ترامب يريد التحقيق بعلاقة بيل كلينتون وإبستين.. لماذا؟
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الجمعة إنه سيحض وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي على التحقيق في صلات بين الراحل جيفري إبستين، المتّهم بالاتجار الجنسي، والرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون.
وفيما اعتبرته وكالة الصحافة الفرنسية مسعى لخلط الأوراق بعدما أدى نشر نواب ديمقراطيين الأربعاء رسالة إلكترونية تعود إلى عام 2019 منسوبة لإبستين وتطرح تساؤلات جديدة حول صلاته مع ترامب، طلب الرئيس الأميركي فتح تحقيق في القضية مع مصرف "جيه بي مورغان تشيس" والرئيس الأسبق لجامعة هارفارد، لاري سامرز، الذي شغل منصب وزير الخزانة في عهد كلينتون.
وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشيال "سأطلب من وزيرة العدل بام بوندي ووزارة العدل ووطنيينا العظماء في مكتب التحقيقات الفدرالي التحقيق في تورّط جيفري إبستين وعلاقته ببيل كلينتون ولاري سامرز وريد هوفمان وجيه بي مورغان تشيس وغيرهم من أشخاص ومؤسسات".
وتابع "تظهر السجلات أن هؤلاء الرجال وكثرا غيرهم أمضوا جزءا كبيرا من حياتهم مع إبستين وعلى جزيرته".
كسر الصمتوكسر منشور ترامب صمتا استمر يومين على الفضيحة، إذ دفعت الرسائل الإلكترونية التي نُشرت الأربعاء إلى طرح تساؤلات جديدة عن علاقة الرئيس البالغ (79 عاما) بإبستين.
واتهم الرئيس الجمهوري خصوما ديمقراطيين بـ"استخدام خديعة إبستين" لصرف الانتباه عن تسوية أبرمها الحزب مؤخرا لوضع حد لأطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد، وقال إن الفضيحة تشمل "ديمقراطيين وليس جمهوريين".
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية خلال توجهه إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع إنه "لا يعرف شيئا" عن رسالة بريد إلكتروني لإبستين تشير إلى علمه بالاعتداءات الجنسية التي ارتكبها رجل الأعمال المدان.
وأضاف "كانت علاقتي بجيفري إبستين سيئة للغاية لسنوات عديدة".
إعلانبدورها، أعلنت بوندي أن وزارة العدل سوف "تتابع هذا الأمر بشكل سريع ونزيه"، مشيرة إلى أن المدعي العام في نيويورك جاي كلايتون "سيأخذ زمام المبادرة" بشأن طلب ترامب.
لطالما طُرحت تساؤلات بشأن علاقة كلينتون بإبستين، إلا أنه لم يُتهم بارتكاب أي مخالفة في إطار الفضيحة.
وكلينتون "لم يزر أبدا" جزيرة إبستين الخاصة السيئة السمعة والواقعة في البحر الكاريبي، وفق رسائل إلكترونية عدة له تعود إلى عام 2011، نُشرت مؤخرا واطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال آنجيل أورينا، المتحدث باسم كلينتون، على منصة إكس إن رسائل البريد الإلكتروني "تثبت أن بيل كلينتون لم يفعل شيئا ولم يكن يعلم شيئا. الباقي مجرد ضجيج يراد به صرف الانتباه عن خسائر الانتخابات وتبعات إغلاقات الحكومة، ومن يدري ماذا أيضا".
أما مصرف جيه بي مورغان تشيس الذي وافق عام 2023 على دفع 290 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية جماعية رفعتها نساء من ضحايا عميله السابق إبستين، فقد رفض ادعاءات ترامب.
وقال البنك في بيان -لوكالة الصحافة الفرنسية- إنه يأسف لأي ارتباط كان له مع إبستين، لكنه لم يساعده "في ارتكاب أفعاله الشنيعة".
ولم يصدر أي تعليق عن سامرز أو هوفمان، مؤسس لينكد إن.
ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب الأميركي في وقت مبكر من الأسبوع المقبل على اقتراح يطالب البيت الأبيض بالإفراج عن ملفات تتعلق بقضية إبستين.
وأرسلت ناجيات من ضحايا إبستين رسالة إلى المشرعين الأميركيين الجمعة تطالبن فيها بنشر تلك الملفات، ويقلن "لا يوجد حل وسط هنا. ولا اختباء وراء الانتماء الحزبي".
قضى إبستين في السجن في العام 2019، وتقول السلطات إنه انتحر في زنزانته، قبل محاكمته فدراليا بتهم ارتكاب جرائم جنسية.
وقبل إدانته عام 2008، عمل إبستين وتواصل اجتماعيا مع قائمة طويلة من الشخصيات المعروفة، بما في ذلك الأمير البريطاني السابق أندرو، الذي جُرد من لقبه الملكي جزئيا لارتباطه بإبستين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
الديمقراطيون يكشفون رسائل جديدة تربط ترامب بإبستين واتهامات اتجار بالقاصرات
نشر نواب ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، رسائل بريد إلكتروني جديدة قالوا إنها تثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المدان في قضايا اتجار جنسي بالقاصرات، في وقت وصف فيه البيت الأبيض هذه المزاعم بأنها "رواية كاذبة ومفبركة".
