انطلقت بمحافظة مسندم فعاليات "أيام مسندم الثقافية" ضمن أنشطة وفعاليات (الشتاء مسندم) بمسرحية كوميدية بعنوان (أول لقى) وذلك على خشبة مسرح نادي خصب الرياضي الثقافي.

وأشار عبد الله بن أحمد بن عبد الله الشحي رئيس لجنة الفعاليات والبرامج لموسم الشتاء مسندم إلى إن المسرح يُعدّ من أهم الفنون التي تسهم في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز القيم الإنسانية، مضيفا: تأتي فعاليات (أيام مسندم الثقافية) ضمن رؤية موسم (الشتاء مسندم) لتقديم محتوى ثقافي وفني يواكب تطلعات الجمهور ويثري الحركة المسرحية في المحافظة، من خلال أعمال تجمع بين الإبداع والرسالة، وتفتح المجال أمام المواهب المحلية للتعرف على المسرح عن قرب والتفاعل مع الفنانين والكتّاب مشيرا إلى المسرح قادر على معالجة قضايا العصر بأسلوب يجمع بين التوعية والمتعة ونحن حريصين في كل موسم على أن تكون هذه الفعاليات مساحة للتلاقي الثقافي وفرصة للتعرف على الفنون المتنوعة.

وأعرب الفنان جمعة محمد مؤلف وبطل المسرحية عن سعادته بتواجده في محافظة مسندم لتقديم العرض المسرحي "أول لقى" في محافظة مسندم مشيرا إلى أن المسرح يحاكي الإنسان ويحاكي المجتمع ومن خلاله يتم إيصال الرسالة للمجتمع، وقال: "المسرح مهم جدا في ثقافة الإنسان بشكل عام مضيفا في هذه المسرحية، نحاول توصيل رسالة عن عائلة وعن القضايا الاجتماعية الموجودة في كل بيت، ونتناولها بطريقة كوميدية وطريقة علاجها، ومن خلال العرض نوصل الرسالة إلى الأب والأم والأخ والأخت بطريقة يتقبلها الجمهور كحكاية تمس الأسرة والمجتمع في إطار ممتع ومؤثر، ونقدم من خلال العرض رسائل هادفة تسهم في ترسيخ مفهوم الأسرة المستدامة، وتعزيز الترابط بين أفراد المجتمع وتصل للمتلقي وللأسرة الخليجية بأننا نربي جيل قادم في ظل ثورة التكنولوجيا من خلال المحافظة على العادات والتقاليد .

من جانبها قالت الفنانة أمل محمد بأن مسرحية (أول لقى) مسرحية كوميدية اجتماعية تتحدث عن الحياة اليومية الموجودة في كل بيت وفي كل مجتمع وفي كل ثقافة، وفيها مواقف كوميدية بالإضافة إلى قصة محورية ترتكز عليها هذه المواقف، وأضافت بأن المسرحية ليست مواقف مضحكة فحسب بل فيها عبر وفيها رسالة، وأنا دوري دور سارة زوجة الأخ ومعاناتها مع أهل زوجها والمشادات مع الإخوة والأخوات.

تتناول المسرحية بطرح عفوي ممزوج بالكوميديا أبرز التحديات التي تواجه الحياة الزوجية، ومنها تدخلات الأقارب والأصدقاء وما يصاحبها من مشاعر الحسد والغيرة والتي قد تؤثر سلبًا في استقرار الأسرة وتؤدي إلى خلافات قد تصل إلى الانفصال، وأضافت: "في العرض المسرحي نقدم رسائل اجتماعية وإنسانية هادفة تركز على أهمية تعزيز الروابط الأسرية ودور العائلة في التنشئة الاجتماعية إضافة إلى التوعية بمكانة المرأة والطفل في المجتمع وخلال العرض نسلط الضوء كذلك على تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في سلوكيات الأطفال، ونؤكد ضرورة التوجيه والمراقبة من الوالدين لضمان بيئة أسرية صحية ومستدامة، وذلك ضمن إطار درامي غني بالمفارقات الكوميدية معربة عن سعادتها في عرض هالمسرحية في محافظة مسندم ضمن فعاليات (الشتاء مسندم).

