تحقيق أممي مع الاحتلال بشأن الاغتصاب وسط تقارير صادمة من غزة
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
خضعت دولة الاحتلال الإسرائيلي للاستجواب في الأمم المتحدة الثلاثاء والأربعاء بشأن عدة تقارير عن تعذيب معتقلين فلسطينيين، وسط تقارير حقوقية صادمة عن شهادات لنساء ورجال من غزة تعرضوا للاغتصاب.
جاء ذلك خلال المراجعة الدورية لسجل إسرائيل أمام لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة.
وقال مقرر اللجنة بيتر فيديل كيسينغ "لقد شعرت اللجنة بالفزع الشديد إزاء الوصف الوارد في عدد كبير من التقارير من مصادر مختلفة لما يبدو أنه تعذيب وإساءة معاملة ممنهجة وواسعة النطاق لفلسطينيين، من بينهم أطفال وفئات ضعيفة".
الاثنين الماضي، أفادت أسيرة فلسطينية محررة من سجون تل أبيب بتعرضها للعنف الجنسي أربع مرات، بالإضافة إلى تصويرها عارية خلال فترة اعتقالها.
جاء ذلك وفق بيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وثق فيه شهادة الأسيرة الفلسطينية (ن.أ)، وكشف فيه عن "ممارسة ممنهجة ومنظمة للتعذيب الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب، والتعرية، والتصوير القسري، والاعتداء الجنسي بالأدوات والكلاب"، من قبل جنود إسرائيليين.
وقال المركز إن الشهادات التي حصل عليها توثق تعرض الأسرى الفلسطينيين إلى "الإذلال النفسي المتعمد الهادف إلى سحق الكرامة الإنسانية ومحو الهوية الفردية بالكامل".
وأكد أن "ما ورد في هذه الشهادات لا يمثل حوادث فردية معزولة، بل يندرج ضمن سياسة منهجية تُمارس في سياق جريمة الإبادة الجماعية المستمرة بحق سكان قطاع غزة".
وعن الأسيرة (ن.أ)، قال المركز، إنها "تبلغ من العمر 42 عاما، اعتقلت أثناء مرورها من أحد الحواجز الإسرائيلية في شمال قطاع غزة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024".
ونقل المركز عن الأسيرة قولها إنها تعرضت "لأنماط عدة من التعذيب والعنف الجنسي، شملت الاغتصاب أربع مرات على يد جنود إسرائيليين، إلى جانب الشتم بألفاظ نابية بشكل متكرر، وتصويري عارية، والصعق بالكهرباء، والضرب على جميع أنحاء الجسد".
وعن إحدى الحالات، أضافت: "طلبوا مني أن أخلع ملابسي، وقاموا بتثبيت أطرافي، ثم اغتصبني أحدهم، فبدأت بالصراخ، وتم حينها ضربي على ظهري ورأسي وكنت معصوبة العينين، لكنني سمعت صوت الكاميرا وأعتقد أنهم كانوا يقومون بتصويري".
وتابعت: "تمنيت الموت في كل لحظة، وبعد اغتصابي تُركت وحدي وأنا مقيدة اليدين في السرير بدون ملابس لساعات طويلة".
التعرية يوما كاملا
ومتحدثة عن أقسى درجات التجرد من الإنسانية، قالت: بقيت يوما كاملا بدون ملابس، وكان ينظرون علي من فتحة الباب، وتم تصويري، وقال لي أحد الجنود: سوف ننشر صورك على صفحات التواصل الاجتماعي".
ولم يقتصر العنف الجنسي على أسيرات فلسطينيات فحسب، بل طال رجالا أيضا.
ووثق المركز إفادة الأسير الفلسطيني (م. أ.)، الذي يبلغ من العمر 18 عاما، و"الذي اعتقلته قوات الاحتلال قرب أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية في قطاع غزة".
وقال الأسير إنه تعرض لاعتداء جنسي، موضحًا أن الجنود قاموا باغتصابه باستخدام زجاجة أدخلوها قسرا في فتحة الشرج، وتكرر ذلك بحقه وبحق معتقلين فلسطينيين آخرين كانوا معه.
وأضاف مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة: "ورد أن التعذيب أصبح أداة متعمدة ومنتشرة على نطاق واسع في سياسة الدولة، تُستخدم في جميع النُظم القانونية والإدارية والتشغيلية، بدءا من الاعتقال إلى الاستجواب إلى السجن".
