تعديل في دستور باكستان يمنح الحصانة مدى الحياة للرئيس وقائد الجيش الحالي
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
أقرّ البرلمان الباكستاني الخميس تعديلا دستوريا مثيرا للجدل يمنح الرئيس وقائد الجيش الحالي حصانة مدى الحياة من أي ملاحقة قضائية، في خطوة نددت بها المعارضة ووصفتها بأنها “ضربة قاضية للديموقراطية”.
ويمنح التعديل الدستوري السابع والعشرون، الذي اعتُمد بغالبية ثلثي أعضاء الجمعية الوطنية ثم مجلس الشيوخ، صلاحيات أوسع لقائد الجيش الباكستاني، ويُقيّد دور المحكمة العليا في البلاد واستقلاليتها.
وبعد ساعات، وقع الرئيس على هذا التعديل الذي ينصّ على استحداث منصب جديد هو “قائد قوات الدفاع” يُمنح لقائد الجيش عاصم منير، ما يضعه فوق قادة القوات البحرية والجوية.
كما يقرّ بأن كل من يُمنح رتبة “مشير”، كما حدث مع منير في مايو عقب اشتباك خاطف مع الهند، سيحتفظ برتبته وامتيازاته مدى الحياة، ويتمتع بحصانة من أي ملاحقة قضائية.
ويحصل أيضا الرئيس آصف علي زرداري، على حصانة مدى الحياة بموجب التعديل نفسه، إلا في حال تولى وظيفة عامة أخرى.
وينص التعديل أيضا على إنشاء محكمة دستورية فدرالية جديدة تكون الجهة الوحيدة المخوّلة النظر في القضايا الدستورية، ما ينزع صلاحيات المحكمة العليا ويحد من استقلاليتها.
وقال سيد ذو الفقار بخاري المتحدث باسم حركة الإنصاف الباكستاني أكبر أحزاب المعارضة لوكالة فرانس برس إن هذا التعديل “ضربة قاضية لاستقلال القضاء وحسن سير الديموقراطية”.
وقد عمد نواب حركة الإنصاف لتمزيق نسخ من مشروع التعديل هذا، قبل جلسة التصويت عليه في البرلمان، وانسحبوا من القاعة.
وقال سلمان أكرم رجا الأمين العام للحركة “لقد منحوا الرئيس حصانة مدى الحياة ضد أي ملاحقة جزائية، وأنشأوا بهذا نظاما يركّز السلطات بيد وظيفة عسكرية واحدة “.
وقال المحامي أسامة مالك المقيم في إسلام آباد لوكالة فرانس برس “هذا التعديل الدستوري سيعزز السلطوية وسيقضي على الشيء القليل المتبقي من الديموقراطية”.
وأضاف “هذا التعديل لا يلغي السلطة المدنية على العمل العسكري فحسب، بل يدمّر أيضا التراتبية العسكرية، إذ كان جميع رؤساء الأركان يُعتبرون متساوين”.
ورأى مالك أن هذه التعديلات “ستقضي على استقلال القضاء” وتتيح للحكومة أن تكافئ القضاة المطيعين ومعاقبة الآخرين بنقلهم إلى محاكم بعيدة”.
صحيفة البيان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هذا التعدیل مدى الحیاة
إقرأ أيضاً:
بعد تدخل ألماني.. الرئيس الجزائري يمنح العفو عن «بوعلام صنصال»
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استجابةً لطلب تقدّم به الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، عن منح العفو للسياسي بوعلام صنصال، في خطوة إنسانية بارزة تعكس عمق التعاون والتفاهم بين الجزائر وألمانيا، وتعزز الروابط الأخوية بين البلدين.
وجاء القرار بعد دراسة معمقة ووفق الإجراءات الدستورية المنصوص عليها في المادة 91، الفقرة 8، وبإتمام الاستشارة القانونية المطلوبة، حيث قرر رئيس الجمهورية الموافقة على طلب العفو، مشيرًا إلى الطابع الإنساني للمبادرة وأهميتها في تعزيز العلاقات الثنائية.
وبموجب هذا القرار، ستتولى السلطات الألمانية جميع ترتيبات نقل صنصال وتأمين العلاج الطبي اللازم له، بما يضمن سلامته وصحته، في خطوة تعكس التزام البلدين بمراعاة البعد الإنساني في قراراتهما.
ويأتي العفو بعد أن تم اعتقال صنصال، البالغ من العمر 80 عامًا، في نوفمبر 2024 لدى وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة، وأصدرت المحكمة حكمها في مارس 2025 بالسجن خمس سنوات بتهم تتعلق بالمساس بوحدة التراب الوطني، إثر تصريحاته التي قال فيها إن مدن الغرب الجزائري مثل تلمسان ووهران ومعسكر كانت تاريخيًا جزءًا من المغرب.
القرار الجزائري أثار ردود فعل واسعة على المستوى الدولي، حيث علّق السياسي الفرنسي إريك زمور عبر منصة “إكس” قائلاً: “بوعلام صنصال حر أخيرًا! لقد نجحت ألمانيا حيث لم ينجح القادة الفرنسيون قط”، مضيفًا أن هذه الإهانات الدبلوماسية تذكر بأن الضعف يكشفنا والقوة تحمينا.
وجاءت هذه المبادرة بعد رسالة رسمية أرسلها الرئيس الألماني شتاينماير إلى نظيره الجزائري يوم 10 نوفمبر 2025، يطلب فيها منح العفو لصنصال لأسباب إنسانية وحرصًا على الاهتمام الخاص بحالته، وهو ما استجاب له الرئيس تبون مؤكدًا حرص الجزائر على الالتزام بالبعد الإنساني في العلاقات الدولية.
ويعد هذا القرار نموذجًا للتعاون بين الجزائر وألمانيا، ويبرز التزام الطرفين بالحفاظ على الروابط الثنائية الإنسانية والسياسية، ويعيد فتح صفحة جديدة من التفاهم بعد قضية اعتُبرت حساسة على المستويين السياسي والقانوني.