وقالت شبكة "سي إن إن" إن المراسلات، التي جرى الكشف عنها ضمن حملة ديمقراطية لدفع الكونغرس نحو التصويت على نشر جميع ملفات إبستين غير المصنفة سرا، تضمنت تبادل رسائل بين إبستين والمؤلف مايكل وولف وسيدة المجتمع البريطانية جيلين ماكسويل، التي تقضي حكما بالسجن 20 عاما لدورها في تسهيل جرائم إبستين.
وفي إحدى الرسائل المؤرخة عام 2019، كتب إبستين إلى وولف قائلا إن "ترامب كان يعلم بشأن الفتيات"، دون توضيح المقصود من العبارة. كما تضمنت وثائق أخرى رسالة كتبها إبستين إلى ماكسويل عام 2011، وصف فيها ترامب بأنه "الكلب الذي لم ينبح"، وأضاف أنه "أمضى ساعات في منزلي" برفقة إحدى ضحاياه، التي تم حجب اسمها من الوثائق المنشورة.
البيت الأبيض: "رواية كاذبة لتشويه ترامب"
المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، قالت في بيان رسمي إن الديمقراطيين "سربوا هذه الرسائل بشكل انتقائي إلى وسائل إعلام ليبرالية بهدف تشويه سمعة الرئيس ترامب"، مضيفة أن المرأة المحجوب اسمها في الرسائل هي الراحلة فرجينيا جيوفري، التي "أكدت مرارا أن الرئيس ترامب لم يتورط في أي مخالفات بأي شكل من الأشكال".
ونفى ترامب مرارا معرفته بجرائم إبستين، قائلا إن علاقتهما كانت "ودية في الماضي" قبل أن تنتهي بقطيعة. ويؤكد الرئيس أن القضية تستخدم اليوم "كسلاح سياسي" من قبل خصومه الديمقراطيين.
انقسام في صفوف الجمهوريين
تسببت القضية في انقسام واضح بين أنصار ترامب، إذ أظهر استطلاع حديث أجرته وكالة رويترز/إبسوس في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أن 40% فقط من الجمهوريين يوافقون على طريقة تعامله مع ملفات إبستين، مقابل 90% يؤيدون أداءه العام في البيت الأبيض.
كما عبر عدد من أنصاره عن استيائهم من وزارة العدل، متهمينها بالتستر على علاقات إبستين بشخصيات نافذة في السياسة والمال، بينهم ترامب نفسه، ودعوا إلى نشر جميع السجلات غير المصنفة المتعلقة بالقضية.
وفي السياق ذاته، من المتوقع أن تؤدي النائبة الديمقراطية الجديدة أدليتا جريهالفا اليمين الدستورية٬ خلفا لوالدها الراحل، لتقدم التوقيع الأخير اللازم لفرض تصويت في مجلس النواب بشأن نشر هذه الملفات، وهي خطوة يعارضها رئيس المجلس مايك جونسون وترامب حتى الآن.
"الكلب الذي لم ينبح"
تتضمن الوثائق المسربة أيضا إشارات متكررة من إبستين إلى ترامب، من بينها رسالة عام 2003 بمناسبة عيد ميلاده الخمسين، تحمل رسما لامرأة عارية وتوقيعا يعتقد أنه لترامب، ما أثار عاصفة سياسية جديدة. لكن البيت الأبيض أكد أن التوقيع مزور ولا يعود للرئيس.
وكانت إدارة ترامب قد أعلنت في حزيران/يوليو الماضي أنها لن تنشر مزيدا من الوثائق المتعلقة بتحقيقات إبستين، معتبرة أنه لا توجد "عناصر جديدة" تبرر الكشف عنها، ما أغضب القاعدة اليمينية المؤيدة له، والتي ترى أن إبستين "قتل ولم ينتحر" كما تقول التحقيقات الرسمية.
لغز الوفاة والعلاقات المريبة
وتعود قضية إبستين إلى عام 2006، حين أوقف للمرة الأولى بتهم تتعلق بالاتجار بالجنس، قبل أن يعقد صفقة قضائية سرية عام 2008 مع الادعاء الفيدرالي بقيادة أليكس أكوستا (الذي أصبح لاحقا وزير عمل في إدارة ترامب)، مكنته من الإفلات من الملاحقة الفيدرالية مقابل قضاء 13 شهرا فقط في السجن.
لكن القضية عادت للواجهة عام 2019، حين أعيد اعتقاله بتهم جديدة تتعلق بالاتجار بالقاصرات، قبل أن يعثر عليه ميتا في زنزانته بسجن فيدرالي في مانهاتن في اب/أغسطس من العام نفسه، في حادثة أثارت نظريات اغتيال واسعة نظرا لعلاقاته بشخصيات نافذة في الولايات المتحدة والعالم، من بينهم الأمير أندرو ودونالد ترامب.
ومنذ ذلك الحين، تلاحق الاتهامات ترامب في سياق هذه القضية رغم نفيه المستمر، إذ يراه خصومه الديمقراطيون "حلقة غامضة" في شبكة إبستين، بينما يصف مؤيدوه الملف برمته بأنه "مؤامرة ديمقراطية".