وتضم لجنة مناهضة التعذيب 10 خبراء مستقلين يقومون بمراقبة التزام الدول الأطراف باتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
مستشهدا بتقارير أمام اللجنة، قال كيسينغ إنه منذ هجوم حماس على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب الانتقامية في غزة، تصاعد التعذيب وسوء المعاملة ليصل إلى "مستويات غير مسبوقة" ويُمارس دون عقاب.
وأضاف أن مصدر هذه التقارير هيئات مختلفة تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية إسرائيلية وفلسطينية ودولية، ومصادر أخرى.
وتابع كيسينغ "إن العديد من المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم فيما بعد تعرضوا للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة".
وأشار إلى "الضرب المبرح، بما في ذلك على الأعضاء التناسلية؛ والصدمات الكهربائية؛ والإجبار على البقاء في أوضاع مرهقة لفترات طويلة؛ والظروف غير الإنسانية المتعمدة والتجويع؛ والتعذيب بالماء؛ والإهانات الجنسية على نطاق واسع وتهديدات الاغتصاب"، مقدما أمثلة على ذلك.
في تموز/يوليو 2024، نشرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقريرا يفيد بأن الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال حرب غزة احتجزوا في الغالب سرا وفي بعض الحالات تعرضوا لمعاملة قد ترقى إلى مستوى التعذيب.
إسرائيل تنفي
من جهته، رفض السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة في جنيف دانييل ميرون هذه الاتهامات ووصفها بأنها "معلومات مضللة"، خصوصا تلك التي ساقتها لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، والمقررة الخاصة المستقلة للأمم المتحدة المعنية بالحقوق في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي.
وقال إن إسرائيل "متعهدة بالوفاء بالتزاماتها بما يتماشى مع قيمنا ومبادئنا الأخلاقية، حتى في مواجهة التحديات التي تفرضها منظمة إرهابية".
ورد كيسينغ قائلا إن "حقيقة أن أحد أطراف النزاع المسلح ينتهك ويتجاهل الالتزامات بموجب هذه القواعد لا يمكن استخدامها ذريعة من الطرف الآخر" للقيام بالمثل.
وأوضح للوفد الإسرائيلي أن اللجنة على علم باتهامات تتعلق بأعمال تعذيب وجرائم حرب ارتكبتها حماس ضد جنود ومدنيين إسرائيليين.
وتابع "هذا أمر مزعج للغاية بطبيعة الحال وهو أمر سنتناوله... مع دولة فلسطين" في جلسة قادمة.
تمتد الدورة الثالثة والثمانون للجنة من 10 إلى 28 تشرين الثاني/نوفمبر، وتشمل مراجعات دورية للجهود التي تبذلها ألبانيا والأرجنتين والبحرين وإسرائيل لتنفيذ أحكام الاتفاقية.
ومن المقرر أن تنشر اللجنة خلاصاتها بشأن إسرائيل في 28 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات الاحتلال غزة الاغتصاب احتلال غزة اغتصاب طوفان الاقصي المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مناهضة التعذیب للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من استخدام الاغتصاب كأداة حرب في السودان
النساء أبلغن عن معاناتهن من الجوع والنزوح والاغتصاب والقصف في الفاشر، «قلب الكارثة الأخيرة في السودان»، حيث «وضعت النساء الحوامل أطفالهن في الشوارع..
التغيير: الخرطوم
حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن هناك أدلة متزايدة على أن الاغتصاب يُستخدم «عمداً وبشكل منهجي» في السودان، مشددة على أن النساء والفتيات «لسن مجرد إحصائيات، بل هن مقياس إنسانيتنا المشتركة».
ونشرت الهيئة الثلاثاء تقريراً يركز على الأبعاد الجنسانية لانعدام الأمن الغذائي في السودان، وقالت آنا موتافاتي، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا، في حديث للصحفيين في جنيف، إنه في كل يوم «يتأخر فيه العالم عن اتخاذ إجراء بشأن السودان، تلد امرأة أخرى تحت وطأة القصف، أو تدفن طفلها جوعاً، أو تختفي دون عدالة».
وأضافت أن النساء أبلغن عن معاناتهن من الجوع والنزوح والاغتصاب والقصف في الفاشر، «قلب الكارثة الأخيرة في السودان»، حيث «وضعت النساء الحوامل أطفالهن في الشوارع بعد نهب وتدمير آخر مستشفيات الولادة المتبقية».
