جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-14@12:44:17 GMT

وانطفأ سراج

تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT

وانطفأ سراج

 

خالد بن يحيى بن محمد الفرعي

إن كنا قد قرأنا شيئا عن حياة الزاهد العابد الشيخ الوالي القاضي سالم بن سيف (بن مسلم) الفرعي فإنا عايشنا جزءا من حياة الزاهد العابد المتواضع المصلح الشيخ سالم بن سيف (بن حمود) الفرعي.
نعم شابهه اسما وخلقا..
لقد كانت حياة سالم بن سيف بن حمود الفرعي دروسا في الأخلاق ومناهج في التربية، حيث لا تكاد تسمع له صوتا؛ ولكنها كلمة هادئة تخرج من فيه لتتغلغل في القلوب والعقول معا فتؤثر في السلوك وتجبرك على الاحترام "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

..".
تلكم الكلمة الطيبة هي التي لمت الشمل وألفت بين قلوب المتخاصمين وجمعت بين المتنافرين، فكم استفادت منه لجنة التوفيق والمصالحة بالمصنعة، وكم هي تفقده اليوم حين تفقد ذلكم التأثير الخفي الهادي الذي يتعامل مع الوقائع بحكمة وسداد رأي ويتسلل بتوفيق الله إلى النفوس فيزيل منها الكدر.
فقدنا شخصا عزيزا علينا، حيث البشاشة والترحاب، حيث التواضع والتقدير للصغير والكبير، لقد كان الشيخ سالم رجلا صالحا - ولا نزكي على الله أحدا - فقد كان يلهج بالذكر والشكر، جمع بين الخصلتين اللتين ذكرهما الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: (عجبا لأمر المؤمن كله له خير: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
وهو في مرضه الأخير لا يفتر عن ذكر الله، ولا تسمع منه شكوى أو اعتراضا؛ بل دائما ما كان يردد: (أنا بخير والحمد لله، لماذا تكلفون أنفسكم العناء؟)، ولا عجب فهذا ديدن المؤمن بالله الراضي بقضائه وقدره، ولعل الله كتب له هذا المرض طهورا يخرج من هذه الحياة الدنيا وقد غفرت ذنوبه ومحيت سيئاته ورفعت درجاته وازدادت حسناته.
نعم رحل عن هذه الدنيا الفانية وانطفأ سراج في العائلة، ولعله انطفأ سراج في المصنعة كذلك، رحل إلى الحياة الباقية، وقد كتب الله في قدره أن يكون هذا الرحيل في نفس اليوم الذي رحل فيه الأستاذ المعلم المتواضع يحيى بن سالم المحروقي وهو يوم الثلاثاء الماضي؛ فلم تكد قدماي تطآن المنزل قادما من المشاركة في تشييع جنازة الشيخ المحروقي إلا ويأتيني الخبر برحيل الشيخ الفرعي.

رحم الله تلكم الأبدان وأسكنها فسيح الجنان، وجمعنا بها في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى، وأحسن الله عزاء الأسرتين الكريمتين وكل المحبين وأعظم أجرهم وألهمهم الصبر وأخلف لهم خيرا وجعل في ذريتيهما من يقتدي بهما ويسير على نهجيهما و"إنا لله وإنا إليه راجعون".
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشيخ نعيم قاسم : التحية لليمن .. أنتم باذن الله طلائع التحرير

 

وفي ما يلي، أبرز ما جاء في كلمة نعيم قاسم بمناسبة "يوم الشهيد" لـ"حزب الله":

عام 1982 دخلت إسرائيل زاعمة أنها تريد طرد الفصائل الفلسطينية ولكنها بقيت محتلة حتى العام 2000..  أطلقت "إسرائيل" ما سُمي "جيش لبنان الحر" وبعدها غيروا اسمه ليصبح "جيش لبنان الجنوبي" في محاولة للقول إن المشكلة داخلية في لبنان وليس لها علاقة. إسرائيل خرجت صاغرة في العام 2000 بسبب ضربات المقاومة وبفضل الشهداء. قيل لنا "العين لا تقاوم مخرزا" وكنا نقول: إسرائيل محتلة ويجب مقاومتها. وقام حزب الله على الجهاد ومقاومة الاحتلال والوقوف إلى جانب فلسطين. المجاهدون يملكون قوة الإيمان والإرادة وهذه هي القوة الأساسية التي تجعل السلاح والصيحات تأثيرا غير عاديا.

