اتهمت «الطاقة الذرية» بتسريب معلومات.. إيران تتمسك بحق تخصيب اليورانيوم
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
البلاد (طهران)
في ظل توترات غير مسبوقة على الساحة النووية، جددت إيران تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مؤكدة أن الهجمات الأخيرة على منشآتها النووية لم تغيّر ثوابتها. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الدبلوماسية لا تزال خيار طهران الأول، لكنه شدد على أن «حرمان إيران من حق التخصيب أمر غير مقبول».
وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر حواري في طهران، حيث أوضح أن بلاده لم تتخلَّ عن المفاوضات رغم ما وصفه بـ«خيانة الأطراف الأخرى للدبلوماسية»، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وأضاف أن التطورات العسكرية الأخيرة التي تعرضت لها إيران أثبتت أن الحل الدبلوماسي هو المسار الوحيد القابل للاستمرار، مشيراً إلى أن «طلبات استئناف مفاوضات النووي عادت إلى الواجهة».
وفي مفاجأة لافتة، أعلن عراقجي أن إيران لم تعد تخصب اليورانيوم في أي موقع داخل البلاد بعد تعرض منشآت التخصيب لهجمات مباشرة خلال الحرب الأخيرة، مؤكداً أن جميع منشآت بلاده تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا يوجد أي نشاط غير معلن.
بالتوازي مع هذه التصريحات، صعّدت طهران موقفها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ اتهم رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي الوكالة بإساءة استخدام المعلومات السرية التي حصلت عليها من إيران، ملمحاً إلى أن الدقة التي نُفذت بها الهجمات الإسرائيلية تشير إلى تسرب معلومات فنية من الوكالة.
وأوضح إسلامي أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت مصنع إنتاج الوقود التابع لمفاعل أبحاث طهران، إضافة إلى منشأة لإنتاج الأدوية المشعة، واعتبر أن «سوء استخدام الوكالة للمعلومات يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وتهديداً لأمن الدول». ودعا إلى وضع آلية خاصة للتعامل مع المنشآت النووية خلال الحروب، قبل أن تعود طهران لتأكيد التزامها فقط بالضمانات المنصوص عليها حالياً، «إلى حين تطوير آلية جديدة».
من جانبها، طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بالسماح لفِرقها بالتحقق «في أقرب وقت» من مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، مشيرة إلى أن الحرب الأخيرة أدت إلى انقطاع كبير في المعلومات المتعلقة بالمواقع المتضررة. وأكدت الوكالة أن إيران كانت تملك نحو 440.9 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% قبل الهجمات، وهي نسبة تقترب من مستويات صنع الأسلحة النووية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
إيران: لا يوجد تخصيب نووي غير معلن وأمريكا ليست مستعدة لمفاوضات متكافئة وعادلة
طهران "وكالات":
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم إن نهج الولايات المتحدة الحالي تجاه إيران لا يظهر أي استعداد لإجراء "مفاوضات متكافئة وعادلة"، وذلك بعد أن ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إلى احتمالية عقد مباحثات.
وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران في يونيو حزيران، والذي شهد أيضا تنفيذ هجمات أمريكية على منشآت نووية وصاروخية إيرانية، باءت محاولات استئناف الحوار بشأن برنامج طهران النووي بالفشل.
وعقدت طهران وواشنطن خمس جولات من المحادثات النووية غير المباشرة قبل الحرب التي استمرت 12 يوما، لكهنا واجهت عقبات مثل مسألة تخصيب اليورانيوم محليا، وهو ما تريد الولايات المتحدة من إيران التخلي عنه.
وقال عباس عراقجي، خلال مؤتمر عقد في طهران بعنوان (القانون الدولي تحت الهجوم) "لا يمكن للولايات المتحدة أن تتوقع الحصول عبر المفاوضات على ما عجزت عن كسبه في الحرب".
وأضاف "إيران ستكون دائما مستعدة للانخراط في الدبلوماسية، ولكن ليس في مفاوضات يراد منها الإملاء".
وخلال نفس المؤتمر، اتهم سعيد خطيب زاده نائب وزير الخارجية واشنطن بالسعي إلى تحقيق أهداف حربها من خلال "مفاوضات شكلية".
من جهة أخرى قال عراقجي اأن ليس لدى بلاده أي منشأة غير معلنة لتخصيب اليورانيوم، وأن كل منشآتها تخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقال عراقجي خلال المنتدى في طهران "ليس هناك منشأة تخصيب نووي غير معلنة في إيران. كل منشآتنا تخضع لحماية الوكالة ومراقبتها"، مضيفا أن "لا تخصيب" في الوقت الراهن، لأن المواقع المعنية تضررت في الحرب التي استمرت اثني عشر يوما مع إسرائيل.
و قال عراقجي إن رسالة إيران بشأن برنامجها النووي مازالت "واضحة".
وأضاف وزير الخارجية أن "حق إيران في التخصيب والاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، بما في ذلك التخصيب، لا يمكن إنكاره. لدينا هذا الحق ونواصل ممارسته ونأمل أن يعترف المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة بحقوقنا ويفهم أن هذا حق غير ثابت لإيران ولن نتنازل عنه أبدا".
واستضاف معهد الدراسات السياسية والدولية الإيراني، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية المنتدى الذي حمل عنوان "القانون الدولي تحت الهجوم: العدوان والدفاع عن النفس". وتضمن المؤتمر أوراقا من محللين سياسيين إيرانيين تقدم رؤية طهران بشأن الحرب التي استمرت 12 يوما في يونيو. وانتهز كثيرون منهم الفرصة للتطرق إلى تعليقات المستشار الألماني فريدريش ميرتس، التي أشاد فيها بإسرائيل لقيامها "بالعمل القذر" في شن هجومها.
وكتب محمد كاظم سجادبور، استاذ العلاقات الدولية "كان رد الفعل الإيراني الدفاعي رائعا وملهما وتاريخيا وفوق كل ذلك نقيا. كيف يمكن لأحد أن يقارن أفعال إسرائيل القذرة بالأفعال النبيلة والنظيفة للأمة الإيرانية؟"
وانتشرت صور الأطفال الذين قتلوا من قبل إسرائيل، خلال الحرب على طول الممشى خارج القمة، التي عقدت داخل مبنى الجنرال قاسم سليماني، والذي سمي على اسم قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي قتل في غارة جوية أمريكية بطائرة بدون طيار في عام 2020 .