الولاية الشمالية أكدت توفير كل المعينات الغذائية والدوائية للنازحين وكذلك مصادر المياه بشكل مستدام، وتوقعت وصول المزيد من النازحين.

الدبة: التغيير

كشفت مفوضية العون الإنساني بمحلية الدبة في الولاية الشمالية، أن عدد النازحين المتأثرين بالأحداث في دارفور وكردفان معاً بلغ نحو 57 ألف بمعسكرات الولاية الاثنين “معسكر أزهري خلف الله بمنطقة العفاض ومدينة الدبة”.

ونزح عشرات الآلاف من دافور وكردفان نحو المناطق الأكثر استقراراً، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في شمال دارفور وبارا في شمال كردفان أواخر الشهر الماضي، مع تردي الوضع الأمني وتصاعد الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين.

توقعات بمزيد من النزوح

وقالت مفوض مفوضية العون الإنساني بمحلية الدبة د. كوثر جعفر بحسب وكالة السودان للأنباء (سونا)، إن النازحين عانوا من ظروف قاسية خلال رحلة وصولهم إلى الولاية الشمالية هرباً من بطش وانتهاكات المليشيا- في إشارة إلى الدعم السريع- وأن من بينهم مصابون بجروح متعددة نتيجة رائش الدانات وكسور.

وأضافت أن العديد من الأطفال مصابون بأمراض سوء التغذية، وأكدت الحاجة إلى أطباء اختصاصيين، وأن بعض المصابين يحتاجون إلى وسائل حركة.

ونوهت كوثر إلى أنه تم استقبال 200 أسرة قبل سقوط الفاشر، وأن العدد ارتفع لاحقاً إلى 650 أسرة بـ32 ألف فرد.

وقالت إنهم يتوقعون المزيد في مقبل الأيام، وأشارت إلى أن عدد الفارين من أحداث الفاشر 50 ألفاً، وأن عدد الفارين من أحداث دارفور وكردفان يبلغ 7 آلاف نازح.

وأوضحت كوثر أنه تم توفير نحو 500 خيمة كمرحلة أولى و500 أخرى كمرحلة ثانية، وأنه تم توفير كافة المعينات الغذائية والدوائية وكذلك مصادر المياه بشكل مستدام، وقالت إن هيئة المياه بالولاية الشمالية شرعت بالفعل في إنجاز المشروع.

وأشارت كوثر إلى أنه حتى الآن لا توجد رؤية واضحة بشأن تعليم الأطفال بالمدارس، وإنما هناك مشاورات ووعود بشأن الأمر، وأنه سيتم التوصل إلى نتائج قريباً خاصة وأن عدد الأطفال في سن المدارس بالمعسكرين يبلغ نحو 250 طفلاً و310 دون سن المدرسة.

توفير المعينات

من جانبه، قال رئيس لجنة الخدمات والطوارئ بمعسكر أزهري خلف الله بالعفاض الحسن إبراهيم، إنه تم تشكيل 7 لجان لإدارة العمل بالمعسكر تمثلت في لجنة الخدمات ولجان الصحة والباحثين الاجتماعيين إضافة للجنة العون القانوني واللجنة الإعلامية ولجنة تهيئة البيئة، وأنه تم توفير عدد من السلال الغذائية تكفي لمدة شهر كامل، بجانب عدد من المعينات الإيوائية والطبية من قبل عدد من المنظمات في مقدمتها قطر الخيرية ومنظمات صدقات، ولفت إلى أن عدد الأسر بالمعسكر بلغ 152 أسرة.

وأشار الحسن إلى أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان كان قد وجّه في وقت سابق خلال زيارته للمعسكر بضرورة استدامة خدمات المياه، وقد تم بالفعل الشروع في حفر بئر بمواصفات عالية بالتنسيق مع هيئة المياه بالولاية الشمالية.