إسرائيل لم تخرج من لبنان بالمقاوضات ولا بالسياسة بل خرجت من دون قيد أو شرط بفعل المقاومة.

 منذ العام 2000 إلى عام 2023 كان هناك ردع بسبب المقاومة وبسبب المعادلة الذهبية ومنعنا "إسرائيل" من مشروعها التوسعي.

قدمنا في معركة "أولي البأس" (الحرب الأخيرة بين "حزب الله" وإسرائيلي في عام 2024) تضحيات كبيرة ومنعنا إسرائيل من تحقيق أهدافها ووقفنا حاجزا أمام الاجتياح الإسرائيلي.

الصمود الأسطوري لمجاهدي المقاومة أوقف 75 ألف جندي إسرائيلي الذين لم يستطيعوا الدخول إلا مئات أمتار.

حصل اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024 وفيه انسحاب العدو من جنوب نهر الليطاني وانتشار للجيش وبالنسبة لنا في الاتفاق ثمن مقبول لنا وهو انتشار الجيش وهم أهلنا وأبناء وطننا. المقاومة تحملت المسؤولية 42 سنة وقالت الحكومة إنها ستتحمل المسؤولية هذه المرة ونحن فتحنا لها الطريق ونحن نؤيد أيا كان يريد الدفاع عن هذا الوطن. إسرائيل خسرت لأنها لم تحقق أهدافها من العدوان وعليها وفق الاتفاق الانسحاب من جنوب لبنان. العدو لم يلتزم بالاتفاق لأن لبنان يستعيد سيادته ومرت سنة والعدو يمارس خروقاته واستهدافاته ولم يُرد عليه ليقول إن لبنان لا يلتزم بالاتفاق ولأن العدو يريد أن يتدخل في مستقبل لبنان. أمريكا وإسرائيل يتدخلان في مستقبل لبنان وهما يريدان انهاء قدرة لبنان المقاومة وتسليح الجيش بقدر لمواجهة المقاومة وليس مواجهة العدو الإسرائيلي.  أمريكا وإسرائيل تعتبران أن الاتفاق يعطي لبنان مكاسب وأنه إذا خرجت إسرائيل من لبنان يستعيد سيادته ولذلك يجري الضغط على الحكومة.

إسرائيل تريد أن تتحكم في لبنان سياسيا واقتصاديا وتريد لبنان حديقة خلفية لتوسع المستوطنات ضمن "إسرائيل الكبرى".

الحكومة (اللبنانية) للأسف لم ترَ من البيان الوزاري إلا نزع سلاح المقاومة ولكن اليوم لم يعد نزع السلاح هو المشكلة اليوم باتت ذريعة بناء القدرة والأموال وبعدها يقولون إن المشكلة بأصل الوجود وهذه الذرائع لن تنتهي.

إسرائيل تقتل المدنيين في بيوتهم وتدمر البيوت وتجرف الأراضي وتمنع عودة الأهالي إلى بيوتهم وتمنع الحياة عن القرى.

المتحدث باسم اليونيفيل يقول إن إسرائيل نفذت أكثر من 7 آلاف خرقا بينما لم يرصد من قبل "حزب الله" أي خرق في منطقة عملياتها ويخرج البعض ليقول إن المشكلة في لبنان بينما المشكلة في إسرائيل.

لن أناقش خدام إسرائيل الذين لا يدافعون عن مواطني بلدهم ولا يستنكرون اعتداءاتها بل أسأل الأحرار لماذا لا تضع الحكومة خطة زمينة لاستعادة السيادة الوطنية وتطلب من القوى الأمنية تطبيقها. ما تطلبه أمريكا من لبنان هي أوامر تضغط باليد الإسرائيلية لتطبيقها وتدخلهم في شؤوننا الداخلية مرفوض.  توم برّاك (المبعوث الأمريكي) صرح بالعلن بأنه يريد تسليح الجيش اللبناني ليواجه شعبه المقاوم، فكيف ترتضي الحكومة بذلك؟ نحن في حزب الله نقول إن اتفاق وقف إلطاق النار هو حصرا لجنوب الليطاني وعلى إسرائيل الخروج من لبنان وإطلاق سراح الأسرى ولا خطر على المستوطنات الشمالية.

