صناديق الاقتراع ودهاليز السياسة.. العراقيون بين اليأس والأمل!
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
لم يَفتر النقاش بين الأحرار والحكماء وعِلْية القوم ورجال الدول على مرّ العصور حول القضايا الإنسانيّة الكبرى التي لا يُمكن للحياة الكريمة أن تستمرّ بدونها، ومنها الانتخابات وآليّات اختيار الحكومات.
وقبل ثلاثة أيّام انتهت الانتخابات البرلمانيّة العراقيّة، والتي لا ندري كيف سيكون مستقبل العراق بعدها، وشكل التحالفات السياسيّة المستقبليّة بعد الإعلان الأوليّ لنتائج الانتخابات الخميس الماضي!
وتَنافس في الانتخابات البرلمانيّة السادسة وفقا للناطقة باسم مفوّضيّة الانتخابات، جمانة الغلاي، 7744 مرشّحا.
ويبقى السؤال المحيّر: لو كان في العراق هذا الكم الهائل من المرشّحين المخلصين والأوفياء للمبادئ، والعاملين المحبّين للوطن والناس، فلماذا هذا التردّي والخراب في عموم مفاصل الدولة؟!
مع تراجع التأثير الإيرانيّ والنتائج الانتخابيّة، فإن الكفّة، الشعبيّة والإقليميّة والدوليّة، قد تَميل لصالح السوداني، ولكن أظنّ أنّ حصوله على ولاية ثانية ليس بهذه السهولة، وربّما سيذهب الإطار التنسيقيّ لمرشّح تسوية جديد، تماما كما حصل مع السوداني نفسه بالانتخابات الماضية
وقبل الحديث عن الواقع الانتخابيّ ننقل كلام المتحدّث العسكريّ لكتائب حزب الله، جعفر الحسيني ، قبل ساعات من الصمت الانتخابيّ، في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي: "للشيعة الوصاية الكاملة على العراق، شاء مَنْ شاء، وأبى مَنْ أبى"! وهذا كلام خطير ويسحق عموم التعايش بين العراقيّين!
وفي ذات اليوم، قال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بأنّ "نتيجة الانتخابات إما تجعلنا نتقدّم للأمام 4 سنوات، أو نتأخّر 4 سنوات"! ولاحقا قال مارك سافايا، المبعوث الخاصّ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق: "تقف الولايات المتّحدة إلى جانب العراق في مسيرته نحو المستقبل: "قويّا، مستقلا، وخاليا من المليشيات المدعومة من الخارج"! واليوم فازت الكيانات المليشياوية بأكثر من 60 مقعدا في البرلمان المقبل، كما هو الحال منذ العام 2004!
وهذه الفوضى السياسيّة انعكست داخل الإطار التنسيقيّ الشيعيّ الحاكم، وخصوصا بين السوداني ونوري المالكي؛ لأنّهم يرون أنّ السوداني الذي رُشّح من طرفهم لرئاسة الحكومة صار يتحرّك مستغلا لمنصبه وأموال الدولة وفقا لما يُديم سلطانه ويؤمّن مستقبله السياسيّ. ولهذا قال زعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، قبل الصمت الانتخابيّ بساعات: مشكلتنا مع مَن يُشكّل مشروعا سياسيّا، ويستغل موارد الدولة، ويقدّم التنازلات، وينشغل بالانتخابات ويترك مهامه الأساسيّة! وهذا الكلام يقصد به السوداني بلا أدنى شكّ!
وقد وصل للإعلام يوم الصمت الانتخابيّ تسريب صوتيّ خطير للسوداني يدعو لاستبعاد المالكي من العمليّة السياسيّة، وربّما هذه من أكبر المناوشات بين الرجلين!