وكانت قوات الدعم السريع قد استولت على عاصمة ولاية شمال دارفور بعد أكثر من 500 يوم من الحصار في أواخر أكتوبر الماضي، وسط تقارير عن فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الإعدامات بإجراءات موجزة والعنف الجنسي.
وأوضحت موتافاتي أن آلاف النساء والفتيات فررن من المدينة إلى مناطق أخرى في شمال دارفور، بما في ذلك طويلة، التي تبعد حوالي 70 كيلومتراً، وكورما ومليط، حيث يُعدّ الوجود الإنساني «ضئيلاً للغاية».
رحلة مروعة
وقالت إن النساء «خلال رحلتهن المروعة، كانت كل خطوة يخطينها لجلب الماء، أو جمع الحطب، أو الوقوف في طابور الطعام تحمل مخاطر عالية للعنف الجنسي».
وأضافت أن أجساد النساء «أصبحت مسرحاً للجريمة في السودان»، مؤكدة أنه «لم تعد هناك أي أماكن آمنة» يمكن للنساء فيها الحصول على الحماية أو الرعاية النفسية والاجتماعية الأساسية.
وأوضحت أن الكرامة الأساسية للنساء انهارت أيضاً، موضحة أن عبوة الفوط الصحية الواحدة في شمال دارفور تُكلف حوالي 27 دولاراً، بينما تبلغ المساعدة النقدية الإنسانية المتوسطة أقل بقليل من 150 دولاراً شهرياً لأسرة مكونة من ستة أفراد.
ولفتت إلى أن الأسر تواجه «قرارات مستحيلة» بين الغذاء والدواء والكرامة، وأن الاحتياجات الأساسية للنساء والفتيات «تقع في أسفل تلك القائمة».
وقالت موتافاتي إن معظم النساء والفتيات «قد لا يتناولن الطعام على الإطلاق»، وغالباً ما يتجنبن وجبات الطعام ليتمكن أطفالهن من الأكل، بينما تحصل المراهقات على أقل حصة، مما يضر بصحتهن على المدى الطويل، مضيفة أن سوء التغذية لدى الرضّع يتزايد نتيجة انخفاض قدرة أمهاتهم على الرضاعة الطبيعية.
ودعت إلى إنهاء العنف، وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، وزيادة الدعم لمطابخ الحساء التي تقودها النساء وغيرها من مقدمي المساعدات.
وأشار تحليل للأمن الغذائي في أوائل الشهر الجاري إلى وجود المجاعة في الفاشر وكادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.
كما حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، من أن انعدام الأمن الشديد والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في الفاشر أدت إلى موجة نزوح هائلة وفاقمت الأزمة الإنسانية.
وأوضحت أن فرق المنظمة تستجيب للاحتياجات حيث يمكن، «لكن انعدام الأمن ونفاد الإمدادات يعني أننا لا نصل إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين»، محذرة من أن العمليات الإنسانية تواجه خطر التوقف التام في اللحظة التي تكون فيها المجتمعات في أمس الحاجة إلى الدعم.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أدى القصف العنيف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها إلى نزوح نحو 90 ألف شخص، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين داخل المدينة. وفي الفترة ما بين 26 أكتوبر و9 نوفمبر، فرّ حوالي 38,990 شخصاً من القتال في شمال كردفان.
ورغم تزايد الاحتياجات، أصبحت العمليات الإنسانية على شفا الانهيار، إذ أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن المستودعات شبه فارغة، وأن قوافل المساعدات تواجه انعدام الأمن بشكل كبير، وأن القيود على الوصول تحول دون إيصال المساعدات الكافية.
وحثّت المنظمة الجهات المانحة والشركاء والمجتمع الدولي على التحرك فوراً لمنع المزيد من الخسائر وضمان وصول المساعدات بأمان.
وأشار التقرير إلى أن الجهود الوطنية والدولية المنسقة ضرورية لتقديم المساعدات المنقذة للحياة، واستعادة الكرامة، وحماية المدنيين العالقين في الأزمة.
وفي سياق متصل، وصل وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، اليوم الثلاثاء إلى مدينة بورتسودان، حيث التقى السلطات السودانية والشركاء الإنسانيين والسلك الدبلوماسي.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن فليتشر يواصل الدعوة لوضع حد «للفظائع في السودان» ودعم جهود السلام، وضمان حصول الفرق الإنسانية على الوصول والتمويل اللازمين لتقديم المساعدات المنقذة للحياة وحماية المدنيين.
الوسومالنساء والحرب حرب الجيش والدعم السريع هيئة الأمم المتحدة للمرأة