المسرحية من تأليف جمعة علي وإخراج محمد جمعة، وتأتي المسرحية في إطار اجتماعي يجمع بين الطابع الرومانسي والواقعي بأسلوب كوميدي راقٍ يناسب مختلف الفئات العمرية، ويعكس مواقف حياتية مأخوذة من الواقع الأسري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشتاء مسندم أول لقى من خلال

إقرأ أيضاً:

رسم البهجة من قلب الألم.. رحلة عبد المنعم إبراهيم بين الكوميديا والأحزان

تحل اليوم ذكرى رحيل أحد أعمدة الكوميديا المصرية وأبرز فناني جيله، الفنان عبد المنعم إبراهيم، الذي ترك إرثا فنيا خالدا في تاريخ السينما والمسرح المصري، فلم يكن مجرد ممثل كوميدي يرسم الابتسامة على وجوه المشاهدين، بل كان صاحب مدرسة فنية خاصة امتزج فيها الضحك بالوجدان الإنساني، والبساطة بالعمق.

ميلاد عبد المنعم إبراهيم

ولد عبد المنعم إبراهيم محمد حسن الدعبشي في 24 ديسمبر 1924 بمدينة بني سويف، وتعود أصوله إلى قرية ميت بدر حلاوة بمحافظة الغربية.

حصل على دبلومة المدارس الثانوية الصناعية ببولاق، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث كان زميله في اختبارات القبول الفنان عبد المنعم مدبولي وقد اجتاز الاثنان الاختبارات أمام لجنة من كبار رموز المسرح المصري، ضمت جورج أبيض ونجيب الريحاني ويوسف وهبي وزكي طليمات.

عبد المنعم إبراهيم عبد المنعم إبراهيم

تخرج عبد المنعم إبراهيم عام 1949، وبدأ مسيرته الفنية من خلال المسرح، إذ انضم إلى فرقة المسرح الحديث بقيادة زكي طليمات، وشارك في أولى مسرحياته «مسمار جحا» من تأليف أحمد باكثير، تلتها مسرحية «ست البنات» لأمين يوسف غراب.. وعلى الرغم من رغبته في أداء الأدوار التراجيدية، إلا أن خفة دمه وروحه المرحة جعلت الكوميديا مجال تألقه الأبرز.

عبد المنعم إبراهيم

بعد ذلك، قدم استقالته من العمل الحكومي ليتفرغ تماما للفن، وترك فرقة المسرح الحديث عام 1955 لينضم إلى فرقة إسماعيل ياسين، حيث قدم مسرحية «معركة بورسعيد»، ثم توالت أعماله في الفرقة من خلال مسرحيات مثل: «الخطاب المفقود»، «جمهورية فرحات» و«جمعية قتل الزوجات» وغيرها.

إلا أنه لم يستمر في الفرقة أكثر من عام واحد، إذ عاد ليستقر في المسرح القومي الذي أمضى فيه بقية سنوات حياته، وكان يعتبره بيته الثاني.

وخلال فترة العدوان الثلاثي عام 1956، قدم على خشبة المسرح القومي مسرحية قصيرة ومؤثرة بعنوان«معركة بورسعيد»، ثم واصل تألقه على خشبة القومي من خلال أدوار بارزة في عدد من الأعمال المهمة مثل: «حلاق بغداد» لألفريد فرج، «السلطان الحائر» لتوفيق الحكيم و "ومعروف الإسكافى».

عبد المنعم إبراهيم أعمال عبد المنعم إبراهيم

بعيدا عن خشبة المسرح، لمع نجم عبد المنعم إبراهيم في السينما من خلال أعمال مميزة، وكان دائما يميل إلى أدوار الكوميديا، حتى أطلق عليه البعض لقب «شارلي شابلن العرب»، ولم يقتصر دوره على البطولة فقط، بل كان يرضى أيضا بأن يكون صديق البطل، كما ظهر إلى جانب رشدي أباظة في فيلم «الزوجة 13»، وأيضا في فيلم «عدو المرأة».

في عام 1959، كانت أول بطولة لعبد المنعم إبراهيم من خلال فيلم «سر طاقية الإخفاء» للمخرج نيازي مصطفى، حيث جسد شخصية الصحفي الفاشل عصفور قمرالدين، الذي يتحول إلى ناجح بفضل طاقية سحرية.

عبد المنعم إبراهيم أدوار عبد المنعم إبراهيم

بدأ عبد المنعم إبراهيم أدواره النسائية عام 1959 في فيلم «لوكاندة المفاجآت» بدور نرجس ريحان، ثم أدى شخصية سكر هانم في فيلم «سكر هانم»، وأما آخر أدواره النسائية فكان في فيلم «أضواء المدينة» للمخرج فطين عبد الوهاب عام 1972، حيث جسد دور الجدة التركية.

سبق عبد المنعم إبراهيم بفيلم «إشاعة حب» عام 1960 فكرة تطبيق الدابسماش، حين أدى صوت هند رستم بشخصية محروس في مشهد أصبح أيقونيا: «كده برضه يا سونة يا خاين، أحبك، أعشقك، أموت في هواك».

