تمرد في معقل ترامب.. حركة اجعلوا أمريكا عظيمة تثور ضد زعيمها
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريرا يسلط الضوء على تزايد التمرد داخل حركة "ماغا" ضد دونالد ترامب بسبب موقفه من قضايا الهجرة وملفات إبستين، مما يشير إلى تصدع خطير في قاعدة دعمه وتهديد لفقدانه السيطرة على حركته.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إنه في تلميح واضح إلى أسطورة فرانكنشتاين، وجّه ترامب تحذيراً شديداً خلال مقابلته مع لورا إنغراهام على قناة فوكس نيوز، قائلاً: "لا تنسي، ماغا كانت فكرتي.
ورغم أنّ هذه الحركة استلهمت شعارها من رونالد ريغان لتصبح "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، في مزيج متفجّر من القومية والشعبوية والنزعات التآمرية، إلى أنّه، وللمرة الأولى، لم يعد واضحاً ما إذا كان "الدكتور ترامب/فرانكنشتاين" قادراً على السيطرة على هذا "المخلوق" بحسب الصحيفة.
لقد انفجر الخلاف عندما استجوبته إنغراهام حول تأييده لقبول مئات الآلاف من الطلاب الصينيين، واصفةً ذلك بـ "خيانة فاضحة" لوعده بتشديد سياسات الهجرة فيما برر ترامب موقفه برغبته في "التفاهم مع العالم" وادعائه بأن الولايات المتحدة بحاجة ماسة لـ "الأشخاص الموهوبين".
وأكدت الصحيفة أن هذا الصدام حول تأشيرات الأجانب أشعل "ثورة عارمة" بين صفوف مؤيدي ترامب. وتزامن ذلك مع إعادة فتح الإدارة الذي سمح بإعادة إحياء شبح جيفري إبستين، صديق الرئيس القديم، والذي خُلّدت علاقتهما المثيرة للجدل بتمثال فني.
وكانت هاتان العثرتان، المتعلقتان بإبستين وتأشيرات الأجانب، كفيلتين بإحداث شرخ عميق في جدار دعم المؤيدين الأوفياء، ولا سيما مع اتهام ترامب بـ"التخلّي" عن مبدأ "أمريكا أولاً"، الذي يُعدّ الركيزة الأساسية لحركة ماغا ووعود حملته بمكافحة الهجرة غير الشرعية وتصحيح المسار الاقتصادي عبر التعريفات الجمركية.
وأضافت الصحيفة أنّ أصواتاً بارزة داخل معسكر ترامب، من بينها لورا لومر والقيادي القومي-الشعبوي ستيف بانون، وجّهت انتقادات حادّة لإدارته بسبب انغماسها المفرط في السياسة الدولية وإغفالها القضايا الداخلية.
كما شملت قائمة الانتقادات: تورّطه في الهجوم على قواعد إيرانية بتحريض إسرائيلي، وانشغاله المبالغ فيه بجائزة نوبل للسلام، ومساعيه لإنقاذ خافيير ميلي، إلى جانب العمليات العسكرية المتواصلة في الكاريبي والمحيط الهادئ التي تُعدّ، في نظرهم، تمهيداً لتدخل محتمل في فنزويلا، وهو ما يناقض جوهر وعده الانتخابي بتجنّب المغامرات العسكرية.
التمرد الداخلي والاشتباكات المحيطة بإبستين
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "أوراق جيفري إبستين" باتت تشكّل جبهة صراع رئيسية أخرى، إذ أثار تراجع المدعية العامة بام بوندي عن وعدها بنشر الوثائق غضباً واسعاً داخل صفوف حركة ماغا.
وقد سارع النائب الجمهوري المتمرّد توماس ماسي إلى اتهام الإدارة جهاراً بـ"حماية المتحرشين" وبارتكاب أخطاء في السياسة الخارجية، محذّراً من أن هذا قد ينسف ما تبقى من الدعم.
وفي المقابل، يستعدّ مجلس النواب للتصويت قريباً على مبادرة مشتركة بين ماسي والنائب الديمقراطي رو خانا تطالب بالإفصاح عن الوثائق، وهي خطوة قد يجد ترامب نفسه لاحقاً مضطراً لمواجهتها بخيار الفيتو.
وفي تحليل معمّق، يصف الكاتب بن دومينيك عالم ماغا بأنه غارق في "حرب" داخلية شرسة ومتعددة الجبهات.
وتتصدّر المشهد القطيعة الحادّة بين ترامب ومارجوري تايلور غرين؛ فبعدما كانت تجسيداً صارخاً لأيديولوجية ماغا، تحوّلت إلى ناقدة شرسة لسياسات الإدارة، من ملف إبستين إلى العمليات العسكرية.
