زيارة محمد بن سلمان للبيت الأبيض.. مصادر تكشف استعدادات ترامب وما سيبحثه ويوقعه الجانبان
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
(CNN)-- يخطط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لاستقبال ولي العهد السعودي القوي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض هذا الأسبوع، مع كل ما تحمله زيارة الدولة من دلالات، بحسب مصادر مطلعة على الأمر، بما في ذلك حفل ترحيب في الصباح وعشاء رسمي في المساء.
وقال ترامب في وقت متأخر الجمعة، أثناء توجهه إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع: "إنه أكثر من مجرد لقاء.
وفي حين أن البيت الأبيض قرر بذل كل الجهود الممكنة، إلا أنه لا يمكن تصنيف هذه الزيارة على أنها زيارة دولة رسمية، لأن الأمير بن سلمان ليس رأس الدولة السعودية. فهذا المنصب يشغله والده الملك سلمان البالغ من العمر 89 عاما. لكن ولي العهد يتولى تقريبا جميع المسؤوليات اليومية المتعلقة بحكم المملكة، ويحضر القمم والمناسبات الدبلوماسية الأخرى بصفته قائدا للبلاد.
وستكون اجتماعات، الثلاثاء، أول زيارة للأمير بن سلمان إلى البيت الأبيض منذ أكثر من 7 سنوات. وقد عمل ترامب على بناء علاقة وثيقة مع الحاكم الفعلي للمملكة، على أمل أن يُقرر إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهو ما سيُمثل تقدما كبيرا في اتفاقيات إبراهيم التي وقعها الرئيس - وهي هدف طويل الأمد للرئيس.
وقال ترامب، الجمعة: "ستكون اتفاقيات إبراهيم جزءا مما سنناقشه. آمل أن تُبرم المملكة العربية السعودية اتفاقيات إبراهيم في وقت قريب".
وزار الأمير محمد بن سلمان واشنطن آخر مرة عام 2018، قبل أشهر من مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا. وزعم تقييم لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، نشر في وقت لاحق، إلى "ترجيح" ربط بين الأمير وصدور الأمر بعملية الاغتيال، رغم أن محمد بن سلمان نفى تورطه فيها منذ فترة طويلة.
ولم يقطع ترامب علاقاته كليا مع ولي العهد خلال ولايته الأولى، على الرغم من أنه لم تتم دعوته مرة أخرى لزيارة البيت الأبيض. حتى خليفة ترامب، الرئيس السابق جو بايدن، الذي تعهد خلال ترشحه بجعل السعودية "منبوذة" بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، زار الرياض أثناء توليه منصبه وصافح الأمير بن سلمان بقبضة يده.
ومع زيارة الثلاثاء، يبدو أن أي بوادر لقطيعة في العلاقات الأمريكية السعودية قد زالت. تشمل الخطط حفل استقبال تشارك فيه فرق موسيقية عسكرية، واجتماعا ثنائيا في المكتب البيضاوي، وعشاءً رسميًا في المساء.
وتم إرسال الدفعة الأولى من الدعوات، وتضم قائمة المدعوين في معظمها رؤساء تنفيذيين، بالإضافة إلى مشرعين وحكام ولايات- بعضهم دعاه ترامب بنفسه إلى العشاء، وفقًا لأشخاص مطلعين على الخطط. وستتولى السيدة الأولى ميلانيا ترامب تنسيق الحدث، حيث يتم التخطيط لجميع زيارات الدولة من خلال مكتب السيدة الأولى.
ولم يستضف ترامب زيارة دولة رسمية خلال ولايته الثانية حتى الآن، والتي تُقام عادة كعلامة على الصداقة ولإظهار العلاقة الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة بحلفائها. خالف ترامب التقاليد خلال إدارته الأولى عندما قرر عدم إقامة عشاء دولة رسمي خلال عامه الأول في المنصب، على الرغم من أنه استضاف رئيس فرنسا ورئيس وزراء أستراليا في عامي 2018 و2019 على التوالي.
