حراك المطالبة بالشرعية الدستورية يعود إلى المشهد الليبي.. ما مدى قبوله؟
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
عقد ملتقى سياسي كبير لأول مرة في العاصمة الليبية طرابلس يدعو للعودة إلى الحكم الملكي الكثير من الأسئلة حول تداعيات الخطوة وما إذا كانت العودة للدستورية الملكية في ليبيا هي الحل الواقعي للأزمة الراهنة.
وعقد الملتقى الوطني للوحدة والسلام في طرابلس تحت شعار "الدستورية الملكية الطريق لحلّ الأزمة الليبية"، وشارك فيه ساسة ومسؤولون وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني.
جولات تسويقية ونقاشية
وخلال كلمته الافتتاحية.. كشف نجل ولي العهد خلال الحكم الملكي، محمد السنوسي أنه أجرى خلال عامين نقاشات وجولات موسعة مع مختلف المكونات السياسية والاجتماعية تناولت مستقبل ليبيا وصياغة الشكل الأمثل لبناء دولة المؤسسات.
وأكد السنوسي أن "المرحلة الراهنة تستوجب من جميع الليبيين مدّ أيديهم إلى بعضهم البعض دون أي استبعاد أو تهميش أو إقصاء، مشيرا إلى أن الملكية الدستورية قد تكون طوق النجاة الذي يجتمع حوله الليبيون لإنقاذ البلاد، كما كانت إطارًا لبناء الدولة الليبية الحديثة على يد الآباء المؤسسين"، وفق تقديراته.
والسؤال: هل يكون الحكم الملكي حلا واقعيا للأزمة الراهنة في ليبيا أم أنه ينسف مكتسبات الثورة الليبية ومنها الانتخابات والتداول السلمي للسلطة؟
غير توافقي وتجاوز لمكتسبات الثورة
من جهتها، قالت عضو مجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص إن "انعقاد ملتقى بهذا الحجم لأول مرة في طرابلس للحديث عن “العودة إلى الحكم الملكي” يعبر عن حالة فراغ سياسي تبحث فيها بعض الأطراف عن مخارج مختلفة للأزمة، وهذا متوقع في ظل الانسداد الحالي، لكن النقاش حول شكل الدولة لا يمكن أن يختزل في ملتقى، ولا في مبادرة تحمل توجهاً واحداً دون غيره".
وأشارت في تصريحاتها لـ"عربي21" إلى أن "تأكيد الملتقى أن الملكية الدستورية هي الطريق لحل الأزمة، فهو رأي ضمن عدة آراء، وليس حقيقة سياسية متفقا عليها، والإشارة إلى جولات نجل ولي العهد مع مكونات داخلية وأطراف إقليمية ودولية للتسويق للملكية، يعكس وجود تحرك سياسي منظم وليس مجرد نقاش فكري، وهذا ما يطرح سؤالاً جوهرياً حول الهدف الحقيقي من المبادرة، ومن هنا يجب رسم خط واضح للحراك"، وفق طلبها.
وأضافت: "إذا كان الغرض هو الدستور باعتباره عقداً وطنياً جامعاً فهو مطلب مشروع ومسلك إلزامي لبناء الدولة، لكن إذا كان الهدف هو التمهيد لعودة نظام ملكي أو تمرير ترتيبات مسبقة تتعلق بتولي ولي عهد، فذلك لا يمثل حلاً واقعياً للأزمة، بل يعيد فتح صراع خطير حول شكل الدولة ويضيف انقساماً جديداً إلى الانقسامات الحالية".
وتابعت لـ"عربي21": "الملكية، في السياق الليبي اليوم، ليست خياراً توافقياً ولا تمتلك حواضن سياسية أو اجتماعية كافية تجعلها حلاً عملياً، بل إن طرحها بوصفها “الحل الوحيد” يعد تجاوزاً للمكتسبات التي تحققت بعد الثورة، وعلى رأسها الانتخابات والتداول السلمي للسلطة، وهو ما قد يخلق صداماً جديداً بدل أن يقدم مخرجاً حقيقيا".
وختم حديثها بالقول: "ليبيا تحتاج إلى دستور توافقي، ومسار انتخابي نزيه، وقيادة تنبثق من الإرادة الوطنية لا من ترتيبات خارجية أو وراثية أو عائلية، وأي مبادرة لا تنطلق من هذه القاعدة ستظل مبادرة تنتج أزمة جديدة أكثر مما تقدم حلا"، حسب رأيها.
إضافة لحلول الأزمة
في حين رأت عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي، نادية عمران أن "التوجه للملكية الدستورية كغيره من التوجهات المطروحة من فئة معينة كحل للأزمة الليبية هو إضافة إلا ان دستور 1951 يحتاج إلى الكثير من التعديلات".
وأكدت في تصريح لـ"عربي21" أن "هذه التعديلات لدستور 51 تستوجب معها صياغة دستور جديد، أما بخصوص شكل الحكم ونظامه فهو قرار يملكه الليبيون وفقط ولا يمكن أن يفرض عليهم"، كما صرحت.