التنافس والتناحر، الحاليّ والمرتقب، سيظهر بوضوح وعلانية، وخصوصا بعد النتائج الأوّليّة للانتخابات وحصول السوداني على أكبر قدر من المقاعد البرلمانيّة، في مرحلة تشكيل الحكومة القادمة التي يرى السوداني نفسه من المؤهّلين بقوّة لرئاستها!
العراق مُقبل على مرحلة جديدة لا يُعرف شَكْلها ونوعها لأنّ التحالفات المرتقبة غير واضحة المعالم، وقد نشهد مرحلة مليئة بالتشهير والتسقيط والمفاجئات الساحقة بين الفرقاء السياسيّين وخصوصا داخل الملعب السياسيّ الشّيعيّ
واقعيا، ومع تراجع التأثير الإيرانيّ والنتائج الانتخابيّة، فإن الكفّة، الشعبيّة والإقليميّة والدوليّة، قد تَميل لصالح السوداني، ولكن أظنّ أنّ حصوله على ولاية ثانية ليس بهذه السهولة، وربّما سيذهب الإطار التنسيقيّ لمرشّح تسوية جديد، تماما كما حصل مع السوداني نفسه بالانتخابات الماضية.
عموما، يمكن تسجيل بعض الملاحظات بخصوص المرحلة السابقة للانتخابات، والتي ستستمرّ للمرحلة المقبلة، ومنها:
- بروز غالبيّة التهديدات والخلافات السياسيّة القاصمة للظهر إلى السطح، ولدرجة أنّ السوداني أبلغ، السبت الماضي، مقرّبين من مقتدى الصدر بوجود مخطّط لاغتياله! وهنالك كلام مُسرّب بأنّ المخطّط أفشلته مخابرات دولة عربيّة رصينة!
- ظهور المشاحنات الحزبيّة والعشائريّة والمناطقيّة التي تسبّبت بسقوط "شخصيات ثقيلة" وفقا للنتائج الأوّليّة، بعيدا عن مفهوم الديمقراطيّة والتعايش السلميّ!
- عدم اشراك أكثر من خمسة ملايين مُهجّر عراقيّ في عموم دول العالم.
- فوضى الخطابات الطائفيّة المقيتة، ومنها خطاب المتحدّث باسم حزب الله العراقيّ آنف الذكر.
- تنامي سياسات هدر المال العامّ فيي الدعايات الانتخابيّة، وتشويه الشوارع، والغلوّ الفاحش بالنفقات الانتخابيّة، وتنامي ظواهر رشوة الجماهير لشراء البطاقات الانتخابيّة.
- رصد شبكات المراقبة لمئات الخروقات الكبيرة والمحدودة خلال التصويت، والبعيدة عن روح الديمقراطيّة.
وهكذا فإنّ مرحلة تشكيل الحكومة المقبلة ستكون أصعب من مرحلة الانتخابات! فالعراق مُقبل على مرحلة جديدة لا يُعرف شَكْلها ونوعها لأنّ التحالفات المرتقبة غير واضحة المعالم، وقد نشهد مرحلة مليئة بالتشهير والتسقيط والمفاجئات الساحقة بين الفرقاء السياسيّين وخصوصا داخل الملعب السياسيّ الشّيعيّ!
x.com/dr_jasemj67
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الانتخابات العراق السوداني المالكي العراق المالكي انتخابات السوداني قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابی ة السیاسی ة
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب.. المنظمة المصرية تشيد بالتطور الإيجابي للمشهد الانتخابي وتشكر الهيئة الوطنية
تابعت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، مجريات العملية الانتخابية لانتخابات مجلس النواب لعام 2025، على مدار يومي الاقتراع، وذلك من خلال غرفة عمليات مركزية، وشبكة من المتابعين الميدانيين المعتمدين من الهيئة الوطنية للانتخابات، والبالغ عددهم 400 متابع يغطون 14 محافظة كمرحلة أولى وهي: "الجيزة، الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، ومرسى مطروح" بإجمالي 70 دائرة، وقائمة واحدة وهي: "القائمة الوطنية من أجل مصر" بقطاعي "غرب الدلتا"، "شمال ووسط وجنوب الصعيد"، وتضم 12 حزباً.