الوسومالدبة السودان العفاض الفاشر الولاية الشمالية بارا دارفور عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع كردفان كوثر جعفر مجلس السيادة مفوضية العون الإنساني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدبة السودان العفاض الفاشر الولاية الشمالية بارا دارفور عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع كردفان مجلس السيادة مفوضية العون الإنساني الولایة الشمالیة إلى أن أن عدد

إقرأ أيضاً:

تحول الفاشر.. السودان بين التقسيم والتصعيد

يشكل استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي منعطفا جديدا في الحرب السودانية المستمرة منذ قرابة 3 سنوات، إذ قد تمهّد لوجود سلطة سودانية شبيهة بسلطة حفتر في شرق وجنوب ليبيا.

وحول أسباب إخفاق الجيش السوداني في السيطرة على الفاشر، وسقوطها في يد قوات الدعم السريع، والتداعيات التي قد تغير شكل التركيبة السكانية في المنطقة، نشر مركز الجزيرة للدراسات تقدير موقف بعنوان "تحول الفاشر.. السودان بين التقسيم والتصعيد".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دراسات إعلاميةlist 2 of 2اقتصاد الحمير.. لماذا تسيطر الصين على حمير أفريقيا؟end of listأسباب سيطرة الدعم السريع على الفاشر

أشارت الدراسة إلى أن سيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم وتحرريها من الدعم السريع، من الأمور التي ساهمت في إخراجه من مدينة الفاشر، إذ ركزت الحكومة على المدن الثلاث الرئيسية: الخرطوم رمز السيادة، وبورتسودان المنفذ التجاري للبلاد الذي يتحكم في 90% من التجارة الخارجية، والقضارف التي تعتبر بمثابة السلة الغذائية.

وتمثل هذه المناطق عقدا إستراتيجية، لذلك خصصت لها الحكومة غالبية القوات العسكرية لحمايتها من قوات الدعم السريع، وأنشأت قواعد جوية جديدة في بورتسودان، ولم يتبقَّ له للدفاع عن إقليم دارفور إلا عدد قليل.

انتهز الدعم السريع نافذة انشغال الجيش السوداني بهذه المدن الثلاث، فركز عملياته في أقصى الغرب بإقليم دارفور، خاصة العاصمة الفاشر.

وتعد هذه المدينة القاعدة التقليدية لقوات الدعم السريع، لا سيما أن حميدتي ينتمي إلى دارفور، ويحظى هناك بقاعدة قبلية معتبرة. كما يتوفر على خطوط إمداد وانكفاء لقواته في الدول المجاورة للإقليم، مثل مناطق الجنوب الليبي التي يسيطر عليها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وفي هذا السياق، تستفيد قوات الدعم السريع من عائدات ذهب جبل عامر في إقليم دارفور لتمويل عملياتها، وتوظيف المزيد من الدعم الخارجي لزيادة عدد الطائرات المسيرة التي استخدمتها في إحكام الحصار على الفاشر، وإنهاك القوات السودانية والقوات الرديفة لها المدافعة عن المدينة.

إعلان حسابات متغيرة

نبهت الدراسة إلى أن سيطرة حميدتي على الفاشر وغالبية إقليم دارفور -الذي يمثل ربع مساحة السودان– قاعدة جغرافية لحكومته الموازية التي أعلن عن تشكيلها في أبريل/نيسان 2025، وسماها حكومة السلام والوحدة.

وتعتزم هذه الحكومة العمل على إدارة 4 ولايات في دارفور وغرب كردفان، وتخطط لطباعة عملة خاصة بها، وإصدار جوازات سفر، وإنشاء سجل مدني.

ورغم أن الحكومة لم تحظَ باعتراف دولي، فإن سيطرتها على إقليم كامل قد يحولها إلى سلطة فعلية تفرض وقائع وتدفع دولا للاعتراف بها في المستقبل أو للتعامل معها دون اعتراف.

وذكرت الدراسة إلى أن مساعي حميدتي للسيطرة على تلك الولايات قد غيّرت الحسابات، وامتدت إلى تغيير التركيبة السكانية لتغليب المكونات الموالية له لتكون حاضنته الآمنة، وتهجير المكونات الأخرى التي يعدها قاعدة اجتماعية للقوات المناوئة له.