طرح محفوف بالمخاطر
الأكاديمي والإعلامي الليبي، عاطف الأطرش رأى من جانبه أن "الملتقى يمثل تطورا سياسيا لافتا يعكس حالة البحث المتواصل عن مخرج للأزمة الليبية المستعصية، والملفت أنه ولأول مرة يظهر هذا الطرح في طرابلس بهذا الزخم وانعدام مثيله في شرق ليبيا، إضافة إلى حضور شخصيات سياسية وأحزاب أعلنت بوضوح أن “الملكية الدستورية” قد تكون الطريق الأقرب لإعادة بناء الدولة".
وأوضح أن "الجولات التي كشف عنها السنوسي تؤكد أن التحرك ليس رمزيا فقط، بل جزءا من محاولة منظمة لاستطلاع فرص عودة النظام الملكي، الذي يرى أنصاره أن دستور 1951 يوفر مرجعية جاهزة يمكن أن تعيد الشرعية وتوحد المؤسسات في ظل فشل الأجسام القائمة في إنتاج انتخابات أو اتفاق سياسي، كما يعتبرون أن شخصية ملكية محايدة قد تسهم في نزع فتيل الصراع"، حسب كلامه.
لكنه استدرك قائلا: "لكنّ هذا الطرح يثير مخاوف واسعة، إذ يرى معارضوه أنه قد ينسف أحد أهم مكتسبات ثورة فبراير: حق الليبيين في انتخاب رأس الدولة والتداول السلمي على السلطة، كما أن القبول بالملكية لا يزال محدودًا وغير قادر على تشكيل توافق وطني شامل، فضلًا عن أن الواقع الأمني الممزّق يجعل أي تغيير جذري في شكل النظام محفوفًا بالمخاطر، وتبدو الملكية خيارا مطروحا للنقاش، لكنها ليست حلا واقعيا في الظروف الحالية دون توافق واسع واستفتاء شعبي"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية طرابلس الحكم الملكي ليبيا الملكية الدستورية ليبيا طرابلس الملكية الدستورية الحكم الملكي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکم الملکی
إقرأ أيضاً:
منافس الأهلي في ورطة.. تفاصيل أزمة مثيرة بين الجيش الملكي والكاف
يواجه فريق الجيش الملكي المغربي ورطة حقيقية قبل مواجهة النادي الأهلي في ثاني جولات دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا.
ويستضيف الجيش الملكي المغربي نظيره الأهلي يوم 28 نوفمبر الجاري في لقاء الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ببطولة دوري أبطال أفريقيا.
وذكرت تقارير مغربية أن ورطة الجيش الملكي لدي استضافة النادي الأهلي في الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا تتمثل في رفض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كاف إقامة اللقاء على ملعب الأمير مولاي عبدالله في الرباط.
أشارت التقارير إلي أن سبب رفض الكاف إقامة مباراة الجيش الملكي المغربي والأهلي في الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا على ملعب الأمير عبدالله مولاي بالرباط يعود لإن الملعب ضمن الاستادات المقرر أن يستلمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لخوض منافسات بطولة كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها المغرب خلال شهر ديسمبر المقبل.
شددت التقارير علي أن الكاف سوف يتسلم ملعب الأمير عبدالله مولاي بالرباط قبل مواجهة الجيش الملكي المغربي والأهلي ضمن الملاعب المقرر أن تستضيف منافسات بطولة كأس أمم إفريقيا بالمغرب.
أوضحت التقارير أن نادي الجيش الملكي المغربي يجري محاولات مع مسؤولي الكاف باستثناء ملعب الأمير عبدالله مولاي بالرباط لإقامة مباراة الأهلي في ثاني جولات دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا علي أن يتسلم الملعب عقب الانتهاء من لقاء المارد الأحمر.
شدد على أن نادي الجيش الملكي المغربي يبحث عن حل لأزمة ملعب مباراة الأهلي في ثاني جولات دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا فى حال رفض الكاف إقامة اللقاء على ملعب الأمير عبدالله مولاي بالرباط.
ويستأنف الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي تدريباته اليوم الأحد على ملعب مختار التتش، بعد حصول اللاعبين على راحة لمدة خمسة أيام عقب التتويج بلقب كأس السوبر المصري.
وجاءت الراحة بناءً على قرار الجهاز الفني، من أجل منح اللاعبين فرصة لالتقاط الأنفاس بعد ضغط المباريات، خاصة أن الفريق بدأ مرحلة جديدة من التحضير للاستحقاقات القارية المقبلة.
موعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل في دوري أبطال إفريقيا
يكثّف الأهلي استعداداته لمواجهة قوية أمام شبيبة القبائل الجزائري، المقرر إقامتها في السادسة مساء السبت المقبل على استاد القاهرة الدولي، ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا. وتكتسب المباراة أهمية خاصة باعتبارها ضربة البداية لحامل اللقب، الذي يسعى لتقديم انطلاقة قوية تعزز مشواره في البطولة.
طاقم تحكيم تونسي لقيادة المواجهة
أسند الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إدارة مباراة الأهلي وشبيبة القبائل إلى طاقم تحكيم تونسي بقيادة محرز المالكي حكمًا للساحة، ويعاونه أيمن إسماعيل مساعدًا أول، ومروان سعد مساعدًا ثانيًا، بينما يتولى أمير الوصيف مهمة الحكم الرابع. ومن المنتظر أن تصل البعثة التحكيمية إلى القاهرة قبل اللقاء بـ48 ساعة لإنهاء كافة الاستعدادات الفنية