وقال مسؤول في البيت الأبيض في تصريح لشبكة CNN: "يتطلع الرئيس ترامب إلى الترحيب بولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود في البيت الأبيض، حيث سيشارك الزعيمان في زيارة عمل رسمية". وأضاف: "لن نستبق الرئيس في المحادثات التي ستجري قبل أوانها".
كما تُخطط المملكة العربية السعودية لعقد قمة استثمارية بالتزامن مع زيارة ولي العهد إلى واشنطن. ويهدف هذا الحدث، الذي سيُعقد في مركز كينيدي، بعد يوم من زيارة البيت الأبيض، إلى الربط بين قادة الأعمال الأمريكيين والسعوديين بالفرص المالية.
وفي مايو/أيار الماضي، زار ترامب المملكة العربية السعودية في أول زيارة دولة له في ولايته الثانية، واستُقبل بحفاوة بالغة، شملت مرافقة طائرته الرئاسية بطائرات مقاتلة، وحرس شرف بسيوف ذهبية، وأسطولًا من الخيول العربية الأصيلة يرافق سيارته الليموزين. وسعى الرئيس إلى تعميق العلاقات مع دول الخليج الأخرى خلال فترة ولايته، بما في ذلك قطر والإمارات العربية المتحدة.
وقبل زيارته في مايو، وعدت المملكة العربية السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة. واصطحب ترامب معه العديد من المديرين التنفيذيين الأمريكيين إلى الرياض، ووقع العديد من الاتفاقيات. إلا أن العديد منها لم يُنفذ بالكامل بعد.
وقال مسؤول أمريكي إنه قبيل اجتماعات، الثلاثاء، كان المسؤولون الأمريكيون والسعوديون يعملون على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقيات التعاون في مجالي الدفاع والأمن، بما في ذلك صفقات شراء جديدة كبيرة لطائرات مقاتلة وأسلحة أمريكية الصنع.
وكان وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الشقيق الأصغر لولي العهد، في زيارة لواشنطن قبل أسبوع من الزيارة لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث.
وكتب خالد بن سلمان لاحقًا: "بحثنا سبل تعزيز تعاوننا الاستراتيجي. كما تناولنا التطورات الإقليمية والدولية".
ويتصدر جدول أعمال ترامب مناقشة تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل، وهي خطوة يعتقد أنها في متناول اليد بعد أن ساعد في التوسط لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وأدى الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في إسرائيل، والحرب التي تلته، إلى تعليق مناقشات التطبيع التي بدأت خلال ولاية ترامب الأولى وتطورت خلال ولاية بايدن إلى حد كبير.
وكان إطار العمل الذي تمت مناقشته قبل الهجمات يتضمن معاهدة دفاع أمريكية مع المملكة العربية السعودية، والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني مقابل إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وقال بايدن والعديد من كبار مساعديه إنهم يعتقدون أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول كان يهدف، بشكل جزئي، إلى عرقلة محادثات التطبيع. والآن، وبعد بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، يعتقد ترامب أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بشكل سريع.
وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز الشهر الماضي: "آمل أن أرى السعودية تنضم، وآمل أن أرى دولاً أخرى تنضم. أعتقد أنهم جميعاً سينضمون قريباً جداً".
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض العقبات التي تحول دون انضمام ولي العهد إلى الاتفاق (الإبراهيمي). وفي حين أنه من المتوقع أن يوقع هو وترامب على اتفاقية تعاون دفاعي، الثلاثاء، فإنها قد لا ترقى إلى مستوى المعاهدة التي كانت قيد المناقشة في المراحل السابقة من محادثات التطبيع، حسبما قال مسؤول أمريكي. وستتطلب المعاهدة الرسمية موافقة الكونغرس.
كما ذكرت المملكة العربية السعودية أن شرط تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو اتباع مسار "موثوق" و"لا رجعة فيه" نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما لم توفره خطة غزة التي ساعد ترامب في التوسط فيها.