وشهدت الانتخابات خلال يومي التصويت (10 - 11 نوفمبر 2025) عددًا من الإيجابيات التي تؤكد وجود تقدم ملحوظ في إدارة العملية الانتخابية، ومن أبرزها:
انتظام فتح اللجان في مواعيدها دون تأخير، وتعاون كبير من المستشارين وأفراد الأمن مع الناخبين لتسهيل عملية التصويت.التزام أغلب اللجان بعدم وجود دعاية انتخابية في محيطها، وهدوء الأجواء داخل وخارج مقار الاقتراع، كما ظهر في لجان محافظات بني سويف، الجيزة، أسيوط، قنا، والأقصر.تعاون رؤساء اللجان وأعضاء الهيئات الإدارية داخل مراكز الاقتراع، فقد تم رصد تقديم تسهيلات واضحة لكبار السن وذوي الإعاقة، وهو ما رأته المنظمة تطورا إيجابيا في مراعاة البُعد الإنساني داخل العملية الانتخابية.إقبال لافت من السيدات على لجان الاقتراع خلال اليوم الثاني، في مؤشر واضح على تنامي الوعي السياسي لدى المرأة المصرية، وتقديرها لدورها الحيوي في الشأن العام والمشاركة في صنع القرار.تواجد قوافل طبية أمام عدد من مراكز اللجان الانتخابية لتقديم الخدمات الصحية والإسعافات الأولية للناخبين.الالتزام بالنظام والانضباط داخل وخارج أغلب مقار الاقتراع، وهو ما ساهم في تحقيق انسيابية ملحوظة في دخول وخروج الناخبين، وضمان بيئة آمنة ومنظمة للعملية الانتخابية.كما رصدت فرق المنظمة بعض الملاحظات السلبية والمخالفات، والتي توزعت على عدد من المحافظات، وفقًا لما يلي:
رصد بعض حالات شراء الأصوات خارج نطاق بعض اللجان بمحافظة الأقصر (مركز إسنا)، فقام بعض الأشخاص بجمع بطاقات لسيدات مقابل مبالغ مالية.تسجيل حالات تكدس وتدافع محدود في بعض اللجان نتيجة سوء تنظيم دخول الناخبين، كما حدث في مدرسة مصطفى كامل الابتدائية بمحافظة بني سويف.استمرار بعض مظاهر الدعاية الانتخابية ومحاولات التأثير على إرادة الناخبين من قبل مندوبي المرشحين في محيط بعض اللجان بمحافظة سوهاج.انخفاض الإقبال النسبي للناخبين في عدد من المحافظات خلال اليوم الثاني مقارنة باليوم الأول، خصوصًا في اللجان الحضرية منع أحد متابعي المنظمة من أداء مهامه الرقابية من قبل أحد أفراد الأمن في إحدى اللجانوأكدت المنظمة المصرية، أنه وفق الملاحظات الميدانية ونتائج المتابعة الواردة من غرفة العمليات المركزية، فإن إجراءات التصويت في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2025، أجريت في أجواء اتسمت عمومًا بالنزاهة والتنظيم الجيد، دون أن تُسجّل أي مخالفات جوهرية من شأنها التأثير على سلامة العملية الانتخابية.
وأعرب المستشار عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عن امتنانه للهيئة الوطنية للانتخابات، لما قدمته من تسهيلات أتاحت للمتابعين المحلين أداء مهام المتابعة بشكل فعّال، إضافة إلى التفاعل الإيجابي الذي أبدته الهيئة مع الملاحظات التي رفعتها المنظمة خلال فترة التصويت لاسيما في ظل الدور المستقل الذي تضطلع به الهيئة، وقدرتها علي البناء التراكمي عبر مختلف دورات التصويت السابقة.