وقد ردّ ترامب على تمرّدها بسحب دعمه بالكامل، وواصفاً إيّاها بـ"المجنونة"، ومحذرا من الوقوع في "فخ" المطالبة بأوراق الملياردير المتحرش.
وتتمدّد الخلافات الداخلية لتشمل صدامات إيديولوجية عنيفة، من الجدل المتفجر حول إسرائيل بين كانديس أوينز و"تيرنينج بوينت”، إلى السجالات المحتدمة بشأن حدود التسامح مع التطرف اليميني عقب مقابلة تاكر كارلسون مع النازي الجديد نيك فوينتيس، وهي تداعيات ألقت بظلال أزمة عميقة على مؤسسة التراث.
وفي الختام، تستنتج الصحيفة أن هذه "العاصفة الكاملة" من الصراعات الداخلية والهزائم الانتخابية المتتالية تشير إلى أن ترامب يواجه خطر خسارة السيطرة على حركة ماغا.
وقد يؤول به الأمر إلى التحول إلى "بطة عرجاء" بحلول انتخابات 2026 إذا خسر سيطرته على الكونغرس، رغم أن الصحيفة حذرت من الاستهانة بقدرة ترامب على استعادة زمام المبادرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ماغا ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة الاحتلال ترامب ماغا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ترامب يأمر بالتحقيق في علاقات إبستين مع بيل كلينتون
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اليوم الجمعة- إنه طلب من وزارة العدل التحقيق في علاقات رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين المزعومة مع الرئيس الأسبق بيل كلينتون ووزير الخزانة في عهده لاري سامرز وآخرين.
واتهم ترامب الديمقراطيين بأنهم يبذلون قصارى جهدهم لإعادة ترويج ما سماها "كذبة إبستين" مجددا رغم أن وزارة العدل نشرت 50 ألف صفحة من الوثائق.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" أنهم يفعلون ذلك لصرف الأنظار عن سياساتهم الفاشلة وخسائرهم، لا سيما فضيحة الإغلاق الحكومي. وقال إن الحزب الديمقراطي في حالة فوضى تامة ولا يعرف ما يفعل.
وأضاف أنّ بعض الجمهوريين الذين وصفهم بالضعفاء وقعوا في براثنهم لأنهم ضعاف وسذج، على حدّ تعبيره.
وذكر أيضا أن إبستين كان ديمقراطيا وهو مشكلة الديمقراطيين، لا الجمهوريين، قائلا: "اسألوا كلينتون وريد هوفمان وسامرز عن إبستين، فهم يعرفون كل شيء عنه".
ودعا الديمقراطيين إلى عدم تضييع وقتهم معه فلديه بلد يجب أن يديره، على حدّ تعبيره.
مراسلاتوكان أعضاء ديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي نشروا، الأربعاء الماضي، رسائل بريد إلكتروني تفترض أن ترامب كان يعلم باعتداءات إبستين على فتيات قاصرات، الأمر الذي أغضب البيت الأبيض.
واستشهد الديمقراطيون بمراسلات متبادلة بين إبستين وكل من المؤلف مايكل وولف وجيلين ماكسويل، وهي سيدة مجتمع بريطانية وصديقة سابقة لرجل الأعمال، تقضي عقوبة السجن لمدة 20 عاما بتهم من بينها الاتجار بقاصر جنسيا.
وقال الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب -في بيان- إن "إبستين كتب في مراسلات خاصة مع جيسلين ماكسويل عام 2011 أن دونالد ترامب قضى ساعات في منزلي مع إحدى ضحايا الاتجار الجنسي".
واستشهد الديمقراطيون برسالة بريد إلكتروني أخرى مع وولف عام 2019، ذكر فيها إبستين صراحة أن دونالد ترامب كان على علم بالفتيات، بحسب ما ورد في نص المراسلة.
إعلانورد البيت الأبيض باتهام الديمقراطيين في مجلس النواب بنشر رسائل البريد الإلكتروني لتشويه سمعة ترامب.
ودأب الرئيس الأميركي على نفي أي علم له بنشاطات الاستغلال الجنسي التي ارتكبها إبستين، والذي عُثر عليه ميتا في زنزانته عام 2019 قبل محاكمته بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات كان يستدرجهن.
وكان ترامب صديقا لرجل الأعمال جيفري إبستين لسنوات، لكن العلاقة بينهما توترت قبل نحو عقدين، وأكد ترامب أن خلافا وقع بينهما قبل سنوات من افتضاح أمر جرائم إبستين.
وحضر ترامب مناسبات اجتماعية مع إبستين في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الـ21، لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات، وأدت وفاة إبستين إلى تأجيج كثير من نظريات المؤامرة التي تقول إنه قُتل لمنع الكشف عن معلومات محرجة تتعلق بمجموعة من الشخصيات البارزة.