ومع ذلك، أبدى المسؤولون الأمريكيون تفاؤلهم بشأن إحراز تقدم في هذه القضية خلال اجتماع، الثلاثاء.
وقال مسؤول في البيت الأبيض ومصدر مطلع إن جاريد كوشنر، صهر ترامب، زار الرياض الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع ولي العهد قبل اجتماع الثلاثاء. وتربط كوشنر علاقة شخصية وثيقة بولي العهد السعودي منذ فترة طويلة، وقد تم إيفاده عدة مرات في الأشهر الأخيرة للاستفادة من علاقاته بقادة الشرق الأوسط للمساعدة في تمهيد الطريق لأجندة ترامب والبناء على اتفاقيات إبراهيم.
ومما يزيد من حساسية الزيارة، المصالح المالية الشخصية لترامب في المنطقة. فمؤسسة ترامب، التي يديرها نجلا الرئيس، دونالد ترامب جونيور وإريك ترامب، تشارك في مشاريع عقارية كبرى في المملكة العربية السعودية. كما أن كوشنر له علاقات تجارية مهمة مع المملكة. وقد جمع صندوق كوشنر الاستثماري "Affinity Partners"، مليارات الدولارات من رؤوس الأموال من المملكة العربية السعودية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأمير محمد بن سلمان الإدارة الأمريكية الجيش الأمريكي القضية الفلسطينية الكونغرس الأمريكي الملك سلمان بن عبدالعزيز جاريد كوشنر جو بايدن حركة حماس دونالد ترامب عملية السلام غزة ميلانيا ترامب المملکة العربیة السعودیة اتفاقیات إبراهیم فی البیت الأبیض محمد بن سلمان مع إسرائیل ولی العهد
إقرأ أيضاً:
رسالة مباشرة من ترامب لولي العهد السعودي: آن أوان التطبيع مع إسرائيل
ذكرت القناة 12 العبرية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال مكالمة هاتفية جرت قبل بضعة أسابيع، أنه يتوقع من السعودية التقدّم نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد انتهاء الحرب في غزة .
وبحسب مسؤولين أميركيين تحدّثا للقناة، فإن ترامب ومستشاريه يدركون أن الفجوات بين الرياض وتل أبيب ما زالت كبيرة ومعقّدة، وأن هناك الكثير من العمل المطلوب لتقريب وجهات النظر. ومع ذلك، أوضح البيت الأبيض للجانب السعودي أنه يريد رؤية خطوات ملموسة في ملف التطبيع، بالتزامن مع لقاء ترامب–بن سلمان المنتظر في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
مسؤول أميركي مطّلع على تفاصيل المكالمة كشف أن ترامب قال لولي العهد السعودي خلال الاتصال إنه نجح في إنهاء الحرب في غزة، وإن على السعودية الآن أن تمضي قُدمًا في مسار التطبيع مع إسرائيل.
وبحسب المصدر، ردّ الأمير محمد بن سلمان بأنه مستعد للعمل على هذا المسار مع إدارة ترامب، ما يشير إلى احتمال تحريك الملف خلال الفترة المقبلة، في ظل تغيّرات إقليمية ودولية متسارعة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية معركة قرارات في مجلس الأمن… روسيا تتحدّى واشنطن بخطة بديلة لغزة خطة "غزة الجديدة"... تحوّل صامت تفاجأ به الجيش الإسرائيلي ومخاوف من "جدار برلين" جديد يديعوت: مشروع القانون الأميركي بشأن غزة يحوي تعديلات غير مريحة لإسرائيل الأكثر قراءة روسيا تؤكد ضرورة حل القضية الفلسطينية بما يضمن إقامة دولة مستقلة الشعبية: نرفض مشروع القرار الأميركي بشأن القوة الدولية في غزة عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى رئيس الأركان الإسرائيلي يُجمّد خطة لتقليص عدد قواته بالضفة الغربية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025