إذا كان الجنوب نازفا فالنزف سيطال كل لبنان بسبب أمريكا وإسرائيل.

لا استبدال للاتفاق ولا إبراء لذمة الاحتلال باتفاق جديد ويجب تنفيذ الاتفاق وبعدها كل السبل مفتوحة لنقاش داخلي حول قوة لبنان وسيادته ولا علاقة للخارج بهذا النقاش.

استمرار العدوان لا يمكن أن يستمر ولكل شيء حد.

مجتمع المقاومة يحمي الدولة من الضغوطات الخارجية فاستفيدوا من هذا المجتمع.  نحن نتعافى في حضورنا الطبيعي فمجتمعنا مجتمع حي مؤمن بالمقاومة والتحرير بينما مشكلتهم في أصل وجودي ونحن في خطر وجودي حقيقي ولذلك من حقنا أن نقوم بأي شيء لحماية وجودنا. دماء شهدائنا وتضحيات أهلنا يدفعوننا للأمام والتهديد لن يثنينا عن الدفاع عن كرامتنا ولن نترك مستقبل أجيالنا للمستكبرين ولن نتخلى عن سلاحنا الذي يمكننا من الدفاع عن أرضنا وأهلنا.

على أمريكا وإسرائيل أن ييأسوا فنحن أبناء الحسين وأبناء الأرض الصامدون بعنا جماجما لله ولن نتركها للشياطين إما أن نعيش أعزة وإما أن نعيش أعزة.

لن نركع وسنبقى واقفين وجربتمونا في السابق وإذا أردتم التجربة لن ننسحب من الميدان.

نحن مطمئنون لأن هذه المقاومة وشعبها لا يهزمون ونحن منصورون بالنصر أو الشهادة وهذا زمن الصمود وصناعة المستقل وهذه القواعد الثلاثة التي نسير عليها.

تصريحات قاسم تأتي في وقت تتزايد فيه التقارير حول احتمالية التصعيد الإسرائيلي في لبنان، إذ ورد في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية أن الحرب القادمة مع لبنان "أقرب من أي وقت مضى"، موضحا أن الجيش الإسرائيلي يشتبه بأن "حزب الله" سيحاول تنفيذ هجوم ضد قواته.

من حهته، يؤكد "حزب الله" التزامه الكامل بوقف إطلاق النار، ويطالب الحكومة والجهات الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في أواخر نوفمبر 2024، بالضغط على إسرائيل لوقف خروفاتها، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي  أكثر من 7,000 خرق جوي و2,400 نشاط شمال الخط الأزرق مع لبنان، بزعم "مهاجمة أهداف للحزب الذي يعيد بناء قدراته".

وهذه الخروقات والنشاطات الإسرائيلية تشكل، وفق المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" داني غفري، "مصدر قلق بالغ".

 في حين تشهد الساحة اللبنانية توترا كبيرا، بعد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام تسليم الجيش مهمة وضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة بحلول نهاية العام الحالي، في حين قال "حزب الله" إن قرار الحكومة نزع سلاح المقاومة "مخالفة ميثاقية واضحة وسنتعامل معه كأنه غير موجود" مؤكدا أن المحافظة على قوة لبنان هي من الإجراءات اللازمة.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • محافظ كفر الشيخ يفتتح مسجد سيد أحمد بسيدي سالم .. صور
  • وزير الأوقاف ناعيا الشيخ نادي أحمد زيدان: جميل الصوت والأذان والخلق والجَنان
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي
  • الشيخ خالد الجندي: تفاوت الرزق سنة إلهية.. والرضا أغنى من المال
  • "سراج" تموّل 7 منح دراسية لطلبة الضمان الاجتماعي والدخل المحدود
  • ترفيعات في الأمن العام إلى رتبة عقيد .. أسماء
  • كشف غموض الحرائق المجهولة بقرية في كفر الشيخ
  • عودة الحرائق بقرية عقلة القبلية فى كفر الشيخ وتلفيات بمنزل مواطن
  • الشيخ نعيم قاسم : التحية لليمن .. أنتم باذن الله طلائع التحرير