عبد المنعم إبراهيم إفيهات عبد المنعم إبراهيم

تميز عبد المنعم إبراهيم بإجادته اللغة العربية الفصحى، ما أهله لتجسيد شخصيات مثل الشيخ الأزهري ومعلمي اللغة، ومن أبرز هذه الأدوار شخصية «الشيخ عبد البر» في فيلم «إسماعيل يس في الأسطول»، كما شارك في مسلسلات مثل «السفيرة عزيزة» و«غصن الزيتون».

عبد المنعم إبراهيم

بجانب التمثيل، تألق عبد المنعم إبراهيم في العديد من المسلسلات التليفزيونية من بينها: «زينب والعرش، أولاد آدم، الشهد والدموع» وقد جمع بين اللونين الكوميدي والتراجيدي في أعماله.

ينتمي عبد المنعم إبراهيم إلى الجيل الذهبي من الفنانين الذين قدمهم البرنامج الإذاعي الشهير «ساعة لقلبك» إلى جانب فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي والمعلم شكل.

عبد المنعم إبراهيم جوائز عبد المنعم إبراهيم

حصل الفنان القدير عبد المنعم إبراهيم على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، وأبرز هذه الجوائز: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983، وجائزة درع المسرح القومي عام 1986.

تزوج عبد المنعم إبراهيم 4 مرات في حياته، رحلت الأولى بعد 11 عاما، وتزوج شقيقتها لكن وقع الانفصال بينهما بعد فترة قصيرة، ومرة ثالثة من سيدة لبنانية، حتى ارتبط بالفنانة كوثر العسال لمدة 20 عاما.

أزمات في حياة عبد المنعم إبراهيم

رغم خفة ظله وحسه الكوميدي، لم تكن حياة عبد المنعم إبراهيم سهلة، فقد فجع بوفاة زوجته فجأة، تاركة له أربعة أطفال، أصغرهم لم يتجاوز عامه الثاني، وبعد عامين، تلقى صدمة جديدة بوفاة شقيقه عن عمر 35 عاما، تاركا وراءه 6 أبناء وأمهم، فوجد نفسه مسؤولا عن 11 فردا، ولم تمض فترة طويلة حتى فقد والده، بعد وفاة زوجته الأولى بفترة وجيزة، مما اضطره للعودة إلى المسرح رغم حزنه العميق، مواصلا إضفاء البهجة على الآخرين بينما كان يحمل عبء الحياة على عاتقه.

عبد المنعم إبراهيم رحيل عبد المنعم إبراهيم

رحل عبد المنعم إبراهيم عن عالمنا في 17 نوفمبر 1987، عن عمر ناهز 63 عاما، وقد أوصى بأن تخرج جنازته من المسرح القومي لأنه كان يعشق المسرح ويعتبره بيته، وأن يدفن في قريته، ميت بدر حلاوة.

ومع مرور 38 عاما على رحيله، لا يزال إرثه الفني حيا في قلوب محبيه، وخلف هذه البسمة الساحرة، كانت هناك حياة مليئة بالتحديات والمواقف المأساوية، عاشها بروح قوية وعزيمة لا تلين.

اقرأ أيضاًذكرى رحيل معالي زايد.. كادت تدخل السجن بسبب مشهد في فيلم لـ أحمد زكي

ذكرى رحيل فؤاد حداد.. شاعر العامية الذي لا يغيب

ذكرى وفاة سعد الدين وهبة.. مسيرة نصف قرن في خدمة الفن والثقافة

مقالات مشابهة

  • انطلاقُ النّسخة الأولى من مسابقة الرّماية الأولمبيّة بمحافظة مسندم
  • 10 ورش تدريبية وماستر كلاس ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي
  • انطلاق النسخة الأولى من مسابقة الرماية الأولمبية في مسندم
  • من الجنوب إلى نيروبي.. «أناكوندا» تكتب فصلًا جديدًا في المسرح المصري
  • اليوم… العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم "الأشياء التي تقتلها" على المسرح الكبير
  • رسم البهجة من قلب الألم.. رحلة عبد المنعم إبراهيم بين الكوميديا والأحزان
  • بوراك أوزجيفيت يستعد لعرض مسرحي منفرد للمرة الأولى.. "أجمل فتاة في إسطنبول" قريبًا على الخشبة
  • تخفيضات على الملابس الشتوية.. مواصلة فعاليات مبادرة «كلنا واحد»
  • "أسياد" تطلق رحلة "عُمان 3165" تجسيدًا لرؤية الاستدامة الوطنية