تحول استراتيجي.. الطاقة الدولية تتراجع عن توقعاتها لمستقبل النفط
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
فرنسا – غيرت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بشكل جوهري تجاه مستقبل النفط، وأعادت طرح سيناريو استمرار نمو الاستهلاك العالمي له حتى منتصف القرن.
ويعكس التقرير الجديد، تقييما أكثر واقعية لمشهد الطاقة العالمي في ظل تباطؤ وتيرة التحول نحو المركبات الكهربائية، حيث يتوقع سيناريو “السياسات الحالية” نمو الاستهلاك العالمي للنفط بنسبة 13% بحلول عام 2050، ليصل إلى 113 مليون برميل يوميا، مقارنة بحوالي 100 مليون برميل حاليا.
وأوضح المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول أن “السبب الرئيسي وراء السيناريوهات الجديدة هو تزايد الشكوك في السياقات السياسية والاقتصادية وقطاع الطاقة”، نافيا أن يكون هذا التحول في التوقعات ناتجا عن ضغوط أمريكية.
ويشكل هذا التقرير استمرارا لتحول تدريجي في توجهات الوكالة، التي كانت قد دعت في سبتمبر الماضي إلى ضرورة استثمار مليارات الدولارات في مشاريع النفط والغاز الجديدة، بعد أن كانت قد تعرضت لانتقادات سابقة لأن تحذيراتها من أن مثل هذه الاستثمارات تتعارض مع أهداف المناخ.
ورحبت منظمة “أوبك” بإعادة التقييم، معتبرة في بيان صادر عن أمانتها العامة في فيينا أن “الادعاءات الجريئة السابقة للوكالة الدولية للطاقة قد التقت مع الواقع”، وأضافت أن “ميل الوكالة السابق للإعلان عن ذروة وشيكة في كل فرصة ليس أكثر من مجرد شعار”.
ويحمل التقرير الجديد تداعيات كبيرة للأسواق العالمية، حيث يتوقع في إطار سيناريو السياسات الحالية أن تصل أسعار النفط إلى حوالي 90 دولار للبرميل بحلول عام 2035، مع حاجة العالم إلى حوالي 25 مليون برميل يوميا من المشاريع الجديدة، بما في ذلك الإمدادات من المنتجين الخاضعين حاليا للعقوبات.
لكن هذه التوقعات تحمل تحذيرات خطيرة، حيث يتوقع أن تؤدي هذه المسارات إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما يقرب من 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بنهاية القرن، مقارنة بـ 2.5 درجة في المسار البديل، وهي مستويات يعتبرها العلماء مدمرة.
ويخلص بيرول إلى أن العالم يجب أن يستعد لمواجهة مجموعة غير مسبوقة من المخاطر التي تهدد أمن الطاقة العالمي، بما في ذلك العقوبات على النفط، والغموض المحيط بإمدادات الغاز الطبيعي الروسي، ومخاطر الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية للكهرباء.
المصدر: بلومبرغ
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الأسهم الآسيوية تتراجع مع تحول المستثمرين عن شركات التكنولوجيا
تراجعت معظم الأسهم الآسيوية خلال تعاملات اليوم الخميس، مع توجه المستثمرين نحو جني الأرباح في أسهم التكنولوجيا ذات الوزن الثقيل، وسط مخاوف متزايدة بشأن ارتفاع تقييمات هذا القطاع، فيما تركز الأنظار على نتائج أرباح كبرى الشركات المدرجة في بورصة هونج كونج.
وذكر موقع (إنفستنج) الأمريكي أن أداء الأسواق الآسيوية جاء متباينًا بعد جلسة متقلبة في بورصة وول ستريت، حيث أدى التحول بعيدًا عن أسهم التكنولوجيا إلى ضغط على مؤشر ناسداك، في حين قاد مؤشر داو جونز الصناعي المكاسب ليسجل مستوى قياسيًا جديدًا.
وشهدت البورصات التي تهيمن عليها شركات التكنولوجيا مثل هانج سنج في هونج كونج وكوسبي في كوريا الجنوبية تراجعًا ملحوظًا، مع اتجاه المستثمرين إلى القطاعات الدورية الحساسة اقتصاديًا؛ حيث انخفض مؤشر هانج سنج بنسبة 0.4%، متأثرًا بضعف أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.
أما في اليابان، فتداول مؤشر نيكي 225 دون تغير يُذكر، بينما ارتفع مؤشر توبكس بنسبة 0.6% بفضل وزنه الأكبر في الأسهم غير التكنولوجية.
وساهمت بيانات أظهرت ارتفاع التضخم في أسعار المنتجين اليابانيين بأكثر من المتوقع في أكتوبر، في زيادة الحذر بشأن احتمال اتخاذ بنك اليابان موقفًا أكثر تشددًا بشأن أسعار الفائدة.
ويعزو محللون موجة البيع في أسهم التكنولوجيا إلى المخاوف من تضخم قيمها السوقية، مدفوعة بالحماس المفرط تجاه الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، حققت المؤشرات الصينية الرئيسية مكاسب معتدلة، حيث ارتفع مؤشر شنجهاي شنتشن سي إس آي 300 بنسبة 0.7%، ومؤشر شنجهاي المركب بنسبة 0.3%.
ويركز المستثمرون على نتائج أرباح الربع الثالث التي ستصدرها شركات علي بابا وتينسنت وجيه دي دوت كوم اليوم الخميس؛ وستمنح هذه النتائج إشارات مهمة حول طموحات الصين في الذكاء الاصطناعي، في حين أن نتائج علي بابا وجيه دي دوت كوم ستوفر نظرة على اتجاهات إنفاق المستهلكين في الاقتصاد الصيني.
وكانت الأسهم الأسترالية الأسوأ أداءً في آسيا، حيث هبط مؤشر ASX 200 بنسبة 1.1% بعد أن أظهرت بيانات حكومية أن نمو التوظيف في أكتوبر تجاوز التوقعات بأكثر من الضعف، فيما تراجع معدل البطالة بأكثر من المتوقع.
وأثارت البيانات مخاوف من أن قوة سوق العمل قد تدفع البنك الاحتياطي الأسترالي إلى التريث قبل خفض أسعار الفائدة مجددًا، خصوصًا مع استمرار ضغوط التضخم خلال الأشهر الأخيرة.
وتراجع مؤشر ستريتس تايمز في سنغافورة بشكل طفيف، بينما ارتفعت عقود مؤشر نيفتي 50 الهندي الآجلة بنسبة 0.1%، مع اقتراب المؤشر من تجاوز حاجز 26 ألف نقطة.
وجاء هذا الدعم بعد أن أظهرت بيانات انخفاض التضخم الاستهلاكي في الهند بأكثر من المتوقع في أكتوبر، ما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الهندي خلال الفترة المقبلة.