ووثّقت الهيئات الحقوقية مثل هيومن راتس ووتش ومختبر ييل للأبحاث الإنسانية حملات تطهير عرقي في الفاشر، وإعدامات جماعية، لفئات إثنية وقبلية يعدها حميدتي مناوئة، مثل الفور والزغاوة والمساليت، وإحلال فئات إثنية وقبلية أخرى مكانها.

وستؤدي سيطرة حميدتي على الفاشر إلى تغيير حسابات الحكومة السودانية التي ستحرص على استعادتها حتى لا يتحول إنجازه العسكري إلى إنجاز سياسي ينازعها في تمثيل السودان خارجيا.

وسيسعى حميدتي بكل قوة إلى السيطرة على الأبيض عاصمة كردفان، لأن مساحتها تبلغ 20% من مساحة السودان، وهو الإقليم الذي يفتح الطريق إلى بورتسودان لتصدير الذهب للخارج.

من جانبها، ستسارع قوات الدعم السريع إلى خوض معركة كردفان، والسيطرة على الأبيض عاصمة الإقليم، مستغلة الزخم الناتج عن استيلائها على الفاشر، ثم لتوجيه قوات الجيش السوداني بعيدا عن دارفور.

سيناريوهات

وفي ما يتعلق بالمواجهة بين الطرفين في المرحلة القادمة وما ستشكله من أثر على الساحة السودانية، فإنها قد لا تخرج عن 3 سيناريوهات محتملة:

السيناريو الأول: احتفاظ الجيش بكردفان

وهو السيناريو الأرجح، لأن الدعم السريع لن تستطيع فرض حصار طويل عليها، فقواتها ستكون مكشوفة لقصف القوات الجوية السودانية، وستحتاج إلى قوات كبيرة لإحكام الحصار، وهي غير متوافرة لديها.

وإذا نجح الجيش في الاحتفاظ بكردفان، سينتج عن ذلك إما انكشاف دارفور أمام معارك الجيش المضادة لاستراد مدينة الفاشر، أو تجمد خطوط القتال، وتعزز احتمال ترسيخ سلطة حميدتي على إقليم دارفور، في سيناريو شبيه بسيناريو حفتر في الشرق الليبي.

السيناريو الثاني: تمكن حميدتي من السيطرة على كردفان

وهو ضعيف، لأنه سيضطر إلى تحمل تكاليف هائلة في أفراد قواته، ورفع أعدادها، والمخاطرة بخسارة الفاشر. وإن غامر رغم ذلك، فإن الجيش لن يتردد في تصعيد المواجهة لأن خسارة كردفان ستفتح الطريق أمام خسارته السيطرة على المفاصل الرئيسية للبلاد.

السيناريو الثالث: استرداد الجيش لإقليم دارفور قبل معركة كردفان

وهو أضعف من السيناريو السابق، لأن الجيش يواجه معضلة لوجيستية في تأمين الإمدادات والدعم لجبهة دارفور وعاصمتها الفاشر.

وقد أظهر أثناء دفاعه عن الفاشر أنه لا يملك قوات إضافية يرسلها لدعم قواته المحاصرة داخل إقليم الفاشر، رغم أن معركة الدفاع هي دائما أسهل من معركة الهجوم لاستعادة الفاشر.

إعلان

مقالات مشابهة

  • كشف أعداد غير متوقعة للاجئين من إثيوبيا وجنوب السودان في الولاية الشمالية
  • مدير شرطة الولاية الشمالية يؤكد هدوء الأحوال الامنية
  • السودان: 90 ألف نازح من الفاشر خلال أسبوعين وسط تراجع غير مسبوق في المساعدات
  • الي مرتزقة الحركات المسلحة
  • شهادات نازحين من الفاشر تكشف حجم الكارثة بالمدينة
  • الفاشر تستغيث والشمالية تفتح احضانها
  • بين الدبة و الفاشر
  • يرافقها جبريل.. وزيرة شؤون مجلس الوزراء تتفقد الأوضاع بمعسكرات النازحين بمدينة الدبة
  • تحول الفاشر.. السودان بين التقسيم والتصعيد