أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استجابةً لطلب تقدّم به الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، عن منح العفو للسياسي بوعلام صنصال، في خطوة إنسانية بارزة تعكس عمق التعاون والتفاهم بين الجزائر وألمانيا، وتعزز الروابط الأخوية بين البلدين.

وجاء القرار بعد دراسة معمقة ووفق الإجراءات الدستورية المنصوص عليها في المادة 91، الفقرة 8، وبإتمام الاستشارة القانونية المطلوبة، حيث قرر رئيس الجمهورية الموافقة على طلب العفو، مشيرًا إلى الطابع الإنساني للمبادرة وأهميتها في تعزيز العلاقات الثنائية.

وبموجب هذا القرار، ستتولى السلطات الألمانية جميع ترتيبات نقل صنصال وتأمين العلاج الطبي اللازم له، بما يضمن سلامته وصحته، في خطوة تعكس التزام البلدين بمراعاة البعد الإنساني في قراراتهما.

ويأتي العفو بعد أن تم اعتقال صنصال، البالغ من العمر 80 عامًا، في نوفمبر 2024 لدى وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة، وأصدرت المحكمة حكمها في مارس 2025 بالسجن خمس سنوات بتهم تتعلق بالمساس بوحدة التراب الوطني، إثر تصريحاته التي قال فيها إن مدن الغرب الجزائري مثل تلمسان ووهران ومعسكر كانت تاريخيًا جزءًا من المغرب.

القرار الجزائري أثار ردود فعل واسعة على المستوى الدولي، حيث علّق السياسي الفرنسي إريك زمور عبر منصة “إكس” قائلاً: “بوعلام صنصال حر أخيرًا! لقد نجحت ألمانيا حيث لم ينجح القادة الفرنسيون قط”، مضيفًا أن هذه الإهانات الدبلوماسية تذكر بأن الضعف يكشفنا والقوة تحمينا.

وجاءت هذه المبادرة بعد رسالة رسمية أرسلها الرئيس الألماني شتاينماير إلى نظيره الجزائري يوم 10 نوفمبر 2025، يطلب فيها منح العفو لصنصال لأسباب إنسانية وحرصًا على الاهتمام الخاص بحالته، وهو ما استجاب له الرئيس تبون مؤكدًا حرص الجزائر على الالتزام بالبعد الإنساني في العلاقات الدولية.

ويعد هذا القرار نموذجًا للتعاون بين الجزائر وألمانيا، ويبرز التزام الطرفين بالحفاظ على الروابط الثنائية الإنسانية والسياسية، ويعيد فتح صفحة جديدة من التفاهم بعد قضية اعتُبرت حساسة على المستويين السياسي والقانوني.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أزمة فرنسا والجزائر الجزائر العلاقات بين فرنسا والجزائر الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال بوعلام صنصال فرنسا فرنسا والجزائر

إقرأ أيضاً:

الأرندي يؤكد أن قرار الإفراج عن صنصال يندرج ضمن الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية

أكد التجمع الوطني الديمقراطي (الأرندي) أن قرار الإفراج عن بوعلام صنصال يندرج ضمن الصلاحيات الدستورية المخولة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وذلك عقب صدور قرار قضائي نهائي في حقه.

وحسب بيان للأرندي، فإن هذا القرار القانوني والفعل الدبلوماسي يعكس حكمة رئيس الجمهورية ويؤكد سيادة الدولة الجزائرية واستقلال قرارها الوطني.

وأضاف البيان: “إنّ الجزائر، التي تسيّرها مؤسسات قوية وقرار سيادي مستقل، لا تولي اهتماماً إلاّ لأصدقائها وشركائها الحقيقيين الذين يقدّرون حكمتها ومسؤوليتها الوطنية، بعيداً عن أي محاولات ضغط أو إملاءات سياسية”.

وأكد الحزب أن هذا القرار أسقط إحدى الأوراق التي حاولت بعض الأطراف استغلالها وتوظيفها للإساءة إلى صورة الجزائر. وهي ذات الجهات التي سعت سابقاً إلى التشويش على القضاء الجزائري خلال تناوله لملف بوعلام صنصال.

كما جدّد التجمع الوطني الديمقراطي دعمه الكامل لكل الإجراءات الدستورية والسياسية التي يتخذها رئيس الجمهورية، والتي من شأنها تعزيز الجبهة الداخلية وترسيخ الثقة المتبادلة بين المواطن والدولة.

مقالات مشابهة

  • لوبوان: المفاوضات السرية التي سمحت بإطلاق سراح بوعلام صنصال
  • العفو عن صنصال.. الأرندي يجدّد دعمه لكل الإجراءات الدستورية والسياسية التي يتخذها رئيس الجمهورية
  • الأرندي يؤكد أن قرار الإفراج عن صنصال يندرج ضمن الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية
  • تبون يوافق على طلب ألماني بالعفو عن الكاتب بوعلام صنصال
  • استجابة لطلب ألماني.. الجزائر توافق على العفو عن الكاتب بوعلام صنصال
  • الرئيس الجزائري يقرر العفو عن الكاتب بوعلام صنصال استجابة لطلب ألماني
  • العفو الرئاسي عن بوعلام صنصال.. جبهة المستقبل تصف القرار بالحكيم
  • الرئيس الألماني يتوسط لدى تبون للإفراج عن بوعلام صنصال.. ما قصته؟
  • ألمانيا تطلب من الجزائر عفوا إنسانيا عن الكاتب صنصال