يُسمع صوت إطلاق نار، ثم شوهد الدم يسيل من تحت الباب، ما اضطره للفرار. وروى آخرون مشاهد مروعة لجثث تملأ الشوارع وخنادق تحولت إلى مقابر جماعية.
وحتى بعد مغادرة المدينة، لم تنته المأساة، إذ تحدث لاجئون عن ابتزاز واعتداءات في نقاط التفتيش على الطرق المؤدية إلى تشاد، حيث اضطر كثيرون إلى دفع ما بين 500 ألف ومليون جنيه سوداني لعبور كل نقطة. وأكد شهود أن عناصر من الدعم السريع أعدموا بعض الرجال رمياً بالرصاص بعد تجريدهم من ملابسهم.
وفي الوقت الذي تحاول فيه فرق محلية ودولية مساعدة المدنيين، أعلنت السلطات الأربعاء أن الفرق الميدانية أزالت أكثر من ألف لغم أرضي وعبوة ناسفة من شوارع الفاشر ومحيطها. وقال قائد الفرق إن العمل جارٍ لفتح الطرق وتأمين الأحياء المدمرة.
من جانبها، أكدت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية وصول شحنات غذائية إلى المدينة وبعض القرى المجاورة، لكنها حذّرت من نقص المياه النظيفة وانتشار مرض الكوليرا وسوء التغذية الحاد بين الأطفال.
وفي المقابل، نفت قوات الدعم السريع ارتكابها جرائم حرب، لكنها أقرت بوقوع “تجاوزات محدودة” وأعلنت فتح تحقيق لمحاسبة المتورطين، في حين اتهمت الحكومة السودانية القوات المهاجمة بقتل نحو ألفي مدني خلال عملية السيطرة على المدينة.
وتشير تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن عدد الفارين من الفاشر إلى تشاد قد يصل إلى 90 ألف شخص خلال الأشهر المقبلة، فيما وصف مسؤولو الإغاثة الوضع بأنه “كارثة إنسانية شاملة”.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
اتهامات لـ الدعم السريع باحتجاز عائلات في غرب كردفان.. وتحذيرات من توقف الإغاثة الأممية
قالت شبكة أطباء السودان، إن "قوات الدعم السريع" تحتجز سبعة عائلات بمحيط مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان جنوبي البلاد، بتهمة انتماء ذويهم إلى الجيش.
وأضافت الشبكة أن "قوة من الدعم السريع احتجزت سبعة أسر مدنية، من بينها نساء وأطفال، في المناطق المحيطة بمدينة بابنوسة، بتهمة انتماء ذويهم إلى القوات المسلحة السودانية".
واعتبرت الخطوة "استمرارا لنهج الدعم السريع القائم على الاعتقال التعسفي والعقاب الجماعي بحق المدنيين الأبرياء" .
كما أدانت "هذا السلوك الذي يمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني، وخرقا لمبادئ حماية المدنيين في أوقات النزاع"، مؤكدة أن "استهداف الأسر على أساس الاشتباه أو الانتماء يشكل جريمة حرب".
وحملت الشبكة "الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامة المحتجزين"، داعية المنظمات الحقوقية والأممية إلى التدخل الفوري لإطلاق سراحهم، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات بحق المدنيين في غرب كردفان وسائر مناطق السودان.
وفي وقت سابق، حذرت المنظمة الدولية للهجرة، من توقف العمليات الإنسانية في السودان بالكامل ما لم يتوفر تمويل عاجل ووصول آمن للمحتاجين.
وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب إن "انعدام الأمن الشديد والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في الفاشر أدت إلى موجة نزوح هائلة وفاقمت الأزمة الإنسانية".
وأضافت المنظمة أن فرقها "تستجيب للاحتياجات حيث يمكن القيام بذلك، لكن انعدام الأمن ونفاد الإمدادات يعني أننا لا نصل إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين".
كما حذرت من أنه بدون وصول آمن وتمويل عاجل، "تُواجه العمليات الإنسانية خطر التوقف التام في اللحظة التي تكون فيها المجتمعات في أمس الحاجة إلى الدعم".
وأفادت المنظمة بأنه خلال الأسبوعين الماضيين أدى القصف العنيف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها إلى نزوح نحو 90 ألف شخص، ولا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل المدينة.
وفرّ حوالي 38 ألفا و990 شخصا من القتال في شمال كردفان جنوبي البلاد في الفترة بين 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي و9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفقا للبيان.
وأشارت المنظمة إلى أن مستودعات المساعدات الإنسانية شبه فارغة، وقوافل المساعدات تواجه انعدام الأمن، والقيود المفروضة على الوصول لا تزال تحول دون إيصال المساعدات الكافية.
وحثت الجهات المانحة والشركاء والمجتمع الدولي على التحرك فورا لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وضمان حصول المجتمعات الضعيفة على المساعدات بأمان.
واستولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي، وسط تقارير عن ارتكابها مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وتحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.