في مهمة احتواء الخلافات وإعادة التموضع.. إيران تُعيد شهلايي إلى صنعاء
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
في خطوة استراتيجية تحمل أبعادًا أمنية وسياسية بارزة، أعادت إيران إلى صنعاء القيادي البارز في الحرس الثوري، عبد الرضا شهلايي، بعد غياب دام نحو عام، وفق ما نقلت مصادر سياسية يمنية رفيعة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه جماعة الحوثي تصدعات داخلية متزايدة، مدفوعة بضربات أمنية وعسكرية استهدفت قيادات مهمة.
بحسب مصادر سياسية يمنية، فإن عودة شهلايي تهدف إلى تعويض خسائر طهران في ساحات إقليمية مثل لبنان وسوريا، من خلال ترسيخ نفوذها في حليفها الحوثي عبر إدارة الملف الأمني والعسكري بيد إيرانية مباشرة. وأضافت المصادر أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت مواقع حساسة داخل الجماعة، وأدت إلى مقتل قيادات عدة، ما شكل "انكشافًا أمنيًا غير مسبوق" داخل المليشيا وصدمة لمناصريها، وفق تعبيرهم.
عودة شهلايي تعكس، بحسب المحللين، رغبة الحرس الثوري في سد فراغ استراتيجي خلقه مقتل قادة إقليميين بارزين، وتعويض تراجع بعض الأدوار الإيرانية في محاور أخرى لصالح استثمار القوة الحوثية كذراع محوري لطهران في اليمن.
عبد الرضا شهلايي، الذي يُعرف أيضًا بأسماء مستعارة مثل "الحاج يوسف"، هو قيادي رفيع في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وله دور تاريخي في دعم الجماعات المسلحة الشيعية في دول مثل العراق واليمن. وُصنّف شهلايي كإرهابي من قبل الولايات المتحدة، التي عرضت مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي لموقعه، نظرًا لدوره في التنسيق بين إيران والحوثيين في اليمن.
كما تتهمه الولايات المتحدة بدور في نقل أسلحة إلى الجماعة، وإشرافه على العمليات العسكرية والاستخباراتية الإيرانية داخل اليمن.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل صفعة استراتيجية للحوثيين، إذ تعيد إيران فرض سيطرتها المباشرة على الملف الحوثي بعد مرحلة من الاستقلال الجزئي للجماعة. ووفقًا لتقييم المصادر، فإن طهران تحاول عبر إعادة شهلايي إعادة ضبط الأجهزة الأمنية والاستخباراتية داخل الجماعة من خلال تطهير بعض القنوات من "الاختراقات" وتثبيت قيادات موالية لطهران، وكذا توحيد مراكز النفوذ والانقسام الداخلي خصوصا في ظل الصراع المحتدم بين أجنحة الحوثي على السلطة والمال، وإضافة إلى تحويل الجماعة إلى قاعدة نفوذ إيرانية أولية في اليمن بعد الخسائر التي تكبدتها طهران في محاور إقليمية أخرى.
مصادر يمنية تعتبر أن نجاح شهلايي في مهمته يعني تحوّل الحوثيين إلى ذراع إيراني أعمق وأكثر تماسكًا في اليمن، خصوصًا في ظل الفراغ الاستراتيجي الذي تعتقد طهران أنه تركه غياب بعض الشخصيات المؤثرة. وتضيف المصادر أن طهران تراهن على إعادة بناء نفوذها في اليمن ليس فقط عسكريًا، وإنما سياسيًا واقتصاديًا، عبر استثمار الجماعة كأداة محورية ضمن محور إيران الإقليمي.
من جهة أخرى، يبدو أن بعض الخبراء اليمنيين يرون في إعادة شهلايي خطوة مضادة للضغوط الإسرائيلية والأمريكية، تهدف إلى إعادة تماسك الجماعة بعد ضربات أمنية تركت جروحًا في الجهاز القيادي.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اقتحام منظمة ماري ستوبس في صنعاء ونهب معدات ووثائق صحية
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية تصعيدها غير المسبوق ضد المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها، مُمعنةً في تقويض العمل الإنساني عبر سلسلة اقتحامات طالت خلال الأشهر الماضية عدداً من المكاتب الإغاثية والأممية.
واقتحم مسلحو الجماعة مقر منظمة ماري ستوبس الدولية في صنعاء، المختصّة بصحة الأم والطفل، وقاموا بالاستيلاء على مجموعة من الوثائق والأجهزة والمعدات الخاصة بعمل المنظمة، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
وأوضحت المصادر أن عناصر الجماعة بزيّهم العسكري والزي المدني داهمت مقر المنظمة، وصادرت أجهزة ووثائق وملفات خاصة بطبيعة عمل المؤسسة الصحية الدولية، التي تُعد من أبرز الجهات الداعمة لخدمات صحة الأم والطفل في اليمن. وأشارت المصادر إلى أن الاقتحام تم بطريقة مفاجئة، رافقه تهديد للعاملين، واستحواذ على معدات تقنية وبيانات حساسة متعلقة ببرامج الرعاية الصحية.
ومع استحواذ الجماعة على أجهزة وسجلات طبية هامة، تتعرض فئات ضعيفة – خصوصًا النساء والأطفال – لخطر فقدان خدمات ضرورية في سياق أزمة صحية متصاعدة. إذ كانت منظمةماري ستوبس تُعدّ من المزوّدين الرئيسيين لخدمات الأمومة والطفولة في البلاد.
ويثير هذا التدخّل مخاوف من تعطّل برامج العيادات، فقدان البيانات الحساسة، وتأخر الخدمات الحيوية، ما سيؤدّي إلى تدهور صحي إضافي للسكان الذين يعيشون تحت وطأة الصراع والتهجير.
وناشد نشطاء حقوقيون ومنظمات مدنية المجتمع الدولي بالتحرّك السريع لوقف هذه الانتهاكات والجرائم التي تأتي امتدادًا لسلسلة من الاقتحامات ضد مقار منظمات أممية ودولية معنية بتقديم المساعدات الإنسانية في اليمن. مؤكدين أن "سيطرة الجماعة على النظم والوثائق تجعل من المساعدات الإنسانية رهينة لدى سياسات الحرب".
وحذروا من أن استمرار مثل هذا النوع من الاعتداءات قد يُفضي إلى "نزول مماثل" على باقي مقرات المنظمات، ويحوّل تقديم المساعدات إلى نشاط مقفل ومحكوم بتوقّف الجماعة أو شروطها.